عربي21:
2025-02-07@10:01:50 GMT

ثلاثة حقوق لا تقبل المساومة: الأرض والأسرى والإعمار

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

المقاومة في فلسطين هي طليعة الشعب وقائدة جهاده في سبيل تحرير الأرض والأسرى وإعادة الإعمار. الأرضُ تحتلها «إسرائيل»، وعشرات الآلاف من الأسرى تحتجزهم «إسرائيل»، والدمار الهائل أنزلته «إسرائيل» بكل مناطق وأنحاء قطاع غزة، للحؤول دون إعادة إعماره؛ لأنها تريده أن يبقى أرضا يبابا غير قابل للعيش والسكن.

لا يغيب عن المقاومة الارتباط العضوي بين الأرض والأسرى والإعمار، لذا حاولت في المفاوضات التي جرت وتعثرت في الدوحة، أن توازن في المداولات بين متطلّبات تحرير الأرض وإطلاق الأسرى، على نحوٍ يخدم كِلا القضيتين، ويؤدي تاليا، من خلال العمل الجهادي والعمل السياسي، إلى تحرير الأرض بالتزامن مع تحرير الأسرى، وصولا بعد تحريرهما، إلى البدء بمشروع عملاق للإعمار والتنمية.



«إسرائيل» لا يهمها من كل هذه القضايا والمشاكل والتحديات إلا إطلاق أسراها، ومع تعثر المفاوضات بسبب تعنّت «إسرائيل»، نرى كبار الصهاينة في كل أنحاء العالم، لاسيما في الولايات المتحدة، يحاولون مساعدتها في المفاوضات لتمكين حكومة بنيامين نتنياهو من استعادة كل أسراها، أو معظمهم، مقابل إطلاق عدد محدود من آلاف الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لديها، والتظاهر بقبول سحب قواتها من المدن والبلدات الفلسطينية، إلى مواقع قريبة من السياج الحدودي في الأرض المحتلة. في هذا الإطار طلبت القاهرة عقد اجتماع متابعة مع «إسرائيل»، لاستئناف الجهود بغية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
مصدران مصريان كشفا أن مسؤولين مصريين وإسرائيليين وأمريكيين، عقدوا اجتماعات وجاهية وعن بُعد؛ سعيا للحصول على تنازلات تكسر الجمود في المفاوضات الدائرة منذ أشهر، للتوصل إلى هدنة في الحرب بين «إسرائيل» وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وحلفائها، التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. المقاومة لا تعارض المفاوضات، لكنها تبدو حذرة جدا مما تطرحه «إسرائيل» والولايات المتحدة خلالها؛ فقد بات واضحا أن المقاومة لا تواجه «إسرائيل» فقط، بل الولايات المتحدة أيضا، التي لا تكتفي بدعم الكيان الصهيوني بمليارات الدولارات وبكميات هائلة من الأسلحة الثقيلة والمتطورة، بل تقوم فوق ذلك بالضغط على حلفائها وبعض الدول الصديقة لها في الغرب، لتوجيه نداء لـ«حماس» يدعو لإطلاق سراح جميع الرهائن لديها كسبيل لإنهاء الأزمة، دونما إشارة إلى آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
في تسويقه للنداء، ادعى البيت الأبيض الأمريكي أن «الاتفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن، سيسمح بوقف فوري ومطوّل لإطلاق النار في غزة، ويسهّل زيادة إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى جميع أنحاء القطاع». قادة المقاومة وسائر أوساط الشعب الفلسطيني، يدركون خطورة الركون إلى مثل هذه الأقوال والوعود، فقد عانوا وما زالوا من نتائج الركون إلى وعود «إسرائيل» العرقوبية، ذلك أن «إسرائيل» لم تكتفِ سنة 1948 بما أعطاها قرار التقسيم الأممي من أرض فلسطين، بل سارعت إلى احتلال أجزاء من القسم المخصص للعرب الفلسطينيين، ثم ما لبثت أن سيطرت بموجب اتفاقات أوسلو سنة 1993 على كل ما تبقى للعرب في فلسطين، أي على أجزاء من الضفة الغربية والجليل والنقب، ومن ثم على القدس الشريف، وباشرت في كل هذه المناطق عملية استيطان واسعة.

إلى ذلك، تحاول «إسرائيل» حاليا منع قيام سلطة فلسطينية في قطاع غزة، بعد تدميره وتهجير معظم سكانه، وذلك بمحاولة وضعه تحت وصاية دولية، وإقامة إدارة أممية يكون للكيان الصهيوني حضور فيها. أيا تكن المقترحات الجديدة التي يعدّها أركان المخابرات المصريون والأمريكيون والإسرائيليون، يجب ألا تغيب عن أذهان قادة المقاومة الفلسطينية الحقائق والوقائع والمحاذير الآتية:

الأرض وتحرير الأرض والوجود في الأرض، شروط وجوبية للإفادة منها في كل الوجوه الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية؛ لذا تحرير الأرض هدف أساس وعال في جهاد المقاومة، وفي نضال النهضويين من أبناء الوطن.

الأرض اليوم في أيدي الصهاينة، ومن ثم لا مجال لأهل الأرض الفلسطينيين للإفادة منها في أيّ وجه مفيد.

