عربي21:
2025-01-11@19:30:36 GMT

وما هو الحل لديك أيها الرئيس؟

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

أعجب كثيرا من المسؤول الذي يتذمّر ويحذر من الأخطار والأزمات المحتملة، ممارسا مهمة التشخيص، فيما المطلوب منه، أساسا، تقديم الحل الجذري، وليس التذمر كمواطنيه.

خطر على بالي هذا الكلام وأنا أقرأ تصريحات الرئيس الفلسطيني يوم أمس، وهو يتحدث مثل أي شخص آخر عن مخاوفه مما قد تفعله إسرائيل مستقبلا، حيث عبّر عن خشيته أن تتجه "إسرائيل إلى الضفة الغربية لترحيل أهلها نحو الأردن، مشددا على أنه لن يقبل بأي حال من الأحوال بتهجير الفلسطينيين من وطنهم، مضيفا أنه إذا اجتاحت إسرائيل رفح، فستحدث أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني، مناشدا الولايات المتحدة الأمريكية منع إسرائيل من اجتياح رفح، مطالبا المجتمع الدولي بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، ومؤكدا العمل من أجل حل سياسي يجمع غزة والضفة الغربية بدولة فلسطينية مستقلة.



هذا الكلام يشابه كلام أي مواطن عادي، أو محلل سياسي، أو مراقب حيادي، أو طرف عربي أو أجنبي، لأن الصياغة هنا في تعبيراتها تقترب من خانة التعبيرات التي تنزلق على ألسن المسؤولين من جنسيات مختلفة، إزاء ما يجري في فلسطين، هذا على الرغم من أن الأصل أن يخرج الرئيس ويعيد بعد كل هذه السنين، النظر في جدوى اتفاقية أوسلو وما نتج عنها، ويقرّ بالسراب المتمثل بمواصلة الدعوات للحل السياسي، وإقامة دولة فلسطينية، إضافة إلى أن التحذير ذاته يقترب من تشخيص كل مراقب للمشهد بلا أدنى حلول، فيما الحلول لا يمكن أن تكون سرية، حتى تقع الفأس في الرأس، بما يؤشر على الحالة التي تواجهها كل المنطقة.

إذا كان القصد من الكلام هنا حول المخاوف من وضع الضفة الغربية، يهدف إلى القول ضمنيا أن مواصلة الإجراءات الأمنية من جانب السلطة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية لمنعهم من الانفجار، أمر مبرر، حتى لا تتخذ إسرائيل أي رد فعل فلسطيني ذريعة للهجوم على الضفة الغربية وتهجير الناس، فإن القصد يبدو مكشوفا ولا يرتقي أصلا إلى تعقيدات المشهد، وإذا كان القصد القول بأن فصائل المقاومة هي التي تسببت بكل هذا المشهد وجلبت اللعنات إلى قطاع غزة، وقد تجلبها إلى الضفة الغربية أيضا، بما سيؤدي للتهجير نحو الأردن، فإن القصد هنا يأتي غير لائق أمام المذبحة الدموية، فالتوقيت لا يسمح بالتلاوم الضمني، ولا العلني، ولا المتذاكي أيضا، ولا الملغم وفقا لبعض هذه التصريحات.

ما يتوجب قوله هنا؛ إننا أمام حالة استعصاء خطيرة، فلا السلطة قادرة على وقف المذبحة، وتوجه المناشدات مثل أي عاصمة حيادية، أو منظمة حقوق إنسان، ولا هي لديها حل جذري، ولا مقاربة سياسية ولا أمنية، خصوصا أن إسرائيل فصلت قطاع غزة كليا عن مشروع الدولة الفلسطينية، وتخطط الآن لتوطين الإسرائيليين في القطاع والسطو على النفط والغاز في القطاع، وتعيد ترسيم الجغرافيا السكانية، فيما مصير الضفة الغربية لم يكن بحاجة لما حدث في قطاع غزة، ليتم استبصاره، فهذا هو المشروع الإسرائيلي أساسا منذ اليوم الأول، الذي يعدّ الضفة الغربية، "يهودا والسامرة"، ويريد في كل الأحوال إخراج الفلسطينيين، سواء وقفوا في وجه إسرائيل، أو حتى تعايشوا مع الاحتلال بصيغة من الصيغ المطروحة، أو القائمة فعليا.

لا يجوز أن تخرج الرئاسة لتتحدث بذات لغة عواصم العالم؛ لأن المفترض أن تكون طرفا أمام المذبحة، وعليها اتخاذ إجراءات من نوع آخر، لا التعبير عن الخشية مما قد يحدث.

