ما وهم الاختيار؟ وما أثره عليك؟ وكيف تتجنب الوقوع فريسة له؟
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
يعتبر "وهم الاختيار" من الظواهر المعقدة ذات الأثر الكبير على سلوك الإنسان وقراراته، وغالبا ما يتم توظيفها في التسويق من خلال إقناع الناس بأنهم يسيطرون على قراراتهم ويتحكمون بها.
فما هو "وهم الاختيار"؟ وهل أنت فريسة له؟ وكيف تتخلص من الأثر السلبي للظاهرة على حياتك؟
ما هو وهم الاختيار؟تعرّف الاختصاصية النفسية الدكتورة سلام عاشور "وهم الاختيار" بأنه "شعور زائف بالسيطرة على حياتنا بدرجة تفوق الواقع، وينشأ هذا الشعور من الرغبة الطبيعية في الشعور بالاستقلالية والقدرة على التحكم في القرارات".
ويتجلى "وهم الاختيار" في العديد من المواقف اليومية، وفق عاشور، ومنها على سبيل المثال "اختيار المنتجات، فعندما نواجه مجموعة واسعة من الخيارات نشعر وكأننا نملك سيطرة أكبر على قراراتنا حتى لو كانت الاختيارات متشابهة إلى حد كبير".
وهم الاختيار يتجلى في مواقف عدة بحياتنا اليومية خاصة عند اتخاذ قرارات الشراء (بيكسلز)وتقول عاشور إن الاستسلام لـ"وهم الاختيار" والاعتماد على الحدس من الممكن أن يؤديا إلى نتائج سلبية تشمل:
اتخاذ قرارات خاطئة، فقد نختار بناء على مشاعرنا ودون الحصول على معلومات كافية بدلا من تحليل الخيارات بعقلانية. الشعور بالندم: قد نشعر بالندم على خياراتنا لاحقا، خاصة إذا لم تتحقق توقعاتنا. الشعور بالعجز: إذا أدركنا أن خياراتنا محدودة فقد نشعر بالعجز والإحباط. عوامل تعزز "وهم الاختيار"وتذكر الاختصاصية النفسية للجزيرة نت أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في تعزيز وهم الاختيار، منها:
التحيز المعرفي، بمعنى أننا نميل عادة إلى تفسير المعلومات بطريقة تتوافق مع معتقداتنا ورغباتنا، مما قد يؤدي إلى تجاهل الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك. التسويق: تصمم حملات التسويق لخلق شعور بالاختيار حتى لو كانت الخيارات محدودة في الواقع. الثقافة: تشجع بعض الثقافات على التركيز على الفردية والاستقلالية، مما قد يعزز شعور "وهم الاختيار". الوقوع فريسة لـ"وهم الاختيار" قد يؤثر سلبا على الحياة الأسرية (بيكسلز) كيف تتجنب الوقوع في "وهم الاختيار"؟يعتبر وهم الاختيار ظاهرة معقدة ذات أثر كبير على سلوكنا وقراراتنا "لكن لتجنب الوقوع ضحايا لا بد من فهم المصطلح لنصبح أكثر وعيا به ونقلل تأثيره على حياتنا"، وفق عاشور.
وتنصح الاختصاصية النفسية باتخاذ بعض الخطوات، أبرزها:
التفكير النقدي وما يقتضيه من تحليل المعلومات بعقلانية وموضوعية، وتجنب الاعتماد على المشاعر أو الحدس فقط. الوعي بالتحيزات المعرفية: علينا إدراك أننا نميل أحيانا إلى تفسير المعلومات بطريقة متحيزة، ومحاولة تصحيح هذه التحيزات. النظر إلى الصورة الكبيرة: تقييم جميع الخيارات المتاحة، وليس فقط الخيارات المفضلة لدينا. قبول عدم اليقين: إدراك أننا لا نملك سيطرة كاملة على كل شيء، وأن بعض الأمور خارجة عن إرادتنا. هل تمتلك حرية الاختيار؟من جانبها، تقول المستشارة الأسرية التربوية الدكتورة أمل بورشك إن "طبيعة الإنسان ترفض فكرة أنه مجبر على شيء، ويحب أن يشعر بأنه صاحب إرادة حرة ويمتلك حرية الاختيار، ويأتي دور وهم الاختيار في أن يعتقد الشخص أنه مسيطر على أفعاله بعقله ونفسيته".
وتتابع "لكنه في الواقع تحيز معرفي وشعور زائف يؤدي بالشخص إلى اتخاذ قرارات غير صائبة ولا تصب في نهاية المطاف في مصلحته الشخصية، وهذا يؤدي إلى عدم شعوره بالرضا بسبب اتخاذه قرارات بعيدة عن تحقيق الأهداف".
وتنصح بورشك بأهمية قراءة آثار "وهم الاختيار" للوعي بمخاطره، وتحديد الأهداف بدقة وكتابتها باختصار، مما يسهم في تضييق الخيارات المتاحة بتحديد مساره قدر الإمكان حتى يبقى على توازن في حياته الاجتماعية والعائلية والعملية، كما عليه أن يبسط الخيارات حتى لا يشعر بالتوهان (الحيرة) لكثرة الخيارات أمامه.
يضاف إلى ذلك تحديد سلبيات وإيجابيات أي قرار يجب اتخاذه بعقلانية ودون تسرع، وببعد تأمل، مع استشارة الآخرين لتتوسع النظرة إلى الاختيارات لتكون مبنية على مصداقية المعلومة دون مخاطر.
