لفلسطيني مسجون.. قناع بلون السماء تحصد الجائزة العالمية للرواية العربية
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
فازت رواية "قناع بلون السماء" للكاتب الفلسطيني المسجون في إسرائيل منذ 20 عاما، باسم خندقجي، بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الـ17.
وقال حساب الجائزة على فيسبوك إن لجنة التحكيم اختارت الرواية الفائزة من بين 133 رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة، باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين يوليو 2022 ويونيو 2023.
وتهدف الجائزة، وفق موقعها الإلكتروني، إلى "مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميا من خلال ترجمة الروايات الفائزة التي وصلت إلى القائمة القصيرة والطويلة إلى لغات رئيسية أخرى، ونشرها".
وتسلمت ناشرة الرواية الفائزة هذا العام، رنا إدريس، صاحبة دار الآداب الجائزة، بالإنابة عن خندقجي.
وقال نبيل سليمان، رئيس لجنة التحكيم: "يندمج في "قناع بلون السماء" الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة. روايةٌ تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم".
وخندقجي روائي فلسطيني ولد في مدينة نابلس، عام 1983، ودرس الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وكتب القصص القصيرة حتى اعتقاله في 2004 وحينها كان يبلغ من العمر 21 عاما.
وأكمل تعليمه الجامعي من داخل السجن عن طريق الانتساب بجامعة القدس، حيث كانت رسالته عن الدراسات الإسرائيلية في العلوم السياسية، وأيضا أكمل كتاباته داخل السجون.
ومنذ سجنه، كتب مجموعات شعرية، من بينها طقوس المرة الأولى (2010) وأنفاس قصيدة ليلية (2013)، وثلاث روايات: نرجس العزلة (2017)، وخسوف بدر الدين (2019)، وأنفاس امرأة مخذولة (2020).
ووصلت إلى القائمة القصيرة لدورة عام 2024، روايات لأحمد المرسي (مصر)، أسامة العيَسة (فلسطين)، رجاء عالم (السعودية)، ريما بالي (سوريا)، وعيسى ناصري (المغرب).
وتبلغ القيمة المالية للجائزة المقدمة من مركز أبوظبي للغة العربية بدعم من مؤسسة بوكر في لندن 50 ألف دولار، إضافة إلى ترجمة الرواية الفائزة للغة الإنكليزية، وفق رويترز.
ومن بين أبرز الفائزين بالجائزة، التي انطلقت لأول مرة في أبريل 2007، الأردني جلال برجس، واللبنانية هدى بركات، والفلسطيني إبراهيم نصر الله، والعراقي أحمد سعداوي، والمصري بهاء طاهر.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
"موقع صدى" يستهدف إنعاش ذاكرة القصة القصيرة المصرية
يعتبر موقع "صدى ذاكرة القصة المصرية" موقعاً متخصصاً في القصة القصيرة، وواحداً من المنصات الإلكترونية التي أصبحت منفذاً لكثير من كتاب القصة الشباب ومساحة رحبة للاتصال والتواصل بين الأجيال وكتاب القصة القصيرة في الوطن العربي أسسه الكاتب والناقد سيد الوكيل، لتوثيق الشخصيات الأدبية الراحلة ولإنعاش ذاكرة القصة المصرية.
رفض الانسياقغدا الموقع أداة ووسيلة لتواصل الكتاب مع بعضهم البعض، الذي سرعان ما تمدد وتنوع في أنشطته والتي سنتعرف عليها في التقرير الآتي:
أسس الموقع ويرأس تحريره الأديب سيد الوكيل عام 2018 انطلاقاً من فكرة رفض الانسياق كالآخرين وراء مقولة "زمن الرواية" التي تبشر بموت القصة القصيرة، رغم أنه روائي، لكنه قاص قبل ذلك، ولأنه ناقد أيضاً نهض مدافعاً عن هذا الفن بكل ما يملك من أدواته النقدية والإبداعية، بهدف التوثيق لشخصيات أدبية رحلت عن عالمنا، ولكنها تركت أثراً لا يمكن تجاهله، بغية إنعاش ذاكرة القصة المصرية، وتأكيد حضور تلك الشخصيات في ذاكرتنا. موقناً أن التكنولوجيا يمكنها أن تؤدي دوراً معززاً لإنجاز هذا المشروع. وطرح الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فوجد حماساً كبيراً لها بين الكتاب والمبدعين، وبدأت الخطوة الأولى تحت عنوان صدى "ذاكرة القصة المصرية"، ثم بدأ العمل يسير في خطين متوازيين، الأول توثيقي، والثاني يهتم بنشر الإبداعات القصصية المعاصرة والشابة، وكانت القاصة "مرفت ياسين" إحدى المتحمسات لهذا المشروع، فتولت إدارة تحرير الموقع، وفي خطوة لاحقة أضافوا " قصة أونلاين" وكتب عنها نقدياً الدكتور مصطفى الضبع.
ملتقيات
ثم تطوّر هذا المشروع الأدبي وأطلق الملتقى السنوي للقصة القصيرة، الذي انتهت فعاليات دورته الثالثة مؤخراً، والتي تناولت "التراث في القصة القصيرة" وكانت الدورة باسم الأديب الراحل " خيري عبد الجواد" لأن أدبه يجسد هذه الرؤية، وعقدت في مركز "سيا الثقافي" بالقاهرة بإدارة الناقدة د. صفاء النجار. وكانت المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف الملتقى في دورته هذه، إذ شارك الناقد الأردني د. حسين دعسة بندوة الملتقى .
