الجزيرة:
2025-04-12@04:05:46 GMT

حسن أفندي.. الشيخ الـ37 للطريقة النقشبندية بتركيا

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

حسن أفندي.. الشيخ الـ37 للطريقة النقشبندية بتركيا

حسن كيليتش المعروف باسم "حسن أفندي"، شيخ جماعة إسماعيل آغا النقشبندية إحدى الحركات الإسلامية المهمة في تركيا، ولد عام 1930، ويقدر أتباع جماعته بالملايين، اشتهر بعلمه الغزير وقيادته الفاعلة في الأوساط الدينية والاجتماعية، توفي في أبريل/نيسان 2024.

الولادة والنشأة

ولد الشيخ حسن كيليتش عام 1930 في قرية تشايباشي التي تقع ضمن منطقة تشايكارا بمحافظة طرابزون، ونشأ في أسرة محافظة.

بدأ تعليمه المبكر في المنزل تحت إشراف والده عبد الله أفندي ووالدته شهيرة هانم، وبعد وفاة والده في سن مبكرة انتقل إلى قرية شاهينكايا، حيث أتم حفظ القرآن في سن التاسعة.

الدراسة والتكوين الديني

استهل الشيخ حسن أفندي دراسته للغة العربية والعلوم الشرعية تحت توجيه الشيخ محمد حنفي قوتلو أوغلو المعروف بلقب "لكور خواجة"، وواصل تعليمه الديني على يد الشيخ العلامة الحاج دورسون أفندي الجالكي الذي كانت له مكانة مرموقة بين علماء الدولة العثمانية.

أكمل الشيخ حسن أفندي تحصيله العلمي وحصل على الإجازة في العلوم الشرعية من مدرسة الشيخ العلامة الحاج دورسون أفندي في بلدة أوف بمدينة طرابزون.

وخلال فترة دراسته التقى بالشيخ محمود أفندي، وهو إحدى أبرز الشخصيات الدينية الصوفية في تركيا والزعيم الروحي الراحل لجماعة إسماعيل آغا، وتزامن تخرج الشيخ محمود وتوليه مهام التدريس مع بداية تحصيل الشيخ حسن العلم في المدرسة نفسها.

الشيخ حسن أفندي التقى الزعيم الروحي الراحل للجماعة الشيخ محمود أفندي خلال دراسته (الصحافة التركية) التجربة العسكرية

خدم الشيخ حسن أفندي برفقة الشيخ محمود أفندي في الجيش التركي، وتم تعيين الشيخ حسن في مدينة بورصة لأداء خدمته العسكرية، في حين أُرسل الشيخ محمود إلى مدينة باندرما ثم إلى إسطنبول حيث خدم في الثكنات العسكرية بمنطقة داود باشا.

وخلال خدمتهما العسكرية نشأت بين الشيخين رابطة قوية وظلا يتبادلان الرسائل طوال تلك الفترة، وبعد انتهائهما من الخدمة اجتاز الشيخ حسن أفندي امتحان الأئمة والخطباء وتم تعيينه إماما في جامع عذب بك بمنطقة مرادية في بورصة عام 1954 وخدم لمدة 6 أشهر، وخلالها عانى من فقر شديد وصعوبات جمة أدت إلى مرضه.

الإمامة

بعد أعوام من حفظ القرآن توجه الشيخ حسن كيليتش إلى إسطنبول عام 1955 إثر سماعه أن محمود أفندي صديق طفولته ومعلمه يدرس في مدرسة إسماعيل آغا تاش، فقدم طلبا إلى مكتب المفتي طمعا في القرب من محمود أفندي والاستفادة من علمه، خاصة أن محمود كان يشغل منصب الإمام في جامع إسماعيل آغا، وهو أحد المراكز الرئيسية للتيار الصوفي النقشبندي بالقرب من جامع الفاتح الشهير في مدينة إسطنبول.

وفي العام نفسه تم تعيين حسن أفندي في إسطنبول وبدأ العمل إماما في مسجد كومور أوغلو بمنطقة الفاتح، وخلال إمامته للمسجد كان يعطي الدروس الدينية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (يسار) شارك في تشييع الشيخ حسن أفندي (الأناضول) الحضور العام

رافق حسن الشيخ محمود أفندي بشكل وثيق خلال مهامه الدعوية وأنشطته المتعددة، منها التدريس العلمي والأعمال الخاصة بالتكية وزاوية الطريقة العلية النقشبندية، والجولات الدعوية السنوية التي كانت تستغرق من 15 يوما إلى شهر، وكذلك في رحلات العمرة والحج.

وكان حسن واحدا من أصل 3 أو 5 أشخاص مقربين من الشيخ محمود كان يتشاور معهم في أمور ومسائل الطريقة الخاصة بجامع إسماعيل آغا.

وفي عام 2003 عُيّن حسن أفندي رئيسا لهيئة جماعة إسماعيل آغا بأمر من الشيخ محمود أفندي، وهي الهيئة المسؤولة عن تنظيم الأعمال العلمية والخيرية والإنسانية في الجماعة.

وبعد وفاة الشيخ محمود أفندي يوم 23 يونيو/حزيران 2022 انتقلت قيادة الجماعة إلى الشيخ حسن كيليتش الذي أصبح الإمام الـ37 لها.

وتضم الجماعة الملايين من الأتباع، ويتركز وجودها بشكل خاص في منطقة الفاتح بإسطنبول، وتحديدا في حي ياووز سليم.

كما ينتشر أتباع الجماعة في ولايات أخرى، مثل قونيا المعروفة بأهميتها كمركز للتصوف، وطرابزون المدينة التي شهدت ميلاد الشيخين محمود أفندي وحسن أفندي.

