الأسبوع:
2025-04-01@07:32:01 GMT

صلاح السعدني.. وداعًا "عمدة الدراما"

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

صلاح السعدني.. وداعًا 'عمدة الدراما'

سُئل يومًا كبير الساخرين عم محمود السعدني عن ثلاثة أصدقاء من الفنانين الشبان الذين كانوا يتحسسون طريقهم نحو النجومية:عادل إمام- أطال الله عمره- وسعيد صالح - رحمه الله- وصلاح السعدني - الذي غادرنا منذ عدة أيام إلى رحاب ربه- فأجاب السعدني الكبير: عادل أكثرهم ذكاءً، وسعيد أكثرهم موهبًة، وصلاح أكثرهم ثقافة.

وبرحيل صلاح (السعدني الأوسط.. بحسب تعبير السعدني الأصغر الكاتب الصحفي الكبير أكرم السعدني) فقدت القوة الناعمة المصرية "الثقافية/الفنية" وتدًا من أوتادها المتجذرة، استطاع عبر نحو ستة عقود حفر اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الفن المصري والعربي.

في فترة العنفوان الفني بمنتصف السبعينيات من القرن العشرين، كان صلاح ينطلق كالريح بأدوار متنوعة في مسلسلات ناجحة كـ "أبنائي الأعزاء شكرًا" الشهير بـ "بابا عبده"، و"صيام صيام"، وغيرها، فضلا عن انطلاقته القوية قبل ذلك بسنوات في "لا تُطفئ الشمس"، حيث ارتبط وجدان المشاهد المصري بذلك الشاب المتوهج.

غير أن تلك الانطلاقة قد توقفت رغمًا عن صلاح حين صدرت "الأوامر العليا" بألا تُعرض عليه أدوار جديدة، والسبب مواقف شقيقه الأكبر محمود السياسية المناوئة للرئيس السادات، مما اضطر "السعدني الأكبر" لاختيار المنفى خارج مصر، متنقلا ما بين: أبو ظبي، والشارقة، والكويت، وبغداد، حتى استقر به المقام في لندن. بينما اضطر صلاح "السعدني الأوسط" للذهاب إلى عجمان حيث استديوهات الدراما التليفزيونية والإقامة في "النُزل" (فندق صغير) ملحق بالاستديوهات، وهو الأمر الذي عطله لعدة سنوات عن تبوء مكانته الفنية التي يستحقها.

وبعد انفراج الأزمة بعودة "السعدني الكبير" إلى وطنه بعد اغتيال السادات وتولي مبارك الحكم، عاد صلاح إلى عشقه متنقلا بسلاسة ونعومة ودأب ما بين الأدوار الباقية في ذاكرة الفن.

ورغم عشرات الأدوار المميزة التي قدمها صلاح ما بين: السينما، والمسرح، والتليفزيون.. فإنني سأتوقف عند ثلاثة أدوار أرى أنه قد أحدث من خلالها اختراقا في "فن الأداء التمثيلي"، وهي: دور "العمدة سليمان غانم" في المسلسل الشهير "ليالي الحلمية" بأجزائه الخمسة.. من تأليف المبدع أسامة أنور عكاشة وإخراج الرائع إسماعيل عبد الحافظ.

والعمل الثاني هو "أرابيسك"، وشخصية "حسن أرابيسك" العبقرية التي كانت تبحث في سؤال "الهوية المصرية"، وهو أيضًا من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج جمال عبد الحميد.

أما العمل الثالث، فهو فيلم "المراكبي" من تأليف أحمد عوض وإخراج كريم ضياء الدين، وفيه جسد صلاح دور "أحمد المراكبي" الذي يعيش مع عائلته على متن مركب نيلي ببساطة وحمد لله دائمًا، إلى أن تنقلب حياته لأنه يريد إدخال نجله الصغير للمدرسة، فنكتشف أنه يعيش في أسرة ليس لديها أوراق رسمية تثبت وجودها على قيد الحياة.

رحم الله صلاح السعدني وعوضنا عنه خيرًا!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

مسلسلات رمضان .. إلى أين؟!

حاولت كثيرا أن لا أكتب، ولكن ضميري المهني حتم على أن أكتب، لعل وعسى أن ينتبه القائمون على الدراما التلفزيونية، للهوة التي تزداد اتساعا سنة بعد سنة. بالطبع ليس الكل، ولكن المعظم، وهذا هو بيت القصيد.

