كنائس مصر تحتفل ببداية أسبوع الألام
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعيد دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم، استعدادًا لمُحاكمته زورًا وصلبه وقيامته من الأموات، حسب ما هو منصوص عليه في صُلب الإيمان المسيحي.
المهندس مينا اسعد، الباحث الكنسي، إن أسابيع الصوم الكبير تبدأ بيوم الإثنين، وتنتهي بيوم الاحد، ولذا نجد أن الصوم غالبًا ما يبدا يوم إثنين، لذا فإن واقعيًا يوم أحد الشعانين هو ختام أسبوع الشعانين سابع أسابيع الصوم الكبير من الناحية الكنسية، وعلى الرُغم من ذلك هو بداية أسبوع الالام.
ولعل السبب هُنا أن الكنيسة تبدأ صلوات البصخة المُقدسة، وكلمة بصخة لها أصل عبري يعني عبور، في إشارة إلى العبور من الظلمة والخطية إلى النور والبر، وتبدأ صلوات البصخة من مساء يوم أحد الشعانين، إذ أن الكنيسة تُصلي ليلة اليوم، ثم باكر اليوم، ثم اليوم نفسه، ولكل منهما صلواته خلال فترات أسبوع الألام.
في سياق متصل قال كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير للقمص أثناسيوس فهمي جورج: إن أحد الشعانين هو احد الأعياد السيدية الكبرى السبعة (أحد السعف)، وتصلي الكنيسة باللحن الشعانيني، ذلك اللحن والنغم والوزن الروحاني الخصب الذي يلهمنا ويقربنا من حدث دخول السيد المسيح ملكًا في هذا اليوم، وهذا اللحن والنغم الشعانيني الذي وضعه طقس الكنيسة الليتورجي لأحد الشعانين يجعلنا جسدًا واحدًا يتجاوب مع الحركة والانفعال الروحي، ويعدنا ويفتح أذهاننا لقبول كلمة الوعظ والتعليم، وعندئذ نحيا هذا الحدث الخلاصي سرائريًا ونشترك فعليًا في حياة المسيح مخلصنا الذي علمنا طرق الخلاص، فتصير حياة المسيح عريسنا السماوي لا مجرد تذكارات وأحداث وقعت في الماضي نجتمع لنتذكرها ونحتفل بها، بل هي حياتنا وخلاصنا ورجاؤنا كلنا، نعيشها ونتذوقها ونشعر بها ونتلامس معها، وهنا تكمن حيوية كنيستنا وخبرتها الداخلية التي تجعلنا مسيحيين ومسحاء نولد بالمعمودية وننمو بالأسرار، ولما كانت الكنيسة هي أمنا لذلك فهي تشير لنا دائمًا إلى أبوه المسيح لنا، وألحان الكنيسة العذبة التي ألفها الروح القدس بكل إبداع روحي وقدسي وأثرى الكنيسة بها منذ أجيالها الأولى، تجعلنا نعيش في أحد الشعانين، دخول المسيح لا إلى أورشليم ولكن إلى قلوبنا وحياتنا. لا كملك عليها (أي أورشليم) بل ملك على قلوبنا وحياتنا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا تواضروس الكنيست أحد الشعانین
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس الثاني يزور بطريرك وأديرة الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية | صور
زار قداسة البابا تواضروس الثاني، غبطة البطريرك دانيال، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، في قصر البطريركية بالعاصمة الرومانية بوخارست.
عقد اللقاء في قاعة "أوروبا كريستيانا" داخل قصر البطريركية، حيث ألقى بطريرك رومانيا كلمة ترحيبية عبر فيها عن عمق العلاقات الطيبة القائمة بين الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشيرًا إلى الاستقبال الحار الذي تحظى به وفود كنيسته عند زيارتهم للأديرة والكنائس القبطية في مصر.
وفي كلمته، قال قداسة البابا: "صاحب الغبطة، أنا سعيد للغاية بهذه الزيارة إلى رومانيا والكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، والتي قرأت كثيرًا عن تاريخها. أتيت إليكم من الكنيسة القبطية التي أسسها القديس مرقس الرسول، من أرض الأنبا أنطونيوس، أب الرهبنة. لقد قدمت كنيستنا، عبر الزمن، العديد من الشهداء، مثلما فعلت كنيستكم أيضًا. ففي كنائسنا وعلى امتداد أرض مصر، تقام صلوات يومية كثيرة من أجل الحياة المسيحية.
لقد قرأت كثيرًا عن الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، وعن جهادها وعدد شهدائها الكبير، الذين نتعلم منهم نحن أيضًا. نشكركم على هذا الاستقبال الكريم، ونتطلع إلى زيارتكم لنا في مصر قريبًا."
وفي ختام اللقاء، قدم بطريرك رومانيا لقداسة البابا أيقونة للقديس ديمتريوس الجديد، شفيع مدينة بوخارست، بالإضافة إلى أيقونة صدر القديس أندراوس الرسول، شفيع رومانيا.
وبدوره، أهدى قداسةُ البابا، غبطةَ البطريرك دانيال مجسمًا للمنارة الشهيرة في الإسكندرية مكتوب عليها قانون الإيمان بعدت لغات، وأيقونتين تمثلان رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر.
بعد ذلك، توجه قداسة البابا والوفد المرافق إلى قاعة "كونفنتوس" في قصر البطريركية، حيث أجرى قداسة البابا تواضروس الثاني حوارًا حول حياة الكنيسة القبطية اليوم وخدمتها، مع نيافة المطران نيفون، رئيس أساقفة تارجوفيشت، الميتروبوليت الفخري والمفوض البطريركي.
وعقب اللقاء، زار قداسة البابا وأعضاء الوفد الكاتدرائية البطريركية للقديسين قسطنطين وهيلانة،حيث رتل والوفد المرافق لحن القيامة باللغة القبطية.
وزار دير تشيرنيكا أحد أبرز معالم الرهبنة في رومانيا، حيث استقبل قداسته الأب فاسيلي، وتعرف على معالم الدير المكرس للقديس كالينيكوس من تشيرنيكا.
كما زار دير بساريا للراهبات في مقاطعة إلفوڤ حيث استقبلته الأم الرئيسة ميهايلا وجماعة الراهبات بمحبة كبيرة، وقدمن عرضًا عن الحياة الرهبانية اليومية، التي تجمع بين الصلاة والعمل، في تطريز الملابس الكهنوتية وصناعة الأيقونات والشموع. وأشاد قداسة البابا بروح الخدمة والبساطة التي تميز الحياة الرهبانية النسكية في رومانيا، مؤكدًا على أهميتها في حفظ التراث الروحي وخدمة المحبة العملية.
رافق قداسته خلال الجولة نيافة المتروبوليت نيفون، مطران تارجوفيشته، والقس البروفيسور جورج غريغوريتسا، المستشار البطريركي، والأب الدكتور ميخائيل تيتا، النائب الأسقفي لأبرشية بوخارست.