تحذيرات روسية من مخاطر على القرم بسبب صواريخ تسلمتها أوكرانيا من أمريكا
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
حذرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية من نظام الصواريخ الأمريكي "أتاكمز"، الذي بدأ بالوصول إلى القوات المسلحة الأوكرانية، حذرت فيه من أن هذا السلاح التكتيكي الموجه وبعيد المدى يشكل تهديدًا خطيرًا لشبه جزيرة القرم، وبشكل خاص للجسر الرابط بينها وبين روسيا.
ورغم خطورة هذا السلاح، فإن جورجي مورادوف، الممثل الدائم للقرم لدى الرئيس بوتين، يؤكد أن الدفاعات الجوية الروسية قادرة على حماية شبه الجزيرة.
وتقول الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البنتاغون وافق على استخدام صواريخ "أتاكمز" لاستهداف مواقع في القرم، وبالتالي فهي باتت تشكل تهديدًا على المنشآت والمواقع في هذه المنطقة، ويمكن استخدامها لاستهداف مراكز الإمداد للقوات الروسية. إلا أن الهدف الأساسي من التزود بهذه الصواريخ التي تم تقديمها في إطار حزمة مساعدات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار، هو تشكيل ضغط على القرم، وذلك بحسب متحدث باسم البنتاغون.
واعتبرت أن أعداء روسيا بهذه الخطوة يرفعون مستوى التصعيد في هذه الحرب. ويشير مورادوف في هذا السياق إلى أن "حقيقة كون هذا السلاح قادرا على ضرب مدن آمنة خارج منطقة العملية العسكرية الخاصة هي مسألة مثيرة للقلق".
والحديث هنا يدور بشكل خاص حول شبه جزيرة القرم، حيث إن صواريخ "أتاكمز" قادرة على ضرب المدن وكذلك الجسر الذي يمثل شريان الحياة الرابط بين شبه الجزيرة والأراضي الروسية، وهي مسألة تلقت كييف الضوء الأخضر لتنفيذها. ورغم كفاءة أنظمة الدفاع الجوي الروسية، فإن هذا يشكل بحسب مورادوف مستوى جديدا من التهديد.
وهدد السياسي الروسي بأنه "في ظل هذا التصعيد، فإنه يجب على العدو أن يفهم أن استخدام "أتاكمز" سوف تعقبه هجمات على مراكز اتخاذ القرار، وبالتالي فإن كييف وواشنطن سوف تشعران بوقع الإجراءات الانتقامية الروسية".
ووفق الصحيفة؛ فإن روسيا ترى أن هنالك احتمالات حقيقية لارتفاع منسوب التصعيد في الحرب الدائرة، وقد اعتبرت أولغا كوفيتيدي النائبة في البرلمان الروسي عن جمهورية القرم، أن الولايات المتحدة من خلال تصريحاتها، وتمويل الحرب، وتقديم الدعم الاستخباراتي، والتدريب العسكري، والتخطيط للعمليات العسكرية جنبا إلى جنب مع أوكرانيا، تصبح فعليا منخرطة بشكل مباشر في الحرب ضد روسيا.
وتضيف النائبة أن تصريحات البنتاغون غير مقبولة وخطيرة على روسيا والولايات المتحدة في الآن ذاته. وإن تبعاتها ستتمثل في ارتفاع منسوب التوتر في القارتين الأوروبية والأمريكية. وبما أن الولايات المتحدة تقوم بأنشطة شديدة الخطورة، يمكن أن تؤدي إلى المدى الطويل إلى اندلاع حرب نووية، وهو ما يشكل خطرا على الإنسانية.
وذكرت الصحيفة أنه لا يُعرف على وجه التحديد عدد صواريخ "أتاكمز" التي حصلت عليها أوكرانيا، كما أنه لا يعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة قد وافقت على مهاجمة أهداف محددة داخل القرم. وهذا الغموض يمنح الجيش الأوكراني الحرية التامة، وهو الذي قد هاجم سابقا أهدافا مدنية وارتكب أعمالا إرهابية أدت غلى مقتل المدنيين، بحسب الصحيفة.
