عربي21:
2024-06-30@00:15:42 GMT

ربــيــع الــجــامــعــات

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

 قد تبدو التظاهرات التي تكتسح الجامعات الأمريكية مألوفة، لو تعلق الأمر بقضية غير القضية الفلسطينية، لكن حين يخرج طلاب كبريات الجامعات في الولايات المتحدة بالآلاف نصرة للشعب الفلسطيني، ورفضا للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، فهذا أمر غير مألوف. 
إضافة لذلك، فإن توسع التظاهرات يوما بعد آخر، وكبر حجمها المتزايد، وانتقال الفكرة من جامعة لأخرى، كل ذلك يقول؛ إن هذا تطور مهم، المرجو منه أن يترك أثرا على صناع السياسية المشاركين لإسرائيل في جرائمها بحقنا في واشنطن.

 

وقد يكون من المبكر الحكم على هذا، لكن من المؤكد أن منظر الشرطة تعتدي على المتظاهرين وتعتقل المئات منهم، سيكون له بلا أدنى شك تأثير على النقاش الأمريكي الداخلي حول تمويل جرائم إسرائيل. 

سينتقل الأمر لأروقة الكونغرس وللنقاش الحزبي، خاصة مع تعطيل أعمال الجامعات والتدريس فيها. 

وعلينا أن نتفاءل أن مثل هذا النقاش سيعني في جزء منه سياسات واشنطن كلها تجاه إسرائيل، والدعم السياسي المطلق الذي تقدمه لها، الذي كانت آخر صوره الفيتو ضد عضوية فلسطين في الجمعية العامة، والذي أخذ أيضا أصداء مرتفعة في أوساط النخب الأمريكية؛ لأنه جاء في أتون الحرب البشعة التي تدعمها واشنطن ضد شعبنا في غزة. 

ومع هذا، لننتبه إلى أن ما حرك هؤلاء هو بشاعة الدم والقتل والدمار، وليس المطالبة بحرية فلسطين، رغم أن بعض الحناجر كانت تهتف لفلسطين حرة، لكن العامل الأساس الذي جعل هذه التظاهرات ممكنة، هو ما تناقلته السوشال ميديا من صور تحرك الحجر والجماد، وأمام صمت العالم ورفضه التحرك للضغط على إسرائيل بأبسط أدوات الضغط، ووقوف واشنطن في وجه الحقوق الوطنية الفلسطينية، واستخدام الفيتو في كل مرة ليس فقط من أجل منع دولة فلسطينية، بل أيضا من أجل وقف الحرب، كل هذا جعل سهولة حشد المؤيدين للتظاهرات من أجل إعلاء كلمة الإنسانية، فيما بدا أنه ضرب بعرض الحائط بكل القيم التي تجعلنا بشرا، وتجعل من وجودنا على هذا الكوكب سمة حضارية لتاريخ الكون. 

لنلاحظ أن التظاهرات بدأت في الجامعات الكبرى، حيث النخبة التعليمية الأمريكية، خاصة كولومبيا، التي كان للراحل الكبير إدوارد سعيد حضور كبير فيها، كأبرز مدرسي العلوم الإنسانية، وبعد ذلك أوجدت الجامعة كرسيا باسمه. 

وبالطبع أيضا، فإن كليات العلوم الإنسانية والقانون، هي من تحرك ربيع الجامعات بقوة؛ نظرا للوعي المختلف الذي يتكون عند طلابها. 

الأمر الآخر، لا بد أن يكون منظر أساتذة الجامعات وهم يخاطبون الطلاب مؤيدين لحراكهم لافتا أيضا. 
حتى في أوروبا، فإن طلاب كلية العلوم السياسية هم من تحركوا. 

وبشكل عام، فإن الحراك الطلابي الذي بات حقيقة في الولايات المتحدة، سيجتاح جامعات الدول المؤيدة لدولة الاحتلال بشكل كامل، خاصة في غرب أوروبا كما في وسط القارة. 

على العالم أن يفيق من غفوته، فما يجري ليس حربا ولا صراعا عاديا، إنه بكل بساطة إبادة جماعية. 
أيضا من المهم أن نلاحظ أن التاريخ شهد حالات إبادة جماعية بشعة طول قرونه السابق،ة سواء في مراحله المبكرة أو في عقوده الأخيرة، وأوروبا والمستوطنون البيض في أمريكا الشمالية، مارسوا الكثير من عمليات التطهير العرقي التي ترتقي لتوصيف الإبادة، لكن الذي يحدث في غزة الآن شيء مختلف، فهو يحدث أمام مرأى ومسمع من العالم. 

الإعلام الجديد جعل الصور تصل بسرعة كأنها تحدث اللحظة. 

لم يعد بمقدور المجرم أن يخفي جريمته. لقد مارست العصابات الصهيونية حرب إبادة جماعية بحق شعبنا خلال النكبة لكن لم يكن ثمة كاميرات ولا صور، كان ثمة روايتان تم ترويج واحدة على حساب الأخرى، كما تم الأمر في مرويات التوراة حول الوجود اليهودي في البلاد. 

العالم صدق طرفا وغابت رواية الطرف الآخر. الآن الأمر يختلف بشكل كبير، ثمة حرب إبادة تدور وثمة صور يتم بثها من الضحايا بشكل مباشر، ورغم ما شنته إسرائيل من حرب إلكترونية علينا في غزة مثل قطع الاتصالات والإنترنت وقتل الصحفيين وتدمير المؤسسات الصحفية، فإن حقيقة ما يجري أكبر من أن تتم تغطيتها بغربال. 