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني السلطة الاحتلال فلسطين محمود عباس الاحتلال السلطة مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

المقاومة.. مفارقة تخلط أوراق الاحتلال والسلطة في الضفة الغربية

اقترح المستوطن الإرهابي يوسي داغان، رئيس المجلس الاستيطاني شمال الضفة الغربية، زيادة في عدد الحواجز الأمنية في الضفة الغربية لضمان أمن المستوطنين وتسهيل حركتهم. داغان لم يذكر أن المقترح المقدم قائم على الأرض منذ سنوات، ما يشير إلى حقيقة مفقودة تجاهلها داغان خلال حديثة أمام حاجز مستوطنة كدوميم بالقرب من قرية فندقة الفلسطينية، حيث قتل ثلاثة مستوطنين وأصيب تسع آخرون يوم الاثنين الفائت على يد مقاوميين فلسطينيين، وهي أنه كلما زاد عدد الحواجز زاد عدد العمليات الفدائية.

إحدى المفارقات التي يتجاهلها داغان أن السبب الرئيسي للعمليات الفدائية تواجده والمستوطنون في الضفة الغربية، ومصادرتهم للأراضي وهدمهم للبيوت، وإقامتهم للحواجز والطرق الالتفافية، وانتهاكهم لحرمة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، وقتلهم للنساء والرجال والأطفال الفلسطينيين على نحو روتيني.

تضاعف عمليات المقاومة يتناسب بهذا المعنى طرديا مع زيادة عدد الحواجز خلال السنوات الماضية وليس عكسيا، كما أنه يتناسب مع عدد الاقتحامات للمسجد الأقصى وهدم البيوت، ما يعني عبثية الحلول التي يقترحها -لوقف المقاومة في الضفة الغربية- داغان ومن معه من قادة المستوطنين الذين التقوا يوم الأربعاء وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي إلى جانب الحاكم العسكري للضفة الغربية وقائد المنطقة الوسطى، الجنرال الكاهاني المتطرف آفي بلوط، الذي أكد بدوره اهمية الدور الذي تلعبه أجهزة أمن السلطة في حفظ الأمن وملاحقة المقاومين، ملمحا إلى عملية حصار مخيم جنين التي يشرف عليها الجنرال الأمريكي منسق الشؤون الأمنية مايكل فنزل، بين السلطة في رام الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي والسفارة الأمريكية.

رغم ذلك، فإن مدراء مجالس الاستيطان وعلى رأسهم يسرائيل غانتس لم يعجبهم الأمر، إذ طالبوا في اللقاء ذاته بمزيد من التحركات العسكرية لحماية المستوطنات، فالمقاومة تحولت إلى عائق أمام نشاط المستوطنين في الضفة الغربية ومشاريعهم المستقبلية التي وعدت بها حكومة الائتلاف؛ بضم الضفة الغربية أو أجزاء واسعة منها في المرحلة المقبلة المرافقة لتولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة، فالمشروع مهدد بمقاومة شرسة تدفع إدارة ترامب للعدول عن دعم مخططات الحكومة والمجالس الاستيطانية لتوسعة نشاطها وضم الأراضي للكيان الإسرائيلي خشية التصعيد في المنطقة والإقليم، فترامب لا يريد إغلاق ملف التصعيد والحرب في غزة ليفتح بديلا عنه في الضفة الغربية.

معوقات الاستيطان المقاومة أم السلطة

التحديات والمعوقات التي يواجهها الاستيطان ومشاريع ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية لم تكن يوما مالية أو ديموغرافية أو إدارية بل أمنية ناجمة عن مقاومة الشعب الفلسطنيي، فالانتفاضة الاولى التي انطلقت في كانون الأول/ ديسمبر من العام 1987، عطلت الاستيطان وفرضت على الاحتلال التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين، كما أن هبّة النفق في مدينة القدس عام 1996 عطلت المشاريع التهويدية للمدينة، لتتبعها انتفاضة الأقصى في العام 2000 التي قضت على الاستيطان في قطاع غزة، ثم عملية طوفان الأقصى في العام 2023 التي أفرغت الغلاف الاستيطاني المحيط في قطاع غزة وأفقدته معنى وجوده الأمني والاقتصادي.

الحال ذاته شمال فلسطين على الحدود اللبنانية، ليقابل ذلك كله توسع الاستيطان في لحظات السلم التي قادتها السلطة في رام الله عبر اتفاق أوسلو، فالفترات التي قويت فيها السلطة ومسار المفاوضات العبثي قوي الاستيطان على نحو مناقض لما يجب أن يكون، ليزيد تعداد المستوطنين من 100 ألف إلى 750 ألفا، وهي قفزات تحققت خلال مراحل تفعيل مسار أوسلو التفاوضي لا مسار المقاومة الذي تميز بديناميكية تنشط كرد فعل على نشاط الاستيطان.

