سودانايل:
2024-11-05@08:27:42 GMT

العداء للأحزاب موقف معيب!

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

خلال سنوات نظام الكيزان منذ إنقلابهم في 30 يونيو 1989م عملت الصحف و الإذاعة و التلفزيون علي شيطنة القوي السياسية و أسرفت في الحديث عن فشل الأحزاب الوطنية في إدارة الديمقراطية الثالثة و كانت هذه هي دعاية التنظيم المجرم لتثبيت إنقلابهم و إيجاد السند الشعبي له. إنطلت هذه الأكاذيب علي كثيرين حتي من خريجي الجامعات و صاروا يرددون بنوع من الجهل و عدم الدربة السياسية شعارات الكيزان دون علم.

لم تنجح الجبهة القومية الإسلامية في تحقيق مكاسب خلال فترة الديمقراطية فاسقطتها بإنقلاب عسكري كان التخطيط له جارٍ من الستينات علي حسب ما قاله الترابي.
بلغ هذا العداء للاحزاب مبلغا بعيدا في منابر الحوار السودانية علي صفحات الإنترنت حتي سمينا تلك المجموعات بمعارضة المعارضة و إتضح أنهم في النهاية من أهل الدنية المتكسبون أيام حكم الكيزان. نشأ جيل ثورة ديسمبر 2018م في كنف إعلام الكيزان و تربوا علي العداء للاحزاب في المدرسة و المسجد و الفضاء الإجتماعي العام. و استقلبتهم جحافل امبرتكو إيكو في السوشيال ميديا لتضيف إلي عدم الوعي السياسي درجة من الجلافة و سوء الأدب.
زاد الطين بلة ما جادت به أقلام الإنتهازيين فيما يعرف بحركات الكفاح المسلح التي تبنت شعارات السودان الجديد بإمساك عصاة السياسة من النُص. لدرجة أنهم وصفوا الأحزاب السياسية للقوي الوطنية بأحزاب الجلّابة. و هؤلاء يكفي فقط أن يكون من أمثالهم اردول و مناوي و عسكوري و التوم هجو. خلطوا بين كلمة جلّابي و كلمة نهّاض و الأخير هو من نشط في إسترقاق ضحايا عمليات خَرِت الأرقاء من اهل كردفان و دارفور و الجنوب و جنوب النيل الأزرق. الدارس للظاهرة خلال زمن الفونج و التركية السابقة و ما قبلها يفهم أن عملية الإسترقاق تحتاج لحلفاء من أهل منطقة الضحايا. لكن مثل هذه الحقائق لا يقول بها أدعياء ما يسمي ببرنامج السودان الجديد.
الغاضبون من أحزابهم ممن توفرت لهم فرصة الكتابة لجحافل امبرتو ايكو في السوشيال ميديا أدوا العايرة سوط فطفقت ترفس بلا ضابط و لا رابط كالثور في مستودع الحزف.
العداء للاحزاب مناصرة للإنقلابات. العداء للأحزاب عداء للديمقراطية لأن في عميلة التداول السلمي للسلطة لا بد من وجود الأحزاب السياسية خلال الإنتخابات مثلاً. بالمناسبة العداء للاحزاب السياسية نشاط تدفع ثمنه الدول المانحة التي أردات التنكنقراط من ربائب المنظمات الدولية لتدير البلاد فتسمح بهنب مواردها و تسمح بِ و تكرس للإفلات من العقاب عبر التسويات السياسية. و الدول المانحة من ألد أعداء الديمقراطية و الحكم الرشيد في بلد كالسودان
لا اعرف عن حزب سياسي واحد لا يشتمل في لوائحه علي بنود النقد و النقد الذاتي بفهما كما في الكتاب و أقصد أن عملية النقد هي الآلية التي بها يستمر الحزب في بناء جسمه و قدرته علي أدارة الإنتخابات و الفوز بمقاعد المجالس النيابية. الشرط الإساسي لممارسة النقد مع الأحزاب السياسية هو أن تكون عضوا فيها. أما كللام الصحافة و الكتاب في تقييم أداء الأحزاب فهذا اسمه مناقشة البرامج السياسية ذات المنطلقات الطبقية المحددة بمنطلقات طبقية مغايرة. ببساطة إذا لم تكن عضوا في حزب سياسي فانت غير مؤهل لنقد ذلك الحزب و سيحنصر كلامك في الشتائم و التهجم الذي يتكلم عنك اولأاص و من تكون. أما كعضو حزب فمن حقك منازلة اطروحات الأحزاب الأخري لتحقيق المكاسب الإنتخابية المعروفة جدا للجميع بروح الحوار الديمقراطي و أخلاقه المعروفة.
ثقافة إختراق الأحزاب ممارسة لا اخلاقية يمولها و يقوم بها تنظيم الأخوان المسلمين. هذه الممارسة الدنيئة مدفوعة الثمن و لا توجد مثلها في الدولة الديمقراطية المتقدمة ببساطة لأنها جريمة خاصة إذا خالط الأمر مكسب مالي أو إفشاء لأسرار بناءً علي قوانين حماية الخصوصية. لأننا كمجتمع رزح تحت حكم العسكر و رقابة الأجهزة الأمنية تلخبطت عند بعضنا الأمور خاصة فيما يتعقل بالممارسات اللاخلاقية كالإختراق و التجسس فصار بعضنا يشوفوها شطارة و فهلوة . لولا هذه الحرب لما عرفنا أن كيان غاضبون بلا حدود اشتمل علي مجموعات كبيرة من عناصر الأمن و المخبرين الذين يعملون في صفوف أجهزة الأمن و الإستخابارات فاليوم طالعتنا الصحف بفصل توباك عن الكيان الإستخباراتي غاضبون بلا حدود فرع جيش سناء حمد. و جميعنا يعلم عن مجموعة أخري من غاضبين بلا حدود تقاتل في صفوق الدعم السريع فيا للمهزلة
العداء للاحزاب أفقد ثورتنا بوصلتها فتمت هزيمتها بسهولة . لكننا كحزبيين سنقوم ببعث الثورة من جديد علي أسس جديدة مستلهمة دروس الحرب الكارثية الحاصلة. معا من أجل جبهة قاعدية رافضل للحرب و متمسكة بشعارات الثورة كاملة غير منقوصة.
و بالفعل من سمح للإعلام الموجه ببناء وعيه سيعادي الأحزاب السياسية و هو يعتقد أنه مع الديمقراطية و الحريات.