هذه التطورات تعيد إلى الأذهان بشكل خاص ما حصل من هجمات على جسر القرم في شهري تشرين الأول/ أكتوبر 2022 وتموز/ يوليو 2023. ورغم أن فلاديمير زيلنسكي نفى تورط أوكرانيا في التخطيط لهذه الهجمات وتنفيذها، فإن رئيس الاستخبارات الأوكرانية فاسيلي ماليوك أقر في آذار/ مارس 2024 بضلوعه في واحد على الأقل من هذين الهجومين.
وتذكر الصحيفة أن القيادات الأوكرانية لم تتخل يومًا عن رغبتها في تدمير جسر القرم، فقد صرح زيلينسكي في شهر نيسان/ أبريل الماضي بأن أي مخططات لهجوم مضاد في المستقبل سوف تتضمن تدمير هذا الجسر. وبعد ذلك بفترة قصيرة كان مدير شعبة الاستخبارات في وزارة الدفاع الأوكرانية، كيريل بودانوف، قد اعتبر جسر القرم أولوية على قائمة أهداف الجيش الأوكراني، رغم أنه أقر بأن هذا الموقع يتمتع بحماية قوية.
وبينت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين كانوا قد أكدوا أن أوكرنيا التزمت بأن تقصف فقط القرم والمواقع التي قامت موسكو بضمها، وبالتالي عدم استخدام صواريخ بعيدة المدى داخل عمق الأراضي الروسية. ولكن ـ بحسب الصحيفة ـ فإن واشنطن سوف تكتفي فقط بتحذيرات شفهية، وتعلن أنها لا تدعم أو توافق على الهجمات في الأراضي الروسية.
ويرى كونستانتين بلوخين الباحث في مركز الدراسات الأمنية في أكاديمية العلوم الروسية أن "الولايات المتحدة تفهم تماما أن أوكرانيا ما إن تحصل منها على أي سلاح فسوف تستخدمه مباشرة، لأنها تسعى لإلحاق أكبر ضرر بروسيا وبكل الطرق الممكنة".
واعتبر بلوخين أن الولايات المتحدة تجاوزت الخطوط الحمر أكثر من مرة، وبالتالي فإن هذه الخطوة الأخيرة يفترض أن تحدد روسيا بعدها كيفية الرد. إضافة إلى ذلك فإن التصريحات الأخيرة للمرشح دونالد ترامب وحزبه الجمهوري تظهر أنه حتى في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، فلن تطرأ على سياسة واشنطن الخارجية تغييرات تذكر.
ووفق الصحيفة؛ فإن الخبراء العسكريي يتوقعون أن الهجمات الأوكرانية على البنى التحتية في مناطق مثل بيلغورود وكورسك سوف يتم فيها استخدام أسلحة أخرى من أجل تجنب التضارب مع التعليمات الأمريكية.
أما صواريخ "أتاكمز" فسوف تستخدم في اتجاه الجنوب وسيكون الهدف الأساسي الجسر والمطارات والمنشآت العسكرية في شبه جزيرة القرم. وفي هذه الأثناء تعكف القوات الروسية على جعل أنظمة دفاعها الجوية في كامل الجهوزية، وتركز في نفس الوقت على تدمير خطوط الإمداد بالسلاح للجيش الأوكراني، المتمثلة أساسًا في الطرقات والسكك الحديدية.
ويرى الخبير العسكري الروسي ديمتري كورنيف أن حصول القوات الأوكرانية على صواريخ جديدة لن يغير من طبيعة المواجهة العسكرية، باعتبار أنه لا يوجد أي سلاح سحري أو معجزة، وبالتالي فإن تأثير صواريخ "أتاكمز" لن يقلب المعادلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصواريخ روسيا صواريخ امريكا روسيا اوكرانيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بوتين يعلن عزم روسيا مواصلة برنامج صواريخ «أوريشنيك» فرط الصوتية في مواجهة تهديدات أوكرانيا
أكدت روسيا في خطوة تصعيدية جديدة عزمها على الاستمرار في برنامج تطوير صواريخها الباليستية فرط الصوتية «أوريشنيك».