من الممكن أن يؤدي "وهم الاختيار" إلى نتائج سلبية تضر بحياة الفرد (بيكسلز) نصائح لإدارة "وهم الاختيار"ونشر موقع "فري ويل مايند" نصائح لإدارة "وهم الاختيار" عندما يشعر الفرد بالإرهاق في حياته من الاختيارات، ومنها:
حدد أهدافك، مما قد يساعدك في تضييق نطاق اختياراتك وتسهيل عملية تحديد ما هو أفضل بالنسبة لك. بسط خياراتك: إن تبسيط خياراتك يساعدك على تقليل الشعور بالإرهاق من الخيارات المتاحة أمامك. قم بعمل قائمة بالإيجابيات والسلبيات: يمكن أن يساعدك إعداد قائمة بالإيجابيات والسلبيات في تقييم خياراتك واتخاذ قرار أكثر استنارة. احصل على معلومات من الآخرين: يمكن أن يمنحك الحصول على مدخلات من الآخرين منظورا مختلفا لاختياراتك. إدارة التحيزات الخاصة بك: كن على دارية باتجاهاتك عند اتخاذ القرارات فقد تقودك إلى قرارات سيئة. لا تتعجل: خذ وقتا للنظر في جميع الخيارات المتاحة أمامك قبل اتخاذ القرار، فالتسرع في اتخاذه قد يؤدي إلى الندم لاحقا.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الخیارات المتاحة
إقرأ أيضاً:
المفتي يوضح حكم التجرؤ على الفتوى بلا علم: يؤدي إلى ضلال المجتمع
قال الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، إن الفتوى في الشريعة الإسلامية من أهم المسؤوليات التي تتطلب تقوى الله ومعرفة عميقة بالواقع والفقه، مؤكدا أن بعض الأشخاص يتصدرون للفتوى دون علم، ويغفلون عواقب هذه الفتاوى التي قد تؤدي إلى ضلال المجتمعات.
وقال مفتى الديار المصرية، خلال حلقة برنامج "مع المفتي"، أن من أخطر الأمور التجرؤ على دين الله تبارك وتعالى، خصوصًا وأن التجرؤ على الفتوى هو تجرؤ على الدين، وخصوصًا وأن النظرة للمفتي هي نظرة مكسوة بمزيد من الإجلال والاحترام والتقدير نتيجة عظمة هذه المهمة التي كُلف بها من قبل الله تبارك وتعالى، فهو يوقع عن الله تبارك وتعالى، وبالتالي، لابد لمن يتصدى لهذا الجانب أن يستحضر الخشية من الله تبارك وتعالى، لأن فتوى قد تؤدي بإنزالها أو إعلانها إلى ضلال العالم بأسره، ولذا قيل: إذا ذل العالم، ذل بذلته عالم".
وتابع: "هنا بشكل عام، إذا ما توقفت على قضية الحلال والحرام، قضية الصحة والبطلان، تجد أن الأمر أعظم لأنه يتعلق بأعمال مكلف، هذا المكلف الذي سيحاسب على الصحة أو على الخطأ، وبالتالي لابد لمن يعمل على تجلية هذه الأمور لمن يستفتيه أن يكون مدركًا لهذه الأبعاد، لأن الفتوى هي أشبه، بل هي دين، وبالتالي نص العلماء على ضرورة النظر في من نأخذ عنه هذا الدين، ونهانا عن حرمة القول على الله تعالى بدون علم، كما نهانا القرآن الكريم عن التجرؤ على الحلال والحرام بدون علم، لأن ذلك كله يلزم عنه هذه الأمور التي تؤدي إلى فتاوى غير رشيدة، يلزم عنها اختلال الموازين والحكم على الأشخاص والمجتمعات، بل وربما انتشار الاختلاف، بل ربما واد النفوس وواد العقول، والحكم على الأمور بغير ما ينبغي أن تكون عليه".
واستكمل: "ومن ثم نقول أننا نتحدث عن أحد الموضوعات المهمة، حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووجدنا منهم من يتحدث بأنه كانت تأتيه الفتوى فيلقيها إلى من هو بجواره، ووجدنا من التابعين من ينص بأنه عايش أو عاصر أو التقى بقُرابة 120 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تعرض الفتوى على الأول فيقوم بنقلها إلى الثاني، وفي الثالث حتى تعود إليه مرة أخرى، أجركم على الفتيا أجركم على الدين، فهي قضية في منتهى الخطورة، ومن ثم ينبغي لمن يسلك هذا الطريق أن يستحضر أولاً الخشية من الله تبارك وتعالى، ثم لابد أن يكون ملمًا بأدواته وأصول هذا العلم".
وأَضاف: "أنا أقول الخشية من الله تبارك وتعالى، لماذا؟ لأنك ربما تجد من بين الناس من هو من أهل العلم، لكن لديه الجرأة على الفتيا في الدين، فيعمل أحيانًا على التوفيق أو التلفيق أو تتبع الرخص في المذاهب، ثم يفتي للناس بأمور بعيدة عن مناط الشارع الحكيم، اعتمادًا منه على قوالب الوعي أو اعتمادًا منه على أن الشخص السائل إنما يعتمد على المقولة الشائعة بأن السائل مذهبه مذهب مفتيه، وهنا قضية خطيرة، وإذا كان الإنسان عالمًا جامعًا لأدوات العلم المتعلق بالفتوى من فقه وأصول ولغة عربية ومقاصد ومعرفة بالمقالات وواقع، لكنه لا يكون خائفًا من الله تبارك وتعالى، مستحضرًا ربنا تبارك وتعالى فيما يمضيه من أحكام تتعلق بأحوال المكلفين والعلاقات التي تربطهم في تعاملاتهم مع ربهم أو مع غيرهم أو مع أنفسهم أو مع عناصر الكون، أدى ذلك إلى خلل في الفكر والسلوك، ومن ثم غياب ما يسمى بالأمن الفكري، الذي إذا غاب، غاب معه الخير".