فمن غير المعقول ولا المقبول أن يكون ناتج المسلسلات يصل إلى أربعين مسلسلا أو أكثر، ويكون معظمها متوسط المستوى أو أكثر بقليل. وبالتأكيد هذا ليس عيبا في الإبداع ولا الإنتاج، ولكن بكل التأكيد في اختيار النص، أي المحتوى الدرامي، مع تفهمنا أن كتابة التلفزيون تختلف عن السينما، فالكتابة التلفزيونية مهما علا قدرها تنتمي لما يسمى "السوب أوبرا".

ولقد أطلق هذه التسمية في أمريكا نظرا لإنتاج مسلسلات كثيرة تعتمد على تمويل الإعلانات، ومن ثم أصبحت الإعلانات هي الأصل. وكانت هذه الإعلانات عادة عن الصابون، ومن هنا كانت التسمية سوب أوبرا، ولكن مع التطور وظهور كتاب محترفين لهذا النوع، أصبحت هناك حدود دنيا وقصوى للمستوى الدرامي المطروح، وما حدث في أمريكا حدث في مصرنا الحبيبة، فأصبحت الدراما التلفزيونية لها أعلامها من الكتاب والمخرجين الذين لا يشق لهم غبار. وكان موسم رمضانأصبحت المبالغات في كل العناصر هي عنوان مسلسلات رمضان، مبالغات في التمثيل، في الموسيقى، في الأحداث غير المبررة دراميا.. باختصار، فوضى كبيرة تحتاج إلى انضباط في كل شيء كالماراثون بين أفضل الأفضل من الأعمال الفنية الدرامية، فمن ينسى العنكبوت للكاتب مصطفى محمود والمخرج الكبير نور الدمرداش، ومن ينسى الدوامة لنور الدمرداش، ومن ينسى أحلام الفتى الطائر للمخرج محمد فاضل، ودموع في عيون وقحة للمخرج يحيى العلمي، ومن ينسى أوان الورد لكاتب هذه السطور والمؤلف وحيد حامد والمخرج سمير سيف.

 كثيرة هي الأعمال الدرامية التي برزت في رمضان من كل عام، ولكن بعد كل هذا الزخم البديع، لوحظ في السنوات الأخيرة تراجع المستوى الدرامي، مع تطور تقني بصري وسمعي كبير عن ذي قبل، ولكن مع تدني وسطحية النصوص المقدمة التي أربكت العمل الفني برمته، وألقت بظلالها الكثيفة على باقي عناصر العمل الفني، لأن الحوار رديء فأصبح أداء الممثلين -القوة الناعمة الأكبر في المنطقة- باهتا، وفي أغلب الأحيان مبالغ فيه، وغير مبرر.

وأصبحنا نرى وجوه الممثلين تتمدد وتتحدب وتتقعر، والعيون تكاد تنفجر من مقلتيها على نحو يدعو للشفقة والرثاء والسخرية بذات اللحظة، وأصبحت المبالغات في كل العناصر هي عنوان مسلسلات رمضان، مبالغات في التمثيل، في الموسيقى، في الأحداث غير المبررة دراميا.. باختصار، فوضى كبيرة تحتاج إلى انضباط في كل شيء.

ولهذا، نأمل ونطمح أن يتدارك صناع الدراما هذه الفوضى في القادم من الأيام، وأن تعود الدراما التلفزيونية فتية تمنحنا بهجة وشبابا وأملا.

مقالات مشابهة

  • مسلسلات رمضان .. إلى أين؟!
  • مشاهد صادمة لاعتقال عمدة أمريكية بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول
  • أحمد السعدني بعد نجاح مسلسل «لام شمسية»: أكتر حاجة مفرحاني دعاء الناس لأبويا
  • بطولة محمد إمام.. عرض فيلم أبو نسب على منصة شاهد
  • أردوغان يتهم المعارضة بمحاولة التستر على الفساد
  • صلاح الدين عووضه.. ميني حكاية: الرجل الذي فقد نفسه!!….
  • نجوم عرب تألقوا في الدراما المصرية في رمضان
  • حاتم الجمل عمدة فن المولوية .. يفتح أشرعة الخيال والتجلي الروحاني عبر الدوران
  • عاجل| نتنياهو: مستعدون للحوار بشأن المرحلة النهائية للحرب التي يتم بموجبها نزع سلاح حماس وإخراج قادتها من غزة
  • من داخل سجن سيليفرى.. عمدة إسطنبول المسجون يكتب: تركيا تنزلق نحو الاستبداد