حرص الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على قطاع خدمة المجتمع، ومحمد عبد الخالق، أمين عام الجامعة؛ على تفقد أعمال تجهيز القافلة الرابعة لجامعة الأزهر وكلياتها بالقاهرة والأقاليم لأهالي غزة.

سلامة داود: جامعة الأزهر لا تدخر وسعًا في العناية بسفراء الوسطية والاعتدال

وقدم الشكر للجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة ولجميع المُسْهِمين في تجهيز القافلة من أساتذة، وموظفين، وطلاب، وعمال، مؤكدًا أن هذا العمل ثوابه عظيم عند الله تعالى؛ مصداقًا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِر يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

وأشار إلى أن هذه القافلة ستنطلق خلال أيام قليلة محملة بنحو ألف طنٍّ من الأدوية، والمواد الغذائية، والملابس، والمستلزمات اليومية دعمًا لأهالي غزة.

سلامة داود: الأزهر كان وسيظل يحمل هموم الأمة وواقعها ويعالج أمراضها

وكان أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن المولى -عز وجل- جعل الأزهر الشريف منحة لمصر وللعالم الإسلامي، وحصنًا للدين والعربية، ودرعًا للأمة، يرد عنها غوائل الزمان ونوازل الحدثان.

وقال رئيس الجامعة خلال كلمته في الاحتفال بمرور 1084 عامًا على إنشاء الأزهر الشريف: إن ذكرى تأسيس الأزهر الشريفِ مِنْ أحبِّ الذكريات إلى قلبي، طوى القرون والأعصر منذ ألف وأربعة وثمانين عامًا مضت من عمر الزمن وهو شامخ عزيز:
     فما لانت له أبدًا قناةٌ

وأوضح رئيس الجامعة أن الأزهر الشريف منذ إنشائه وهو يقود الشعب في كل الجهات، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف ليس مما يُنْسَى فيُذْكَرُ؛ فالمدارس في الدنيا بلا عدد وليس فيها لعمري مِثْلُ الأزهر الشريف.

وأوضح رئيس الجامعة أن الأزهر الشريف هو واحد لا نظير له في العالم كله؛ ولا بديل له في العالم كلِّه، ولا عِوَضَ له في العالم كلِّه؛ ولذا كان الحرصُ عليه والعملُ الدؤوبُ على إصلاحه ونهضته شُغْلَ كلِّ عالم مخلص وهَمَّ كُلِّ ناصح أمين.

وأنشد رئيس الجامعة قائلًا
يا أيها الأزهر المعمور:

 من سره فخر بغيرك إنني حتى بجدران المباني أفخر

أنت الأميـن على الديار وأهلها    والحـر في النكبــــــــات لا يتأخر

فيك العـروبة أدركت تــــاريخها وبساحك الفصحى غدت تتبختر

وبين رئيس الجامعة جهود الأزهر الشريف التي لا تعد ولا تحصى وأنشد يقول:
بمن احتمت كتب الشريعة عندما هجم التتار على العقول ودمروا؟

بمن احتمت العلماء حين تنكرت لهم الطريقُ وبان منها الأوعر؟

جاؤوك من شرق البلاد وغربها أنت الذي بك لم يخب مستنصرُ

وأوضح رئيس الجامعة أن السر في بقاء الأزهر الشريف طيلة هذه القرون المتطاولة مصري الموطن عالمي الرسالة؛ أنه جمع بين القديم والحديث، والطارف والتليد، وعاش هموم الأمة وواقعها، وكان علماؤه دائمًا مشاركين في الحياة لا على هامش الحياة، وهذا ما ضمن للأزهر الشريف أن يبقى شابًّا لا يدركه المشيب، ويبقى له دائمًا ما يميزه عن مؤسسات التعليم في كل مكان.

داود: الأزهر الشريف شهد تطويرًا شاملًا في السنوات الأخيرة

وذكر رئيس الجامعة أن الأزهر الشريف شهد تطويرًا شاملًا في السنوات الأخيرة؛ فحين أضاف مادة الفقه إلى كليات الطب والتجارة جعل الفقه في كليات الطب بطعم الطب؛ ليدرس الطالب فيه الأحكامَ الشرعية التي لا غنى للطبيب عنها؛ من المحافظة على أسرار المريض والحرص على أخلاقيات المهنة، وحكم التلقيح المجهري، وأطفال الأنابيب، ونقل الأعضاء، وغير ذلك مما يستجد في واقع الحياة، وفي كليات التجارة جعل الفقه بطعم التجارة؛ فدرس الطالب كل ما يتعلق بالمصارف والبنوك والتورق المالي والاستثمار وغير ذلك مما يستجد من أقضيات الزمان؛ ولهذا لم يكن الأزهر الشريف بعيدًا عن أن يتربع في التصنيف العالمي ذروة سنام الجامعات المصرية، وأن يكون في الترتيب الأول عليها، موضحًا أنه مما ضمن للأزهر الشريف البقاءَ هذه القرونَ المتطاولةَ أنه يرعى حريةَ الرأي والفكر، ويربي أبناءه على ذلك كما يربيهم على ضرورة الاجتهاد والتجديد والاستنباط، وأنه يناقش الفكرة من حيث هي فكرة مثنى وثلاث ورباع دون تعصب لأصحابها وإن كانوا من أصحاب الهالات المشهَّرة؛ ولذا كان طلابُ العلم في الأزهر مُثُلًا عليا في الجد والإقبال على العلم والانقطاعِ له، لم يكن همُّهم اجتيازَ عقبة الامتحان، بل الاستعداد والتأهب لحمل أمانة العلم وتأدية رسالة الإسلام، ولن تجد في الدنيا كلها أحدًا من أولى الفضل يلقب بـ "صاحب الفضيلة" إلا علماءَ الأزهر الشريف.

