عربي21:
2025-03-18@09:08:28 GMT

ربــيــع الــجــامــعــات

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

 قد تبدو التظاهرات التي تكتسح الجامعات الأمريكية مألوفة، لو تعلق الأمر بقضية غير القضية الفلسطينية، لكن حين يخرج طلاب كبريات الجامعات في الولايات المتحدة بالآلاف نصرة للشعب الفلسطيني، ورفضا للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، فهذا أمر غير مألوف. 
إضافة لذلك، فإن توسع التظاهرات يوما بعد آخر، وكبر حجمها المتزايد، وانتقال الفكرة من جامعة لأخرى، كل ذلك يقول؛ إن هذا تطور مهم، المرجو منه أن يترك أثرا على صناع السياسية المشاركين لإسرائيل في جرائمها بحقنا في واشنطن.

 

وقد يكون من المبكر الحكم على هذا، لكن من المؤكد أن منظر الشرطة تعتدي على المتظاهرين وتعتقل المئات منهم، سيكون له بلا أدنى شك تأثير على النقاش الأمريكي الداخلي حول تمويل جرائم إسرائيل. 

سينتقل الأمر لأروقة الكونغرس وللنقاش الحزبي، خاصة مع تعطيل أعمال الجامعات والتدريس فيها. 

وعلينا أن نتفاءل أن مثل هذا النقاش سيعني في جزء منه سياسات واشنطن كلها تجاه إسرائيل، والدعم السياسي المطلق الذي تقدمه لها، الذي كانت آخر صوره الفيتو ضد عضوية فلسطين في الجمعية العامة، والذي أخذ أيضا أصداء مرتفعة في أوساط النخب الأمريكية؛ لأنه جاء في أتون الحرب البشعة التي تدعمها واشنطن ضد شعبنا في غزة. 

ومع هذا، لننتبه إلى أن ما حرك هؤلاء هو بشاعة الدم والقتل والدمار، وليس المطالبة بحرية فلسطين، رغم أن بعض الحناجر كانت تهتف لفلسطين حرة، لكن العامل الأساس الذي جعل هذه التظاهرات ممكنة، هو ما تناقلته السوشال ميديا من صور تحرك الحجر والجماد، وأمام صمت العالم ورفضه التحرك للضغط على إسرائيل بأبسط أدوات الضغط، ووقوف واشنطن في وجه الحقوق الوطنية الفلسطينية، واستخدام الفيتو في كل مرة ليس فقط من أجل منع دولة فلسطينية، بل أيضا من أجل وقف الحرب، كل هذا جعل سهولة حشد المؤيدين للتظاهرات من أجل إعلاء كلمة الإنسانية، فيما بدا أنه ضرب بعرض الحائط بكل القيم التي تجعلنا بشرا، وتجعل من وجودنا على هذا الكوكب سمة حضارية لتاريخ الكون. 

لنلاحظ أن التظاهرات بدأت في الجامعات الكبرى، حيث النخبة التعليمية الأمريكية، خاصة كولومبيا، التي كان للراحل الكبير إدوارد سعيد حضور كبير فيها، كأبرز مدرسي العلوم الإنسانية، وبعد ذلك أوجدت الجامعة كرسيا باسمه. 

وبالطبع أيضا، فإن كليات العلوم الإنسانية والقانون، هي من تحرك ربيع الجامعات بقوة؛ نظرا للوعي المختلف الذي يتكون عند طلابها. 

الأمر الآخر، لا بد أن يكون منظر أساتذة الجامعات وهم يخاطبون الطلاب مؤيدين لحراكهم لافتا أيضا. 
حتى في أوروبا، فإن طلاب كلية العلوم السياسية هم من تحركوا. 

وبشكل عام، فإن الحراك الطلابي الذي بات حقيقة في الولايات المتحدة، سيجتاح جامعات الدول المؤيدة لدولة الاحتلال بشكل كامل، خاصة في غرب أوروبا كما في وسط القارة. 

على العالم أن يفيق من غفوته، فما يجري ليس حربا ولا صراعا عاديا، إنه بكل بساطة إبادة جماعية. 
أيضا من المهم أن نلاحظ أن التاريخ شهد حالات إبادة جماعية بشعة طول قرونه السابق،ة سواء في مراحله المبكرة أو في عقوده الأخيرة، وأوروبا والمستوطنون البيض في أمريكا الشمالية، مارسوا الكثير من عمليات التطهير العرقي التي ترتقي لتوصيف الإبادة، لكن الذي يحدث في غزة الآن شيء مختلف، فهو يحدث أمام مرأى ومسمع من العالم. 

الإعلام الجديد جعل الصور تصل بسرعة كأنها تحدث اللحظة. 

لم يعد بمقدور المجرم أن يخفي جريمته. لقد مارست العصابات الصهيونية حرب إبادة جماعية بحق شعبنا خلال النكبة لكن لم يكن ثمة كاميرات ولا صور، كان ثمة روايتان تم ترويج واحدة على حساب الأخرى، كما تم الأمر في مرويات التوراة حول الوجود اليهودي في البلاد. 

