هل نقترب من الايام القتالية بين حزب الله واسرائيل؟
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
وحده رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يزال يعرقل المقترحات التي تعرض على اسرائيل والهادفة الى وقف اطلاق النار في قطاع غزة واخرها المقترح المصري الذي وافقت عليه معظم الاجنحة المعنية في تل ابيب وكذلك لم تعارضه حركة حماس، لكن نتنياهو لا يزال يلوح بالعملية البرية في رفح والتي بدأ كثر من المتخصصين يشككون في امكانية حصولها بسبب غياب الاستعدادات العسكرية لمثل هذا العمل الضخم.
تقول مصادر مطلعة انه امام نتنياهو حل واحد هو الاستمرار في الحرب، لان في ذلك اطالة لعمره السياسي وعليه فإما الدخول الى رفح، وهذا سيعزز قدرته على تمديد الحرب لعدة اشهر اضافية، وإما الذهاب الى الخطوة الاخطر وهي الحرب مع لبنان مما يفتح الباب امام احتمالات كبيرة ومتنوعة وبالتالي معركة شاملة لا يمكن معرفة نهايتها ومصير الاطراف المتقاتلة فيها..
في داخل الجيش الاسرائيلي هناك رأي وازن يقول بأنه لا فائدة من ضرب حماس او حتى انهائها، اذا بقي تهديد "حزب الله" في لبنان، لان الخطر في الشمال هو الذي دعم حماس وسيدعمها مجددا وسيحرص على اعادة تعزيز قوتها العسكرية وفي الوقت نفسه سيكسب المزيد من الوقت لردم الهوة بينه وبين الجيش الاسرائيلي بالمجال التقني وفي مجالات التدمير لاحداث ردع لا يمكن لتل ابيب تجاهله في اي مواجهة مقبلة.
لكن اسرائيل غير قادرة حتما على البدء بأي معركة برية ضد "حزب الله" ومن هنا تبرز نظرية الايام القتالية عبر حملة جوية كبيرة، اذ هناك تسريبات اعلامية اسرائيلية تتحدث عن نفاد الاهداف العسكرية في القرى الجنوبية الامامية وهناك حاجة حقيقية لكي توسع اسرائيل استهدافاتها بإتجاه الداخل اللبناني لاصابة اهداف عسكرية وامنية مهمة تابعة للحزب.
وبحسب مصادر مطلعة فإن اسرائيل قد لن تجد في السنوات المقبلة فرصة للقيام بعملية جوية واسعة ضد "حزب الله" تستهدف فيها مخازن للصواريخ الدقيقة او حتى مصانع مفترضة لطائرات الاستطلاع، بمعنى ادق، ترغب اسرائيل باعادة "حزب الله" سنوات الى الوراء وهذا هدف قديم يعود الى ما بعد العام 2017 حيث سعت تل ابيب الى وضع خطة الاستهداف الداخل اللبناني لكن تهديدات الحزب فرضت عليها اعادة حساباتها.
قد يعود مصطلح الايام القتالية الى التداول من جديد، لكن من الاكيد ان "حزب الله" لن يمرر مثل هكذا معركة تحقق فيها اسرائيل اهدافها التكتيكية او الاستراتيجية ويقبل بوقف اطلاق النار في اللحظة التي تناسب تل ابيب، اذ عبر الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مرارا عن انه لا يوجد لدى حارة حريك شيء اسمه ايام قتالية والحرب اذا اندلعت لن تنتهي بالتوقيت الاسرائيلي.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
محللون: المقاومة لن ترضخ لمحاولات نتنياهو ابتزاز الفلسطينيين
يرى محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول المناورة بالنيران واستخدام سلاح التجويع للانقلاب على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن المقاومة الفلسطينية لن ترضخ لابتزازاته وستواصل تمسكها بالاتفاق.
وأمر نتنياهو بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة اعتبارا من صباح اليوم الأحد، بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي).
