انتقاد مبيد إسرائيلي محظور دولياً ورفض استيراده يفجّر غضب الحوثيين
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
لا يمكن وصف حملة اختطاف الصحافي والناشط خالد العراسي، فجر السبت، من منزله في صنعاء، إلا أنها تعبير عن غضب ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، من تداعيات فضيحة "المبيدات المحظورة".
ولم يشفع ولاء العراسي للجماعة وتناوله للقضية بخطابه المحترم الى رئيس مجلس حكم الميليشيات مهدي المشاط، في تجنيبه حملات الاختطاف والتهديد التي مارستها الميليشيات ضد الصحفيين والنشطاء الذين تفاعلوا مع القضية وفضحوا هذه الكارثة.
وبالعودة إلى منشور العراسي، فإنه تحدث عن السماح بدخول مبيد اسرائيلي محظور استيراده بعد مرور أكثر من عام ونصف على احتجازها في الراهدة ومدخل صنعاء.
وأوضح العراسي، في منشوره، أنه يهدف إلى إيصال هذه المعلومات إلى رئيس مجلس الميليشيات المشاط بعد فشله في إيصاله عن طريق ثلاثة أشخاص هم أحد اعضاء المجلس وأحد المستشارين وشخص ثالث يقول بانه يلتقي بالمشاط أحيانا.
وكان يعتقد العراسي أن المشاط لا علم له بحقيقة هذا المبيد الذي دخل بأوامر مباشرة منه، متناسياً أن هذه المبيدات يستوردها تاجر من أبناء صعدة مقرب من زعيم الميليشيات وينتمي لعائلة تشتهر بتهريب المتفجرات والمبيدات السامة والخطرة، وهو القيادي الحوثي دغسان أحمد دغسان.
ويعد دغسان، الذي ينحدر من قبائل "آل عمار" في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة، معقل الحوثي، أحد أبرز القيادات التي جندتها مليشيات الحوثي باكرا، وتلقت تدريبات إيرانية مكثفة لتعمل في الظل منذ 3 عقود.
وبحسب منشور العراسي، فإن المبيد الذي سمح بدخوله هو (بروميد الميثيل) إسرائيلي المنشأ ومحظور وممنوع دوليا، وايضا منتهي الصلاحية وهو ما يجعله (نفايات كيميائية صهيونية)، حد قوله.
وتطرق العراسي، في منشوره، إلى مذكرة وزارة الزراعة الحوثية التي اكتفت بالحديث عن استحالة منح أي تاجر ترخيصا لادخال هذا النوع من المبيد، كونه محظورا وممنوعا دوليا.
وأضاف، إن الوزارة لم تذكر أن المبيد "إسرائيلي المنشا"، ولم تذكر تأثير هذا المبيد في نشر امراض السرطان وقتل الارض الزراعية وتلويث البيئة، مشيرا إلى أن الوزارة لم تذكر في مذكرتها أشياء كثيرة جدا باعتبار ما ذكروه يكفي لالغاء أي تفكير بادخاله.
وبشكل عام، فقد أثارت طريقة الاختطاف سخطا شعبيا واسعا في مناطق الميليشيات وتساؤلات حول تورط التاجر دغسان فيها، لافتين الى أن هذه الحادثة تؤكد أن نفوذ دغسان يفوق سلطة المشاط الذي تؤكد الأحداث أنه مجرد واجهة منزوعة الصلاحيات للوبي حوثي فاسد.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: معاناة غزة جرح غائر في جسد العالم العربي.. ورفض التهجير عقيدة |خاص
أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أن موقف مصر من القضية الفلسطينية تجسيدا أصيلا لما اختطه الضمير المصري على مدار تاريخه، فمصر لم تكن يوما غائبة عن وجدان هذه القضية، بل ظلت حاضرة بقلبها وعقلها وقرارها، منحازة دوما للحق الفلسطيني، ومدافعة عن حقوق الشعب الشقيق، انطلاقا من ثوابت قومية راسخة، ومبادئ إنسانية لا تتغير، ويقين عميق بأن أمن فلسطين جزء لا يتجزأ من أمن الأمة كلها، وأن معاناة غزة ليست شأنا محليا، بل جرحا مفتوحا في جسد العالم العربي والإسلامي.
وأضاف الوزير في تصريحات خاصة لـ “ صدى البلد” الموقف المصري من الأحداث الأخيرة في غزة ما هو إلا امتدادا طبيعيا لتلك المسيرة المشرفة، حيث تصدرت مصر المشهد بكل مسئولية وشجاعة، ورفضت منذ اللحظة الأولى كل أشكال العدوان على المدنيين، وأعلنت صراحة رفضها التام لسياسة القتل الجماعي، والتهجير القسري، واستهداف الأبرياء، فكانت صوت العقل في زمن التهليل للدم، وكانت كلمة الحق في لحظة عجز فيها الكثيرون عن الصدوع بالحقيقة، فاختارت مصر أن تكون كما كانت دوما دولة المبادئ، دولة الشرف في زمن عز فيه الشرف؛ لا دولة المصالح الضيقة.
وفي الوقت ذاته، لم تنس مصر أن البعد الثقافي والديني في هذه القضية لا يقل أهمية عن بعدها الإنساني والسياسي، فأعلت من صوت العقلاء، وحذرت من استغلال المأساة لتأجيج التطرف أو تأليب النفوس، داعية إلى وحدة الصف العربي والإسلامي، وإلى وعي يفرق بين المواقف النبيلة، والمزايدات الرخيصة، وبين التضامن الحقيقي، والمتاجرة بآلام الضحايا.
واختتم الوزير تصريحه على المستوى الشخصي، فإنني لا أترك مناسبة ولا لقاء في الداخل أو في الخارج إلا أعلن فيه -بلا مواربة- التأييد التام لموقف الدولة المصرية الذي هو موقف رسمي وشعبي موحد، وأنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بقام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.