سودانايل:
2025-03-31@10:03:06 GMT

حرب الحفاظ على الوطن لا تقبل المساومات

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن أي خطابات أو كتابات متطرفة في زمن السلم الذي تتحاور فيه الأراء و البرامج سوف تفتح طرقا للفظ الخشن، و من ثم إلي الحرب، و خاصة إذا كان المجتمع خارجا من نظاما شموليا و الأغلبية في المجتمع تراهن على الديمقراطية، و نخب لا تنظر للعملية السياسية إلا من خلال مصالحها الخاصة مركزة في السلطة.

. و إشكالية القوى السياسية عجزت أن تقدم خطابا متوازنا يساعد على تعبيد الطريق الذي يوصل إلي الهدف، و القوى السياسية؛ إذا كانت شمولية في توجهاتها أو حتى رافعة شعارات الديمقراطية ليس لديها ثقافة النقد، لا تقبله من داخل دائرتها المحدودة من داخل المؤسسة الحزبية، أو كان من خارجها، أن قراءة النقد مسألة مهمة لدعاة الديمقراطية لكي يتبينوا إذا كان مسيرهم في الطريق الصحيح أم قد حدثت اخطاء يجب الوقوف عندها، فالنقد هو دعوة للمراجعة و التقييم و التقويم معا.. و هناك قوى سياسية الديمقراطية عندهم شعارات سياسية خالية المضمون الغرض منها التكتيك، هؤلاء ليس لديهم مبدئة و يحاولوا أن يكيفوا خطاباتهم بما تقتضي الضرورة..
فهل أصحاب خطاب العنف اللفظي كانوا يعتقدون أن خطاباتهم سوف تؤدي إلي تخويف الأخر و لا يجروء على ردة الفعل، غض النظر عن من يكون الأخر، هذا نوع من السذاجة السياسية، منذ إبريل 2019م كتبنا أن طريق الديمقراطية يحتاج لصدور مفتوحة و متسعة لقبول خطاب الأخر مهما كانت درجة الإختلاف، و عقول متقدة تساعد على الحوار.. لكن أن يكون خطاب البعض محمل بالبغض و الكره و الخشونة الفظية التي ساعدة على الحرب، ثم يقف اصحاب خطابات الكره في منبر أخر؛ و يتسألوا لماذا يقال للناس أوقفوا الحرب و لا يديرون لك بالا ؟.. فالذي دعا لها بطريق مباشر أو غير مباشر عليه أن يتحمل شرورها. و ليس الذي بدأ الحرب وحده قادر على إقافها، و خاصة أن الحرب لم تكن بين قوتين سياسيتين أو عسكرتين لوحدهما، أنما الحرب طالت أغلبية الشعب السوداني في الخرطوم و الجزيرة و كل ولايات دارفور و كردفان، و الحرب خلقت واقعا جديدا لن يعيد العجلة إلي الخلف..
إذا كانت النخب السياسية و بعض الكتاب يعتقدون أن الحرب سوف تحسمها تسوية سياسية عبر تفاوض يجري بين " الجيش و الميليشيا" يصبحوا خاطئين، قبل الحرب كان الصراع دائرة داخل القوى الموقعة على "الإتفاق الإطاري" و كتبنا من أجل قبول توسيع قاعدة المشاركة، و لكن أصرت أغلبية القيادات السياسية في الإطاري على رفض قاعدة المشاركة و قالوا " نرفض عملية الإغراق السياسي" و راهنوا على أن ميزان القوى مال لهم، و أغلبية الشعب كانوا يراقبون مجريات الأحداث دون أن يحددوا موقفهم، فالسياسي الحصيف دائما يتوقع أن ميزان القوى تحكمه المصالح، و يمكن أن يتغير في أي وقت، و اندلعت الحرب و أيضا الشعب يراقب و لكن بعد ما دخلت الميليشيا منازل الناس و استباحتها وقف أغلبية الشعب مع الجيش، لذلك لن تخسر قيادات الجيش وقوف الشعب معها، و سيظل الجيش يقاتل دون أن يستجيب لدعوات وقف الحرب. فالذي يريد أن يوقف الحرب عليه أن يغير قناعات الشعب، فهو الوحيد الذي يستطيع إقناع الجيش.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إذا کان

