مرت شركة جوجل بعامٍ مليء بالصعوبات عام 2023؛ واجهت خلاله العديد من الدعاوى القضائية الهامة. وكان أبرزها دعوى Epic؛ صانع لعبة الفيديو الشهيرة Fortnite؛ والتي استطاعت سحب عملاق التكنولوجيا إلى ساحة المحكمة.

واتهمت Epic جوجل بممارسات احتكارية؛ مستندةً في دعوتها إلى هيمنة متجر Google Play، وفرضه رسوم تتراوح بين 15% إلى 30% على المطورين، مقابل الاشتراكات والمشتريات داخل التطبيقات.

وواجهت جوجل أيضًا انتقادات واسعة النطاق، من جهات حكومية ومنظمات حقوقية بسبب ممارساتها المتلقة بجمع البيانات والخصوصية.

وأجرت الشركة تغييرات كبيرة في البحث؛ إذ أعادت تنظيم الفرق البحثية وأندرويد والأجهزة لتتوافق مع ثورة الذكاء الاصطناعي.

وعلى إثر ذلك؛ وحدت جوجل الفرق التي تعمل على بناء الذكاء الاصطناعي في وحدة Google DeepMind؛ وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها؛ وصلت القيمة السوقية لشركة جوجل (ألفابيت) إلى 2 تريليون دولار بعد الإغلاق! لأول مرة في تاريخها؛ لتصنف بذلك أعلى رابع شركة في العالم.

ملتحقةً بعمالقة التقنية الثلاثة؛ شركة ميكروسوفت بقيمة سوقية 3 تريليون دولار، وشركة أبل بقيمة 2.6 تريليون دولار، وشركة إنفيديا بقيمة 2 تريليون دولار.

الذكاء الاصطناعي يقود استثمارات عمالقة التقنية هذا العام كان الذكاء الاصطناعي هو محور اجتماع الأرباح؛ وهو اجتماع يُعقد عادةً بشكل ربع سنوي، لمناقشة أداء الشركة مع المحللين والمستثمرين.

تحدث الرئيس التنفيذي لجوجل سوندار بيتشاي؛ عن خطة الشركة في التحديث المستمر للنموذج اللغوي الخارق Gemini؛ وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي تغيير محرك البحث لجوجل.

وقال بيتشاي أن الشركة تمتلك أفضل بنية تحتية لعصر الذكاء الاصطناعي؛ نظرًا لتاريخ استثمارها الطويل في ذلك المجال؛ إذ تُعد جوجل شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ عام 2016.

وأشار الرئيس التنفيدي إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن أن يساعد المعلنين في إنشاء محتوى إعلاني أكثر كفاءة؛ وذلك من خلال منتجات جوجل؛ مثل جيمنياي الذي يتمكن من إنشاء نصوص وصور من خلال إدخال أوامر بسيطة.

وأعربت الشركة في الربع السابق؛ بأن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مكلفًا، إذ تتطلب النماذج طاقة كبيرة ومعدات باهظة الثمن، للتدريب والتشغيل على المدى الطويل؛ وهو ما أعربت عنه شركات آخرى مثل شركة ميتا.

نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini جوجل تحقق نتائج قوية في الربع الأول فاقت نتائج الربع الأول للعملاق التكنولوجي تقديرات المحللين؛ وفقًا لتقرير الأرباح الذي نشرته جوجل؛ فقد حققت الشركة ربحًا قدره 23.7 مليار دولار، وذلك من عائدات قدرها 80.5 مليار دولار، والذي يُمثل زيادة بنسبة 15% في الإيرادات على أساس سنوي؛ ما تسبب في توزيعات للأرباح لأول مرة في الشركة، والذي أدى إلى تحفيز المستثمرين.

ويرجع فضل تلك الزيادة إلى ارتفاع الطلب على الخدمات السحابية لجوجل؛ مدفوعةً بالنمو في الذكاء الاصطناعي.

وأعلنت جوجل عن برنامج إعادة شراء لأسهمها بقيمة 70 مليار دولار، ما أدى إلى أقوى ارتفاع في سهمها منذ عام 2015؛ وذلك بزيادة 11% مُعربًا عن وصول الشركة لـ2 تريليون دولار.

وأسفرت تلك الخطوة عن العديد من الإيجابيات؛ فعند شراء الشركة لأسهمها، فإنها تخفض من عدد الأسهم المُستحقة للأرباح وبالتالي؛ زيادة حصة الأرباح للمساهمين الحاليين. ويعبر ذلك القرار أيضًا عن ثقة الشركة في آفاقها المستقبلية وقدرتها على توليد تدفق نقدي حر؛ ما يعطي إشارة إيجابية للمستثمرين ويدفعهم إلى الرغبة في الشراء.