وقد أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليمات لتوسيع إنتاج هذه الصواريخ ومواصلة إجراء الاختبارات القتالية لها، وذلك في رد مباشر على استخدام أوكرانيا صواريخ غربية مثل «أتاكمز الأمريكية» و**«ستورم شادو» البريطانية** لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، حسب ما أوردته وكالة رويترز.
تحذيرات بوتين للعالم الغربيخلال اجتماع عبر التليفزيون مع القادة العسكريين، شدد بوتين على أهمية صواريخ «أوريشنيك» في الاستراتيجية الدفاعية الروسية، مؤكدًا أن الاختبارات القادمة ستُجرى في ظروف قتالية لتقييم الأداء الفعلي للصواريخ في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.
وقال بوتين إن روسيا استخدمت صواريخ «أوريشنيك» مؤخرًا في هجوم على منشأة عسكرية أوكرانية، مشيرًا إلى قدرة هذه الصواريخ على استهداف المنشآت العسكرية الغربية في حال استخدام أسلحة غربية ضد موسكو.
كما حمّل الدول الغربية المسؤولية عن تصعيد الحرب في أوكرانيا، موضحًا أن دعم الغرب كييف بأسلحة بعيدة المدى يشكل تهديدًا قد يؤدي إلى نزاع أوسع.
الضربة على دنيبرو ورسائل موسكوأفادت التقارير أن الضربة الأخيرة على مدينة دنيبرو في أوكرانيا تم تنفيذها باستخدام صواريخ أوريشنيك برؤوس حربية تقليدية.
ومع ذلك، أكدت روسيا أن هذه الصواريخ تتمتع بقدرة على حمل رؤوس نووية إذا استدعت الظروف ذلك، ما يعكس جاهزيتها لاستخدام أسلحة أكثر فتكًا في المستقبل إذا تطلب الأمر.
قدرات صواريخ أوريشنيكحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، تعد صواريخ «أوريشنيك» متطورة للغاية مقارنة بالصواريخ الروسية التقليدية. على الرغم من أن سرعتها ليست بنفس مستوى صواريخ «يارس 24» العابرة للقارات، التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 19،000 ميل في الساعة، إلا أن أوريشنيك يتمتع بعدد من القدرات المتقدمة:
سرعة تفوق الصوت بـ10 مرات، أي ما يعادل نحو 12،000 كيلومتر/الساعة.مدى يصل إلى 5،000 كيلومتر، ما يجعله قادرًا على الوصول إلى معظم أوروبا.قدرة على حمل رؤوس نووية وفقًا لتحليلات عسكرية روسية.قدرات الصاروخ على ضرب الأهداف الأوروبيةتشير التقديرات العسكرية إلى أن صواريخ أوريشنيك قادرة على الوصول إلى أهداف رئيسية في أوروبا خلال دقائق قليلة:
برلين (2،317 كيلومترا): 11-12 دقيقة.روما (2،688 كيلومترا): 13-14 دقيقة.باريس (3،138 كيلومترا): 15-16 دقيقة.بروكسل (2،545 كيلومترا): 14-15 دقيقة.لندن (3،170 كيلومترا): 16-17 دقيقة.رسالة موسكويبعث استخدام صواريخ «أوريشنيك» رسالة قوية من موسكو حول استعدادها لتوسيع نطاق استخدامها للصواريخ المتطورة في الردع العسكري أو الهجوم.
ويظل السؤال الأهم: كيف سيواجه الغرب هذا التصعيد، وهل سيتمكن من تفادي الانزلاق نحو مواجهة أوسع قد تهدد الأمن الأوروبي والعالمي؟