ناقد رياضي : احتفالات اللاعبين المثيرة للجدل تطرق الباب للتعصب الرياضي
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
أكد الناقد الرياضي أحمد الخضري، أنه يجب على اللاعبين تفادي الأزمات في الاحتفالات بالأهداف خصوصا أن محمد عبدالمنعم ومصطفى شلبي قد يكون لديهم بعض الأزمات مع الجماهير، مشيرا إلى أن كل اللاعبين عليهم التحلي بالثقافة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح هناك رقابة كبيرة من جانب الكاميرات داخل الملعب.
وقال عبر تصريحات إعلامية صباح اليوم الاثنين : "لم يعجبني أسلوب التبرير من جانب الجماهير للاعبين سواء الأهلي أو الزمالك، خصوصا أن هناك عنصر نسائي أصبح يشاهد المباريات في الفترة الأخيرة".
وأضاف: "أحمد عبدالقادر عاد للتألق مع الأهلي بالرغم من المشكلات التي تعرض لها في الموسم الحالي، وإمام عاشور من أبرز اللاعبين في وسط الملعب داخل مصر، وهو يعيش في حالة تركيز شديدة، وطالما يبعد عن السوشيال ميديا سيقدم مستوى مميز".
وأكمل: "هناك منافسة قوية في الأهلي بين اللاعبين، في الجانب الأيسر عبدالقادر والشحات ورضا سليم، وإمام عاشور من أهم اللاعبين وهناك منافسة قوية في وسط الملعب وبالتالي عليه التركيز دائما من أجل المشاركة والظهور بمستوى طيب".
وتابع: "أكرم توفيق الأفضل له أن يستمر في وسط الملعب بعيدا عن الجانب الأيمن الذي تعتبر مشاركته كظهير ظلمًا له، ويحسب لكولر قيامه بتجهيز اللاعبين، وأحمد عبدالقادر ظهر بمستوى طيب في اللقاءات الأخيرة".
وواصل: "الزمالك كان يحتاج الفوز إداريًا ورياضيًا، ولو حصلت أي مشكلة كانت ستكون العواقب غير جيدة، في ظل هزائم فرق اليد والطائرة، والفوز على دريمز كان هاما وفرحة مجلس الادارة بقيادة حسين لبيب غير عادية بعد التأهل للنهائي، والزمالك مكاسبه كبيرة بعدما تخطى عقبة دريمز ووصل للنهائي".
وأتم: "جوميز لم يبدأ بشكل جيد، لكن الاستوديوهات التحليلية تفسر الأمور على حسب النتيجة، وكان يجب مشاركة محمد شحاتة على حسب زياد كمال رغم انه لاعب مشروع لاعب جيد لكنه كان بعيد عن اللعب اساسيا في الفترة الماضية، ومستوى دريمز الغاني ساعد الزمالك على المكسب وتحقيق هذه النتيجة، وعمر جابر يستحق الانضمام لمنتخب مصر بعدما قدم مستوى طيب مؤخرا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبدالمنعم مصطفى شلبي الزمالك وسائل التواصل أحمد الخضري الكاميرات
إقرأ أيضاً:
عطاء ثقافي مستدام
محمد بن رامس الرواس
رصين متزن، متواضع ذو فكر وحكمة، صاحب عينين ثاقبتين، عميق التفكير هادئ السمت، وقور لا يتكلم كثيرًا، حسن الهندام.. كل هذه الصفات وغيرها جسدت شخصية الأستاذ عبد القادر بن سالم الغساني رحمه الله.
والأستاذ عبدالقادر- الذي وُلِدَ في صلالة عام 1920 وتُوفي عام 2015- من الشخصيات البارزة التي أسهمت في نشر العلم والثقافة وتعزيز المعرفة في محافظة ظفار؛ حيث كرّس حياته لخدمة العلم والتعليم؛ فكان مثالًا يُحتذى به في العطاء الفكري والتربوي والإنساني.