نرى نتائج مذهلة للشركات هذا العام؛ والتي ركزت استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي على نحوٍ خاص، إذ نجحت شركة إنفيديا، رائدة صناعة الرقائق، في تحقيق قفزة نوعية، لتُصبح ثالث أغلى شركة في العالم من ناحية القيمة السوقية، وذلك بفضل تركيزها على الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة.

تُظهر النتائج القوية للربع الأول، وخطط الاستثمار الجريئة في الذكاء الاصطناعي تفاؤلاً شديدًا بمستقبل جوجل؛ إذ تسعى الشركة إلى البقاء في طليعة الابتكار التكنولوجي، وتحاول جاهدة لتصبح قوة رائدة في عصر الذكاء الاصطناعي

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الصين تؤكد قدرتها على إصدار ديون بـ1.4 تريليون دولار

الاقتصاد نيوز - متابعة

قال الرئيس السابق لمعهد أبحاث تابع لوزارة المالية في الصين، إن لدى بكين القدرة لتعزيز الدعم المالي للاقتصاد من خلال إصدار ديون خاصة تصل قيمتها إلى 10 تريليونات يوان، أي ما يعادل 1.4 تريليون دولار، مما يعكس التوقعات المتزايدة بزيادة الحكومة للإنفاق العام كجزء من حزمة التحفيز الاقتصادي، وذلك عبر رفع حجم الاستثمار الحكومي في المشاريع العامة.

تأتي هذه التصريحات في ظل نقاش متزايد حول الخطوات التي قد تتخذها وزارة المالية لدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم، خاصة بعد أن أظهرت بكين رغبتها في وقف تباطؤ النمو الاقتصادي.

أعلن البنك المركزي الصيني قبل أيام إجراءات غير مسبوقة منذ رفع القيود المتعلقة بكوفيد لدعم الاستهلاك والعقارات، على أمل تحفيز النشاط الذي يجتاز مرحلة عصيبة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وبعد مرور أكثر من عام ونصف عام على رفع القيود الصحية التي فرضتها السلطات لمكافحة جائحة كوفيد وكانت تداعياتها كارثية على اقتصاد البلاد، لا تزال وتيرة النهوض الاقتصادي أبطأ من المتوقع.

وتعاني البلاد بشكل خاص أزمة في مجال العقارات وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وتباطؤ استهلاك الأسر، في حين يلوح خطر الركود.

وتسعى السلطات الصينية إلى تحقيق نمو في إجمالي الناتج المحلي بنحو 5% في عام 2024، وهو هدف يعتبر العديد من الخبراء الاقتصاديين أن تحقيقه صعب للغاية بسبب التحديات الراهنة.

وقال بان غونغشنغ، محافظ البنك المركزي، خلال مؤتمر صحافي في بكين إنّ السلطات الصينية "ستخفّض نسبة الاحتياطي الإلزامي وسعر الفائدة الرئيسي، وستخفض سعر الفائدة القياسي في السوق".

ونسبة الاحتياطي الإلزامي هي التي تحدد حصة الودائع التي يتعين على البنوك الاحتفاظ بها في خزائنها. ومن المفترض أن تتيح لها منح الشركات مزيدا من القروض لدعم الاقتصاد الفعلي.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي ينافس على نوبل!
  • ينتج صوتاً وصورة.. ميتا تكشف عن الذكاء الاصطناعي الجديد موفي جين
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص "التصلب المتعدد".. و12 ألف مريض سنويًا
  • الذكاء الاصطناعي.. هل سينافس البشر على الجوائز؟
  • الصين تؤكد قدرتها على إصدار ديون بـ1.4 تريليون دولار
  • جوجل تضيف المزيد من الذكاء الاصطناعي في البحث
  • جديد الذكاء الاصطناعي.. يمكنه اكتشاف المشاعر!
  • تحقيقات سلطة دبي للخدمات المالية تكشف قيام شركة أو سي إس إنترناشيونال فاينانس ليمتد بسوء إدارة ما يبلغ ستة وأربعون مليون دولار أمريكي من أموال العملاء وينتج عنها تغريم الشركة ورئيسها التنفيذي
  • موجة صعودة الذهب تتوقف وسط تحول التركيز إلى بيانات أميركية
  • “القابضة” (ADQ) تتعاون مع شركة EQTY Lab لدعم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن محفظة شركاتها