قناع بلون السماء للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2024
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، اليوم الأحد، عن فوز رواية "قناع بلون السماء" للكاتب باسم خندقجي بالدورة الـ17 من الجائزة لعام 2024. وكشف رئيس لجنة التحكيم نبيل سليمان عن اسم الرواية الفائزة بالجائزة خلال فعالية جرى تنظيمها في أبو ظبي وبثت افتراضياً.
واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين 133 رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين يوليو/تموز 2022 ويونيو/حزيران 2023، وتسلمت ناشرة الرواية رنا إدريس، صاحبة دار الآداب الجائزة بالإنابة عن الكاتب (الأسير في السجون الإسرائيلية) خندقجي.
القناع هو إشارة إلى "الهوية الزرقاء" التي يجدها نور، وهو عالم آثار مقيم بمخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبها إسرائيلي، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية متعددة الطبقات التي يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن، بحسب بيان الجائزة.
وقال رئيس لجنة التحكيم "يندغم في قناع بلون السماء الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة. روايةٌ تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مفككاً الواقع المعقد المرير، والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية. كما اشتبكت فيها، وازدهت، جدائل التاريخ والأسطورة والحاضر والعصر، وتوقّد فيها النبض الإنساني، كما توقدت فيها صبوات الحرية والتحرر من كل ما يشوه البشر، أفراداً ومجتمعات. إنها رواية تعلن الحب والصداقة هويةً للإنسان فوق كل الانتماءات".
وبدوره، قال ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية "تجول رواية خندقجي في عوالم يتقاطع فيها الحاضر مع الماضي في محاولات من الكشف الذي ترتطم به الأنا بالآخر. كلاهما من المعذبين في الأرض، إلّا أنَّ أحدهما هو ضحية الآخر. في هذه العلاقة، تصبح النكبة الفلسطينية نصباً تذكاريًّا بصفتها أثراً من آثار كارثة إنسانية لا علاقة لضحية الضحية فيها. في نهاية المطاف، ينزاح قناع البطل بفعل سماء حيفاوية، لتطل من خلالها مريم المجدلية التي طفق البطل يبحث عنها ليحرّرها من براثن دان براون في روايته "شيفرة دافنشي". تحفر رواية خندقجي في أعماق الأرض؛ لتستنطق طبقاتها مفصحة عن سرديتها بلغة عربية صافية تجافي التكلّف وترفض الإغراق في اجترار الوجع".
ومنذ سجنه عام 2004، كتب خندقجي مجموعات شعرية، من بينها "طقوس المرة الأولى" (2010) و"أنفاس قصيدة ليلية" (2013) و3 روايات: "نرجس العزلة" (2017)، و"خسوف بدر الدين" (2019)، و"أنفاس امرأة مخذولة" (2020).
الشاعر والروائي الفلسطيني خندقجي يواجه حكما بالسجن 3 مؤبدات بالسجون الإسرائيلية (الجزيرة) رواية الأسير الفلسطينيوقال يوسف خندقجي، والذي يُعرّف نفسه بأنه الوكيل الأدبي لشقيقه -للجزيرة نت- إن الرواية واجهت صعوبات جمَّة، أهمها إدخال الكتب المطلوبة للأسير خندقجي، واستغراقه 6 أشهر لكتابتها في ظل ظروف السجن القاهرة، وحاجته لترتيبات خاصة تمكنه من التدوين، وإعادة نسخها ثانية وتهريبها لسجن آخر خشية مصادرتها.
وخارج السجن، احتاجت الرواية وقتا كبيرا للتجميع والتدقيق، حيث وصلت مجزأة عبر البريد الإسرائيلي وأسرى محررين، وساعد في ذلك امتلاك عائلة خندقجي واحدة من أقدم المكتبات في نابلس، وإنتاجهم الكثير من أدب السجون.
و"قناع بلون السماء" و"سادن المحرقة" و"شياطين مريم الجليلية" جزء من مشروع روائي يحمل اسم "ثلاثية المرايا" للأسير خندقجي بدأ بإنتاجه عام 2020، فكتب "قناع بلون السماء" عام 2022، وطُبعت بدار الآداب في بيروت.
وأُطلقت الرواية بحفل إشهار نظمته السفارة الفلسطينية في القاهرة ومعرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير/كانون الثاني 2023، وبعدها بشهرين أُعلن عنها في البلدة القديمة بنابلس.
ويذهب خندقجي في روايته "قناع بلون السماء" -التي جاءت في 240 صفحة من القطع المتوسط وغلاف حمل صورة قبة الصخرة وقطعة قماش مطرزة بألوان التراث الفلسطيني- إلى حد كبير من الخيال، ليحكي قصة الشاب الفلسطيني نور الشهدي (شخصية وهمية) المنحدر من أحد مخيمات مدينة رام الله والمهووس بعلم الآثار.
وبينما يكون نور في مدينة يافا يشتري معطفا من سوق المستعمل، يعثر بداخله على هوية إسرائيلية ليهودي إشكنازي (يهود الشتات) اسمه بالعبرية "أور" ويعني "نور" ويستغل ذلك في التسجيل بمعهد أولبرايت الإسرائيلي للعلوم الأثرية، لينقب عن الآثار ويسبر أغوار التاريخ الفلسطيني المطمور والمسروق ليرسخ فلسطينيته.