وأضاف رئيس الجامعة أن العصور الذهبية للأزهر الشريف – كما ذكر الشيخ محمد المدني عميد كلية الشريعة الأسبق عضو هيئة كبار العلماء – هي التي كان فيها الأزهر الشريف موجهًا للحياة، مضطلعًا برسالته الكبرى في القيام على حفظ الشريعة واللغة، والمرابَطَةِ على ثغور فكرِ الأمة وثقافتها ووعيها وتبصيرها بالحق في حوالك الظلمات وشحذ همة الأمة لاستعادة مجدها وعزها، فالأزهر الشريف يعالج أمراض الأمة بما يتوافق مع هدي القرآن والسنة ويهذب السلوك الإنساني ويسمو بالنفس الإنسانية، مبينًا أن عصور ضعف الأزهر الشريف هي العصور التي لم يعْدُ دورُه فيها أن يكون مدرسة للتعليم والتخريج فحسب، تخرج المعلمين والدعاة والوعاظ.

وأكد رئيس الجامعة أن قوة الأزهر الشريف قوةٌ لمصر، وزعامتَه للعالم الإسلامي تعني زعامة مصر للعالم الإسلامي؛ لذا كانت كلمات شيوخ الأزهر الشريف لها وزنُها وتقديرُها ومكانتُها وتأُيرُها في العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، وبخاصة في الأزمات التي تَكْسِفُ الأبصار وتُرْمِضُ الأفئدة.

وبين رئيس الجامعة أن كلمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في هذه الحوالك التي تعيشها الأمة اليوم في حرب غزة والعدوان الصهيوني الغاشم عليها؛ هي كلمات صيغت من النور والحكمة، وأماطت اللثام عن دعاوى الحرية والعدالة في النظام العالمي الذي عجز طوال خمسة أشهر عن إصدار قرار بوقف إطلاق النار؛ نصرة للمظلومين الذي يتعرضون لإبادة جماعية لم يشهد لها العالم مثيلًا.

وفي ختام كلمته دعا رئيس الجامعة المولى -عز وجل- أن يحفظ الأزهر الشريف كعبة العلم وقبلة العلماء، وأن يجعله شامخًا عزيزًا يواصل مسيرة عطائه الممتد في خدمة الإنسانية كلها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر جامعة الأزهر محمود صديق غزة أن الأزهر الشریف جامعة الأزهر سلامة داود فی العالم

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة المنيا: نسعى لإنشاء جامعة تكنولوجية تقدم كوادر فنية مدربة

أعلن رئيس جامعة المنيا، الدكتور عصام فرحات، بدء إجراءات إنشاء الجامعة التكنولوجية، والتي تبدأ الدراسة بها العام الدراسي المقبل لتقديم كوادر فنية مدربة من التكنولوجيين على أعلى مستوى للالتحاق بسوق العمل محلياً وإقليمياً ودولياً.


قال رئيس الجامعة، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الإثنين، إن الجامعة شهدت في الآونة الاخيرة طفرة تنموية وإنشائية في قطاعي التعليم والمستشفيات الجامعية، والتي ساهمت في إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة، سواء للطلاب، والتي منها انشاء 10 مباني مدرجات وتطوير 80 قاعة كمرحلة أولى، وتطوير ورفع كفاءة الاسكان الطلابي، حتى أصبحنا نستوعب أكثر من 4 آلاف طالب وطالبة ويجري حاليا تطوير وتحديث 3 مبان من إسكان المدن الجامعية لتحويلها لاسكان فندقي على أعلى مستوى بواقع 240 غرفة لكل مبنى وخلال شهور قليلة سوف يضاف الى الطاقة الفندقية بمحافظة المنيا 880 سريرا خمسة نجوم لخدمة المجتمع المحلى.

