عربي21:
2025-02-21@11:03:13 GMT

ثورة الجامعات.. علاقة أمريكا وإسرائيل على المحك

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

ما تشهده الجامعات الأمريكية من حراكات واعتصامات واحتجاجات ضد سياسة الرئيس بايدن في دعم الاحتلال الإسرائيلي سياسيا وعسكريا في حرب الإبادة التي يشنها ضد قطاع غزة، أقل ما يقال عنها بأنها ثورة طلابية أمريكية ضد سياسة الولايات المتحدة المتجذرة تاريخيا في دعم الاحتلال الإسرائيلي.

بكل تأكيد لم تأت هذه التحركات الطلابية فقط نتاجا طبيعيا في رفض هذه الشريحة المهمة والحيوية داخل المجتمع الأمريكي لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، بل تأتي في سياق تطور الوعي الأمريكي لشرائح متعددة منها شريحة الشباب بأنه قد حان الوقت لضبط السياسة الأمريكية المتعاقبة على رئاسة البيت الأبيض سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين فيما يتعلق بدعم "إسرائيل".



من المؤكد أيضا فإن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والمشاهد المروعة والمجازر والمقابر الجماعية وتدمير المشافي والبنى التحتية وكافة نواحي الحياة في قطاع غزة، شكلت عاملا مباشرا في تفجير هذا الحراك الطلابي المهم والمتصاعد في أمريكا جراء شعورهم بمسؤوليتها في هذه الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

انتفاضة الجامعات الأمريكية في هذه الآونة تقرأ في إطار تطور موقف شعبي أمريكي من شريحة الشباب على وجه التحديد، ليس في وجه الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي وإنما كما أسلفت ضد سياسة الولايات المتحدة الامريكية مع الاحتلال منذ تأسيسه عام 1948 بعد تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه ووطنه بالتالي نتحدث عن تصاعد في الحراك الشعبي داخل الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ونرصد مواقف سياسية ورسمية وشعبية ترفض سياسة الرئيس بايدن في دعم الاحتلال الإسرائيلي رغم الخلاف الذي يبدو جليا بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو؛ ليس على العدوان بحد ذاته وإنما حول شكله، بمعنى اقتل أيها الاحتلال لكن اعرف كيف تقتل.

انتفاضة الجامعات الأمريكية في هذه الآونة تقرأ في إطار تطور موقف شعبي أمريكي من شريحة الشباب على وجه التحديد، ليس في وجه الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي وإنما كما أسلفت ضد سياسة الولايات المتحدة الامريكية مع الاحتلال منذ تأسيسه عام 1948 بعد تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه ووطنه.

بالتالي هذا الحراك الطلابي الأمريكي المهم هو صاحب تأثير على بُعدين؛ الأول على المدى البعيد فيما يتعلق بالسياسات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بمعنى إحداث تغيير في المنظور القادم لصالح القضية والحق الفلسطيني في السياسات الأمريكية لمن سيقود البيت الأبيض في السنوات القادمة، فالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية بعد هذا العدوان على المحك فعليا، ولن تكون هذه العلاقات كما كانت.

أما البعد الثاني فهو التأثير في الوقت الحالي من خلال تشكيل ضغط على صانع القرار في الولايات المتحدة للعمل بشكل جاد على وقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والسعي لحل سياسي يمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق تحقيق المصير.

هذا الحراك الطلابي المتصاعد يشكل اليوم نموذجا لحراك ممتد من الولايات المتحدة الأمريكية إلى بريطانيا والعديد من الدول الأوروبية، التي بدأت باعتصامات مشابهة في جامعات ومراكز علمية، وبالتالي نتحدث عن حراك طلابي عالمي يحدث ضغطا في البعد الدولي على حكومات هذه الدول التي تجد نفسها أمام حراك يؤثر بشكل مباشر داخليا في هذه الدول، ويعطل المسيرة التعليمية، ويشكل ضغطا شعبيا وسياسيا وأمنيا على الحكومات للتحرك لوضع حد لجرائم الإبادة الإسرائيلية من جهة، ومن جهة أخرى ستدرك هذه الحكومات حجم الضرر الواقع عليها من جراء العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي إن كانت قائمة على دعمه المطلق.

لذلك فإن حجم التأثير للحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية أوصل رسالته في أن إدارة بايدن جزء من العدوان على الشعب الفلسطيني، وهذا يفهم من اتهامات بايدن وإدارته لهذا الحراك بأنه معاد للسامية، كما إن اعتقال المئات من هؤلاء الطلاب يشير أيضا إلى نجاعة هذه التحركات.

وفي هذا الإطار تأتي قرارات عدد من المدعيين العامين في المقاطعات الأمريكية بإسقاط التهم عنهم بالاعتداء على ممتلكات الغير، كذلك مشاركة طلاب يهود في هذه الاعتصامات الطلابية، دليلا إضافيا على مصداقية هذا التحرك، وضربة للادعاءات الأمريكية وحتى الإسرائيلية بأنه معاد للسامية.

