عين ليبيا:
2025-02-09@02:22:00 GMT

نتابع الأحداث.. الكذب خيانة

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

المتابع للأحداث في وطننا العربي يصاب بنوع من الانفصام، والانفصام هو فهم الواقع بشكل غير طبيعي ولا منطقي لاضطراب عقلي أو نفسي، ما يجري من أحداث في وطننا الكبير خاصة القضايا الأساسية مثل السياسة والأخلاق والسلوك ويشمل ذلك جميع التعاملات الخاصة بالفرد، بين الناس بعضهم مع بعض وبين الناس والدولة بمؤسساتها والناس هنا أفرادا وجماعات هو شيء محير مع وجود بعض الاستثناءات هنا وهناك والاستثناء بالطبع لا يقاس عليه؟، فانظر معي في علاقاتنا الاجتماعية وهذا إلى حد ما بعيدا عن الدولة وهنا أتحدث عن محيط الفرد الذي يملك التصرف فيه نجد أن في عموم علاقاتنا تنتشر خصائص بعيدة كل البعد عن قيمنا الدينية قبل الاجتماعية مثل الكذب ولدور الكذب المهم في تغيير وتدمير الأفراد والمجتمعات اخترته هنا حيث يقول صلى الله عليه وسلم: “وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا”، فالكاذب من كثرت كذبه لن يصدّق الصادق بل لن يصدق أحدا ويكون في شك دائم في أمره كله وهذا ما يعرف في وقتنا بالمرض النفسي، وقد يلجأ الإنسان إلى الكذب لتزيين الحديث وجعله جذابا للسامع أو الكذب على آخر لشيء في نفسه كالتشويه وغيره فتفسَد العلاقات وتنتشر الخلافات وقد يصبح الكذب عادة يمارسها الكذّاب في وقت الحاجة وغير الحاجة، ومن الكذب أيضا شهادة الزور وكم بيننا من لا يعير الشهادة اهتماما فيرمي الناس بهتانا فيضيّع حقوق الناس!.

نحن مجتمع يجب ألّا يجتمع فيه إيمان وكذب في قلب رجل مؤمن منا فحين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم “أيكون المؤمن كذّابا؟ قال: لا”، كما أوضح أيضا أن الكذب من آيات المنافق فالإنسان العاقل الراشد الحكيم تمنعه مروءته من الكذب على الناس، يقول الشاعر: لا يَكذِبُ المرءُ إلَّا من مهانتِهِ *** أو عادةِ السُّوءِ أو من قِلَّةِ الأدَبِ ** لبَعضُ جيفةِ كَلبٍ خَيرٌ رائحةً *** من كَذْبةِ المرءِ في جِدٍّ وفي لَعِبِ.

في عصرنا انتشر الكذب ولم نعد نستحي أن نكذب على الملإ فيخرج بعضنا على شاشات الإذاعات أمام الملايين ليكذب ثم يكذب ثم يكذب ويزور الحقائق في سبيل غرض زائف وزائل من مال أو شهرة أو تملق لإرضاء حاكم هكذا يتخلى كثيرٌ منا على دينه وقيمه الاجتماعية التي ورثناها أبا عن جد من عهد الجاهلية إلى الإسلام فكيف نتركها للكذب أليست جديرة بالإهتمام؟ يا من يكذب، أيصلح حال الوطن بكاذب على الشاشة يسوق قولا أو فتوةً أو رأي ضال مضل؟ أيصلح مجتمعنا بأكاذيب تزين الظلم وتزخرفه بقوالب متعددة؟ أم تصلح مجتمعاتنا بالصدق وقول الحق؟.

لقد كثر المادحين للظلم والظالمين وكثرة الإشادة بمناقبهم حتى ظن العاقل أنه مجنون!!! نسينا أن الضنك والقسوة والمشاكل التي نعيشها مفتاحها الصدق فكيف نستطيع حل مشاكل تواجهنا بالكذب؟ وكيف نُصلح حالنا ونحن نتودد ونتقرب إلى صاحب الجاه والمال والسلطة بالكذب وتزييف وقلب الحقائق. إن ظاهرة الكذب في مجتمعاتنا أمر مقلق ومدمر لنا فحريٌّ بنا التوقف عندها والمحاولة الجادّة لعلاجها والتخلص منها، فمتى نقف عن الأكاذيب والتسويق للباطل مهما كانت سطوته ونفكر كم من الباطل صار بأكاذيبنا حقا شائعا بين الناس وكيف ضاعت بلداننا بسبب الكذب، فالكذب شرًّ يهدم حياتنا ويخرب مجتمعاتنا؟ والله يقول: “إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ” النحل:105. أختم قائلا يا أمة محمد أنظروا ماذا قال هرقل ملك الروم لأبي سفيان سائلا إياه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: “أوكنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال أبا سفيان: لا، فقال هرقل: فما كان ليدع الكذب على الناس ويذهب فيكذب على الله”؟! أيكون لنا درسا للتغيير؟.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