بالنسبة للقطاع الطبي، فقد شهد نهضة غير مسبوقة عقب اعتماد الخطة المستقبلية للمستشفيات، بإتاحة طاقه سريرية خلال الفترة القادمة بأكثر من 900 سرير لتقديم خدمه طبيه متميزة لأهالي الإقليم، اضافة إلى انضمام المستشفيات الجامعية لمنظومة التأمين الصحي الشامل خلال هذا العام، وافتتاح المستشفى الجامعي الرئيسي بسعة 400 سرير منها 70 سريرا للعناية المركزة وبه 3 أجنحة مجهزة مبنية باعلى كود في المستشفيات وايضا مستشفى لجراحات الاطفال ووحدة للعلاج الاشعاعي التي تعد ثاني وحدة بمحافظة المنيا بعد وحدة مركز الاورام بالمنيا باعتمادات مالية إجمالية بلغت 2 مليار جنيه، وذلك بعد أن بلغت تكلفة السرير الواحد إلى 5 ملايين جنيه.

أوضح رئيس الجامعة أن الجامعة سوف تحتفل العام المقبل باليوبيل الذهبى لانشائها وسوف تتضمن الاحتفالات العديد من الاعمال والانجازات التى تحققت على ارض الجامعة فى قطاعى التعليم والمستشفيات وذلك بعدما وصلت ميزانية الجامعة إلى اكثر من 600 مليون جنيه خلال العام الجاري، في حين انها لم تتجاوز 23 مليون جنيه عام 2013 / 2014.

أعرب رئيس الجامعة عن تقديره وشكره للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدما اختص المحافظة بجامعة أهلية جديدة تم انشاؤها خلال عام واحد، وبدأت الدراسة في 7 كليات العام الماضى ويدرس بها الآن اكثر من 5 آلاف من الطلاب بمصروفات اقل كثيرا من الجامعات الخاصة، ما ادى بشكل كبير إلى خفض مصروفات تلك الجامعات الخاصة وساهمت فى دعم طلاب الجامعة الحكومية.

أضاف أن عملية التطوير تشمل أيضا رفع كفاءة ملاعب المدينة الرياضية، لافتا إلى حرص الجامعة على دعم الطلاب المحتاجين، من صندوق التكافل الطلابى ويعتبر هذا العام اكبر دعم حصل عليه طلاب جامعة المنيا.

أشار الدكتور عصام فرحات، إلى أن جامعة المنيا رفعت شعار الجامعة المنتجة سواء للمنتجات الحيوانية أو الداجنة والزراعية بعد أن اصبح الانتاج يغطي حاليا احتياجات الجامعة والعاملين فيها وبعد ذلك سوف نوجه هذا الانتاج للمجتمع المحلي.

وردا عن سؤال بشأن النهضة التي شهدتها الجامعة في قطاع التحول الرقمي، قال " نحتل الآن المركز الثاني على مستوى جامعات مصر بعد جامعة المنصورة في التحول الرقمي، والمركز الثالث على مستوى القطاعات الحكومة، وكل ذلك بأيدي المتخصصين من أبناء الجامعة الذين بذلوا مجهودات كبيرة من أجل هذا التحول الذي أعتبره نقطة تحول كبيرة في الجامعة للحفاظ على مواردها". 

أكد رئيس جامعة المنيا حرصه على دعم مشروعات البحث العلمي وذلك بعد الموافقة على دعم 15 مشروعًا بحثيًا مؤخرا بتمويل بلغ 20 مليون جنيه، وهذه المشروعات حققت نجاحات كبيرة في تخصصات العلوم والصيدلة والزراعة والطب وكان آخرها فوز بحث تحسين سلالات القمح الجديدة بكلية الزراعة والذي حقق انتاجية كبيرة وتوفير كبير لمياه الري.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة بنها يستقبل سفيرة النرويج بالقاهرة
  • رئيس جامعة بنها: حريصون على دعم مبادرات تمكين المرأة بمختلف المجالات
  • رئيس جامعة الأزهر: هلاك أصحاب الفيل كان أشد من أي عقوبة أخرى في القرآن
  • رئيس جامعة جنوب الوادي يشهد حفل إفطار الجامعة الأهلية
  • هيئة حقوقية تطالب بفتح بحث قضائي في مالية جامعة ألعاب القوى التي دمرها أحيزون
  • رئيس جامعة المنيا: نسعى لإنشاء جامعة تكنولوجية تقدم كوادر فنية مدربة
  • تمهيداً للتشغيل التجريبي: عميد طب طنطا يتفقد تجهيزات مبنى السكتة الدماغية الجديد بمركز الطب النفسي
  • رئيس أكاديمية البحث العلمي ترحب بالتعاون مع جامعة الأزهر في جميع المجالات
  • سفير جيبوتي بالقاهرة: الأزهر مرجعيتنا الدينية بسبب منهجه الوسطي المعتدل
  • رئيس جامعة قناة السويس يتفقد امتحانات منتصف الفصل الدراسي الثاني بكلية التجارة