حصل البنك السعودي الأول على شهادة الاعتماد في الابتكار للمؤسسات، التي يتم منحها من قبل معهد الابتكار العالمي. وهذا الإنجاز يجعله أول بنك في المملكة ينال هذه الشهادة، مما يؤكد مكانته كرائد في مجال الابتكار بالمنطقة.
وتأتي هذه الشهادة تتويجًا للجهود المتميزة التي بذلها “الأول” في تبنّي الابتكار ودمجه في جميع قطاعاته، إذ شملت مبادرات متعددة، مثل ورش العمل، والمعسكرات التدريبية والهاكثون، التي أثمرت رفع مستوى ثقافة الابتكار بين منسوبيه إلى 90%.


وعلق سعيد عسيري الرئيس التنفيذي للابتكار لدى “الأول” قائلاً: “هذا الإنجاز يعكس التزامنا الراسخ بالابتكار كجزء لا يتجزأ من استراتيجيتنا، مما يؤكد على جودة وفاعلية الممارسات التي نتبعها في تعزيز ثقافة الابتكار داخل البنك. وهذا التقدير يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الريادة في مجال الخدمات المالية الرقمية.”
وأضاف: “نؤكد التزامنا بمواصلة طريقنا نحو الابتكار والتميز إذ إننا ندرك أهميته في تحقيق النمو والتطور، ونعمل على ترسيخه في كل جوانب أعمالنا. كما نتطلع إلى تقديم حلول مالية، تلبي احتياجات عملائنا بطرق جديدة ومبتكرة.”
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تشهد فيه المملكة تركيزًا على الابتكار كعنصر أساسي في رؤية السعودية 2030 ليصبح “الأول” مثالاً يحتذى به في تطبيق الابتكار وتعزيزه بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، مما يسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز للابتكار والإبداع في المنطقة.
ويعتبر تقدم البنك في مجال الابتكار نقطة انطلاق لتحفيز القطاع المالي في المملكة على تبنّي استراتيجيات مماثلة، وهذا يعكس التزامه بتشجيع الفكر الريادي والإبداعي بين موظفيه.
من الجدير بالذكر أن الجهود المبذولة من قبل البنك لتعزيز الابتكار لم تقتصر على تطوير المنتجات والخدمات فحسب، بل شملت أيضًا تحسين العمليات الداخلية، وبناء بيئة عمل محفزة للإبداع. ويعد هذا التوجه خطوة مهمة نحو تحقيق مستويات أعلى من الكفاءة والفاعلية، ويمثل نموذجًا يحتذى به في قطاع الأعمال السعودي.
ومعهد الابتكار العالمي، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له، يعد جهة رائدة عالميًا في تقديم الشهادات والاعتمادات في مجال الابتكار. ويعتمد المعهد على منهجيات دقيقة في التقييم، ومعايير مدروسة لقياس نضج الابتكار في المنظمات.
وإن حصول “الأول” على هذه الشهادة يعد علامة فارقة وخطوة محورية إذ تجسد تقدمًا كبيرًا نحو تحقيق رؤية البنك في قيادة الابتكار، ورسم ملامح المستقبل المالي في المملكة، مما يؤكد موقعه كمؤسسة تتطلع إلى المستقبل.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی المملکة فی مجال

إقرأ أيضاً:

حين يُشعل الفشل شرارة الابتكار

 

 

د. سعيد الدرمكي

 

في عالم الإبداع والابتكار، لم يعد الفشل مجرد عقبة تُعيق التقدم، بل أصبح عنصرًا جوهريًا في عملية التعلم والتطوير. فهو يُمثل فرصة ثمينة لاكتشاف الأخطاء وتصحيحها، وإعادة تقييم الأفكار والأساليب، مما يجعله حجر الأساس لصقل المهارات وتحقيق التميز. فبدلًا من اعتباره نهاية المطاف، بات يُنظر إليه كخطوة ضرورية على درب النجاح، حيث يولّد الإلهام، ويحفّز التفكير الإبداعي، ويدفع الأفراد والمؤسسات إلى استكشاف آفاق جديدة للابتكار.

عندما يتم التعامل مع الفشل بعقلية إيجابية ونهج استراتيجي، يتحول من عائق إلى محفّز قوي للإبداع. فهو يشجع على التفكير التجريبي والبحث عن حلول غير تقليدية، مما يدفع الأفراد والشركات إلى إعادة النظر في طرقهم وأساليبهم. على سبيل المثال، لم يستسلم توماس إديسون بعد مئات المحاولات الفاشلة، بل واصل سعيه حتى نجح في اختراع المصباح الكهربائي، مؤكدًا أنَّ كل إخفاق يمكن أن يكون خطوة أقرب نحو النجاح.

الفشل ليس مجرد تجربة عابرة، بل هو محرك أساسي للتعلم المستمر والتطوير التدريجي، حيث تحمل كل تجربة غير ناجحة دروسًا قيّمة تساعد في تطوير الأفكار والمشاريع المستقبلية. شركة "سبيس إكس"، على سبيل المثال، حللت كل تجربة إطلاق فاشلة، واستخدمت النتائج لتحسين تكنولوجيا الصواريخ، مما أدى إلى تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، وهو إنجاز غير مسبوق في عالم الفضاء.

