كريمة أبو العينين تكتب: يا مسهرنى !!
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
في واحدة من السجالات التى دارت مع ثلة من أصحاب الميديا أو من يطلقون عليهم أصحاب الإعلام الحديث، كان الحوار ساخنًا بينهم وكنت لا أدري من حسن حظي أو سوئه أني كنت مدعوة لمتابعة عمل إعلامى مهم بوصفي من الإعلاميين القدامى بحكم الزمن والخبرات.
الحوار كله كان زهوا وافتخارا بما صنعوه هؤلاء الإعلاميين الجدد أو رجال صناعة الإعلام فى هذا العالم المزدحم الزاخر بمزيج من الوسائل الإعلامية يتصدرها بالطبع جبل راسخ التأثير يسمى وسائل التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا .
تحدثوا كثيرا عن التحول الذى شهدته هذه الألفية فى كافة المناحي بصفة عامة والإعلام بصفة خاصة. كل من هؤلاء الأشاوس سرد ما أضافه وشيده فى قناته أو جريدته أو وكالته الإعلانية والإعلامية على حد سواء . الحديث كان يبتعد كل البعد عن صرح كبير أفتخر بالانتماء إليه وهو ماسبيرو الذى قضيت فيه عمرا فوق عمرى منذ أن قدمت اليه فور تخرجي في كلية الإعلام قسم إذاعة وتلفزيون، دخلت الصرح وأنا لا أصدق نفسى وأتجول بين طرقاته وفى بهوه العملاق واستقر بي المكان فى غرفة تحرير الأخبار بالإذاعة، سنوات قضيتها تعلمت على يد الأشاوس وأضفت إلى رصيدي الأكاديمي رصيدًا جديدًا من خبرات أساتذتي الأجلاء.
رحلة عملي تنقلت فيها من الاخبار المسموعة الى المرئية وكلها تصب فى قطاع الاخبار ذلك المكان الأسطورة الذى تتعلم فيه صناعة الخبر وكتابته واعداد النشرات وكتابة التقارير والتعليقات الاذاعية ، وأيضا اعداد البرامج واستضافة شخصيات فاعلة وفعالة تبحث وتحلل وتوضح للمستمع أو المشاهد ما يغيب عنه وتزيل عنه الغموض والقلق . العمل فى قطاع الاخبار كان أجمل اختيار لي وفيه عشت أوقاتًا تتراوح بين الحزن والفرح والقلق والدهشة ، فقد عشت مأساة الغزو الانجلو أمريكي على العراق وويلات المشاهد القاسية وحزن القلم على ما يكتب عن مأساة الشعب العراقي الذى ذبح بسكين الغرب بزعم ان العراق تمتلك أسلحة نووية .
عشت أيضا احداثا جساما اكثرها ألما وحزنا كانت احداث الربيع العربي والتي طالت بلادي وخلقت حالة من الفوضى والتشرذم نجانا منها الله سبحانه وتماسك الشعب وتولى نخبة واعية السلطة مكنت بلادنا من تخطي الأزمة والعبور بسلام وتحت قيادة حكيمة تولت زمام الأمور من عام ٢٠١٤ وحتى الآن.
ومازلت أعمل فى ماسبيرو وتتقاذفني الأحداث ويشتعل قلمي ويسرد ويفسر ويكتب ويزداد رصيدي وأتعلم من جهابذة الإعلام الكثير والكثير. ذكرياتي وحاضرى وربما مستقبلي إن كان لي المزيد من العمر والعمل صدمته كلمات قالها من كنت مشاركة فى تقييم عمل يستعد لطرحه إذ قال بلهجة قد تكون سخرية: حضرتك بتابعي البرامج اللي بتُعرض عندكم؟ ولم يمهلني فرصة الرد ووجه الكلام إلى شريكه في امتلاك الميديا وقال: تخيل فيه برنامج بيعرض فى قناة من قنوات ماسبيرو فجرا اسمه يا مسهرني، المفروض بيجيب مواهب فنية لكن للأسف لا ينتمون للفن بشيء وبصراحه متعرفش إزاي استضافوهم من الأساس.. أيقنت أن تسرعى فى الرد سيمكنهم من النيل من منطقي ومهاجمتي بل والقذف بكل ما هو سيئ على بيتي الكبير ورصيدي الزاخر ماسبيرو فقمت بتغيير الحوار بدعوى أن ملف الانتقاد ليس مدرجا على أجندتنا وأننا اجتمعنا لهدف فلننجزه ثم نتحدث ونتجاذب فى كل شيء وأي شيء آخر.