طه جعفر الخليفة
اونتاريو- كندا
27 ابريل 2024م

taha.e.taha@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأحزاب السیاسیة

إقرأ أيضاً:

أميركا وروسيا.. صداقة ثم عداوة وصلت أعلى مراحل التوتر والصراع

واستعرض برنامج "أميركا و.." الذي يبث عبر منصة الجزيرة 360، في حلقة جديدة مراحل علاقات البلدين، التي بدأت بالصداقة بينهما منذ استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، حين أعرب القيصر الروسي ألكسندر الأول عن إعجابه بالدستور الأميركي في رسالة للرئيس توماس جيفرسون عام 1802.

وبعد ذلك، فُتح باب التجارة بين البلدين لإنشاء تحالف يكسر الهيمنة البريطانية على العالم، ومما زاد من قوة العلاقة هو توسع الفرنسيين تحت قيادة نابليون بونابارت وإحساس روسيا بالخطر، ومع تنامي المصالح بين روسيا وأميركا، تقرر إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماسك وبوتين وترامب.. علاقة ثلاثية تثير مخاوف في واشنطنlist 2 of 4أميركا تتهم إيران وروسيا والصين بمحاولة اختراق الانتخابات فما القصة؟list 3 of 4أميركا وكوريا الشمالية.. قصة عداء قد يقود لحرب عالميةlist 4 of 4لافروف يحذّر: أميركا وروسيا "على حافة صراع عسكري مباشر"end of list

وكانت ثمرة هذا التعاون اصطفاف واشنطن سياسيا مع صديقها الجديد عندما اندلعت حرب القرم بين روسيا من جهة والإمبراطورية العثمانية وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى.

ولم تجد روسيا دولة تثق بها غير الولايات المتحدة لنقل جزء من أسطولها البحري إلى مياهها خوفًا من تدميره. وقد نجحت تلك الخطة في إبقاء السفن الروسية في أمان.

بداية الخلاف

ولكن بنهاية القرن االـ19، بدأت المصالح المتباينة تُحدث صدعًا في العلاقة، حيث تنافس الطرفان على السيطرة على الصين وعدة مناطق في شرق آسيا، مما دفع أميركا للتقارب مع منافستها السابقة بريطانيا، بعد أن أصبحت أميركا قوة سياسية واقتصادية صاعدة، ومن هنا بدأ يتشكل جوهر التحالف الغربي.

وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، كان التهديد الألماني كافيا لتجاوز الخلافات والتعاون لمواجهة عدو مشترك، ولكن لم يدم هذا التقارب طويلا عندما هزت الثورة الشيوعية بقيادة فلاديمير لينين أركان أوروبا عام 1917، واختارت روسيا الأيديولوجية الشيوعية لنشرها بعيدا عن مسار الليبرالية والتجارة الحرة.

وفي مقال شهير بعنوان "مصادر السلوك السوفياتي"، عرض الدبلوماسي الأميركي جورج كينان إستراتيجية لاحتواء الاتحاد السوفياتي وتقويض قوته، وتبين أن العداء والصراع بين القوتين العظميين في العالم كان أمرا لا مفر منه.

ووصل العداء ذروته خلال أزمة الصواريخ الكوبية، وكادت تندلع حرب نووية بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ في كوبا قرب الساحل الأميركي، وخلال السنوات التالية، بدأ العملاقان في تطوير وسائل الاتصال والتنسيق لتجنب التصادم النووي وتكرار السيناريو الكوبي.

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأ العداء يتجذر بعمق في الأروقة الأميركية، حيث انتشرت نظرية التوسع قدر الإمكان لاستغلال ضعف روسيا ومنعها من أن تعود قوة عظمى مرة أخرى، وكان هذا العداء مبنيا على 3 أركان: الصقور الليبرالية، والصقور العسكريين، والمسؤولين الأميركيين ذوي الأصول الأوروبية الشرقية.

مكافحة الإرهاب

وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، رأى كل من الولايات المتحدة وروسيا أن مكافحة الإرهاب يمكن أن تصبح مهمة مشتركة تساعد البلدين في حل خلافاتهما، ولكن سرعان ما اتضح لروسيا أن الحرب على الإرهاب كانت مصطلحا فضفاضا أكثر من اللازم، وأن هذه المفاهيم لم تكن تخفي سوى الطموح الأميركي في التوسع.

لذلك، مع صعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدأت موسكو مشروع حماية مجالها السوفياتي القديم، وانطلق بوتين في رحلة لإعادة بناء المؤسسات العسكرية والدولة، وجاءت حروب جورجيا والقرم وأوكرانيا مع حزمة من العقوبات الغربية على موسكو.

بعد أكثر من 200 عام من العلاقات بين القوتين العالميتين، فإن ما نشهده اليوم هو إحدى أكثر مراحل التوتر والصراع حدة بينهما منذ أزمة الصواريخ الكوبية، ولكن ما يختلف هذه المرة هو عدم وجود توافق داخل الولايات المتحدة على مواجهة روسيا.

وفي ظل ازدياد الصراع، تُرك الخيار الأخير للدبلوماسية، لكن مع تعمق التحالفات العالمية بين القوى الكبرى، مثل التحالف بين روسيا والصين، والتحالفات الغربية بقيادة أميركا، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للدبلوماسية أن تخفف من التوتر بين موسكو وواشنطن، أم أننا أمام مواجهة شاملة قد تعيد شبح الحرب الباردة للعالم؟

4/11/2024-|آخر تحديث: 4/11/202409:15 م (بتوقيت مكة المكرمة)

مقالات مشابهة

  • كيف استقبل إعلان التكتل الوطني للأحزاب والقوى السياسية في عدن؟
  • كيف قرأ اليمنيون إعلان التكتل الوطني الجديد للأحزاب والقوى السياسية في عدن؟
  • مصادر: توافق على اختيار رئيساً لـ”التكتل الوطني للأحزاب والقوى اليمنية” في عدن
  • عاجل: اختيار الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيسا لـ”التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية” في عدن
  • أميركا وروسيا.. صداقة ثم عداوة وصلت أعلى مراحل التوتر والصراع
  • عاجل : بعد توحد أكبر تكتل سياسي في اليمن.. المجلس الانتقالي يشذ عن الإجماع الوطني ويعلن عدم مشاركته في اجتماع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية بعدن
  • “المجلس الانتقالي” يعلن عدم مشاركته في الاجتماع المرتقب للأحزاب السياسية اليمنية في عدن
  • مليشيا الانتقالي ترفض المشاركة في تكتل الأحزاب السياسية المزمع إعلانه في عدن يوم غد
  • الأحزاب تتفق على تحالف جديد في عدن وتختار المؤتمر رئيسا وغدا حفل الإشهار
  • وصفها بأنها «مختلة وحمقاء».. ما هو سر العداء بين ليز تشيني وترامب؟