إضافة إلى ذلك، يعزز الفشل المرونة والقدرة على التكيف، مما يجعل الأفراد والمؤسسات أكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. مثال على ذلك "نتفليكس"، التي بدأت كمزود لخدمات تأجير أقراص "DVD"، ولكن بعد فشلها في مواجهة المنافسة التقليدية، تحولت إلى نموذج البث الرقمي، مما جعلها رائدة في صناعة الترفيه.

يساهم الفشل أيضًا في بناء ثقافة التحفيز والمخاطرة المحسوبة، حيث يشجع الأفراد والفرق على تجربة أفكار جديدة دون الخوف من العواقب. هذه العقلية تتبناها شركات كبرى مثل "جوجل" و"أمازون"، التي تتيح بيئة تشجع على التجريب وترى الفشل كخطوة نحو الابتكار وليس كحاجز أمامه.

التجارب غير الناجحة ليست مجرد إخفاقات؛ بل فرص لاكتساب الخبرة والتطور. فهي تكشف نقاط الضعف وتدفع إلى تصحيحها، كما حدث مع شركة "نوكيا" الفنلندية التي فقدت ريادتها لعدم مواكبة تطورات الهواتف الذكية. الفشل يعزز أيضًا المرونة والتكيف، كما فعلت "أبل" الأمريكية بتطوير تقنياتها بعد إخفاقات سابقة، مما أدى إلى نجاح "آيفون". إلى جانب ذلك، يعلم الفشل الصبر والمثابرة، كما أثبت إديسون بعد أكثر من 1000 محاولة قبل اختراع المصباح الكهربائي. كذلك، يدفع الفشل الأفراد والشركات إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم، كما فعل جيف بيزوس الذي مر بتجارب فاشلة قبل تحقيق نجاحه الهائل مع شركة "أمازون".

الفشل كان وراء العديد من الابتكارات العظيمة، حيث ساهمت الأخطاء والتجارب غير الناجحة في اكتشافات غير متوقعة أدت إلى تطوير منتجات ثورية. رواد الأعمال الذين ارتبطت أسماؤهم بالنجاح، مثل ستيف جوبز، الذي طُرد من "آبل" لكنه عاد ليحولها إلى واحدة من أكثر الشركات نجاحًا في العالم، وجيف بيزوس، الذي خاض العديد من المشروعات الفاشلة قبل أن يحقق نجاحًا هائلًا مع "أمازون"، هم خير دليل على ذلك.

ومن الأمثلة التي توضح كيف قادت الأخطاء إلى ابتكارات جديدة، اكتشاف البنسلين بالصدفة من قبل ألكسندر فليمنج أثناء فحصه لعفن نما في مختبره، مما أدى إلى تطوير المضادات الحيوية. أما الميكروويف، فقد تم اكتشافه بالخطأ عندما لاحظ المهندس بيرسي سبنسر ذوبان قطعة شوكولاتة في جيبه أثناء عمله على موجات الرادار، بينما اكتُشف البلاستيك أثناء محاولة تطوير مادة جديدة لعزل الأسلاك الكهربائية.

إلى جانب ذلك، هناك أمثلة عديدة من مختلف الصناعات، ففي مجال التكنولوجيا ساعد فشل "جوجل جلاس" شركة "جوجل" في تطوير تقنيات جديدة للواقع المعزز، وفي قطاع الأعمال، بدأت "كوكاكولا" كدواء طبي لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف، مما دفعها للتحول إلى واحدة من أشهر المشروبات في العالم.

خلاصة القول.. إنَّ الفشل ليس نهاية المطاف، وإنما هو خطوة ضرورية على طريق النجاح. الابتكار الحقيقي لا يأتي من النجاحات المتكررة فقط؛ بل من التجريب المستمر والتعلم من الأخطاء. في كثير من الأحيان، كان الفشل هو الدافع وراء أعظم الاختراعات والإنجازات، مما يثبت أن التجربة والخطأ هما أساس التقدم الحقيقي.

لا تدع الخوف من الفشل يُوقِفك؛ بل اجعله خطوة نحو نجاح أكبر.

مقالات مشابهة

  • حين يُشعل الفشل شرارة الابتكار
  • المنتخب السعودي الأول يواصل استعداداته لمواجهة الصين
  • استجواب متهم بغسل 14 مليون جنيه استولى عليها من مواطنين بزعم توظيفها
  • الأول من نوعه بالمنطقة.. جامعة خليفة تطلق برنامجاً متخصصاً في الأمن السيبراني
  • استعرض الأداء التنموي وأكد ريادة المملكة..”الشؤون الاقتصادية”: نجاح تنويع الاقتصاد السعودي ونمو «غير النفطية»
  • نائب أمير حائل يستقبل مدير فرع البنك الأول بمناسبة تحقيق مراكز متقدمة في الأداء لعام 2024
  • أمين البحوث الإسلامية : التعاون يؤكد ريادة مصر في مجال علوم الفضاء
  • وفد فني من تنزانيا يزور البنك المركزي المصري للتعرف على تجربته في مجال الأمن السيبراني
  • بعد شوطين إضافيين.. البنك الأهلي يجمد رصيد غزل المحلة في كأس مصر
  • من السلطنة إلى المملكة.. كيف غيّر الملك فؤاد الأول نظام الحكم في مصر؟