في معرض تقديمها للملتقى قالت القاصة والناقدة ميرفت ياسين: قد اختار ملتقى "ذاكرة القصة المصرية" في دورته الثالثة أن ينعقد تحت عنوان "التراث في القصة القصيرة"، ويرجع ذلك إلى أن التراث بمثابة الإرث الفكري والحضاري الذي خلفه الأجداد من قيم وعادات وتقاليد وآداب وفنون وغير ذلك، وقد يكون التراث مكتوباً أو منقولاً شفاهة عبر الأجيال. وأشارت ياسين إلى أن توظيف التراث في الأدب يكون إما باستعادته أو استلهامه أو التناص معه، وهو بمنزلة المثاقفة الواعية معه للوصول إلى البؤر الحية فيه، فهو مصدر إلهام للحاضر والمستقبل.
شهادات
وكتب الناقد د. مصطفى الضبع عن هذا الملتقى: الملتقى ليس مدعوماً من جهة رسمية (حتى الدعم الإعلامي محدود) ، ويمكن القول أنه ذاتي الإعلام والدعاية (صفحة فيسبوك وغروب واتس وصفحات المؤمنين بالمشروع ، وجهود مخلصة من الدينامو ميرفت يس والفريق المميز من شباب الكتاب والباحثين) مما يعني أنه يعتمد غالباً على الإعلام الجديد. متابعاً: تميزت الدورة الثالثة بدعم كيان جديد ( غير رسمي أيضاً ) يضاف على قائمة المؤمنين بالعمل الثقافي " مؤسسة المحكى " برئاسة الروائية أسماء عواد، وهو دعم يليق بالمؤسسة وينضاف إلى جهودها في خدمة السرد عامة والحكاية الشعبية خاصة.
وعن صاحب المشروع بالأساس الأديب سيد الوكيل يقول د. مصطفى الضبع: سيظل سيد الوكيل قادراً على إثارة الأفكار الأصيلة واثقاً من إنجازها ومراهناً على تحقيق قيمتها الخاصة. فسيد الوكيل قادم من الطبقة الشعبية للأدباء، تلك الطبقة المؤمنة بالأدب من حيث هو رؤية جمالية، من حيث هو قيمة في حد ذاته قادرة على تشغيل كثير من قيم الحق والخير والجمال. ولأنه مؤمن بهذه القيمة يشتغل عليها دوماً سواء فيما يكتب من إبداع أولاً ونقد ثانياً، وعمل ثقافي ثالثاً، تماماً كإيمانه أن الكيانات الصاعدة مهما كان حجمها ستكون قادرة على الإنجاز مادامت قادرة على أن تكتنز مقوماتها وفي مقدمتها الإخلاص للأدب من حيث هو فعل أصيل وليس من حيث هو بروباغندا أو دعاية عن الذات.
كما أشاد الأديب شوقي عبد الحميد بفعاليات هذه الدورة وبالملتقى كمشروع أدبي، وبجهود الأدباء سيد الوكيل وميرفت ياسين ود. مصطفى الضبع، ورأى أنه بمشروع كهذا نقاوم الركود والتجاهل.
تكريمات
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى من هذا الملتقى عقدت في 6 أغسطس (آب) 2022 مركز سيا الثقافي بإدارة الناقدة د. صفاء النجار. والثانية في 12 أغسطس (آب) 2023 بيت السناري، التابع لمكتبة الإسكندرية بإدارة د. أحمد زايد، وكانت الدورة باسم الأديب " يحيى حقي" التي تضمنت ثلاث جلسات بحثية واحدة منها خصصت لتجربة الأديب حقي، وأمسية قصصية. وقد احتفت الدورة الأولى بالأصوات الجديدة، فحضرت من خلال الجلسة التطبيقية التي حملت عنوان "قراءات في القصة القصيرة" وشارك فيها كلٌّ من كتّاب القصّة: بيتر ماهر الصغيران، وعبير سليمان، ويارا كمال، ومحمد حسني عليوة.
أمّا المشاركات البحثية فقد تحدّث فيها كلٌّ من الكاتبَين: عبد القهّار الحجّاري وعزيز المحساني وشملت أوراقهما القصة المغربية بوصفها "ضيف الشرف العربي" في الملتقى. وتناول الباحثان أشرف عكاشة ومدحت صفوت نماذج كتابية من القصة المصرية تحت عنوان "ملامح التجديد في القصة المصرية". كذلك قدّم كلٌّ من الباحثَين دعاء الحناوي وشوقي عبد الحميد مداخلتيهما في جلسة معنونة بـ"الفاعلية التقنية بالبناء القصصي".
إصدارات
لم يكتف الموقع بالنشاطات الآنفة الذكر بل أصدر كتاباً عن الراحل نجيب محفوظ، طبعته دار (ميتا بوك للنشر والتوزيع) بعنوان "الأستاذ من جديد" مصدراً قيماً لكل من يهتم بالأدب العربي ويرغب في استكشاف أعمال نجيب محفوظ بعمق وتفصيل. يقدم الكتاب تحليلات نقدية ممتعة وشاملة، ويلقي الضوء على التأثير الذي تركه نجيب محفوظ على الأدب العربي المعاصر.
وبفضل الجهود المشتركة لسيد الوكيل ومرفت ياسين، يتيح هذا الكتاب للقراء فهماً أعمق لأعمال هذا الكاتب العبقري وتقدير إرثه الأدبي. كما تبنت الدار ذاتها طباعة كتاب "آفاق جديدة للقصة العربية" ويضم عشرين نصاً قصصياً لكتّاب وكاتبات من أكثر من قطر عربي.
وكانت قد طبعت أبحاث الملتقى الأول. ولعل هذه تجربة موقع صدى القصة القصيرة هذه، الهامة حقاً، أن تحرض على تأسيس ما يماثلها في أكثر من قطر عربي، وذلك لخدمة فن الرجل الصغير كما تسمى القصة القصيرة.