مقال بفورين أفيرز يتحدث عن محور رباعي جديد يهدف لتغيير النظام الدولي
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
قال باحثان أميركيان إن الدعم الذي تحصل عليه روسيا من الصين وإيران وكوريا الشمالية عزز موقفها في قتالها ضد أوكرانيا، وقوّض، من ثم، محاولات الغرب لعزلها وأضر بكييف.
وذكرت مديرة برنامج الأمن عبر الأطلسي في مركز الأمن الأميركي الجديد، أندريا تايلور، وزميلها الرئيس التنفيذي بالمركز ريتشارد فونتين، أن هذا التعاون ليس سوى قمة جبل الجليد.
ووفقا للباحثين في مقالهما المشترك بمجلة "فورين أفيرز"، فإن التعاون بين الدول الأربع ظل يمضي في توسع قبل عام 2022، لكن الحرب في أوكرانيا أدت إلى تسريع وتيرة العلاقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والتكنولوجية بينها.
كما تتعاون الدول الأربع في صياغة مصالحها المشتركة، وتنسق خطاباتها وأنشطتها العسكرية والدبلوماسية. ويحذر الباحثان من أن تقارب تلك الدول يؤدي إلى تأسيس محور جديد من الاضطرابات؛ وهو تطور سيغير -برأيهما- المشهد الجيوسياسي بشكل جذري.
تغيير النظام الدوليومع ذلك، فإن تايلور وفونتين يعتقدان أن هذه القوى ليست كتلة مقصورة على الأربع وحدها، وليست تحالفا بكل تأكيد؛ بل عبارة عن مجموعة من الدول "الناقمة" التي تجتمع على هدف مشترك يتمثل في قلب المبادئ والقواعد والمؤسسات التي يقوم عليها النظام الدولي السائد.
وعندما تتعاون تلك الدول الأربع فإن أفعالها سيكون لها تأثير أكبر بكثير من جهودها الفردية مجتمعة، بحسب المقال الذي يضيف كاتباه أن ذلك يتم من خلال عملها المشترك على تعزيز القدرات العسكرية لبعضها بعضا؛ وإضعاف فعالية أدوات السياسة الخارجية الأميركية، بما في ذلك العقوبات؛ وإعاقة قدرة واشنطن وشركائها على فرض القواعد العالمية.
ويتابع تايلور وفونتين بالقول إن هدف هذه الدول الجماعي هو خلق بديل للنظام الحالي الذي يعتبرونه خاضعا لهيمنة الولايات المتحدة.
غير أن العديد من المراقبين الغربيين يستبعدون أي تبعات قد تترتب على التنسيق بين الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا، ذلك أن هناك خلافات بين هذه الدول، وقد يحد تاريخ من عدم الثقة والانقسامات المعاصرة من تطوير علاقاتها، وفق ما ورد في المقال.
زعزعة الاستقرار
ويزعم الكاتبان أن الهدف المشترك لهذه الدول هو إضعاف الولايات المتحدة ودورها القيادي ويوفر رابطا قويا في أماكن عديدة من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
ويرى الكاتبان أن التعاون بين أعضاء هذا المحور ليس بالأمر الجديد؛ فقد ظلت الصين وروسيا تعملان على تعزيز شراكتهما منذ نهاية الحرب الباردة، والتي تطورت سريعا بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم إليها؛ وتضاعف نصيب الصين في التجارة الخارجية الروسية من 10% إلى 20% بين عامي 2013 و2021، وبين عامي 2018 و2022. كما مثلت صادرات روسيا 83% من احتياجات الصين للأسلحة.
من جانبها، رأت كوريا الشمالية في الصين الحليف الأساسي لها وشريكتها التجارية لعقود من الزمن، وحافظت كوريا الشمالية وروسيا على علاقات دافئة، إن لم تكن جوهرية بشكل خاص، وفق مقال "فورين أفيرز".
أما إيران فقد درجت على شراء صواريخ من كوريا الشمالية منذ ثمانينيات القرن الماضي. ويزعم المقال أن بيونغ يانغ زوّدت حلفاء إيران في الشرق الأوسط بالأسلحة.
حرب أوكرانياعلى أن حرب روسيا على أوكرانيا في عام 2022 كانت العامل الذي أدى إلى التعجيل بالتقارب بين هذه الدول الأربع بطرق تتجاوز روابطها التاريخية.
ويزعم الباحثان الأميركيان أن التعاون المتنامي بين الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا يتغذى على معارضتها المشتركة للنظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب، وهو العداء المتأصل في اعتقاد هذه الدول بأن هذا النظام لا يمنحها المكانة أو حرية العمل التي تستحقها، حيث تطالب كل دولة بمنطقة نفوذ.
وترى الدول الأربع مجتمعة أن الولايات المتحدة هي العقبة الرئيسية أمام إنشاء مناطق نفوذها، وتريد تقليص وجود واشنطن في مناطقها، على حد تعبير المقال.
ويدعي الكاتبان أن الغرب لديه كل المقومات لتحقيق النصر في تنافسه مع المحور الجديد؛ إذ يتفوق عليه اقتصاديا وعسكريا من حيث قوة جيوشه، وقيمه، ومكانته الجغرافية، إلى جانب نظامه الأكثر استقرارا.
وختم فونتين وتايلور مقالهما بالتأكيد على أن المحور الجديد غيّر بالفعل الصورة الجيوسياسية، لكن لا يزال بإمكان واشنطن وشركائها ردع هذه الدول الأربع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الولایات المتحدة الدول الأربع هذه الدول
إقرأ أيضاً:
من مالاوي إلى جنوب الصين..تجميد المساعدات الأمريكية يصدم الدول الفقيرة ويفتح آفاقاً أمام الصين
وقع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجميد المساعدات الدولية مثل الصدمة لما له من تبعات مدمرة على الملايين عبر العالم الذين يستفيدون منها في مجالات شتى من مكافحة الإيدز، وفي أوغندا ومساعدة ضحايا الفيضانات في جنوب السودان.
وبمجرد التوقيع، علّق الرئيس الأمريكي فور تنصيبه كل برامج المساعدة الأجنبية ثلاثة أشهر، باستثناء المساعدة الغذائية الطارئة والمساعدات العسكرية لإسرائيل ومصر.وستراجع إدارته على مدى ثلاثة أشهر نظام المساعدات الدولية للتثبت من أنها تستوفي شروط سياسة "أمريكا أولاً" التي ينتهجها، وفق قرار يبعث منذ الآن الهلع في الدول الأكثر فقراً.
وحتى لو عاودت الولايات المتحدة لتقديم المساعدة بعد انقضاء هذه المهلة، فإن العاملين الإنسانيين يحذرون من تبعات بعيدة الأمد لانقطاعها، فيما يتوقع بعض المراقبين أن يقوّض هذا القرار بشكل دائم مصداقية الولايات المتحدة في وقت تعمل الصين وقوى أخرى على بسط نفوذها في الدول النامية.
وقال بيتر وايسوا العضو في شبكة "كومباشن كونيكتورز" للمساعدة الإنسانية في أوعندا: "حتى لو أعيد التمويل في نهاية المطاف، فسيتسبب الأمر في أضرار جسيمة". وأوضح أن "انقطاع الأدوية لأيام للمصابين بالإيدز قد يتسبب في الوفاة".
كما لفت إلى أن بعض المدارس الممولة من برنامج التعليم للجميع الأميركي أبلغت التلاميذ منذ الآن بالتوقف عن التوجه إلى الصفوف.
ويثير قرار ترامب مخاوف أيضاً في جنوب السودان الذي يواجه وباء الكوليرا، وفيضانات تركت ثلاثة آلاف بلا منازل ويعولون على المساعدة الأمريكية.