يسرائيل كاتس، وردا على مطالب رؤساء المستوطنات بعملية عسكرية واسعة النطاق وجباية ثمن باهظ من السلطة الفلسطينية الذي طالبه فيه قادة المستوطنين إلى جانب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أكد أن جيش الاحتلال "يستعد لرد أكثر أهمية وجدية. يجب فعل كل شيء لتعزيز الأمن، كل شيء"، مضيفا أن "إسرائيل تعتمد على الجيش الإسرائيلي فقط لضمان الأمن وليس على أي جهة أخرى"، الأمر الذي يؤكد أن المقاومة تحولت إلى التحدي الأساسي أمام مشاريع الضم والاستيطان المستقبلية.

ديناميكية المقاومة ومفارقتها السياسية

التعويل على السلطة لتحقيق الأمن للمستوطنين رهان مؤقت عند الجنرال بلوط والوزير كاتس، فرهان كاتس وقادة المستوطنين على الجيش الإسرائيلي والقوة الضاربة للمستوطنين الممثلة بالمليشيات المسلحة، غير أن انشغال جيش الاحتلال في قطاع غزة وجنوب لبنان وسوريا حال دون ذلك، إذ كشف المحلل العسكري لـصحيفة "يديعوت أحرنوت" يوآف زيتون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه في الضفة الغربية المحتلة ما يسميه طوفان الأسلحة، مشيرا إلى أنه في مواجهة ذلك، فستعود كتائب المشاة النظامية في جيش الاحتلال من غزة إلى الضفة الشهر المقبل لتحل محل كتائب الاحتياط للمرة الأولى منذ طوفان الأقصى، وسيحول الاهتمام من غزة ولبنان وسوريا إلى الضفة، وذلك بحسب ما نقل عن رئيس الأركان هرتسي هاليفي.

الاحتلال الإسرائيلي في سباق مع الزمن لتوفير الموارد الكافية لإطلاق عملية واسعة في الضفة الغربية لفرض السيطرة التي باتت مفقودة في الضفة الغربية تمهيدا تمهيدا لتسويق مشاريع الضم قبيل تولي ترامب منصبه، فالمقاومة تهدد مشاريع الضم وتعطل مشاريع الاستيطان أسوة بما حدث في سنوات سابقة، في حين أن السلطة في رام الله ومشروع الجنرال الأمريكي مايكل فنزل لم يفلحا في تحقق نجاحا طوال شهر كامل من عمل أجهزة السلطة في جنين، في حين أن المشروع قوّض شرعية السلطة وهدد بتفكك وتحلل مؤسساتها وشرعيتها على نحو كارثي لا يخدم مصالح الولايات المتحدة التي تبحث عن مفاوض يفتح بوابة التطبيع إلى المنطقة العربية ويتجاوز جراحات غزة.

ختاما..

المقاومة في الضفة الغربية من ناحية واقعية تحدي للاحتلال كونها أداة قوية لتقويض الاستيطان ومشاريع الضم الإسرائيلية، وهي فرصة للسلطة والدول العربية لدحر مشاريع الضم ومحاصرة الاستيطان وإزالته عبر الاستثمار السياسي في أدائها، فآخر ما يريده دونالد ترامب والمجتمع الاستيطاني في الأراضي المحتلة عام 48 أن تتوقف الحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان وفي البحر الأحمر مع حركة أنصار الله اليمنية، لتشتعل في الضفة الغربية على هيئة حرب استنزاف طويلة ومرهقة وممتدة على مستوى الإقليم، فالمقاومة لها ما يبررها على الأرض في حين أن السلطة في رام الله لم يعد لها ما يبرر وجودها لدى الاحتلال وأمريكا سوى مكافحة المقاومة وتسويق خطابها، وهي مفارقة تحتاج من السلطة والدول العربية الداعمة لها مراجعة حساباتها وقراءتها للمشهد قبل فوات الأوان.

x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية
  • المقاومة.. مفارقة تخلط أوراق الاحتلال والسلطة في الضفة الغربية
  • الضفة الغربية.. قوات الاحتلال تقتحم قريتين شرق قلقيلية
  • خطة «الكيان».. ضم الضفة الغربية!!
  • لماذا “يهودا” و”السامرة” وليس الضفة الغربية؟
  • المعالجة الأمنية في الضفة الغربية
  • تحذيرات إسرائيلية من خطر تدفق الأسلحة إلى الضفة الغربية
  • تأجيج الأوضاع.. إسرائيل تهدد بـ«غزة ثانية» في الضفة الغربية بعد هجوم «كدوميم»
  • شاهد | إجماع صهيوني أن المقاومة في غزة و الضفة الغربية عصية على الانكسار
  • نتنياهو يطالب بتكثيف الهجمات في الضفة الغربية