“القوة تفتح أجنحتها لمن يستحقها”.. حقيقة العبارة المنقوشة على قناع توت عنخ آمون
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
في سياق المنشورات المتداولة التي تشيد برقي وتقدم الحضارة المصرية القديمة على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر بين الحين والآخر صفحات، ولا سيما المصرية منها، قصصا خيالية عن هذه الحضارة لا تمت لها بصلة.
ومن ضمن آخر هذه المنشورات زعمت أن قناع الملك المصري القديم توت عنخ آمون نقشت عليه بالهيروغليفية عبارة تتعلق بالقوة والجبن، وتبين أن هذا الادعاء لا صحة له والمعلومات الموثقة عن هذا القناع فصلها لوكالة فرانس برس خبيران في علم المصريات.
يظهر في الصورة قناع توت عنخ آمون المصنوع من الذهب الخالص والموجود في المتحف المصري في القاهرة.
وقال مشاركو الصورة إن القناع نقشت عليه عبارة “القوة تفتح أجنحتها لمن يستحقها والموت يفرد جناحيه لكل جبان”.
ووصف القناع بأنه “عبارة عن ذهب خالص ونوعه نادر وهو مرصع بالأحجار الكريمة منها نادرة الوجود ومنها لم تعد موجودة على الأرض”.
ويعد توت عنخ أمون المعروف بلقب الملك الطفل من أشهر الملوك في تاريخ مصر الفرعوني وقد توفي في عام 1324 قبل الميلاد وهو في التاسعة عشرة من عمره بعدما أمضى تسع سنوات فقط في الحكم.
تشويه للمعلومات وتضليل
لكن الجملة التي تدعي المنشورات أنها مكتوبة على قناع توت عنخ أمون غير موجودة أساسا، بحسب ما أكد خبيران في الآثار المصرية لوكالة فرانس برس.
ويقول عالم الآثار المصري، زاهي حواس، الذي شغل في السابق منصب وزير الدولة لشؤون الآثار المصرية، إن العبارة المذكورة سلفا لم تنقش على قناع توت عنخ آمون على الإطلاق، ووصف الادعاءات بأنها “هراء”.
ويضيف حواس الذي أصدر أكثر من 15 كتابا عن أسرار توت عنخ أمون منها كتابه الذي حمل عنوان “اكتشاف توت عنخ آمون”، أن القناع هذا نقشت على جانبيه الخلفيين مجموعة من النقوش الهيروغليفيّة وهي مستمدة من كتاب “الخروج في النهار”، وبالتحديد النص رقم 151 منه.
ويتفق مع حواس، حسين عبد البصير، وهو عالم مصريات ومدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية ومؤلف كتاب “أسرار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون”، مشددا أن الجملة التي يدعي مستخدمون أنها موجودة على القناع هي من نسج خيال ناشريها، ولا يحمل القناع هذه العبارة.
ويضيف عبد البصير أن قدماء المصريين كان لديهم بعض الممارسات الجنائزية التي كانوا يؤمنون بأهميتها لضمان خلودهم بعد الموت، ومنها الأقنعة، والتي كانت تستخدم لتغطية وجه المومياوات والتأكد من قدرة روح الميت على التعرف على الجسد.
ماذا عن الأحجار النادرة؟
ويتابع عبد البصير معلقا على الادعاء الذي تطرقت إليه المنشورات والذي يتحدث عن أحجار كريمة منها ما هو نادر الوجود وأخرى لم تعد موجودة على الأرض فيقول إن “هذا الادعاء مبالغ به”.
ويشرح الخبير مفصلا أن القناع مصنوع من الذهب والأحجار الكريمة مثل العقيق والكوارتز واللازورد والزجاج الملون، وكل الأحجار التي زينت القناع موجودة ومعروفة.
ويستطرد قائلا: “كل هذا لا ينفي أن دقة التمثال والإتقان في صنعه شهادة لبراعة الفنان المصري القديم”.
إذا ما المكتوب على القناع الذهبي؟
يتفق الخبيران حواس وعبد البصير على أن النقوش الموجودة على القناع من الخلف هي النص رقم 151 من كتاب “الخروج في النهار” المشهور باسم كتاب الموتى.
ويضيفان أن هذا النص في الكتاب ينسب كل عضو من أعضاء وجه الميت إلى إله، من أجل ضمان الحماية الإلهية الكاملة للمتوفى.
ويتفقان على أن الكتابة منقسمة على ظهر القناع إلى جزأين، الجزء الأول يقع على يمين القناع من الخلف، والجزء الثاني على يساره.
فرانس بريس
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: علم المصريات قناع توت عنخ آمون مصر توت عنخ آمون موجودة على
إقرأ أيضاً:
مكتب “أوتشا” يعبر عن قلقه بشأن الغارات التي ضربت مركزًا لإيواء المهاجرين بصعدة
يمانيون../
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، عن قلقه البالغ إزاء تقارير واردة بشأن الغارات الجوية التي ضربت ليلًا مركزًا لإيواء المهاجرين في محافظة صعدة.
وأوضح مكتب “أوتشا” باليمن في بيان، أنه ووفقًا للمعلومات الأولية، فقد أدت الضربات الجوية إلى مقتل 68 مهاجرًا فيما أصيب العشرات، مع إمكانية ارتفاع الأعداد مع استمرار جهود البحث والإنقاذ التي يقودها مقدمو استجابة الخطوط الأمامية.
ولفت إلى أن التقارير تشير إلى أن مستشفيات صعدة تُعاني من ضغط شديد جراء محدودية قدراتها وقلة الإمكانيات، حيث استقبل مستشفيين قريبين من موقع الحدث أكثر من 50 مصابًا، معظمهم جروحهم بالغة.
وأكد أن الضربات الجوية تشكل خطرًا متزايدًا على السكان المدنيين في اليمن، مبينا أن تقارير أخرى وردت عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة ستة آخرين، من بينهم نساء وأطفال، مساء أمس في مديرية بني الحارث في أمانة العاصمة.
ودعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جميع الأطراف للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.