وقال جيمس أكون أكوت المدرّس في دار للأيتام في أوايل بشمال الدولة الفقيرة: "إذا لم يعاد النظر سريعا في قرار قطع التمويل، فثمة احتمال فعلي أن يبدأ الناس يموتون من الجوع والأمراض في جنوب السودان". وأضاف "المشكلة أن المساعدة تستخدم للإغاثة الفورية وإعادة الإعمار في آن".
Its paramount important to know that the pulling out of the USA from W.H.O may also affect the free distribution of HIV drugs in poor countries like Zim.
Some analysts say, if Zim has individuals who can donate vehicles worth US$10million per yr, why shld we rely on foreign aid pic.twitter.com/OzV72CDjtc
كانت الولايات المتحدة لفترة طويلة أكبر مصدر للمساعدة الإنمائية في العالم وقدمت 64 مليار دولار في 2023. ومن أبرز برامجها في هذا المجال "بيبفار" الذي أطلقه الرئيس السابق جورج دبليو بوش لمكافحة الإيدز، ويستفيد منه بصورة مباشرة أكثر من 20 مليو مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب.
ويبدو أن هذا البرنامج نجا من قرار الإدارة الأمريكية الجديدة بموجب استثناءات منحها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وشملت "المساعدة الغذائية الطارئة" والمساعدات "المنقذة للحياة"، بما يمكن أن يشمل توزيع أدوية ضد الإيدز. غير أن الصياغة المبهمة تثير كثيراً من الشكوك.
وقالت سوزي دزيمبيري الممرضة في مالاوي إن بعض السكان بدأوا يخزنون الأدوية التي يمكنهم الحصول عليها، وأن المنظمة المحلية "لايتهاوس" التي توفر أدوية الإيدز أغلقت أبوابها.
وفي واشنطن، قالت مساعدة برلمانية في الكونغرس تتابع ملف المساعدة الإنسانية، إن وقف المساعدة 9 أيام فقط يطال مبدئيا مليون جرعة من الأدوية ضد الإيدز، مشيرة إلى أن التعليمات لا تزال غامضة.
وأضافت "علمنا بحالات حيث كان هناك مخزون من الأدوية الجاهزة للتوزيع وأن أوامر صدرت بإبقائها على الرفوف" في انتظار تعليمات من واشنطن.
وتابعت "كان يفترض أن يكون بيبفار خطة مارشال الأمريكية" مضيفة أن "فكرة أن نقرر وقفه بمجرد الضغط على زر تظهر أننا نزقون، ولا نكترث في الحقيقة، وأن عليهم في المستقبل التطلع إلى دول مثل الصين".
المصلحة الوطنيةوأكد روبيو عند توقيعه آخر الإعفاءات هذا الأسبوع "لا نريد أن نرى لناس يموتون"، لكنه تابع أنه سيتحتم على المنظمات المستفيدة من المساعدات تبرير نفقاتها إذ "لم نحصل في الماضي سوى على القليل من التعاون". وأكد "علينا التثبت من أن ذلك يتوافق مع مصلحتنا الوطنية".
وأبدى البعض في واشنطن مخاوف من أن تكون هذه الأولوية الممنوحة للمساعدات "الطارئة" تخفي في الحقيقة خطة أوسع لقطع التمويل عن كل ما تبقى.
وقال موظف كبير في منظمة في الولايات المتحدة إن "تعبير مساعدة غذائية طارئة نفسه ينطوي على تناقض" مضيفاً "احرموا أنفسكم من الطعام لبضعة أيام وسترون" ما يعني ذلك.
Distribution of HIV drugs in poor countries stopped as Trump freezes foreign aid https://t.co/jKLK8iPPKD
— USA TODAY (@USATODAY) January 29, 2025ولفت إلى أن قطع المساعدات يطال بصورة خاصة مجموعات محلية لا تملك أي احتياطات مالية، وهي تحديداً من النوع الذي يسعى المسؤولون الأمريكيون لتعزيزه. وختم "هذا يعود بشكل أساسي إلى إحراق أساسات منزلكم فيما الهدف المعلن هو ترميمه".