هل تشهد أمريكا حربا أهلية جديدة؟.. التهديدات الداخلية والخارجية تلاحق واشنطن
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
ناقضت الولايات المتحدة الأمريكية الدستور الأمريكي في طريقة تعاملها مع الاحتجاجات الطلابية التي اندلعت في عدد من الجامعات الأمريكية، اعتراضًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتمويل الأمريكي لإسرائيل، ومنذ فترة، تمردت ولاية تكساس بشأن أزمة المهاجرين، وانضم العديد من الولايات لتمردها، فهل تندلع حرب أهلية قريبًا في أمريكا؟
كان حاكم ولاية تكساس، جريج آبوت، أعلن عدم الانصياع لقرارات الحكومة الفيدرالية بشأن إزالة الأسلاك الشائكة على الحدود بين الولاية الحدودية ودولة المكسيك، للحد من تدفق المهاجرين إلى تكساس، وذلك في وقت سابق من شهر يناير الماضي.
محمد العالم، الخبير في الشأن الأمريكي، استبعد في تصريحات لـ«الوطن»، اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة الأمريكية، قائلًا، إن الأمر بعيد في الوقت الحالي، لكن ما يحدث يمكن أن يكون شرارة لحرب أهلية فيما بعد، إذا استمرت الانشقاقات، ولم تتم معالجة الأمور والتضارب والخلل الذي يضرب الديمقراطية الأمريكية.
وأكد أن مصطلح الحرب الأهلية الحالي هو مصطفى إعلامي تم تداوله خلال الفترة الأخيرة لكنه مبالغ فيه، ويعمل على تهويل الأمور أكثر، لأن الحرب الأهلية لا تحدث بالسرعة المتوقعة: «يحدث الآن في أمريكا احتجاجات ومظاهرات واكتشاف مفاهم جديدة لم تكن موجودة من قبل وخلل في الديمقراطية الأمريكية، والتصرفات غير الدستورية من إدارة الرئيس الأمريكي أهمها القبض على الطلاب».
تقويض الديمقراطية الأمريكيةوأوضح الخبير في الشأن الأمريكي، أن مجرد التعبير عن الرأي في أمريكا لم يعد متوفرًا، وهو أمر يقوض الديمقراطية التي تشتهر بها أمريكا ويناقض الدستور: «الاحتجاجات الطلابية هي ردة فعل على ما يحدث في غزة وطريقة التعامل الأمريكية مع الأحداث، وتغييب الإعلام الأمريكي ونقل صورة غير صحيحة عن ما يحدث في غزة، وفصل طلاب من أصول عربية فلسطينية اعترضوا على تعامل واشنطن».
واستطاعت ولاية تكساس الحدودية أن تحمي نفسها من المهاجرين، وهي ولاية فيدرالية اتخذت قرارها بنفسها، ورفضت القبول بأوامر الرئيس الأمريكي والحكومة الفيدرالية، لكن حتى لو حدث كل ذلك، لكن الحرب الأهلية مستبعدة في الوقت الحالي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتجاجات الطلابية احتجاجات الجامعات الأمريكية واشنطن أمريكا الحرب الأهلية حرب أهلية فی أمریکا
إقرأ أيضاً:
يوم القدس العالميّ هذا العام... أوضاع جديدة تفرضها الحرب الاقليميّة المستمرّة
تحوّلات إقليميّة كبيرة يمرُّ يوم القدس العالمي في ظلالها، وتتّجه الأنظار إلى فعاليّات إحيائه في عدد من الدول التي تشهد معارك كبيرة، أو تلك التي تعيش ظلّ توتراتٍ مرتبطة على نحو وثيق بالوضع الفلسطينيّ.
في ظل التصعيد غير المسبوق الذي تشهده غزة خاصة والشرق الأوسط عموما، يكتسب "يوم القدس العالمي" هذا العام أهمية استثنائية، ليشكل اختبارا حقيقيا التي طالما نادت بإحياء هذه المناسبة قبل غيرها.
وتستعد دول وجهات عديدة لإحياء هذا اليوم من خلال التظاهرات الشعبية والخطابات، في مناسبة سنوية بارزة تشهد مواقف عربية وإسلامية حول التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
ويوم القدس العالمي هو آخر يوم جمعة من كلّ شهر رمضان، وقد تحولّ إلى مناسبة سنويّة بعد اقتراح قائد الثورة في إيران روح الله الخميني ذلك في عام 1979. ومنذ ذلك الحين تشهد إيران ودول عربية وإسلامية وحتى غربية، فعاليات سياسية وشعبية تجّدد "رفضها الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس".
وفيما شكّل هذا اليوم مناسبة لإيران وحلفائها الإقليميين لعرض مواقفهم وحجم التأييد الشعبي لخياراتهم السياسية، تطلُّ المناسبة هذا العام في ظلّ أوضاع سياسيّة وأمنيّة صعبة، تشكو منها معظم البلدان والجهات التي تحتفي بها.
وتشكّلُ عودة العمليات العسكريّة الإسرائيليّة في قطاع غزة، والوضع الإنسانيّ الذي يعاني منه سكان القطاع، أبرز ملامح يوم القدس هذا العام. وتمرُّ هذه المناسبة للمرّة الثانية خلال الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وعادة ما تشهد مدن الضفة الغربيّة مسيرات إحياء ليوم القدس، وتتحوّل إلى اشتباكات مع الجنود الإسرائيليين. ويرفع الفلسطينيون شعاراتهم المندّدة بالاحتلال والاستيطان.