وطلب نتنياهو -كما كشفت تفاصيل المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل والوسطاء- إفراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات، وهو ما رفضته حماس مؤكدة تمسكها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمد الأخرس إن نتنياهو يحاول بقراراته ابتزاز أهالي قطاع غزة والمجتمع الفلسطيني عبر المساعدات الإنسانية والعودة للقتل، ويحاول أن يناور بالنيران وبالتجويع كي ينقلب على الاتفاق، ولكنه سيعود إلى سكة العمل الدبلوماسي، لأنه لا يملك خيارات أخرى من أجل استعادة الأسرى في غزة وأيضا من أجل الحفاظ على الدعم الأميركي.
إعلانوفي المقابل، تؤكد حماس والمقاومة أن استعادة الأسرى يكون عبر استمرار عملية التبادل كما بدأت، ويقول الأخرس إن العودة إلى الحرب ليس خيار المقاومة، بل إن خيارها الأول هو الحفاظ على الاتفاق ومنع نتنياهو من اختراقه، وهو ما سعت وتسعى إليه عبر التزامها الكامل بما نص عليه هذا الاتفاق.
وللعلم، فقد رفضت حركة حماس خطة اقترحها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف لهدنة خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان) وهي الخطة التي لم يعلن عنها من قبل من طرف ويتكوف.
وبنظر الصحفي والخبير بالشأن الإسرائيلي وديع عواودة، فإن "نتنياهو لديه غايات خبيثة" ويريد التخلص من الاتفاق الذي يتضمن استحقاقات، مثل إنهاء الحرب في غزة والانسحاب من محور فيلادلفيا والانسحاب الكامل من غزة، وهذا يهدد مصيره في التاريخ وفي الحكم.
كما يسعى عبر المناورات التي يقوم بها -يضيف المتحدث- إلى محاولة استعداء الإدارة الأميركية على حركة حماس والفلسطينيين، من خلال إظهار أن حماس تستخف بهذه الإدارة، بالإضافة إلى سعيه إلى تهدئة الشارع الإسرائيلي الذي يتظاهر ضد استئناف الحرب وتعطيل الصفقة.
وحسب عواودة، فإن نتنياهو يقوم بالتهديد والوعيد بالعودة إلى الحرب، لكنه لن يفعل ذلك، لأن الشارع الإسرائيلي يرفض الأمر لخطورة الحرب على الأسرى المتبقين لدى المقاومة في غزة، فضلا على أن استئناف الحرب سيعني سقوط المزيد من الجنود القتلى، خاصة وأن حماس تمكنت من تجهيز نفسها لأي سيناريو.
ويقترح المتحدث نفسه أن يتخذ الوسطاء موقفا حازما لمنع محاولة نتنياهو وحكومته العبث بالاتفاق، وأن يكون هناك موقف عربي لمنع تجويع أهالي غزة من جديد، وهو التجويع الذي يشكل -حسبه- انتهاكا للقانون الدولي والمواثيق الدولية بهذا الشأن.
تفويض أميركيوفي السياق نفسه، يلفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية شادي الشرفا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول استخدام كل الأساليب الممكنة من أجل تحقيق منجزات لها علاقة بالمصلحة الذاتية والشخصية له.
إعلانوفي تقدير الشرفا، فإن ما يجري غير مسبوق عبر التاريخ، حيث يفرض الحصار والتجويع على شعب من أجل مصلحة ذاتية لشخص واحد وهو نتنياهو لكي يبقى على سدة الحكم. وقال "إن هناك تفويضا أميركيا لإسرائيل باستخدام عصا التجويع والحصار والمساعدات الإنسانية على قطاع غزة" وأشار إلى أن هذا الأمر لم يكن سابقا في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
وأوضح -في مداخلة سابقة على قناة الجزيرة- أن "التجويع بالشكل الذي يؤدي إلى قتل النساء والأطفال استخدم فقط خلال الحقبة النازية" مشيرا إلى أن الاحتلال سيواصل سياسة الحصار والتجويع حتى لو قامت المقاومة بتسليمه جميع الأسرى لديها.
ودعا الشرفا إلى ضرورة العودة إلى القانون الدولي الذي يقول بوضوح إن "استخدام التجويع ضد فئة أو جماعة معينة بشكل متعمد يعتبر جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية". وقال إن محكمة العدل الدولية عليها أن تتخذ القرار بوضوح.