العالم صدق طرفا وغابت رواية الطرف الآخر. الآن الأمر يختلف بشكل كبير، ثمة حرب إبادة تدور وثمة صور يتم بثها من الضحايا بشكل مباشر، ورغم ما شنته إسرائيل من حرب إلكترونية علينا في غزة مثل قطع الاتصالات والإنترنت وقتل الصحفيين وتدمير المؤسسات الصحفية، فإن حقيقة ما يجري أكبر من أن تتم تغطيتها بغربال. 

العالم اختلف بهذا السياق، وضمير العالم الذي قد يميل إلى التواطؤ السلبي مع كل ما يجري بحجة أنه لا يرى ولا يسمع، وعليه لا يستطيع أن يتكلم، لم يعد بمقدوره مواصلة ذلك؛ فكل شيء يجري أمام العالم في صالونات البيوت وفي غرف النوم وفي لحظات الاستجمام؛ فوسائط التواصل والإعلام الجديد باتت رفيقا دائما لكل مواطن في العالم.

وعليه، فإن مفهوم الحرب سيتغير بعد ذلك؛ لأن فكرة أن يقوم جيش بتدمير بلاد ثم يقول؛ إنه انتصر في معركة عادلة، أمر لم يعد ممكنا؛ فالضحية صار سلاحها الأقوى عبر الصورة والصوت التي تبثها للعالم، حتى تقول حقيقة ما يجري ضدها. 

وهذه قضية أخرى، لكن تأملها مهم لفهم طبيعة ما يجري من تحولات في المشهد العالمي.
يظل السؤال: هل نستطيع إذا انتهت الحرب نقل هذا الحراك ليكون حراكا مؤثرا في سياسات واشنطن تجاه تبني مواقف إسرائيل؟ 

بمعنى أن الحرب ستنتهي عاجلا أم آجلا، والتظاهرات والاعتصامات ستتوقف اليوم أو غدا، دون أن يعني أن واشنطن ستقدم نيابة عنا طلبا لعضوية فلسطين، وأنها ستصبح جزائر أخرى أو جنوب أفريقيا أخرى، وعليه فإن علينا أن نعمل الكثير كي نحول هذا الحراك الطلابي إلى زخم حقيقي، لصالح تغير المواقف الأمريكية المعادية لحقوقنا. هذا هو التحدي الأكبر.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجامعات غزة امريكا غزة جامعات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

شاهيناز : الغناء ليس مهنة .. بل يجري في دمي | فيديو

أشارت المطربة شاهيناز إلى أن الظروف الإنتاجية في الوسط الفني تغيّرت كثيرًا، وأصبح العبء الأكبر يقع على عاتق الفنان، حيث لم تعد شركات الإنتاج تدعم المطربين كما كان في السابق، بل بات الفنان مسؤولًا عن كل شيء، بدءًا من إنتاج أعماله وحتى الترويج لها. وعلى الرغم من هذه التحديات، أكدت شاهيناز أنها مستمرة في مشوارها، لأن الغناء بالنسبة لها ليس مجرد مهنة أو مصدر رزق، بل هو شغف يسري في دمها ولا يمكنها الاستغناء عنه.

شاهيناز

أنا صوت مصر .. شاهيناز : صوتي الأقوى على الساحة الفنيةشاهيناز تكشف موقفها من الغناء مع عمر كمال وحسن شاكوش | فيديوشاهيناز تكشف سر نجاح عودة روبي إلى الساحة الفنية.. فيديو

وعن الفترات التي ابتعدت فيها عن الغناء، أوضحت شاهيناز خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر"المذاع على قناة الحدث اليوم،أنها لم تكن راضية عن هذا التوقف، مؤكدة أن طموحاتها لم تُحقق بالكامل بعد، بل لم تصل حتى إلى 10% مما تطمح إليه. وشددت على أنها ما زالت تسعى لتقديم العديد من المشاريع الفنية والأفكار الجديدة، التي تمتلكها منذ طفولتها، حيث نشأت على حب الموسيقى وكانت تستمع إليها منذ صغرها.

وتحدثت عن مشوارها الفني بعد نجاحها في برنامج "ستار ميكر"، مؤكدة أنها استثمرت جزءًا من هذا النجاح، لكنها تعتقد أنه كان بالإمكان تحقيق استفادة أكبر بكثير. وأضافت أنه لو عاد بها الزمن، ربما كانت ستتخذ قرارات مختلفة لتعزيز مسيرتها الفنية.

مقالات مشابهة

  • ‏اليمنيون أبناء الموت الذي لا يموت
  • واشنطن والرؤية االجديدة للشرق الاوسط
  • غوطة دمشق بعد التحرير.. ربيع الأرض يمحو جراح الحرب
  • أخبار العالم| أمريكا تقصف معاقل الحوثي في اليمن.. الجماعة تتهم واشنطن باستهداف سفينة جلاسكي ليدر.. وتعزيزات للجيش السوري على الحدود اللبنانية
  • فيديو. مضران : نهضة بركان الفريق الوحيد في العالم الذي إحتفلت الطبيعة بفوزه بلقب البطولة
  • أسامة ربيع يبحث تأثير تطورات الأوضاع بالبحر الأحمر مع رئيس MSC
  • الفريق أسامة ربيع يبحث تأثير تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر مع الرئيس التنفيذي للخط الملاحي MSC
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • شاهيناز : الغناء ليس مهنة .. بل يجري في دمي | فيديو