«الشارقة للفنون» تنظم معرض «الزمن مرسوماً: ثنائيات»
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
تنظم مؤسسة الشارقة للفنونه ضمن برنامجها لصيف 2024، معرض «الزمن مرسوماً: ثنائيات» الذي يقام في الفترة بين 4 مايو/ أيار و4 أغسطس/ آب 2024، في المباني الفنية في ساحة المريجة.
يعد هذا المعرض مشروعاً بحثياً يحاول استكشاف النطاق الواسع للرسم وإمكاناته كممارسة فنية ذات جذور تاريخية، منطلقاً من دراسة متعمقة للأشياء الجديدة والتاريخية ضمن مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون، وجامعاً بين الأعمال الفنية عبر وسائط مثل الورق والخشب والصوت والفيديو، والتي يتم تحليلها في سياق ممارسات الرسم المعاصرة، المستوحاة من الأساليب والتقاليد الفنية التي تطورت على مدى قرون في ثقافات أفريقيا وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ.
يستكشف «الزمن مرسوماً: ثنائيات» وهو المعرض الافتتاحي ضمن سلسلة معارض هذا المشروع البحثي، مفهوم «الثنائيات» والاستجابات اللمّاحة، فمن خلال تصميمه وسينوغرافيته الخاصة توجّه مجموعة من الثنائيات الفنية المنسجمة والمتراقصة الزوار عبر قرن من الفن، رغم أن حركاتها تتسم أحياناً بالتنافر الدقيق أو الارتباط المنقوص، وعبر ترتيب تجاوري متقصد للأعمال الفنية، تساعد مواقعها في توضيح كيف تلعب العناصر المختلفة مثل الخط والحركة والأداء والإيماءة دوراً عبر أشكال متعددة من الوسائط.
يضم المعرض أعمالاً لـ 15 فناناً من أجيال مختلفة يبتكرون خرائط نابضة بالألوان والملمس عبر الأصباغ والورق والخطوط والعلامات التي تتبدى من خلال حركات حرة ومقيدة، على شكل إيماءات تعرض صورة مركّبة عن ماهية الرسم والإمكانيات التي يمكنه تحقيقها في الوقت الحاضر وتشمل قائمة الفنانين المعروضة أعمالهم كلاً من: آمال قناوي، بايا، منير كنعان، كلوديت جونسون، ديفيد كولوان، إدوارد بوتيربروت، فريدة لاشاي، حسن شريف، هيلين خال، إبراهيم الصلحي، إبراهيم مسعودة، كمالا إبراهيم إسحاق، كيماثي دونكور، عمر خيري، وثيستر غيتس.
تجلّى معرض “الزمن مرسوماً: ثنائيات” بعد اقتناء أعمال جديدة للفنانة كلاوديت جونسون، التي تعد من أبرز الشخصيات في حركة الفنون السوداء في بريطانيا في الثمانينيات، حيث اعتبرت جونسون صورها السياسية المركبة شكلاً من أشكال الرسم، بغض النظر عن مخططها أو سطحها أو الوسيط المستخدم فيها، وقد اختير عرض عملين من سلسلة الفنانة “أشكال واقفة” (2021)، وهي بورتريهات بالحجم الطبيعي تبدو للوهلة الأولى أنها بورتريهات شخصية لجونسون، لكنها في الواقع عبارة عن أجسام مزدوجة، ونماذج بديلة، وأشكال متراصة، وبقايا من الواقع اليومي وأحلام اليقظة اليومية.
أفضى مجاز «الثنائي» باعتباره مساحة للتعويض إلى إدراج الفنانين آمال قناوي وهيلين الخال وإبراهيم مسعودة، بالنظر إلى معاناتهم من جراح داخلية عبروا عنها في هذا المعرض من خلال التصوير الرمزي والتجريد. وعلى النقيض من ذلك، يتساءل حسن شريف في عمله «أشياء في غرفتي» (1982) عن أهمية المقتنيات الشخصية من خلال أغراض ملموسة، ويصور المشغولات اليدوية الاعتيادية كأدوات لسرد الجوانب المشتركة للتجارب الحياتية، على الرغم من أن تجربة رسم الزمن لا تبدأ بهذه التوضيحات ولا تنتهي عندها.
يضم المعرض أيضاً أرشيفاً عن حياة وأعمال الفنان السوداني الراحل عمر خيري (1939-1999)، حيث تُعرض عدة صفحات، مطبوعة ومكتوبة بخط يده، من مخطوطة بعنوان: “سيرة سكونكوكور الذاتية”، الصادرة عام 1972، وتقدم تفاصيل عن حياة شخصية جورج إدوارد سكونكوكور، المستكشف الطموح (وشخصية خيري الأخرى)، الذي لم ينغمس في الجماليات الغربية فحسب، بل احتضن أيضاً تقاليد وثقافة موطن خيري، السودان.
ومن خلال اندماج الحركة وتكاملها، تعرض لوحة ديفيد كولوان «مساعدون» (2016) شخوصاً يتكدسون لتشكيل مساحة روحانية مشتركة، ويقترن عمله بالصوت المرتعش للمغني بيلي فورستون في عمل ثيستر غيتس «بيلي يغني نغمة عظيمة» (2013)، حيث يثير تأريخ غيتس في هذا الفيديو للترنيمة شعوراً مألوفاً، مما جعل موسيقاه وكلماته شائعة جداً لدرجة استخدامها في الاحتفالات الدينية والعلمانية على السواء.
