حرب الحفاظ على الوطن لا تقبل المساومات
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن أي خطابات أو كتابات متطرفة في زمن السلم الذي تتحاور فيه الأراء و البرامج سوف تفتح طرقا للفظ الخشن، و من ثم إلي الحرب، و خاصة إذا كان المجتمع خارجا من نظاما شموليا و الأغلبية في المجتمع تراهن على الديمقراطية، و نخب لا تنظر للعملية السياسية إلا من خلال مصالحها الخاصة مركزة في السلطة.
فهل أصحاب خطاب العنف اللفظي كانوا يعتقدون أن خطاباتهم سوف تؤدي إلي تخويف الأخر و لا يجروء على ردة الفعل، غض النظر عن من يكون الأخر، هذا نوع من السذاجة السياسية، منذ إبريل 2019م كتبنا أن طريق الديمقراطية يحتاج لصدور مفتوحة و متسعة لقبول خطاب الأخر مهما كانت درجة الإختلاف، و عقول متقدة تساعد على الحوار.. لكن أن يكون خطاب البعض محمل بالبغض و الكره و الخشونة الفظية التي ساعدة على الحرب، ثم يقف اصحاب خطابات الكره في منبر أخر؛ و يتسألوا لماذا يقال للناس أوقفوا الحرب و لا يديرون لك بالا ؟.. فالذي دعا لها بطريق مباشر أو غير مباشر عليه أن يتحمل شرورها. و ليس الذي بدأ الحرب وحده قادر على إقافها، و خاصة أن الحرب لم تكن بين قوتين سياسيتين أو عسكرتين لوحدهما، أنما الحرب طالت أغلبية الشعب السوداني في الخرطوم و الجزيرة و كل ولايات دارفور و كردفان، و الحرب خلقت واقعا جديدا لن يعيد العجلة إلي الخلف..
إذا كانت النخب السياسية و بعض الكتاب يعتقدون أن الحرب سوف تحسمها تسوية سياسية عبر تفاوض يجري بين " الجيش و الميليشيا" يصبحوا خاطئين، قبل الحرب كان الصراع دائرة داخل القوى الموقعة على "الإتفاق الإطاري" و كتبنا من أجل قبول توسيع قاعدة المشاركة، و لكن أصرت أغلبية القيادات السياسية في الإطاري على رفض قاعدة المشاركة و قالوا " نرفض عملية الإغراق السياسي" و راهنوا على أن ميزان القوى مال لهم، و أغلبية الشعب كانوا يراقبون مجريات الأحداث دون أن يحددوا موقفهم، فالسياسي الحصيف دائما يتوقع أن ميزان القوى تحكمه المصالح، و يمكن أن يتغير في أي وقت، و اندلعت الحرب و أيضا الشعب يراقب و لكن بعد ما دخلت الميليشيا منازل الناس و استباحتها وقف أغلبية الشعب مع الجيش، لذلك لن تخسر قيادات الجيش وقوف الشعب معها، و سيظل الجيش يقاتل دون أن يستجيب لدعوات وقف الحرب. فالذي يريد أن يوقف الحرب عليه أن يغير قناعات الشعب، فهو الوحيد الذي يستطيع إقناع الجيش.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إذا کان
إقرأ أيضاً:
«حماة الوطن»: دعم مصر للقضية الفلسطينية نموذج للالتزام العربي بالقيم الإنسانية
أكد المهندس أحمد تيسير، رئيس اللجنة الاستشارية للأزمات والكوارث بحزب حماة الوطن، أن الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية يعكس التزامًا وطنيًا وإنسانيًا تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، مشيرا إلى أن الجهود المصرية المستمرة في دعم القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة، هي جزء من مسؤولية تاريخية تتبناها الدولة المصرية لحماية الشعب الفلسطيني من مخططات الاحتلال الإسرائيلي.
مصر في مواجهة مخططات التهجير القسريأوضح في حديثه لـ"الوطن" أن مصر رفضت بشكل قاطع أي محاولات لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين، ونجحت عبر تحركاتها الدبلوماسية والإنسانية في التصدي لهذه المخططات، مؤكدًا أن التمسك بحدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن مصر تبذل جهودًا استثنائية عبر التنسيق مع القوى الدولية والإقليمية، لضمان إعادة إعمار غزة، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، ومنع تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، مشددًا على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في وقف العدوان الإسرائيلي وحماية حقوق الفلسطينيين.
تسوية عادلة للقضيةوشدد تيسير على أهمية الدور العربي والدولي في تحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، مطالبًا المجتمع الدولي بـ تفعيل قرارات الشرعية الدولية والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء سياساته الاستيطانية والعدوانية.
ونوه بأن تنفيذ حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية المعتمدة هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة خطوة محورية يجب دعمها لإنقاذ القطاع من تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر.
واختتم رئيس اللجنة الاستشارية للأزمات والكوارث بحزب حماة الوطن تصريحه بالتأكيد على أن مصر ستظل داعمًا أساسيًا للقضية الفلسطينية، وستواصل العمل على جميع المستويات السياسية والإنسانية لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني، ووقف أي محاولات لتغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في الأراضي المحتلة.