هل تؤثر الاحتجاجات الطلابية على سياسة واشنطن تجاه “إسرائيل”؟
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
هل تؤثر #الاحتجاجات_الطلابية على #سياسة #واشنطن تجاه ” #إسرائيل “؟ #أحمد_عوض
لا يمكن تجاهل التداعيات المحتملة للاحتجاجات الطلابية المتصاعدة في الجامعات الأميركية على مستقبل سياسة الدعم الأميركية غير المحدودة وطويلة الأمد تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي.
تعكس هذه الموجة من النشاط الطلابي في كبريات الجامعات الأميركية، والتي تطالب بوقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وان كانت تحمل عناوين مرتبطة بوقف تعامل جامعاتهم مع الحكومة والجامعات الإسرائيلية.
بالمقارنة مع الأنماط التاريخية التي أثرت فيها الحركات الطلابية بشكل عميق على السياسات الأميركية الداخلية والخارجية، مثل حركة الحقوق المدنية والاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام في ستينيات القرن الماضي، فإن الاحتجاجات التضامنية الحالية مع الشعب الفلسطيني ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل لحظة محورية في العلاقات بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة ترسيمها.
اتسمت فترة الستينيات بكثافة النشاط الطلابي في الجامعات الأميركية، هذه الاحتجاجات لعبت أدوارًا حاسمة في إعادة تشكيل الرأي العام والسياسة المتعلقة بالحقوق المدنية وحرب فيتنام، وكان لهذه الحركات دور فعال في دفع التشريعات التاريخية مثل قانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون حقوق التصويت لعام 1965. كما أجبرت الحكومة الأميركية آنذاك على إعادة النظر في مواقفها العسكرية والاستراتيجية، ولا سيما تسريع الانسحاب من فيتنام، خاصة بعد صمود المقاومة الفيتنامية أمام قوات الاحتلال الأميركي وحلفائها.
واليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه بطريقة مختلفة، حيث تلفت الاحتجاجات الطلابية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الانتباه إلى قضية عادلة أخرى، قضية فلسطين المحتلة وشعبها منذ عقود طويلة.
إن الانتقادات المتوترة والصريحة التي وجهها «نتنياهو» لهذه الاحتجاجات ومطالبته بإنهائها بأسرع وقت، إلى جانب التوتر الواضح لدى المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين بشأن التداعيات المحتملة لهذه الاحتجاجات على مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة، تؤكد أهمية الاحتجاجات. وردات الفعل الأميركية الرسمية تعكس الخوف من أن تغير هذه الاحتجاجات اتجاهات الرأي العام في الولايات المتحدة، كما حدث في ستينيات القرن الماضي.
لقد استخدمت السلطات الأميركية تقليديا نهجا متعدد الأوجه لقمع الاحتجاجات الطلابية، بدءا من القمع الجسدي الى الاعتقال إلى المراقبة والتجسس على قادة الطلبة، الى جانب تشويه سمعتهم، وتهديهم بعدم تشغيلهم في المستقبل. ويتجلى هذا النمط في تعامل السلطات الأميركية مع الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع فلسطين، إذ تسلط التقارير الصحفية والحقوقية على استخدام هذه السلطات لاستراتيجيات القمع المألوفة.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستؤدي هذه الاحتجاجات إلى تحول جوهري في سياسة الولايات المتحدة تجاه دولة الاحتلال الاسرائيلي؟ إن إمكانية التغيير حقيقية، وكما قضت حركة الحقوق المدنية على التمييز العنصري المؤسسي وساهمت الاحتجاجات على انهاء حرب فيتنام آنذاك، فإن الحركات الطلابية اليوم يمكن أن تجبر الإدارة الأميركية والمؤسسات الرسمية المختلفة على إعادة النظر في الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري اللامحدود للولايات المتحدة لدولة الاحتلال وسياساتها.
قد يجادل البعض بأن الدعم الأميركي لإسرائيل راسخ للغاية بحيث لا يمكن أن تغيره الاحتجاجات الطلابية التي تشهدها الجامعات الأميركية هذه الأيام، ومع ذلك، فإن التاريخ يروي قصة مختلفة.
التاريخ الحديث يقول إن القوانين والسياسات العنصرية في الولايات المتحدة كانت راسخة في بنى الدولة الاميركية ونظامها القانوني والسياسي، ومع ذلك تخلت عنها تحت ضغط الاحتجاجات الطلابية والتغيرات في الرأي العام، وكذلك الحال بالنسبة لحرب فيتنام، حيث كانت ترى الإدارة الأميركية ومؤسساتها أن الحرب في فيتنام تمثل دفاعا عن مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية والسياسية، ومع ذلك غيرتها.
وبينما تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة لإعادة تقييم موقفها من دولة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة ترسيمها، وتزداد الأثمان السياسية والأخلاقية التي تدفعها لقاء هذا الدعم، فإن أصداء الحركات الطلابية السابقة توفر مخططًا لفهم وتوقع التغييرات في هذه السياسة.
