هل ينجح فرض رسوم على دخول مدينة البندقية الإيطالية في مواجهة السياحة المفرطة؟
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
بينما يتقلص عدد سكان مدينة البندقية الإيطالية، بسبب الضغوط الاقتصادية ونوعية الحياة، تنمو السياحة في المدينة بشكل مطرد، فالأسرّة المتاحة للسياح أصبحت أكبر من عدد السكان، وزارها في العام الماضي 20 مليون شخص.
في الأسبوع الماضي، اتخذت مدينة البندقية إجراءات بشأن السياحة المفرطة، حيث فرضت رسوماً بقيمة خمسة يوروهات على الذين يرغبون في الوصول إلى المدينة للتنزه خلال النهار.
وتجمع ما يقرب من ألف متظاهر في ساحة روما لمعارضة هذا الإجراء، واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب، بحسب تقرير لشبكة CNBC.
وأعرب السكان عن مجموعة من المخاوف على الرغم من أن أحد أهداف هذا الإجراء المساعدة في جعل مدينتهم أكثر ملاءمة للعيش، فالسكان اعترضوا على فكرة العيش في مدينة مغلقة. ويرى البعض أن بيع التذاكر لدخول مدينتهم يحولها إلى مدينة ملاهي.
اقرأ أيضاً: تأشيرة تركية "للرحّل الرقميين" .. ما شروطها؟
ويقول نقاد إن الإجراء يعبر عن مفارقة لدى الحكومة التي تدرس في الوقت نفسه طرقاً متعددة لزيادة السياحة، بدءاً من دراسة فكرة عودة السفن السياحية إلى البحيرة وسط المدينة، وصولاً إلى تخفيف القيود المفروضة على شركة Airbnbs للإيجارات قصيرة الأجل.
تعد البندقية وجهة سياحية لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر للعديد من المسافرين من جميع أنحاء العالم، وقد يكون النقد الأكثر أهمية هو أن التكلفة من غير المرجح أن تمنع أي شخص من زيارة المدينة.
وقال زعيم مجموعة ناشطة من السكان، ماتيو سيتشي، لصحيفة الغارديان: "المدينة بأكملها تقريباً تعارضها". "لا يمكنك فرض رسوم دخول إلى مدينة ما؛ كل ما يفعلونه هو تحويله إلى متنزه. … يعني هل نحن نمزح؟".
في اليوم الأول من تنفيذ الإجراء، وفقاً لبيانات مكتب رئيس البلدية، تم تسجيل دخول 113 ألف شخص، ومن بين هؤلاء 16 ألفاً دفعوا الرسوم - وتم إعفاء آخرين لأسباب مختلفة، بما في ذلك الإقامة في الفنادق، أو كونهم مسافرين، أو طلاب، أو زيارة عائلة أو أصدقاء.
وعلى الرغم من منتقديها الكثيرين، فإن الرسوم اليومية تعد خطوة مهمة من جانب حكومة البندقية لمواجهة التحدي المتمثل في السياحة المفرطة، والتي أصبحت مشكلة عالمية كبيرة منذ وباء كوفيد 19.
وقال أستاذ الجغرافيا الحضرية في جامعة روفيرا إي فيرجيلي الإسبانية، أنطونيو باولو روسو، والمولود في البندقية: "هذه الإدارة هي الأولى التي فعلت شيئاً بالفعل بعد 30 عاماً من الدردشة حول كبح نمو السياحة".
لكن روسو، الذي قدم وجهة نظر تمثل العديد من الخبراء، قال إن فعالية الإجراء تبدو أنها ستكون قاصرة، ويحمل الإجراء إشارات سياسية، فضلاً عن دوافع ربحية غامضة. "5 يوروهات لن تحدث أي فرق مع هذا الطلب الكبير". وقال: "إن المصير السياحي للمدينة سيحدد بالطريقة التي يتم تنظيمها بها".