مع أن نظراتهم كانت تحمل عدم الرضا عن كلامي إلا أنهم ارتضوا وعدنا إلى ما جئنا من أجله. عدت إلى بيتي وأنا قلقة وبالفعل انتظرت موعد البرنامج وشاهدته وكانت صدمتي كبيرة في المحتوى والضيوف وتساءلت عن المغزى والمرجو من هذا البرنامج ولم أرتضِ لنفسي بإجابات متلاحقة يمليها علي رصيدي الإعلامي الذي عنده كافة التفسيرات لأي محتوى إعلامي، ولكني كنت كالأم التي لديها أبناء كلهم على درجة من التعليم والأخلاق ولكنها بليت بابن يحاول امتصاص الرصيد الجميل الطيب لكل هؤلاء الأبناء الطيبين المجتهدين. ماسبيرو سيظل مسهرني رغم ما يحاول ألا يسهرني بعض منه.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
فى ذكرى مقاومة العدوان الثلاثى: بورسعيد تكتب تاريخ النصر
فى مثل هذه الأيام من عام 1956م، سطرت مدينتا «بورسعيد وبورفؤاد» ملحمة بطولية خالدة فى مواجهة العدوان الثلاثى. تلك المقاومة الشعبية لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت درسًا قاسيًا لقوى استعمارية عظمى، أكدت فيه أن الوطنية الصادقة وحب الوطن والتضحية من أجله هى الأسلحة الأقوى التى لا تعرف سوى النصر أو الشهادة.
ورغم التفاوت الكبير فى الإمكانات العسكرية بين المعتدين وأبناء المدينتين، إلا أن جزءًا صغيرًا من أرض الوطن استطاع أن يواجه بثبات وإصرار قوى استعمارية كبرى، ليكسر أطماعها ويضع حدًا لنفوذها... وكان ذلك الانتصار بمثابة رسالة عالمية بأن الإيمان بالقضية والوحدة الوطنية يمكن أن يهزمان أقوى الجيوش مهما كانت عدتها وعتادها.
فبورسعيد وبورفؤاد لم تقف عند حدود الدفاع عن أراضيهما، بل أسهمتا فى كتابة فصل جديد فى تاريخ الكفاح الوطنى ضد الاستعمار، فصل أكد للعالم أن إرادة الشعوب قادرة على تغيير مسار التاريخ.
فانتصار أهالى بورسعيد مثل يحتذى به فى كل دول العالم لا شك فى ذلك، فهو لم يكن مجرد ذكرى أو تخليدًا للتاريخ، ولكن عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر وشعبها، فلا أحد يمكنه أن يتصور أن مدينة صغيرة تواجه 3 دول عظمى، وتكتب النصر بإرادة وعزيمة مصرية لا مثيل لها فى العالم أبدا، لذا تحظى هذه المدينة بمكانة خاصة فى قلوب المصريين جميعًا وليس قلوب أبنائها فقط.
هذا التاريخ العريق والمكانة الخاصة جعل لها نصيبا كبيرا من اهتمام القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى اهتمت بدفع وتعزيز مكانة المدينة سياحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا لما تمتلكه من مقومات ومقاصد قادرة على جذب السائحين، وتنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية الضخمة، على رأسها نفقان أسفل قناة السويس، ومشروعات الإسكان الاجتماعى، وسوق الأسماك الجديد والذى تم إنشاؤه على الطراز الأوروبى، ويعد أكبر سوق فى الشرق الأوسط، والمنطقة الصناعية شرق بورسعيد، وتشغيل الأرصفة الجديدة بميناء شرق بورسعيد والتى شهدت تصدير أول شحنة فى الأول من مارس ٢٠١٩.
مقومات بورسعيد الباسلة، وضعتها فى دائرة اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، ودفعت إلى توجيهات سيادته بإنشاء مجمع صناعة السيارات متعددة الأغراض بالمنطقة الصناعية بشرق بورسعيد التابع للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يستهدف توطين وتنمية صناعة السيارات فى مصر، بالإضافة إلى توجيهات القيادة السياسية أيضًا للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بزيارة بورسعيد للوقوف على أهم التطورات التى تشهدها المدينة.
أيضا إعلان وزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير عن بحث إزالة العراقيل والمعوقات أمام المستثمرين فى بورسعيد والكشف عن منطقة صناعية جديدة هناك، جميع هذه الجهود تؤكد اهتمام القيادة السياسية والدولة المصرية بوضع بورسعيد فى مكانة تليق بها وبأهلها، لتكون واحدة من أهم قاطرات التنمية فى مصر.