ويتعين علينا أن نرى ما إذا كانت الإدارة الأميركية الحالية سوف تستجيب لدروس الماضي والحاضر أم لا، ولكنّ هناك أمرا واحدا واضحا وهو أن قوة الاحتجاجات الطلابية في تشكيل السياسة الأميركية لا يمكن إنكارها. ومع استمرار الاحتجاجات، هنالك احتمالية كبيرة لحدوث تغيرات في سياسة الولايات المتحدة نحو دولة الاحتلال الإسرائيلي. مقالات ذات صلة كلفة ما بعد الحرب لا يذكرها أحد 2024/04/29
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الاحتجاجات الطلابية سياسة واشنطن إسرائيل أحمد عوض دولة الاحتلال الإسرائیلی الاحتجاجات الطلابیة الجامعات الأمیرکیة الولایات المتحدة هذه الاحتجاجات
إقرأ أيضاً:
«واشنطن بوست» تفضح تورط «جوجل» في حرب غزة.. هل زودت إسرائيل بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن وثائق تؤكد أن شركة «جوجل» كانت تساعد جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة على غزة، عبر تزويده بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية»، وأفادت الوثائق الداخلية لـ«جوجل»، التي حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، أن الشركة ساعدت جيش الاحتلال بشكل مباشر، رغم احتجاجات الموظفين ضد عقد الحوسبة السحابية مع الحكومة الإسرائيلية.
تفاصيل طرد موظفي جوجلوطردت شركة جوجل أكثر من 50 موظفًا لديها، العام الماضي، بعد احتجاجهم على العقد المعروف باسم «نيمبوس»، بسبب مخاوف من أنه قد يؤدي إلى مساعدة تكنولوجيا جوجل للبرامج العسكرية والاستخباراتية، التي استخدمها جيش الاحتلال في حرب الإبادة على الفلسطينيين داخل غزة.
ورغم محاولة جوجل الظهور بشكل حيادي، ونفيها تورطها العسكري مع الحكومة الإسرائيلية من خلال عقد «نيمبوس»، تشير الوثائق إلى أن الشركة متورطة لأغراض تجارية خوفًا من فقدان الصفقة لصالح شركة أمازون؛ لتخرج الشركة وتقول أن ذلك العقد مع الحكومة الإسرائيلية ليس موجهًا لأعباء عمل حساسة أو عسكرية ذات صلة بالأسلحة أو الاستخبارات، كما أن سياستها الأخلاقية للذكاء الاصطناعي تلزمها بـ«عدم تطبيق التكنولوجيا التي تضر بالناس».
ماذا أظهرت الوثائق التي حصلت عليها «واشنطن بوست»؟ومع بدء الحرب على غزة في7 أكتوبر 2023، صعد موظف في قسم الحوسبة السحابية في «جوجل» طلباته للحصول على مزيد من الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، حسبما تظهر الوثائق التي حصلت عليها «واشنطن بوست».
وتشير الوثائق التي تفصل المشروعات داخل قسم الحوسبة السحابية في جوجل، إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية، أرادت بشكل عاجل توسيع نطاق استخدامها لخدمة جوجل المسماه «فيرتيكس»، التي يمكن للعملاء استخدامها لتطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بياناتهم الخاصة.
وحذّر موظف في جوجل بإحدى الوثائق من أنه إذا لم توفر الشركة بسرعة المزيد من الوصول، فإن جيش الاحتلال سيلجأ بدلًا من ذلك إلى شركة أمازون، منافس جوجل السحابي التي تعمل أيضًا مع حكومة إسرائيل بموجب عقد نيمبوس.
وأظهرت وثيقة أخرى، تعود إلى منتصف نوفمبر 2023، أن الموظف يشكر زميله في العمل لمساعدته في التعامل مع طلب وزارة الدفاع الإسرائيلية، ولا تشير الوثائق على وجه التحديد إلى الكيفية التي خططت بها وزارة الدفاع لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي من جوجل، أو كيف قد تسهم في العمليات العسكرية.
وتُظهر وثائق أخرى يعود تاريخها إلى ربيع وصيف عام 2024، أن موظفي جوجل يطلبون وصولًا إضافيًا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أدوات اعتمد عليها جيش الاحتلالوحتى نوفمبر 2024، وهو الوقت الذي حولت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من غزة إلى أنقاض، تظهر الوثائق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يستعين بشركة جوجل للحصول على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفي أواخر الشهر ذاته، طلب أحد الموظفين الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي «جيميني» الخاصة بالشركة لصالح جيش الاحتلال، الذي أراد تطوير مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص به لمعالجة المستندات والصوت، وفقًا للوثائق.
وسبق أن كشفت «واشنطن بوست» قبل أسابيع، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى أداة ذكاء اصطناعي متقدمة تعرف باسم منظومة «هبسورا» Habsora، يمكنها أن تولد بسرعة مئات الأهداف الإضافية، ووفقًا للصحيفة، يُعد ذلك مثالًا لكيفية مساهمة برنامج استمر 10 سنوات لوضع أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في محور العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية في الحرب على غزة.
ولجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أداة الذكاء الاصطناعي «جوسبل»، وهو برنامج للتعلم الآلي يعتمد على مئات الخوارزميات التنبؤية، ما يتيح للجنود البحث بسرعة في قاعدة بيانات ضخمة تُعرف داخل الجيش باسم «المخزون».
ومن خلال فحص كميات هائلة من البيانات المستخلصة من اتصالات يجري اعتراضها ولقطات أقمار اصطناعية، ومنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، تنتج الخوارزميات إحداثيات تتعلق بالأنفاق والصواريخ والأهداف العسكرية الأخرى.