وبصفته يهوديا يتابع "أور" بحثه ضمن بعثة إلى كيبوتس "مشعار هعيمق" الإسرائيلي المقام على أراضي قرية أبو شوشة المهجرة في نكبة 1948، ويتجدد الصراع في إثبات الهوية الفلسطينية، وتصبح المسألة وكأنها اشتباك ثقافي مع الاحتلال كل يوم.
وفي نابلس شمال الضفة، وُلد خندقجي، وبها تلقى تعليمه المدرسي والجامعي الذي لم يكمله بسبب اعتقاله عام 2004 وحكمه بالسجن المؤبد 3 مرات، بعد ادعاء الاحتلال مشاركته في عملية سوق الكرمل الفدائية وقتله إسرائيليين، وفي السجن واصل تعليمه الجامعي ونال شهادتي البكالوريوس والماجستير.
وعُرف خندقجي بكتاباته قبل اعتقاله، وتابعها داخل سجنه، فأنتج ديوانين شعريين وكتب أكثر من 250 مقالا متنوعا، وصدرت له 6 روايات منها "نرجس العزلة" و"مسك الكفاية" و"خسوف بدر الدين" وآخرها "قناع بلون السماء" التي ذاع صيتها عربيا ودوليا بعد أن شاركت بمعظم المعارض الدولية والعربية للكتاب، وطُبع منها حتى الآن حوالي 6 آلاف نسخة.
وبينما أنهى الرواية الثانية "سادن المحرقة" من مشروعه "ثلاثية المرايا" يعكف خندقجي على إعداد الجزء الثالث والأخير بعنوان "شياطين مريم الجليلية".
القائمة القصيرة للجائزةووصلت إلى القائمة القصيرة لدورة عام 2024، روايات لأحمد المرسي (مصر)، أسامة العيَسة (فلسطين)، رجاء عالم (السعودية)، ريما بالي (سوريا)، وعيسى ناصري (المغرب).
جرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الكاتب السوري نبيل سليمان، وبعضوية كل من حمور زيادة، كاتب وصحفي سوداني، وسونيا نمر كاتبة وباحثة وأكاديمية فلسطينية، وفرانتيشيك أوندراش، أكاديمي من الجمهورية التشيكية، ومحمد شعير، ناقد وصحفي مصري.
تهدف الجائزة إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة والطويلة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسطنبول تستضيف منتدى تواصل4.. الرواية الفلسطينية في طور جديد
أنهى منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال " تواصل" تحضيراته لعقد مؤتمره الدولي" تواصل 4 " بعنوان (الرواية الفلسطينية طور جديد) والمزمع عقده يومي 18 و19 يناير الجاري في مدينة إسطنبول بتركيا.
وقال الأمين العام لمنتدى تواصل أحمد الشيخ: إن المؤتمر بنسخته الرابعة يشكل فرصة كبيرة لتعزيز التعاون وتشابك الأيدي وتوحيد الرؤى بين المؤسسات الإعلامية بما يخدم القضية الفلسطينية بمشاركة أكثر من 600 مـن نخبـة الإعلاميين والصحفيين والمفكرين من حوالي 60 دولة حول العالم.
يناقش"تواصل4" في ندواته المهمة الرواية الفلسطينية في طورها الجديد في مواجهة الإبادة وفي الإعلام العالمي والتوجهات الاستراتيجية نحو رواية عالمية فعّالة لدعم فلسطين.
ويفتح المجال للحوار والنقاش وتبادل الأفكار في ورشات عمل تخصصية حول الضغط والمناصرة وسبل مواجهة تحيز المنصات الرقمية وتوظيف التقنيات الرقمية الحديثة في تطوير الرواية الفلسطينية وغيرها من المحاور المهمة في المجال الإعلامي الذي يخدم فلسطين وقضيتها العادلة.
ومن بين أبرز الوجوه الإعلامية التي ستشهد مؤتمر هذا العام، منير شفيق، فهمي هويدي، محمد كريشان من قناة الجزيرة، عزام التميمي من قناة الحوار، وائل الدحدوح، أسعد طه، محمد علي الحراث مدير قناة إسلام تشانل الأنجليزية، نورالدين مفتاح مدير مؤسسة الأيام المغربية، عبد الله البقالي نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، أسعد طه الإعلامي المصري، عادل الحامدي من صحيفة "عربي21"، كمال بن يونس إعلامي تونسي، برينو ألتمان وهو صحفي ومؤسس موقع Opera Mundi من البرازيل، كريستوف أوبرلين وهو كاتب وناشط فرنسي، وداهم القحطاني من جريدة القبس الكويتية، وآخرين.
ومنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال (تواصل)، هو منصة إعلامية دولية تأسست عام 2014 بهدف دعم القضية الفلسطينية من خلال الإعلام، وتعزيز الرواية الفلسطينية على المستويات العربية والإقليمية والدولية.
يسعى المنتدى إلى توفير مساحة للتعاون بين الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية المهتمة بالقضية الفلسطينية، بهدف تسليط الضوء على حقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته تحت الاحتلال، ومواجهة التحديات الإعلامية التي تواجهها القضية.
ويتزامن انعقاد الدورة الرابعة لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، مع استمرار حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر من العام 2023 بدعم أمريكي في قطاع غزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.