العالم اختلف بهذا السياق، وضمير العالم الذي قد يميل إلى التواطؤ السلبي مع كل ما يجري بحجة أنه لا يرى ولا يسمع، وعليه لا يستطيع أن يتكلم، لم يعد بمقدوره مواصلة ذلك؛ فكل شيء يجري أمام العالم في صالونات البيوت وفي غرف النوم وفي لحظات الاستجمام؛ فوسائط التواصل والإعلام الجديد باتت رفيقا دائما لكل مواطن في العالم.

وعليه، فإن مفهوم الحرب سيتغير بعد ذلك؛ لأن فكرة أن يقوم جيش بتدمير بلاد ثم يقول؛ إنه انتصر في معركة عادلة، أمر لم يعد ممكنا؛ فالضحية صار سلاحها الأقوى عبر الصورة والصوت التي تبثها للعالم، حتى تقول حقيقة ما يجري ضدها. 

وهذه قضية أخرى، لكن تأملها مهم لفهم طبيعة ما يجري من تحولات في المشهد العالمي.
يظل السؤال: هل نستطيع إذا انتهت الحرب نقل هذا الحراك ليكون حراكا مؤثرا في سياسات واشنطن تجاه تبني مواقف إسرائيل؟ 

بمعنى أن الحرب ستنتهي عاجلا أم آجلا، والتظاهرات والاعتصامات ستتوقف اليوم أو غدا، دون أن يعني أن واشنطن ستقدم نيابة عنا طلبا لعضوية فلسطين، وأنها ستصبح جزائر أخرى أو جنوب أفريقيا أخرى، وعليه فإن علينا أن نعمل الكثير كي نحول هذا الحراك الطلابي إلى زخم حقيقي، لصالح تغير المواقف الأمريكية المعادية لحقوقنا. هذا هو التحدي الأكبر.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجامعات غزة امريكا غزة جامعات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

جامعة بنها تحتل المركز 370 على مستوى العالم بالتصنيف الأمريكي US news

أعلن الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها تقدم جامعة بنها، 370 مركزا دوليا، وفقا لتصنيف «يو اس نيوز الأمريكي 2024-2025»، مشيراً إلى أن جامعة بنها احتلت الترتيب 573 عالمياً، لتحافظ على وجودها ضمن قائمة أفضل 1000 جامعة مصنفة دوليا، كما احتلت الترتيب 19 افريقيا والترتيب 9 على مستوى الجامعات المصرية الحكومية والخاصة.

وأضاف الجيزاوي، أن جامعة بنها انضمت لقائمة أفضل الجامعات المصنفة دوليا في 6 مجالات جدد، فقد جاءت بالمركز 254 في مجال الطاقة والـوقود، والمركز 263 بمجال الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبالمركز 394 في مجال علوم الحاسب، كما جاءت بالمركز 340 في علم النبات والحيوان، و648 بمجال علم المواد، والمركز 665 بمجال الفيزياء، بالإضافة إلى تقدم الجامعة في مجال الهندسة فجاءت بالمركز 391 عالميا متقدمة عن الإصدار السابق 183 مركزا، وفي مجال الكيمياء حيث احتلت المركز 823 عالميا، متقدمة عن الإصدار السابق 87 مركزا.

وأشار رئيس الجامعة، إلى أن تقدم ترتيب الجامعة في التصنيفات العالمية يأتي في إطار سياسة الجامعة لتحسين مخرجاتها البحثية ورفع وبناء قدرات شباب الباحثين العلمية والبحثية، وان جامعة بنها خطت خطوات واسعة وجادة نحو الجودة والتميز للتواجد في التصنيفات العالمية في مراتب متقدمة وذلك بالاهتمام بالبحث العلمي الذي يعد أحد الركائز الأساسية في عمل الجامعات وتطويرها.

وأكد أن تصنيف يو اس نيوز الأمريكي يعتمد على 13 مؤشر تقيس أداء البحوث الأكاديمية وسمعتها العالمية والإقليمية وقد صنف هذا العام 2,165 جامعة من اكتر من 90 دولة حول العالم.

ومن ضمن مؤشرات التصنيف السمعة العالمية والمحلية للبحث العلمي للجامعة والبحوث المنشورة بالمجلات العلمية المصنفة عالمياً والكتب المنشورة بدور النشر العالمية والمؤتمرات الدولية وعدد الاستشهادات المرجعية والتعاون الدولي وغيرها من المؤشرات التي تقيس جودة مخرجات البحث العلمي.
وتوجه جامعة بنها التهنئة لجميع منسوبيها متمنياً المزيد من التقدم في التصنيفات العالمية المختلفة التي تستهدفها الجامعة.

مقالات مشابهة

  • النعجة دُولّي.. التي تمنع ظهور مبعوث أممي جديد في ليبيا! (الجزء الأول)
  • صقر غباش: التجربة البرلمانية الإماراتية ثرية ومتميزة
  • أسامة ربيع: القاطرات البحرية الجديدة تساهم في تطوير أسطول هيئة قناة السويس
  • المستشفى الإماراتي العائم في العريش يجري 800 جراحة لمصابين فلسطينيين
  • قندوسي أمام مصير مجهول
  • الذهب الأبيض.. إدارة بايدن تدخل سباق تعدين الليثيوم لمواجهة الصين
  • فعالية ثقافية بصنعاء احياءً لذكرى رحيل العالم الرباني السيد بدر الدين الحوثي
  • إحياء الذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني بدر الدين الحوثي بالعاصمة صنعاء
  • جامعة بنها تحتل المركز 370 على مستوى العالم بالتصنيف الأمريكي US news
  • جامعة المنيا تحقق طفرة غير مسبوقة بالتصنيف الأمريكى لأفضل الجامعات  "US News"