تهديد ووعيد وبحث عن ذرائع للهيمنة والسيطرة العالمية هذا ما كانت تعمل عليه امريكا منذ نهاية عهد الرئيس ريجان وحكم بوش الاب التي راينا خلالها حرب الخليج الثانية وكيف استغلت كذريعة للهيمنة انطلاقاً من الخليج والعراق الى الشرق الاوسط الذي هو محدد لمسار العالم كله .
هذه المسيرة واصلها بوش الابن وكانت احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م وغزو العراق عام 2003م وقبلها افغانستان والضحايا بالملايين وتحت ذريعة الارهاب ونزع سلاح التدمير الشامل الذي استخدمته امريكا في قنابل اليورانيوم المنضد وخاصة في مطار بغداد وكابول وجبال تورا بورا .
فشلت هذه الاستراتيجية ليعاد استخدام الجهاد الافغاني في تدمير وتفكيك الدول والشعوب العربية والإسلامية فيما يخص الاولى راينا كيف خرجت امريكا من العراق عام 2011م وكيف صنعت ذريعة العودة لداعش وكيف خرجت من أفغانستان مذلة ومهانة وكيف تركت عملائها يتساقطون من أجنحة طائراتها .
سيناريوهات ومخططات تدميرية لا تنتهي لكن كان واضح لنا ان امريكا ومعها كل الغرب تتدحرج باتجاه في منحدرات خطيرة ولم نحتاج لكثير من الوقت لنتبين كل هذا وما تشعله من توترات وصراعات وحروب سوف يضاعف مأساة نهايتها .
غزة هي نقطة الضوء الذي انار عقول العالم ليعرفوا حقيقة امبراطورية الشيطان الذي بلغ انحطاطها ذروته وذهبت السرديات والذرائع باسم الديمقراطية .. حقوق الانسان .. حرية التعبير .. حقوق المراة وغيرها من تلك الادوات والوسائل التي شنت تحت يافطاتها حروب .. اليوم ظهر وجه امريكا القبيح والاكثر اجرامية عبر التاريخ وهذا الاجرام شاهده العالم كله فيما تعرض لها طلاب الجامعات الامريكية من قمع دفاعاً عن مخلوق الغرب الاستعماري وطفل امريكا المدلل الكيان الصهيوني .. امريكا بعد اليوم لم تعد قادرة على عبثيتها فيما يسمى قيم الديمقراطية .
النخبة الامريكية السياسية والدولة العميقة في هذا البلد الذي قدم للبشرية مآسي وكوارث كبرى وفي نفس الوقت انجازات كبرى وصل الى نهايته ومظاهر الانحطاط والسقوط الاخلاقي والانساني واضح واذا كان طوفان الاقصى شكل تهديد لوجود الكيان الصهيوني فانه ايضاً شكل تهديدا لبقاء عظمة امريكا .. لهذا كان ما حدث في السابع من اكتوبر نقطة فاصلة في التاريخ العالمي المعاصر .. اين كان ما ستنتهي اليه ثورة طلاب امريكا لكنها كانت معطى يمكن البناء عليه خاصة وانها تحولت الى ظاهرة عالمية ويبدوا ان تغيير العالم سياتي من امريكا .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
ثنائية ترامب و ماسك.. امريكا الجديدة المختلفة
حسنين تحسين
أمريكا القادمة مختلفة تمامًا، عن أمريكا التقليدية المعروفة. فكل مرة كان القرار للمال الأمريكي هادئًا إلا هذه المرة فالقرار كان صاخبًا و يبدو ان سوء تعامل الديمقراطيون الاقتصادي و فشلهم بوضع حد للصين و إصرارهم على مبدأ اليسار القديم بالضغط على الأغنياء و الشركات، إضافة إلى محاولة الكثيرين من ارباب المال التقرب من ترامب لأمان شره لاحقًا و لمعرفتهم ان هذا الرجل لا يُستعد جعل مليارديرات يدخلون المعترك بهذه الجرأة.
الإدارة الجديدة ستكون قوية بسبب توزيع المهام بين ثنائية رئيسين عمليًا، هما ترامب و ايلون ماسك، فظهور و شعبية ماسك اكثر من نائب الرئيس نفسه يؤهله ليكون المرشح القادم للرئاسة. و يبدو ان وجوده كان اتفقًا مهمًا سهل وصول ترامب للرئاسة. بهذه الثنائية ستحكم أمريكا العالم، يكون فيها وجهين، وجه القسوة و يمثله ترامب و وجه السماحة يمثله ماسك.
بالضبط مثل موظف الخدمة العامة ذو الدرجة الخاصة العبوس الشديد المعروف عنه انه لا يمضي بشيء و لديه مدير المكتب السمح الذي يمكن الاتفاق معه و يحدد السعر الذي يريده، و ماسك هو النظام الجديد الذي يتم من خلاله اتفاق الدول من تحت الطاولة.
ضمن هذه الثنائية ستستخدم أمريكا طريقة جديدة لإخضاع الدول بعد ان كانت تعاقب الدول على استخدام الدولار، ادركت أمريكا ترامب ان هذه السياسة شجعت الدول على التمرد بسبب إدارة بايدن الضعيفة و ذلك من خلال اعتماد العملات الوطنية للدول و الذهاب ابعد من ذلك و هو بالمصارحة بعملة موحدة للدول للتخلص من هيمنة الدولار، و لكن هذه المرة ستستخدم أمريكا أسلوب التعرفة الجمركية النسبية المرتفعة كأسلوب رادع و كذلك فرض عقوبات بتعريفات جمركية مرتفعة على دول تشتري صادرات دول مارقة بنظر ترامب!!! بهذه السياسة الرادعة الجديدة سيُخضع ترامب حلفائه قبل اعدائه فهو بنظره انت عدو طالما لا تلتزم بالتعليمات. مغادرًا السياسة القديمة بمنع التعامل مع الدولار الذي سيزداد عليه الطلب بسبب العملات الرقمية