صحيفة جزائرية تنشر تفاصيل مثيرة عن الأسرار الغامضة لمهندس الإساءات ضد الجزائر من داخل الإليزيه
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
نشرت صحيفة الشروق الجزائرية تقريرا كشفت فيه هوية أحد أبرز مهندسي حملة الإساءات والاستفزازات التي تتعرض لها الجزائر من داخل قصر الإليزيه وعبر الإعلام الفرنسي، ويدعى كريم أملال.
وذكرت الصحيفة معلومات من مصادر متطابقة أن كريم أملال معروف بـ"صلته الأكيدة بمنظمة "ماك".
وأوردت أنه من مواليد العاصمة الفرنسية باريس، في 10 نوفمبر 1978، وهو سياسي فرنسي من أب جزائري وأم فرنسية، غادر والداه باتجاه فرنسا قبل أزيد من عقدين من الزمن، وهو من المقربين من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يكلفه ببعض المهام الخاصة تحت الطلب.
وخاض كريم أملال الانتخابات المحلية والنيابية تحت لواء حزب الرئيس الفرنسي الحالي "فرنسا إلى الأمام" قبل أن يغيّر تسميته إلى "النهضة"، غير أنه لم يتمكن من الفوز في السباق مرتين، ما اضطر ماكرون إلى تعيينه في مناصب سامية، من بينها سفير ومندوب وزاري لحوض البحر الأبيض المتوسط في 29 يوليو 2020.
وقال التقرير: "مسيرة الرجل يلفها الكثير من إشارات الاستفهام، ودائما ما يكون خلف أية مبادرة تسعى إلى حشد الدعم السياسي للسلطات الفرنسية، أو مشاركا فيها قبل أن يتحول إلى ما يشبه المكلف بمهمة لدى الرئيس الفرنسي منذ وصوله إلى قصر الإيليزيه في ربيع العام 2017".
وأورد أن "شخصية أملال غامضة، فتارة يسوق على أنه رجل مقاولات، وتارة أخرى يقدم على أنه كاتب وقاص، كما يقدم أيضا على أنه ناشط جمعوي يستهدف تأطير المجتمع، يحارب الكراهية والخطاب العنيف في المجتمع الفرنسي، كما أسس في سنة 2013 موقعا إلكترونيا تحت مسمى “شوف شوف”، متخصص في نشر الفيديوهات المتعلقة بالجزائر، يدعي نشر ثقافة المشاركة ويدافع عن القيم التقدمية ويتخذ من اللائكية مرجعا له، وقد جعل منه منبرا للدفاع عن زعيم “الماك” الإرهابية، فرحات مهني، المدان بالمؤبد من قبل العدالة الجزائرية، في قضية الشهيد المغدور جمال بن إسماعيل. في سنة 2018، كلفه الرئيس الفرنسي، رفقة ثاني أكبر شخصية نفوذا بين أفراد الجالية اليهودية في فرنسا، جيل الطيب، نائب رئيس "المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا"، والتي يشار إليها اختصارا باللغة الفرنسية بـ"كريف"، وسيدة من أصول إفريقية، لايتيتيا أفيا، النائب بحزب ماكرون، بمحاربة جرائم الكراهية والعنصرية ومعاداة السامية في فرنسا من خلال شبكة النت، وهي المهمة التي كللت بتقرير رفع للوزير الأول الفرنسي، إدوار فيليب، في 20 سبتمبر 2018، يتضمن 20 مقترحا لمحاربة الظاهرة، تم تضمينها في قانون لمحاربة الكراهية بعد سنة من ذلك".
وذكرت الشروق "لا يشعر كريم أملال بأنه جزائري ولا تلمس في كلامه انتماء للوطن الأم، أو على الأقل بأن والده جزائري وكبر وترعرع في أحضان الجزائر، فعندما تقرأ الحوار الذي خص به مجلة “جون أفريك” التابعة لجهاز المخابرات المغربي، في يوليو 2022، تجد هواه فرنسيا وقضاياه فرنسية، فهو يلوم الرئيس عبد المجيد تبون، لكونه لم يساير نظيره الفرنسي، ماكرون، في طي ملف الذاكرة وفق رؤية باريس".
وختم التقرير بالقول: "المثير في الأمر، هو أن بعض وسائل الإعلام ومنها “جون أفريك”، تقدم كريم على أنه عضو في لجنة الذاكرة لبحث الماضي الاستعماري، التي يقودها المؤرخ، بنجامان ستورا، من الجانب الفرنسي، وهو المعطى الذي يبقى غير دقيق، إلا إذا كانت وراء هذا الخبر المغلوط أهداف غير معلنة، فالقائمة التي سربها بنجامان ستورا لصحيفة "لوموند" خريف العام المنصرم، تضم خمسة أسماء ليس بينها كريم أملال، الذي يحاول الجانب الفرنسي إقحامه في كل الملفات التي تكون الجزائر طرفا فيها أو على علاقة بها".
المصدر: الشروق الجزائرية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا إيمانويل ماكرون التمييز العنصري باريس معاداة السامية الرئیس الفرنسی على أنه
إقرأ أيضاً:
الجزائر تستدعي السفير الفرنسي.. نشاط استخباراتي يثير الجدل
ذكرت وسائل إعلام جزائرية أن وزارة الخارجية الجزائرية استدعت السفير الفرنسي في خطوة تعكس توترًا جديدًا في العلاقات بين البلدين، وذلك للتعبير عن استيائها الشديد من تقارير تشير إلى وجود نشاط استخباراتي فرنسي داخل الأراضي الجزائرية.
ورغم عدم الكشف عن تفاصيل دقيقة بشأن طبيعة هذا النشاط الاستخباراتي أو مدى تأثيره، إلا أن الحادثة تثير تساؤلات حول مستوى التنسيق الأمني بين الجزائر وفرنسا، لا سيما في ظل القضايا الإقليمية والدولية الحساسة التي قد تشمل مكافحة الإرهاب أو عمليات استخباراتية عبر الحدود.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تاريخي معقد للعلاقات الجزائرية الفرنسية، والتي شهدت فترات من التعاون والتوتر على مر العقود. التاريخ الاستعماري الطويل بين البلدين لا يزال يؤثر في العلاقات، فحتى بعد الاستقلال الجزائري في 1962، استمرت التوترات حول قضايا مثل الذاكرة التاريخية وحروب الذاكرة.
وقد أثارت التقارير الأخيرة المتعلقة بالنشاط الاستخباراتي الفرنسي في الجزائر حفيظة السلطات الجزائرية بشكل خاص، حيث ينظر إلى مثل هذه الأنشطة على أنها تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وتهديد لسيادتها. السلطات الجزائرية ترى أن مثل هذه الأنشطة تمثل خرقًا لحدود الثقة التي تحتاجها العلاقات الدولية.
رغم غياب بيان رسمي حتى الآن من وزارة الخارجية الجزائرية، فإن المصادر الإعلامية المحلية أكدت أن الجزائر أبدت قلقًا بالغًا إزاء ما وصفته بـ"التصرفات غير الودية". في هذا السياق، تم استدعاء السفير الفرنسي ليقدم توضيحات رسمية حول النشاط الاستخباراتي المزعوم، فيما طالبت الجزائر السلطات الفرنسية بالامتناع عن أي أنشطة من شأنها التأثير على الاستقرار والعلاقات الثنائية.
ويتوقع المحللون أن هذه الأزمة قد تؤدي إلى مزيد من التأزيم في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، في وقت حساس تمر به المنطقة على الصعيد الأمني والدبلوماسي.