إقرأ أيضاً:

بعد الهجوم على ‘إسبريسو لاب’: حزب العدالة والتنمية يحذر أوزغور أوزيل من العواقب السياسية

بعد الهجوم الذي تعرض له “إسبريسو لاب” عقب دعوة زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، لمقاطعة المكان، خرج المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشيليك، بتصريحات قاسية ضد أوزغور أوزيل. ودعا جليك حزب الشعب الجمهوري إلى التحلي بالحكمة، قائلاً: “أوزغور أوزيل يبحث عن وصاية خارجية، لقد فقد السيطرة!”

وقد أثارت دعوة المقاطعة التي أطلقها أوزغور أوزيل الفوضى في البلاد، حيث تعرض عدد من الأشخاص في “إسبريسو لاب” إلى هجوم لفظي وبدني من قبل مجموعة من المتظاهرين بعد تجمعهم في مالتيبي. وقد شهدت الواقعة تطاير الكراسي في الهواء، مما أسفر عن اعتقال أربعة أشخاص. في هذه الأثناء، جاء النداء من حزب العدالة والتنمية للحكمة ووضع حد لهذه الاستفزازات.

وفي تصريح له عبر قناة تلفزيونية، قال تشليك:

“الدمار الذي أحدثه هو سياسة، وأدعو إلى الحكمة”
وأضاف تشيليك: “التاريخ السياسي التركي شهد العديد من النقاشات الحادة والانقسامات الكبيرة، لكن ما فعله أوزغور أوزيل من استهداف وتحريض على خلق بيئة تسمح بالاعتداءات هو أمر غير مسبوق. أوزغور أوزيل يحرض بشكل غير مسؤول، وهذه سياسة دمار. أنا أدعوه للتحلي بالحكمة. زعيم حزب الشعب الجمهوري فقد السيطرة.”

اقرأ أيضا

الخطوط الجوية التركية تعلن عن 395 رحلة إضافية خلال عطلة عيد…

الجمعة 28 مارس 2025

“هجوم على أماكن عامة ووجود عائلات”
وتابع تشيليك في تصريحاته قائلاً: “الأحزاب السياسية قد تعبر عن معارضتها لبعضها البعض أو تقاطع الاجتماعات، لكن أوزغور أوزيل يميز بين الأماكن العامة. كنا نركز دائمًا على الحفاظ على الوحدة في بلادنا وعدم إثارة الانقسامات الطائفية أو العرقية، لكن لم يخطر ببال أحد أن استهداف أماكن بيع الكتب أو الأماكن التي يتناول فيها الناس القهوة سيؤدي إلى إثارة هذا النوع من الانقسام السياسي.”

وأضاف: “مجموعة من المحرضين تهاجم أماكن القهوة التي يرتادها الناس، حيث توجد عائلات، نساء، أطفال، وشباب. قد يحدث أي شيء. والمحفز لهذه الفتنة هو أوزغور أوزيل. واليوم ما زال يواصل نفس الخطاب، وهذا أمر خطير.”

مقالات مشابهة

  • القوى السياسية ترفض تأجيل الانتخابات البلدية
  • بعد الهجوم على ‘إسبريسو لاب’: حزب العدالة والتنمية يحذر أوزغور أوزيل من العواقب السياسية
  • آثار الدمار الذي لحق بمقر إقامة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالخرطوم – فيديو
  • الشعب الجمهوري: الاصطفاف خلف القيادة السياسية طوق النجاة للعبور من التحديات الراهنة
  • برلماني: التفاف الشعب حول القيادة السياسية ضرورة لمواجهة التحديات
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
  • توقف الحرب… من الذي كان وراءه
  • برلماني: وعي الشعب المصري أحبط المؤامرات على الوطن واصطف خلف قيادته السياسية
  • بكري: رجال الجيش يجددون العهد بالالتزام بمهامهم في حماية الوطن
  • قيم البرلمان: تماسك الشعب ووقوفه خلف القيادة السياسية درس في الوطنية والتكاتف