«الزمن مرسوماً: ثنائيات» من تقييم الدكتور عمر خليف، مدير المقتنيات وقيم أول في مؤسسة الشارقة للفنون، مع ثريا كريدية، باحثة أولى في المقتنيات ومصممة مواقع، وخالد جعفر، مساعد قيّم في مؤسسة الشارقة للفنون.
حول مؤسسة الشارقة للفنون
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
منتجات يدوية وتراثية بلمسة 50 عارضا في «أيادي مصر» بكفر الشيخ.. «ياللي بدعتوا الفنون»
مئات الكيلومترات قطعها 50 عارضاً من 17 محافظة، للمشاركة في معرض «أيادي مصر»، الذي جرى تنظيمه بمحافظة كفر الشيخ على مدار يومي الأربعاء والخميس 5 و6 فبراير، وذلك بجانب مشاركة 30 عارضاً من أبناء المحافظة، ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان».
ضم معرض «أيادي مصر» مختلف منتجات الحرف اليدوية والتراثية، التي تعكس تاريخ وثقافة مصر المتنوعة، وشمل الأزياء التراثية، التحف الفنية، المشغولات اليدوية التي تُعبر عن الحرف الريادية في مختلف المحافظات، وتعددت الأعمال المعروضة بين الخوص، الخزف، الخرز، الرسم على الرمال، الحلي، بالإضافة إلى السجاد والكليم، المنسوجات، حقائب «هاند ميد»، ملابس جاهزة وغيرها من المنتجات اليدوية والتراثية.
من محافظة المنوفية إلى محافظة كفر الشيخ قطع فوزي غنيم، 70 عاماً، صانع أوانٍ فخارية وخزف، مسافة 70 كم للمشاركة في معرض «أيادي مصر»، معبراً عن مهنة أجداده: «ورثتها أباً عن جد وعلمتها لأولادي، رغم إنهم متعلمين تعليم عالي، وشاركت في المعرض بشغل من صُنع إيدي، طواجن الأكل والشرب والقلل وزجاجات من الفخار لزيت الزيتون ومجات وفنجاين قهوة وديكورات، وسعيد إني بشارك في كل المعارض رغم كبر سني».
في أحد أجنحة المعرض، وقف محمود دانيال، 48 عاماً، من محافظة الوادي الجديد، يستعرض موهبته في الرسم بالرمال، والتف حوله المئات من المترددين على المعرض، لافتاً إلى أنه تعلم هذه المهنة منذ أكثر من 20 عاماً وكانت في البداية مُجرد هواية: «برسم بالرمال، وبنحت على الخشب والنخيل، ورغم دراستي في كلية الحقوق، إلا أني كنت مهتم بالفن، والأدوات اللي بستخدمها في رسم الرمال طبيعية، الغراء الأبيض، فرش رسم، بعمل الخلفية رمل وأسيبها تجف وبعد كده ببدأ شغل، وممكن الرسمة الواحدة تاخد مني يومين وأحياناً أقل وأكتر كمان».
منتجات يدوية وتراثية استعرضتها إيمان سعيد، 50 عاماً، من محافظة الشرقية، والتي شاركت بعرائس خشبية بأشكال ورسومات مختلفة تُعبر عن القرية والتراث المصري، بجانب نتائج وأجندات صُنعت من ورق البردي: «معروف إن الشرقية بتتميز بصناعة العرائس الخشبية، واحنا بنستغل مخلفات الأشجار في صناعة العرائس، ده بخلاف صناعة البردي، والمنتجات المصنوعة من الريزن، ومنها ميداليات، نوت بوك عليها رسومات مسار العائلة المقدسة، ده بخلاف لعبة دومينو على هيئة أشكال فرعونية».
في جانب آخر من أجنحة المعرض جذبت سجادة، على شكل صاحبة السعادة الإعلامية والفنانة الكبيرة إسعاد يونس، أنظار المئات من المترددين على المعرض، الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية أمام السجادة، ما أدخل السرور على قلب صانعة السجادة منة عادل، صاحبة الـ35 عاماً، من محافظة بورسعيد: «من حبي في الأستاذة إسعاد يونس عملت سجاد على شكلها، وفيه نسخة من السجادة دي عندها، وأنا احتفظت بنسخة لنفسي، ودايماً بتكون معايا في كل معرض بشارك فيه، أنا كمان بعمل كوبايات من الصلصال الحراري، وديكورات للبرامج».
من جانبه، أشاد اللواء دكتور علاء عبدالمعطي، محافظ كفر الشيخ، بمعرض «أيادي مصر»، وبالمنتجات اليدوية والتراثية التي شملها المعرض، الذي جرى تنظيمه بحديقة صنعاء بمدينة كفر الشيخ على مدار يومين، مؤكداً أن المنتجات تتميز بقدرة كبيرة على المنافسة في الأسواق المختلفة بفضل جودتها وتنوعها، ودورها في التعبير عن الحضارة والتراث المصري الرفيع، وكذلك الثقافات المصرية المتنوعة، مشيراً إلى أن مثل هذه المعارض تُعد فرصة مهمة للترويج للحرف اليدوية المصرية، وتعريف الجمهور بها على نطاق أوسع.