الورقة الفرنسية للدرس.. لا للتطبيق
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
ثمة تطوران في المواقف يتصلان بالوضع في جنوب لبنان يجدر التوقف عندهما:التطور الأول يتصل بالموقف الغربي عموماً والأميركي تحديداً والأرجح الفرنسي أيضاً، يقوم على التسليم بتعذر الفصل بين الجبهتين الجنوبية وقطاع غزة استناداً إلى موقف حزب الله الذي أعلنه مراراً وتكرراً وأبلغه إلى كل الموفدين وأكد تمسكه به.
اما التطور الثاني فيتعلق بموقف"الثنائي الشيعي" ويستشف على نحو أساس من أداء رئيس مجلس النواب نبيه بري وطريقة تفاعله مع المبادرة الفرنسية ويقوم على إبداء الاستعداد لدرس الأفكار التي تتصل بالوضع الجنوبي في مرحلة ما بعد إيقاف الحرب على غزة مع التمسك بالموقف المبدئي الذي يقوم على الربط بين الجبهتين ورفض الانتقال إلى تنفيذ أي من هذه الأفكار مادام العدوان الاسرائيلي على غزة مستمراً، فقد أكد بري لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي، الرامي إلى خفض التصعيد ووقف القتال وتطبيق القرار الأممي، تمهيداً لدراسته والرد عليه، علماً أن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكد في الأيام الماضية أن المبادرات المُتداولة لقضية لبنان وجنوبه، "هي مبادرات غير قابلة للحياة إذا لم يكن أساسُها وقف إطلاق النار في غزَّة، فمن هناك تأتي المعالجة".
ويقول مصدر سياسي مطلع، إن هذين التطورين يفسران خلفية المبادرة الفرنسية والمواقف الأميركية ذات الصلة التي يتم نقلها إلى الساحة اللبنانية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لذا من المرجح أن يتم التفاعل مع الورقة الفرنسية الجديدة بالدراسة والتمحيص والتعليق من دون أن تأخد طريقها الفعلي إلى التطبيق، لكن في مطلق الأحوال في شأن ذلك أن يؤدي إلى إنضاج الكثير من الأفكار التي ستشكل عناوين المرحلة الجنوبية المقبلة، علماً أن الموقف اللبناني الذي أكدته الحكومة والذي يشكل محل تقاطع مع "الثنائي الشيعي" هو أن إطار البحث في أي إجراءات أو أفكار يجب ألا يتجاوز القرار 1701 واتفاقية الهدنة والتفاهمات ذات الصلة والرفض المطلق للانزلاق إلى أي ترتيبات أمنية إضافية أو تفاهمات سياسية خارج هذا السياق.
إن هذا الاتجاه في المعالجة والذي يأخد في الحسبان تفاقم التعقيدات التي باتت تواجهها الإدارة الأميركية من جراء اتساع رقعة الاعتراض الجامعي وتأثيره على الرأي العام الأميركي مع ما لهذا الأمر من تأثيرات انتخابية على الرئيس الأميركي جو بايدن، والمخاوف الجدية التي يواجهها رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من توجه المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحقه وبحق وزير الحرب ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي وهو الذي تحمله الإدارة الأميركية على محمل الجد، كل ذلك قد يشكل، بحسب المصدر السياسي، دافعاً مستجداً لفتح نافذة المخارج لوضع غزة من غير تهميش احتمالات الخيارات الأخرى التي تتصل باجتياح رفح أو التي تتصل بتصعيد الوضع على الجبهة الجنوبية، ذلك أن اختلاط المعطيات المتعارضة والتجاذب بين الخيارات المختلفة لا يزال سيد الموقف ويشكل السمة البارزة لسياسة العدو الإسرائيلي في هذه المرحلة، خاصة وأنه لا يزال يرفض الالتزام بالقرار 1701 ولا يوافق على العودة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول.
تجدر الإشارة إلى أن إنكفاء الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عن زيارة لبنان يشكل عاملاً مؤاتياً لبروز الدور الفرنسي رغم اختلاف المقاربتين الفرنسية والأميركية في ظل كلام متداول نقلاً عن الفرنسيين من انزعاج باريس من أداء هوكشتاين الذي يتصرف على قاعدة أن الدور الفصل في نهاية الأمر هو لواشنطن حصراً. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
من المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟
عندما دخل المؤرخ الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
كان يعمل مع الجيش
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.