خلال جنازة زعيم طائفة إسماعيل آغا حسن كيليتش في مسجد الفاتح بإسطنبول (الأناضول) التأثير السياسي

ولجماعة حسن آغا حضور لافت في الحياة السياسية التركية، إذ كانت الجماعة شاهدة على جميع الانقلابات العسكرية في تركيا منذ نشأة الجمهورية، بما في ذلك الانقلابات في أعوام 1960 و1971 و1980 و1997.

وكان للجماعة بقيادة شيخها محمود أفندي دور بارز في إفشال المحاولة الانقلابية عام 2016، حيث تصدى للانقلاب هو وجماعته وقتل عدد منهم في محيط منطقة الفاتح، وشهدت منطقة الفاتح تجمعا كبيرا ومقاومة شديدة قادها أفراد الجماعة ضد القوات الانقلابية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحرص على زيارة الشيخ حسن أفندي في ختام حملاته الانتخابية خلال معظم الانتخابات التي خاضها.

وكانت آخر انتخابات شهدها الشيخ الراحل الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس/آذار 2024.

وتمتد العلاقة بين حزب العدالة والتنمية وجماعة إسماعيل آغا لعقود طويلة، حيث تجمعهما علاقات وثيقة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، مما أسهم بشكل كبير في تعزيز النفوذ المتبادل ودعم المبادرات المشتركة التي تخدم أهدافهما المتوافقة، خاصة في مجالات الحوكمة والتنمية المجتمعية.

الوفاة

توفي الشيخ حسن أفندي في 22 أبريل/نيسان 2024 عن عمر ناهز 94 عاما بعد معاناة مع المرض.

وتزامنت وفاته مع وفاة العالم اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي توفي في اليوم نفسه بإسطنبول.

وشارك الآلاف في تشييع جنازتيهما، وأقيمت صلاة الجنازة عليهما في مسجد السلطان محمد الفاتح بحضور أردوغان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات أفندی فی

إقرأ أيضاً:

وداعًا سعادة الفريق… ذاكرة لقاءات مع الفاتح عروة

أصدقكم القول، طوال مسيرتي في العمل الصحفي، التقيت وجالست عشرات السياسيين والعسكريين والناشطين. وجدت بينهم من يتمتع بذكاء لافت وصلابة معنوية ونفسية نادرة.
ومن أبرز هؤلاء، الفريق طيار الفاتح عروة؛ رجل يتميز بذكاء متقد وثقة عالية بالنفس والتجربة، دون أن يبلغ حد الغرور.

في كلمات معدودة وتعبيرات ترتسم على وجهه، يستطيع أن يقول الكثير. يواجه أخطر الاتهامات ببرود أعصاب ورحابة صدر، وتأتي ردوده غالبًا حاسمة وقوية، ممزوجة بسخرية محببة، تخفف من وطأتها ضحكة ذات بحة مميزة.

التقيته أول مرة في بداياتي الصحفية، قبل أكثر من عشرين عامًا، في مكتب أستاذنا الفاضل محجوب عروة بصحيفة (الرأي العام) العزيزة. يومها، أشاد بأعمالي وتوقع لي مستقبلاً واعدًا في المهنة.

ومنذ ذلك الحين، تعددت بيننا اللقاءات والاتصالات، سواء العارضة أو القاصدة.
وفي عام 2010، وأثناء تأديتي للعمرة، تلقيت منه اتصالًا هاتفيًا في وضح النهار، استهله بضحكته المعهودة، ليبلغني باختياري من قِبل مجلس إدارة دار “السوداني” للطباعة والنشر رئيسًا لتحرير الصحيفة.

ارتبكت قليلًا؛ فقد كانت التجربة تمثل تحديًا حقيقيًا، في ظرف كانت تمر فيه المؤسسة بأزمات متراكمة.

مرت مياه كثيرة تحت الجسر وفوقه. وقبل أكثر من عام، كان لي شرف أن أكون ضمن مجموعة نيرة اختارها الراحل لإجراء تسجيلات توثيقية لمسيرته في العملين العسكري والمدني.
وقبل عدة أشهر، زارنا في الدوحة، وجمعتنا به جلسات ثرية، حفلت بالتحليلات الدقيقة والمعلومات العميقة.

لاحظت حينها الجسارة النادرة والشجاعة الاستثنائية التي واجه بها المرض العضال؛ لم يُثنه عن السفر أو الحركة، ولم يُلزمه البيت ولا السرير الأبيض، بل ظل متنقلاً بين المطارات، يؤدي واجباته الاجتماعية ويواصل مهامه العملية دون كلل.

رحم الله الفريق الفاتح عروة، رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته. فقد كان قامة سامقة، وإنسانًا مميزًا، ومهنيًا قلّ نظيره.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مصر تشارك فى منتدى التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثى بتركيا
  • ماذا نعرف عن المنظمة الصهيونية المتطرفة التي حرّضت على محمود خليل؟
  • عطاف يلتقي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتركيا
  • وداعًا سعادة الفريق… ذاكرة لقاءات مع الفاتح عروة
  • سعيدة إسماعيل تقود طموح «تنس الإمارات»
  • مضى هذا الوفيّ الشجاع ، الذي جسد كل قيم النُبل
  • بعد دعوة أوجلان.. أردوغان يعتزم استقبال هيئة من حزب ديم المناصر للأكراد بتركيا
  • وفاة الفريق الفاتح عروة
  • مسلسل محمد الفاتح الحلقة 41 مترجمة.. بدء معركة فتح القسطنطينية
  • إسماعيل يتفقد صومعة أسوان بالجوزيرة