مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه في ديسمبر الماضي عقد اجتماع في لندن بحث جهود إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى مركز تجاري متوسطي يركز على التجارة والسياحة والابتكار.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الاجتماع ضم مسؤولين كبارا من وكالات التنمية الاقتصادية الأمريكية والأوروبية، ومديرين تنفيذيين من شركات التمويل والبناء في الشرق الأوسط وشريكين من مؤسسة الاستشارات الدولية "ماكينزي آند كومباني"، مبينة أن جميع الأطراف حضروا كأفراد فقط، وليس كممثلين لمؤسساتهم.
وأكدت أن الخطة التي قدمها المجتمعون "بعيدة كل البعد عن الواقع المرير الذي يواجه غزة اليوم"، كما شدد المشاركون في الاجتماع، على أنه مجرد ممارسة رسم مستقبل أكثر ازدهارا لغزة، يحمل قيمة لأنه يمكن أن يمهد الطريق للمشاريع بمجرد أن تصبح الظروف مناسبة.
وأوضحت المجموعة أن العمل الأكثر إلحاحا هو توصيل الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى الطارئ لسكان غزة، الذين يواجهون الآن الكارثة، "لكن التركيز الأساسي لخطتهم ينصب على إعادة البناء التي ستتكشف على مدى العقود التالية".
البنى التحتية
تركز الخطة على سلسلة من المشاريع الكبرى، بما في ذلك ميناء، ومحطة تحلية المياه لتوفير مياه الشرب، وخدمة الرعاية الصحية عبر الإنترنت، وممر نقل يربط غزة بالضفة الغربية.
وسيشرف صندوق لإعادة الإعمار والتنمية على هذه المشاريع المستقبلية.
تتضمن الخطة أيضا عناصر أكثر تطلعا إلى المستقبل، مثل خفض الحواجز الجمركية أمام التجارة وإدخال عملة جديدة بدلا من الشيكل الإسرائيلي، وتفترض إنشاء الحكم الذاتي الفلسطيني في نهاية المطاف، وهي الخطوة التي تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقاومتها.
التكلفة
يشكل السعر الباهظ لأي عملية إعادة بناء عائقاً آخر. وقد وصلت قيمة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية في غزة إلى 18.5 مليار دولار، وفقا لتقدير حديث للبنك الدولي والأمم المتحدة.
ونصف السكان على حافة المجاعة، وأكثر من مليون شخص يفتقرون إلى المنازل.
ومن بين أكبر التساؤلات المطروحة "من يمكنه تقديم مثل هذا التمويل؟".
توخت خطة تنمية سابقة للأراضي الفلسطينية قدمتها إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب في عام 2019 استثمارات كبيرة من دول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
التنمية
بلغ معدل البطالة في غزة أكثر من 45 بالمئة في عام 2022، بحسب البنك الدولي. وكان أكثر من نصف السكان يعيشون في فقر، وفقا لصندوق النقد الدولي.
وفي حين أن رؤى أنظمة النقل الحديثة قد تبدو الآن عرضية لاحتياجات غزة الأساسية، فإن الخطة محكومة بافتراض مفاده أنه حتى الهياكل المؤقتة مثل الإسكان في حالات الطوارئ ومرافق الرعاية الصحية يجب أن يتم وضعها بشكل مدروس لتجنب إهدار الإمكانيات المستقبلية.
وقال ستيفن بايرز، السكرتير السابق لمجلس الوزراء البريطاني في حكومة توني بلير، والذي حضر اجتماع لندن "إذا ظلت حماس لاعبا، فلن يستثمر الناس عشرات المليارات من الدولارات".
وتمتد الأفكار التي انبثقت من ورش العمل إلى ربع القرن القادم.
تشمل هذه المشاريع إنشاء ملعب كرة قدم متطور ورفع فريق كرة القدم الحالي إلى مستوى أكثر قدرة على المنافسة دولياً، ووضع استراتيجية لتشجيع صناعة السينما الفلسطينية.
وفي حين تتطلب المشاريع الكبرى الوضوح بشأن الإدارة السياسية المستقبلية لغزة، فإن المبادرات الأخرى، مثل تلك التي تهدف إلى تشجيع الشركات الصغيرة، يمكن أن تبدأ بمجرد توقف الأنشطة العسكرية.
وقال جيم بيك، الرئيس التنفيذي لمبادرة الاستثمار في الشرق الأوسط، وهي منظمة غير ربحية تمول مشاريع التنمية: "أريد التركيز على كيفية فتح متجر الخبز، وكيف نجعل المصانع تعمل، كل شاحنة ستقوم بإزالة الأنقاض هي في حد ذاتها شركة صغيرة تعيل أسرة".
المصدر: "نيويورك تايمز"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الخارجية: خطة إعادة إعمار غزة تتطلب بناء 400 ألف وحدة سكنية
قال السفير تميم خلاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن المرحلتين الثانية والثالثة من خطة إعادة إعمار غزة ستخصصان بالكامل لإعادة بناء القطاع بشكل كامل.
وأوضح تميم خلال مداخلة هاتفية على قناة إكسترا نيوز، أن هذه المراحل تشمل العديد من المشاريع الكبرى، مثل بناء 400 ألف وحدة سكنية دائمة لاستيعاب 2.7 مليون فلسطيني، في خطوة مهمة لتوفير بيئة سكنية مستقرة.
كما ستتضمن الخطة العديد من المشروعات الحيوية مثل إعادة بناء شبكة الطرق التي دمرت، بالإضافة إلى إنشاء ميناء حديث، ومحطات للطاقة الشمسية لتوفير الطاقة النظيفة، وإنشاء مراكز حكومية للإدارة المحلية.
وتشمل الخطة أيضًا بناء مستشفيات ومدارس ووحدات صحية لتلبية احتياجات المواطنين، بما يضمن تحسين البنية التحتية في غزة ويسهم في إعادة الحياة إلى طبيعتها بشكل مستدام.
إعادة إعمار قطاع غزةكانت وزارة الخارجية المصرية، أعلنت الخميس، عن تفاصيل جديدة بشأن الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي أقرتها القمة العربية مؤخراً وذلك خلال سلسلة من اللقاءات مع السفراء والمراسلين الأجانب المعتمدين في القاهرة.
وعقدت وزارة الخارجية لقاءات مع السفراء الأجانب من مختلف القارات، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية تم خلالها استعراض التصور الشامل للخطة ومراحلها الثلاث.
مراحل الخطةتتضمن الخطة إزالة 50 مليون طن من الركام، وإزالة الذخائر غير المنفجرة، وتوفير وحدات سكنية مؤقتة، بالإضافة إلى بناء 460 ألف وحدة سكنية دائمة لاستيعاب الفلسطينيين المتضررين. كما تهدف الخطة إلى استعادة الخدمات الأساسية والمرافق الحيوية في غزة.
و تم التأكيد خلال اللقاءات على أهمية تعزيز الأمن في غزة من خلال تدريب الشرطة الفلسطينية، وتمكين السلطة الفلسطينية من الإشراف على القطاع لضمان استقراره وتحقيق الوحدة الوطنية.
كما تم التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين وتشكيل لجنة فلسطينية غير فصائلية لإدارة غزة.
وأعلنت وزارة الخارجية عن استضافة مصر لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، لحشد التمويل اللازم لتنفيذ الخطة.