وشدّدت السلطات الإسرائيلية إجراءاتها في الضفة الغربية منذ بداية شهر رمضان، ولا سيّما في ما يخص وصول المصلّين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
وتسمح حكومة بنيامين نتنياهو بوصول أعداد محدودة من المصلين إلى المسجد ويسمح الاحتلال فقط للرجال ممن يتجاوز سنّهم 55 عاما، وللنساء ممن يتجاوز سنّهن 50 عامًا، والأطفال دون الـ12 عامًا، بدخول المسجد الأقصى بعد الحصول على إذن أمنيّ إسرائيلي مسبق، وبعد المرور على حواجز أمنية عند معابر تحددها قوات الأمن الإسرائيلية داخل القدس.
Relatedشاهد: نحو 200 ألف فلسطيني يؤدونون صلاة العيد في المسجد الاقصىقرار إسرائيلي بإبعاد مقدسية مرابطة في المسجد الأقصى منذ أكثر من عقديننتنياهو يهدد بالسيطرة على أراض في غزة وحماس تحذر: استعادة الرهائن بالقوة ستنتهي بعودتهم في توابيتفي إيران، أعلن مرشد الجمهورية علي خامنئي، أن "مسيرات يوم القدس العالمي لهذا العام ستكون ان شاء الله من بين أكثر المسيرات عظمةً وكرامةً في تاريخ هذه المناسبة العظيم،" وفق تعبيره.
وفي كلمة متلفزة مساء الخميس، نبّه من أنّ "بعض السياسات والحكومات المعارضة تقوم بالدعاية ضد الشعب الإيراني وتتظاهر بوجود خلاف وضعف في صفوفه".
الجيش الإيراني أعلن أن "الحلّ الوحيد للقضية الفلسطينية، وتغيير الوضع الراهن، يتطلبان استمرار المقاومة والتضامن العالمي لمكافحة الكيان الصهيوني".
أمّا في لبنان، الذي يعدُّ من أبرز الدول التي تشهد احتفالًا بيوم القدس، فالصورة هذا العام ستكون مختلفة عن كل الأعوام السابقة. ويمرُّ حزب الله الذي عادةً ما يحيى يوم القدس، بظروف هي الأصعب في تاريخه بعد الضربات القاسية التي تلقاها خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
ولن تكون هذا العام كلمة للأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله كما جرت العادة، بعد مقتله في 27 أيلول/سبتمبر الماضي في غارات إسرائيلية ضخمة استهدفت مقرًا كان فيه بضاحية بيروت الجنوبية، وهو ما شكّل انتكاسة كبيرة لدى أنصاره في لبنان والمنطقة.
Relatedشاهد: إحياء "يوم القدس" العالمي بمسيرة حاشدة تنطلق من قطاع غزةخلال إحياء يوم القدس: خامنئي يصف إسرائيل بـ"المعسكر الإرهابي"من طهران إلى جاكرتا وكما في كل عام ... خروج مسيرات حاشدة في يوم القدس العالمي دعما لفلسطين والأقصىوبينما تتجّه الأنظار لمراقبة الحشود التي ستحيي يوم القدس في العراق، بما يرسله ذلك من إشارات سياسية ترتبط بالوضع الشعبي للفصائل التي شاركت في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، تحيي حركة أنصار الله اليمنية (الحوثيون) يوم القدس، في ظلّ معركة قاسية مع القوات الأميركية في المنطقة، واستهدافات متواصلة لصنعاء وعدد من المحافظات منذ أسابيع. وفي المقابل، شهد القصف الصاروخي من اليمن باتجاه إسرائيل ارتفاعا ملحوظا، منذ منع إسرائيل المساعدات عن قطاع غزة، ووصولا إلى عودة العمليات العسكرية في القطاع.
سوريا التي كانت تشهد إحياء مراسم يوم القدس في دمشق، ولا سيما في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، لن تشهد هذا العام هذه المناسبة، وخصوصا بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي كان يعدّ من أبرز حلفاء إيران في المنطقة. كذلك تراجع حضور الفصائل الفلسطينيّة بمختلف اطيافها في سوريا بعد تولّي الإدارة السوريّة الجديدة الحكم.
ومن المتوقّع كما يجري سنويًّا، أن تشهد عواصم عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وغيرها تظاهرات رافضة لاحتلال القدس، وللحرب الإسرائيلية على غزة، وداعية إلى إعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
هو مشهد يتكرّر سنويًا، لكنه يحمل هذا العام بصمة الحرب الأخيرة، وتداعياتها الكبيرة التي ما زالت تتبلور في الشرق الأوسط والعالم. وتسعى إسرائيل بشكل معلن إلى تثبيت القدس "عاصمة أبديّةً" لها، وهو الأمر الذي ما زال مرفوضا بنسبة كبيرة بين دول الأمم المتحدة، باستثناء دعمٍ من الولايات المتحدّة وعدد قليل من الدول.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية غزة تحت النار: مئات القتلى والحوثيون يستهدفون إسرائيل ومدمرة أميركية قبيل زيارته إلى فرنسا... الرئيس اللبناني يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل "ليس مطروحا الآن" وزير الخارجية الفرنسي يُعلن من الصين عن ولادة "أوروبا جديدة" الشرق الأوسطإيرانحزب اللهفلسطينالقدس