وُلِد الشيخ الغساني في بيئة مُشبعة بالعلم والدين؛ حيث نشأ على حُب المعرفة والسعي لنشرها، وتلقى تعليمه في المدارس الدينية وحلقات العلم في ظفار، ثم أكمل تعليمه في رباط سيئون بحضر موت عام 1933؛ مما ساهم ذلك في تشكيل فكره وإعداده ليكون أحد رواد النهضة الثقافية. ولقد عُيِّن عام 1941 مدرسًا بالمدرسة السعيدية في صلالة. ومع بداية عصر النهضة العُمانية المباركة كان من رواد السلك التعليمي وهذه إحدى أهم المحطات في حياة الأستاذ رحمه الله؛ إذ شارك في بناء وإرساء قيم ومبادئ وسبل وطرق التعليم في سلطنة عُمان عامةً ومحافظة ظفار خاصة، كما عُيِّن مشرفًا على التعليم في ظفار عام 1970، وتدرَّج بعدها حتى أصبح مستشارًا بوازرة التربية والتعليم، ثم عضوًا بمجلس الدولة. وفي عام 2001 تقلَّد وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم.
عَمِلَ الشيخ الأستاذ عبدالقادر الغساني- رحمه الله- على نشر الثقافة من خلال عدة وسائل؛ منها تأليف كتاب "ظفار أرض اللبان"، والذي وثَّق فيه ما جمعه من معلومات وأخبار عن هذه الشجرة المباركة. وتُرجِم هذا الكتاب إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وساهم الراحل في موسوعة السلطان قابوس "أسماء العرب"؛ فترك إرثًا يُسهم في تثقيف الأجيال.
وفي عام 2018، أعد الدكتور سالم عقيل مقيبل كتابًا يحوي سيرته ويومياته، خلال الفترة من 1970 إلى 1994.
وما زلتُ أذكرُ أنه عندما كنت يافعًا، في الصف الثاني الإعدادي، ذهبتُ رفقة والدي لزيارة الأستاذ عبدالقادر في منزله القديم، الذي أصبح اليوم "مكتبة دار الكتاب"، فقد كان أبي والأستاذ عبدالقادر- رحمهما الله- صديقين. وفي تلك الزيارة، جلستُ في زاويةٍ استمعُ إليهما وهما يتجاذبان الحديث لوقت طويل، وعندما انتهت الزيارة، وبينما نهم بالخروج أهداني الأستاذ عبدالقادر كتابًا، فرحتُ به كثيرًا، وألحقته بمكتبتي الصغيرة في منزلنا، والتي كنتُ أعتني بها أشد العناية.
لقد كان إنشاء الأستاذ عبدالقادر لمكتبة دار الكتاب وملحقاتها من قاعة محاضرات ومكاتب، واحدة من المآثر الكبرى التي تركها الشيخ رحمه الله، والتي تحتوي على مكتبة كبرى تتوافر فيها مصادر ومراجع للباحثين والطلاب؛ مما ساهم في نشر الثقافة والعلم والمعرفة؛ حيث كان- رحمه الله- يؤمن بأن العلم هو النور الذي يضيء دروب المستقبل، وقد عمل على نشره بكل الوسائل المتاحة له.
وختامًا.. يبقى الأستاذ عبدالقادر الغساني رمزًا من رموز العطاء الثقافي العُماني، وشخصية ثقافية معطاءة في حياته وبعد مماته، عبر إنجازاته التي سُخِّرت لخدمة العلم والثقافة، ليكون بذلك نموذجًا يُحتذى به في إتاحة سبل الخير والمعرفة الثقافية للمجتمع، وما يزال الإرث الثقافي "دار الكتاب" وملحقاتها، يقدم محتوى تعليميًا ثقافيًا، لكونه رافدًا معرفيًا ومنصة لكل الأدباء والكّتاب، برعاية كريمة من سعادة الأستاذ مصطفى بن عبدالقادر الغساني، الرجل الأمين على هذا الصرح الثقافي، بمعونة إخوته الكرام.
رابط مختصر