مرحبا شعبان

عندما يهلُّ علينا شهر شعبان ندرك ونستشعر ونحس بأننا على أعتاب وأبواب شهر كريم هو شهر رمضان، وقد كان الصالحون يدركون فضل هذين الشهرين الكريمين شعبان الذى يعدونه مقدمة لرمضان، ورمضان الذى يجعلونه مقصدهم ومحور اهتمامهم، فستة أشهر يسألون الله عز وجل أن يبلغهم إياه، وستة أشهر أخرى، رمضان وخمسة أشهر بعده، يسألونه سبحانه وتعالى أن يتقبله منهم.

وكانوا يتخذون من شعبان توطئة وتهيئة لاستقبال هذا الشهر الكريم، ولنا ولهم فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حيث تقول السيدة عائشة رضى الله عنها: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِى شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِى شَعْبَانَ»، ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قال:«هُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِى وَأَنَا صَائِمٌ».

وإذا كان أهل الدنيا يستعدون كل الاستعداد لأمور دنياهم ويخططون لها، وحق لهم، وهو أمر محمود لمن يعمل ويخطط لإنجاح ما هو مقبل عليه من عمل، فإن شهرًا كريمًا بما فيه من ليلة هى خير من ألف شهر لجدير أن نعد أنفسنا وأن نهيأها لاستقباله مبكرًا.

وتكون هذه التهيئة بالحرص على النوافل وقيام الليل والإكثار من الصيام فى شعبان اقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحرص على أداء الفرائض، ولا سيما صلاة الفجر وأداؤها فى جماعة طوال شهر شعبان.

وإذا كان رمضان شهر القرآن، فلنبدأ رحلتنا مع القرآن مبكرًا، فهمًا ودراسةً وتفقهًا، وإذا كان رمضان شهر البر والإحسان والجود والكرم، فلنبدأ من الآن فى إعداد أنفسنا لإخراج زكاة أموالنا فى رمضان رجاء التعرض لنفحات الله عز وجل فيه بمضاعفة الحسنات، ولنكثر من الصدقات قبيل رمضان، لإحداث التكافل الإنسانى والتوازن المجتمعى بإدخال السعادة والبهجة والسرور على الأسرة الفقيرة والأكثر فقرًا، بحيث لا يكون بيننا فى هذا الشهر الكريم جائع ولا محروم، حيث يقول نبينا: «مَا آمَنَ بِى مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٌ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ»، فقَالَ أَبو سَعِيد الْخُدْرِيّ: «فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِى فَضْلٍ».

وقد جعل الإسلام جزاء من يطعمون الطعام وثوابهم عظيما، فقال سبحانه: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا». وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ».

شهر شعبان على ما عليه جمهور أهل العلم هو شهر تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، حيث يقول الحق سبحانه: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِم وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ».

ومن ثمة نقول مرحبا شعبان ومرحبا بنسائم رمضان.. فيا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر.. اللهم بلغنا رمضان بكل خير.

الأستاذ بجامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • إلى شعوب أمتنا.. ترامب يقول: هل من مبارز؟!
  • شاهد بالفيديو.. فنان مواقع التواصل الشهير يهدي عائشة الماجدي أغنية خاصة والصحفية ترد عليه: (بس خلاص يا عمو حسن عمرتك مرقت بإذن الله)
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • خطيب الجامع الأزهر: العزة والكرامة تحتاج إلى تعاون وقوة و والظَلَمة يخونون العهود ولا يحترمون المواثيق
  • خطيب الأزهر: العزة والكرامة تحتاج تعاونا لأن الظَلَمة يخونون العهود
  • أعاني من كثرة الكذب رغم المواظبة على الصلاة والقرآن.. رأي الشرع
  • كيف كان النبي يتعامل في الأسواق مع الناس؟.. الشيخ أحمد الطلحي يُوضح
  • انتقام عمرو سعد في البرومو التشويقي لـ "سيد الناس"
  • داعية إسلامي: النبي كان في أقواله وأفعاله نموذجًا للطف والرحمة
  • مرحبا شعبان