«حفيت للقطارات» بين عُمان والإمارات
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
لا بد من تأكيد وتوثيق العلاقات الدولية الراسخة وفقا لمشتركات الماضي وتعاقدات المستقبل التي تقضي بتفعيل كافة الوسائل التواصلية خدمة لمصالح الشعوب واستثمارا لموارد الدول، فإن لم تكن ثمة مشتركات حقيقية سعى حكام وسياسيو كل دولة إلى خلق علاقات ومشتركات وصولا لتجسير العلاقات الدولية وتحقيق أقصى الممكن من توظيف مختلف الطاقات الدبلوماسية وصولا لذلك، أما حين تكون المشتركات أكثر من أن تحصى وأوسع من أن تعد فهي بالعناية أولى وبالتوثيق أحرى.
حينما نحاول كتابة المشترك بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة فإننا لا نتجاوز فكرة التكرار إن أردنا تسمية المشتركات من تاريخ وجغرافيا وعادات وتقاليد، وفنون شعبية وأزياء تقليدية ومعطيات ثقافية متضمنة ما هو أعمق من الشكليات العابرة، وغيرها كثير مما لا تتسع هذه المقالة ولا مقالات أُخَر لذكره وتسميته؛ لذلك لم يكن مستنكرا ولا غريبا تعزيز كل ما سبق من علاقات شعبين هما أسرة واحدة حقيقة لا مجازا؛ لما يربط بين الشعبين من أواصر قربى ووشائج نسب.
تبادل تجاري تاريخي يعززه واقع اليوم باستثمارات ثنائية من الطرفين تزيد من رقعة خريطة المشتركات بينهما، ثم جسور تعاون وشراكات تسعى لتلبية طموح الشعبين إضافة إلى النهوض بأدوار الحكومتين في تحقيق أمن البلدين أمنيا واقتصاديا، متضمنا سعيهما لأدوار أخرى لا بد منها اليوم في خضم متغيرات المرحلة التاريخية التي تعيشها شعوب المنطقة ضمن صراعات تستهدف أمنها ورخاء شعوبها، حيث يقوى الفرد بتعزيز ذاته ثم بتعزيز صداقاته ضمانا مستقبليا لحصون لا تتهاوى ولمتاريس لا تُدَك، ولا يتأتَّى ذلك بغير التحالفات الدولية وبناء جسور العلاقات الدولية؛ ثنائية كانت أو ثلاثية أو أكثر من ذلك وفقا لمرئيات المرحلة ومتغيرات الواقع.
يأتي مشروع شبكة السكك الحديدية «عمان والاتحاد للقطارات» الذي أعلِن عنه في سبتمبر من عام 2022 لربط سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة تعزيزا لعمق العلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين، المشروع الذي حملت هويته التجارية اسم «حفيت للقطارات» هوية مستوحاة من جبل حفيت الذي يمتد بين البلدين مؤكدا قوة وثبات ترابط البلدين جغرافيا وتاريخا حضاريا تماما كثبات هذا الجبل، وإذا تجاوزنا الجبل إلى حضارة حفيت التي تعود آثارها إلى نهاية الألفية الرابعة، هذه الحضارة التي تعد بداية الاستقرار البشري وتشكل المدن بعد الحياة البدائية بين الصيد وجمع الثمار والتي تؤكد آثارها ومقتنياتها تواصلا حضاريا بينها (حضارة حفيت) وبلاد الرافدين تستعيد مجدها الحضاري اليوم عبر هذه التسمية لهذا المشروع التواصلي الحضاري بين البلدين والذي نأمل توسعته مستقبلا ليشمل رقعة أكبر من دول الخليج أو حتى من الوطن العربي الكبير.
«حفيت للقطارات» طموحات كبرى لآفاق أرحب لا في التنقل المستثمر وقتا وجهدا وحسب، بل إنها رؤى تتجاوز ذلك إلى تحسين تكامل منظومة النقل والمواصلات لوجستيا، وفتح أبواب الفرص الواعدة لمختلف القطاعات الاقتصادية كالنقل والتعدين والبناء والتشييد، ومجالات أخرى استثنائية لفرص العمل والتنمية السياحية، فضلا عن إسهام المشروع في الحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة عبر شبكة قطارات متطورة مخففة الضغط على شبكة الطرق التقليدية استهلاكا وصيانة، دون إغفال دورها الأهم في تعزيز التواصل الإنساني اجتماعيا وثقافيا.
لقاء ثنائي واعد بالكثير من الخير يقينا، وهو المرجّى والمأمول من قيادتين آمنتا بالإنسان روحا وطاقات وعلاقات، وبتسخير كل ممكنات الواقع لخدمة هذا الإنسان ورفعة شأنه.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بین البلدین
إقرأ أيضاً:
أستاذ في العلاقات الدولية: إسرائيل هدمت أكثر من 5 آلاف منزل في جباليا
قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إنّ إسرائيل تعمل على تنفيذ خطة الجنرالات بشكل ممنهج ولا تتوقف عن استمرار عملياتها العسكرية في إطار سعيها للتفاوض تحت النار، إذ لديها مخطط واضح في تهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة.
إسرائيل تسعى لتهجير الفلسطينيينوأضاف «فارس»، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، أنّ الأسابيع الأخيرة شهدت قيام إسرائيل بتنفيذ عملياتها والضغط بكل قوة لتهجير ما تبقى من الفلسطينيين، مشيرا إلى أنّ هناك 400 ألف فلسطيني لا زالوا موجودين في شمال قطاع غزة، في إطار حرص إسرائيل على تنفيذ المخطط بشكل كبير.
الاحتلال يواصل هدم المنازل والمخيمات بفلسطينوتابع: «الاحتلال الإسرائيلي هدم ما لا يقل عن 5 آلاف منزل في جباليا، فضلاً عن تدمير الكثير من المنازل في بيت لاهيا وبيت حانون، بالتالي إسرائيل لديها خطة واضحة في ذلك ولم تتوقف عند هذا الحد، لكنها أيضا في إطار تنفيذ مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية تتحرك بشكل كبير للإجهاز على مخيمات طولكرم ونور شمس، بالتالي هناك حرص شديد على تنفيذ مخططها دون أن يكون هناك أي حراك من المجتمع الدولي».