إطلاق الأسرى الإسرائيليين لا يؤدي بالضرورة إلى انسحاب «إسرائيل» من قطاع غزة. ذلك أن لـِ«اسرائيل» مطامع ومخططات أخرى تعتزم تنفيذها، ما يدفعها إلى الامتناع عن الانسحاب من قطاع غزة، إلا تقسيطا وعلى دفعات، الأمر الذي يعرقل استخلاص القطاع من الاحتلال وإقامة إدارة فلسطينية فيه.

الأسرى الإسرائيليون ورقة بالغة الأهمية في يد المقاومة، ويجب الاحتفاظ بها واستخدامها بذكاء وروية، ومن ثم عدم إطلاقهم إلا مقابل انسحاب كل القوات الإسرائيلية من القطاع، وإطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

يجب ألا ينسى قادة المقاومة، أنه مقابل إطلاق الأسير الإسرائيلي شاليط وحده في الماضي القريب أطلقت «إسرائيل» آلاف الأسرى الفلسطينيين لديها، وكان بينهم يحيى السنوار، لذلك يجب الإصرار على أن يُطلق كل الأسرى الفلسطينيين لدى «إسرائيل» مقابل الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس».

يجب الإصرار على أن تبقى إدارة قطاع غزة بأيدي الفلسطينيين وحدهم، وإذا اقتضى الأمر وجود قوة للأمم المتحدة فيه خلال مرحلة انتقالية، فيجب أن تكون مكوّنة من جنود دول مستقلة ومحايدة، ولا تنتسب إلى دول الغرب الأطلسي أو تنصاع لها.

صحيح أن الولايات المتحدة تقود الغرب كله في دعم «إسرائيل»، في مواجهة دول عالم العرب وعالم الإسلام، لكن قدرتها على الفعل تراجعت لعوامل عدّة، لعل أكثرها لافتا للنظر ومؤثرا في الوقت الحاضر، هو ثورة طلاب الجامعات في كل الولايات الأمريكية، وانتقال شرارتها إلى كندا شمالا والمكسيك جنوبا، وإلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى في سائر أنحاء العالم، الأمر الذي يحدّ من نفوذ أمريكا، ومن قدرتها على فرض سياستها على دول الجنوب الضعيفة نسبيا.
عسى أن تضع المقاومة كل هذه الحقائق والوقائع والمحاذير في حسبانها، وأن تستخدمها على نحو يخدم أهداف المقاومة الثلاثة، غير القابلة للمساومة بتحرير واستخلاص حقوق الشعب الفلسطيني: الأرض والأسرى والإعمار.

(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة الإعمار الأسرى غزة غزة الأسرى المقاومة الإعمار مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسرى الفلسطینیین الولایات المتحدة تحریر الأرض قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نائبة: مصر لن تقبل مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم تحت أي مسمى

قالت النائبة هالة أبو السعد وكيل لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجلس النواب، إن محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقوى الدولية الموالية له والداعمة للعدوان الإسرائيلي وانتهاكاته للقوانين الدولية والقوانين الإنسانية الضغط على مصر وقيادتها السياسية والدبلوماسية لقبول مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ليست في محلها، ولن تؤتي ثمارها تحت أي مسمى.

وأكدت النائبة هالة أبو السعد في بيان لها اليوم، أن مصر دولة ذات سيادة وصاحبة قرار مستقل تسعى دائما لإقرار السلام والدفاع عن حقوق الشعوب الشقيقة، ولا تقبل إملاءات أو تهديدات من أحد، وسيظل موقفها تجاه القضية الفلسطينية ورفض مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم ثابت، وستظل جهودها الدؤوبة في توفير المساعدات الإنسانية والإغاثات للأشقاء في غزة مستمرة لم ولن تنقطع.

وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الموقف الإسرائيلي المخالف للقوانين الدولية والقوانين الإنسانية، وكذلك أيضا التعدي على حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة في أرضه التي هي جزء أصيل من هويته وتاريخه، بما يهدد السلام والأمن الإقليميين وينذر بتفاقم الصراعات بالمنطقة.

وأشادت عضو مجلس النواب بموقف المملكة العربية السعودية والصين في رفضها تصريحات الرئيس الأمريكي ودعمها للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، بما يعزز أمن واستقرار المنطقة وضمان تحقيق السلام الشامل والعادل وإنهاء حالة الحرب والصراع التي يشهدها الوطن العربي.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل لن تقبل بإدارة قطاع غزة من السلطة الفلسطينية
  • عائلات أسرى إسرائيل بغزة : قلقون من احتمال عدم عودة ذوينا
  • الشيخ قاسم: مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة وستكون أقوى
  • ‏وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز للجيش الإسرائيلي بإعداد الخطط لتسهيل هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة
  • لن تقبل بالتمييز .. إسرائيل تنسحب من مجلس حقوق الإنسان
  • رسائل حركة حماس خلال عمليات تسليم الأسرى!
  • ردا على مخطط التهجير والمنتجعات.. أستاذ قانون دولي: غزة أرض فلسطينية ومصر لن تقبل المساومة
  • نائبة: مصر لن تقبل مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم تحت أي مسمى
  • تركيا تعلن استقبالها 15 أسيرًا فلسطينيًا أبعدتهم إسرائيل
  • ‏حماس: إسرائيل تتعمّد تأخير وعرقلة دخول المتطلبات الأكثر أهمية وخاصة الخيام والبيوت الجاهزة والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض