دعت الكاتبة اليهودية والناشطة في شؤون العولمة والدفاع عن البيئة، الكندية نعومي كلاين، اليهود، للتخلص من الصهيونية، والتي وصفتها بأنها صنم زائف.

وقالت نعومي كلاين، في خطاب ألقته بمناسبة عيد الفصح اليهودي أمام تجمع “سيدر في الشارع” في نيويورك: “في عيد الفصح لم نعد بحاجة لصنم الصهيونية الزائف. ونريد التحرر من مشروع يرتكب الإبادة الجماعية بإسمنا”.

وأضافت كلاين: “كنت أفكر بموسى وغضبه، عندما نزل من الجبل ليجد الإسرائيليين يعبدون العجل الذهبي”.

وتابعت: “ما أريد قوله الليلة في هذا التجمع التاريخي الثوري هو أن الكثير من الناس يعبدون الصنم الزائف مرة أخرى. إنهم مسحورون به وسكارى ومدنسون به. واسم هذا الصنم الزائف هو الصهيونية”.

وواصلت بالقول: “فهي الصنم الزائف الذي سرق القصص التوراتية العميقة عن العدالة والتحرر من العبودية. قصة الفصح نفسها وحوّلها إلى أسلحة وحشية في عملية السرقة الاستعمارية للأرض، وخرائط طريق نحو التطهير العرقي والإبادة الجماعية”.

و”هي صنم زائف لأنها سرقت فكرة متسامية عن أرض الميعاد- مجاز التحرر الإنساني، والتي سافرت وسط الأديان والمعتقدات وفي كل زاوية من الكون. وتجرّأت على تحويلها إلى صكّ بيع لدولة عسكرية إثنية”.

وقالت إن فكرة الصهيونية السياسية عن التحرر هي دنسة في حدّ ذاتها. واقتضت منذ البداية تهجيراً جماعياً للفلسطينيين من بيوتهم وأراضي أجدادهم في النكبة.

وأوضحت بالقول: “كانت منذ البداية في حرب ضد أحلام التحرر، وفي تجمع سيدر. من الواجب التذكر أن هذا يضم أحلام التحرر وحق تقرير المصير”. و”منذ البداية أنتجت الصهيونية وجهاً بشعاً للحرب رأت في الأطفال الفلسطينيين بأنهم ليسوا بشراً، بل تهديد ديمغرافي. تماماً كما خشي الفرعون في سفر الخروج من تزايد أعداد الإسرائيليين ولهذا أمر بقتل أولادهم”.

وأضافت أن الصهيونية “أوصلتنا إلى هذه اللحظة الحاضرة من الكارثة، وحان الوقت لنقول بوضوح: “بأنها كانت تقودنا دائماً إلى هنا”. و”هي صنم زائف تقود الكثير من شعبنا إلى طريق عميق غير أخلاقي للغاية. بحيث صاروا يبرّرون تمزيق الوصايا: لا تقتل، لا تسرق، لا تطمع” بملك غيرك.

و”هي صنم زائف يساوي الحرية اليهودية بالقنابل العنقودية التي تقتل وتشوه الأطفال الفلسطينيين”.

وأكدت أن “الصهيونية هي صنم زائف لأنها خانت القيم اليهودية التي تشمل على قيمة السؤال. وهي الممارسة التي تتجسد في تجمع سيدر والأسئلة الأربع التي يطرحها أصغر طفل”، بما فيها الحب الذي نكنّه كأهل كتاب للتعليم.

وأشارت إلى أن “اليوم، يبرر هذا الصنم الزائف تدمير كل جامعة في غزة، وهدم أعداد لا تحصى من المدارس” وتدمير الأرشيفات للصحف المطبوعة وقتل مئات الأكاديميين والصحافيين والشعراء” وهذا ما يطلق عليه الفلسطينيون إبادة العلماء وقتل كل وسائل التعليم”.

و”في هذه المدينة، دعت الجامعات شرطة نيويورك، وحصّنوا أنفسهم ضد التهديد الخطير الذي مثّله طلابهم. الذين تجرأوا على طرح أسئلة أساسية، مثل، كيف تزعمون بأنكم تؤمنون بأي شيء مطلقاً. على الأقل نحن جميعاً وأنتم تساعدون وتستثمرون وتتعاونون مع هذه الإبادة؟”.

وواصلت: “لقد سُمح للصهيونية بأن تكبر بدون مساءلة، ولوقت طويل. ولهذا فنحن نقول الليلة: النهاية هنا”.

وتقول إن “يهوديتنا لا يمكنها أن تشمل على دولة إثنية، لأن يهوديتنا مدولة بطبيعتها” ويهوديتنا لا يمكن حمايتها من خلال الجيش الهائج لتلك الدولة” لأن كل ما يفعله ذلك الجيش يزرع الحزن ويحصد الكراهية، بما في ذلك ضدنا نحن كيهود”.

وأضافت الكاتبة: “نريد تحرير اليهودية من الدولة الإثنية التي تريد من اليهود البقاء خائفين للأبد. وتريد من أطفالنا الخوف، وتريد منا الاعتقاد أن العالم هو ضدنا. وتريد منا الهرب إلى قلعتها الواقعة تحت القبة الحديدية”.

وخلصت للقول: “انظر حولك، هذه، هنا يهوديتنا، وكلما ارتفعت المياه واحترقت الغابات ويغيب اليقين. نصلي في محراب التضامن والدعم المتبادل، مهما كان الثمن.. ولا نحتاج الصنم الزائف للصهيونية، ونريد الحرية من مشروع يرتكب الإبادة باسمنا. الحرية من أيديولوجية لا خطة سلام لديها. غير التعامل مع الثيوقراطيين القتلة من دول النفط القريبة منها، وفي وقت يبيعون فيه تكنولوجيا روبوتات الاغتيال لكل العالم”.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

عبدالرحيم علي يكتب: روح يونيو.. ما أشبه الليلة بالبارحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نعم، فكثيرون ممن خططوا لإسقاط مصر وتقسيم شعبها، وتمزيق وَحْدتها، وتركيع مؤسساتها الوطنية، ما زالوا يقفون مُتربِّصين خلف الأبواب، ينتظرون أن نغفل قليلًا أو أن نختلف كثيرًا، أو أن تخور قوانا، أو ترتخي قبضتُنا، لكي يهجموا علينا، لا يَرْقُبون فينا إلًّا ولا ذِمَّةً.

في الوقت الذي نكافح فيه مخططات عاتية لحصارنا تارة من الجنوب، وأخرى من الغرب، وثالثة من الشرق.. فقط لأننا قلنا: لا.. لا لتفريغ قضية الأمة من مضمونها، لا لتركيع شعب أعزل لا حول له ولا قوة، لا للتغول على منطقتنا ومحاولة السيطرة عليها برًّا وبحرًا.. يحاولون ضربنا في مقتل، ولم يجدوا أمامهم سوى الاقتصاد ومصادر الدخل القومي الثلاثة؛ قناة السويس، والسياحة، وتحويلات المصريين بالخارج. ضربوا قناة السويس عندنا سمحوا للحوثيين باللعب بالأمن في البحر الأحمر، وضربوا السياحة عندما حذروا شعوبهم بعد حرب غزة من القدوم إلى مصر، وتركوا تحويلات المصريين للتنظيم الإرهابي لمنع العُملة الصعبة من الدخول للبلاد عبر شرائها في أماكنها في الخارج.. مخطط شيطاني شارك فيه الجميعُ.. لِمَ لا وهم يرون مصر تحاول النهوض بكل قوة رغم الضربات المتتالية لتُعلن عن استحقاقها الدخول لنادي الدول العظمى بتاريخها وجغرافيتها وحضارتها وعظمة مفكريها وثِقَل شعبها وقوة جيشها؟ فبعد أن انتصرنا على الإرهاب المتعدي للقارات، وغسلنا سيناء بدماء الشهداء الأبطال عزَّ عليهم أن تنهار خُطتهم لإسقاط مصر عبر الإرهاب، فمضوا يرسمون خطة أخرى عبر إسقاطها بواسطة الحرب الاقتصادية؛ حرب ناعمة لكنها شرسة، حرب فُرضت علينا كما فُرضت حروب عديدة من قَبْل، ولكنني أثق في قدرات هذا الشعب العظيم الذي تخطى أزمة حُكم الجماعة الإرهابية بنجاح ما زالت شعوب عديدة تحسدنا عليه.. أن يتحد ويستعيد روح يوليو لمعاودة الانتصار في تلك المعركة ومعارك أخرى كثيرة مقبلة، فهم لن يتوقفوا ونحن لن ننحني أو نركع، بل سنقاوم ونصمد متحدين، تلك أسطورتنا، وهذا قدَرُنا.

لم يستحِ البعض من تكرار محاولات إقناعنا بأننا كنا على خطأ، وأننا نسير في الطريق الخاطئ تماشيًا مع نغمة القوى الاستعمارية التي تحاول فرض أوضاع ما بعد الاستعمار علينا.. ما زالوا يحاولون إقناعنا بأن ما كانوا يحفرونه من قبور لهذا الشعب وتلك الأمة وهذا البلد الأمين هو عين الصواب.

والحقيقة أن 30 يونيو كان ميلادا حقيقيا لهذه الأمة من جديد، وفي هذا اليوم من كل عام تتوالى الذكريات في ذِهني، وأهُمُّ بأن أحكي لبناتي وأحفادي وزملائي وأصدقائي بعضًا من أسرار تلك الأيام العظيمة.

ولكنني أعود لأتحفَّظ حَوْل أحداث لم يأتِ أوانُ الحديث عنها، فما حدث في تلك الفترة العظيمة من تاريخ مصر، وما يحدث على الأرض الآن يستحق مُجلَّدات ومسلسلات وأفلاما.. لم يأتِ أوانُها بعدُ؛ لأننا ما زلنا في قلب المعركة، ولكننا غدًا سنفرح ونكتب ونروي ليعرف هذا الجيلُ عظمةَ بلادهم.. فإلى لقاء.

مقالات مشابهة

  • كأنها آلة كاتبة.. «آلاء» تبدع في رسم الحروف العربية والإنجليزية
  • حان الوقت ليراجع العالم الإسلامي نفسه
  • وقفات في ذمار تنديداً باستمرار المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين
  • مساء غدٍ .. حملة تغريدات عربية وعالمية لفضح جرائم الصهيونية في غزة
  • ذمار.. وقفات شعبية تنديداً باستمرار المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين
  • حملة تغريدات عربية وعالمية مساء غدٍ لفضح جرائم الصهيونية في غزة
  • إيمان مرجان تكتب.. كيف تبني جيلا مثقفا؟
  • عبدالرحيم علي يكتب: روح يونيو.. ما أشبه الليلة بالبارحة
  • مقترحاتٌ إسرائيلية بائسةٌ للنجاة بنفسها بتوريط غيرها
  • أغبى فصيل سياسي بالعالم.. عمرو أديب: الإخوان كانوا قتلنا أو القبض علينا(فيديو)