البندقية هي أول موقع يطلب تذكرة لدخول مدينة ما، ولا تزال هناك تحديات قانونية أمام المحاكم الوطنية أو محاكم الاتحاد الأوروبي، بموجب القوانين التي تغطي حرية الحركة في الأماكن العامة.
الوجهات السياحية الشهيرة الأخرى لديها برامج مماثلة، لكنها تقتصر على المناطق ومناطق الجذب داخل المدينة، مثل Park Guell في برشلونة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
«الجناح الوطني» في بينالي البندقية يجسد طيفاً من أهداف «عام المجتمع»
أبوظبي (الاتحاد)
تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للكشف عن مشاركتها المتميزة في الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للعمارة – بينالي البندقية 2025، وذلك بعد عشرة أيام من الآن.
حيث سيقدم الجناح الوطني للدولة معرضاً مبتكراً يحمل عنوان «على نارٍ هادئة»، والذي يتناول مواضيع معمارية وثقافية عميقة، من تقييم المعمارية والأستاذ المساعد في جامعة زايد والمؤسسة المشاركة ومديرة الأبحاث في استيديو هولسوم، عزه أبوعلم.وبالتزامن مع «عام المجتمع» في دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز قيم التكاتف والتعاون والمسؤولية المجتمعية، تكتسب مشاركتها المرتقبة في بينالي البندقية للعمارة 2025 بُعداً إضافياً من الأهمية. فعبر معرض «على نارٍ هادئة»، لا يسلط الجناح الوطني الضوء على حلول معمارية مبتكرة للتحديات الغذائية والبيئية فحسب، بل يجسد أيضاً التزام الدولة بتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة.
وتأتي هذه المشاركة لتؤكد على الدور المحوري للعمارة في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة. وسيستقبل الجناح الوطني لدولة الإمارات الزوار في مساحته الدائمة في الأرسنالي – سالي دارمي في مدينة البندقية، وذلك في الفترة من 10 مايو وحتى 23 نوفمبر 2025.
وسيتم تنظيم افتتاح مسبق للمعرض يومي 8 و9 مايو. دور فاعل ومؤثر وقالت ليلى بن بريك، مديرة الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة: «بدعم من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ووزارة الثقافة، يجسد معرض «على نارٍ هادئة» طيفاً من أهداف «عام المجتمع» على الساحة الدولية في بينالي البندقية، وذلك عبر إطلاق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والمجتمع، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات، بما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجابياً مستداماً».
وأضافت ليلى بن بريك: «تلتزم دولة الإمارات العربية المتحدة بلعب دور فاعل ومؤثر ضمن فعاليات بينالي البندقية، هذا الحدث الدولي العريق الذي يجمع نخبة المفكرين والمبدعين في مجال العمارة. ونسعى عبر معرض «على نارٍ هادئة» إلى تقديم رؤية معاصرة تبرز جوانب فريدة من المشهد المعماري والثقافي في دولة الإمارات وإبداع مجتمعها، ونتطلع إلى التعاون بهدف إثراء الحوار العالمي حول مستقبل العمارة وإنتاج الغذاء». واختتمت قائلة: «نتطلع، عبر معرض «على نارٍ هادئة»، إلى تضافر الخبرات المعمارية مع الوعي البيئي لإنشاء بيوت زراعية ليست فقط منتجة للغذاء، بل منسجمة تماماً مع الطبيعة المحيطة بها. هذا التعاون يمكن أن يثمر عن تصاميم مبتكرة تستخدم مواد مستدامة، وتعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، وتدمج تقنيات حديثة لترشيد استهلاك المياه وإدارة النفايات الزراعية بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه البيوت الزراعية أن تصبح نماذج تعليمية ومراكز مجتمعية تعزز الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة».
منصة هامة تعد مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية للعمارة منصة هامة لتعزيز الحوار الثقافي والمعماري على المستوى الدولي، وعرض الإسهامات المتميزة للدولة في هذا المجال الحيوي.
وتم إنشاء الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بتكليف من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان وبدعم من وزارة الثقافة، وله جناح دائم في بينالي البندقية.