ثورة شبابية طلابية في الجامعات الامريكية مدعومة بهيئات تدريسية في هذه الجامعات، ترسم ملامح المستقبل للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية والتي ستحددها موقع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني من هذه العلاقة كما أن ظهور رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية المتطرف نتنياهو متحدثا عن إدانته ورفضه لحراك الطلاب في الجامعات الامريكية، مرتجفا عابسا، هو أيضا دليل على أن هذه التحركات تشكل خطرا حقيقيا على مستقبل العلاقة بين أمريكيا وإسرائيل، كون أن هذه الشريحة الشبابية الأمريكية هي التي سترسم مستقبل هذه العلاقة.

ولم يعد خافيا وفق الاحصائيات الصادرة عن مراكز الأبحاث الأمريكية والتي تتحدث عن تراجع شعبية الرئيس بايدن بين شريحة الشباب الأمريكي، وما يجري اليوم من تحرك الطلاب في الجامعات الأمريكية رفضا لسياسة بايدن في دعم الاحتلال يؤكد بوضوح نتائج هذه الإحصائيات.

في هذه المرحلة من المهم أن يتحول الحراك الداعم لفلسطين في الجامعات الامريكية إلى حراك دولي في إطار الجامعات والمراكز العلمية، ونتائج هذا الحراك بدأت بالبروز في دول أوروبية مختلفة، ولا بد من أن يصل إلى الجامعات الإسلامية والعربية والغربية، لتشكيل قوة ضغط ثورية على الحكومات والأنظمة تفضي إلى وقف العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة كمرحلة أولى، ومن ثم العمل على أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كافة.

إذا هي ثورة شبابية طلابية في الجامعات الامريكية مدعومة بهيئات تدريسية في هذه الجامعات، ترسم ملامح المستقبل للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية والتي ستحددها موقع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني من هذه العلاقة، وهي معادلة يمكن إسقاطها على علاقات الاحتلال مع دول أخرى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجامعات الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل امريكا احتجاجات فلسطين جامعات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الجامعات الامریکیة الاحتلال الإسرائیلی الجامعات الأمریکیة الولایات المتحدة الشعب الفلسطینی فی دعم الاحتلال شریحة الشباب ضد قطاع غزة هذا الحراک ضد سیاسة فی هذه

إقرأ أيضاً:

الماجستير للباحث مهدي محمد المشاط من كلية التجارة بجامعة صنعاء

الثورة نت|

حصل الباحث مهدي محمد حسين المشاط اليوم، على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف في العلوم السياسية تخصص نظم سياسية، من كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء عن رسالته الموسومة بـ “ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية”.

هدفت الدراسة إلى تحليل جذور ثورة 11 فبراير، ودور القوى السياسية في ثورة الشباب السلمية، وتقييم تأثيرات ثورة 21 سبتمبر 2014م على اليمن والمنطقة، مع التركيز على التدخلات الخارجية وأثرها في مسار الأحداث.

وأشادت لجنة المناقشة والحُكم برئاسة الدكتورة أشواق أحمد غليس، وعضوية: الدكتور هاني عبادي مغلس، والدكتور عبدالله منصور حبيش، بمضمون الرسالة والنتائج التي توصلت إليها، وأوصت بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة وتداولها بين الجامعات.

وقد توصل الباحث من خلال الدراسة إلى أن ثورة 21 سبتمبر 2014م هي ثورة شعبية بامتياز شاركت فيها كافة شرائح الشعب اليمني من كل الأطياف كضرورة لمنع التدخلات الخارجية التي أضرت بحياة الشعب وتمادت على سيادة البلد، وتعبر عن الشعب اليمني تاريخاً وحاضراً ولا تشكل خطراً إلا على من يشكل خطراً على اليمن ويتآمر عليه، فهي إرادة شعب ناضل من أجلها ومستمر في نضاله للحفاظ عليها.

 

وتضمنت الدراسة عدة نتائج أبرزها:

١- أن ثورة 21 سبتمبر جاءت لتبقى فجذورها امتدت للأجيال القادمة والمستقبل، وأن اليمن على امتداد التاريخ ظل وسيظل مطمعاً للمستعمرين نظراً لموقعه الجغرافي المهم وثرواته الطبيعية المتنوعة، ومخزونه البشري الفاعل.

٢- أن النفوذ والتدخلات الخارجية السافرة تمثل أكبر عائق أمام نهضة اليمن وتطوره بغض النظر عن دوافعها، وأن هذه الثورة كشفت زيف الادعاءات والأكاذيب التي كان يروجها أعداء اليمن وأظهرت زيف التضليل الذي قام به أعداء الثورة، كما حافظت على الاستحقاقات الدولية بما فيها سلامة الملاحة البحرية.

٣- أن ثورة 21 سبتمبر حققت إرادة الشعب اليمني في رفض الوصاية الخارجية وحققت الحرية والاستقلال لليمن، وأهلت الشعب اليمني للتصدي لأي مؤامرة خارجية.

 

كما أوصت الدراسة بعدد من التوصيات:

١- تضمين ثورة 21 سبتمبر في المناهج الدراسية لتعليم الأجيال القادمة أهميتها التاريخية، ودعوة الجامعات والمؤسسات البحثية إلى تعزيز الدراسات حول هذه الثورة.

٢- توثيق ذكرى شهداء ثورة 21 سبتمبر وأبطالها وتخليدهم، بالإضافة إلى تشكيل هيئات رقابية لضمان تنفيذ أهداف الثورة والحفاظ على مكاسبها.. داعية الكتاب والمبدعين للكتابة عن هذه الثورة في مختلف المجالات على أن تتبنى وزارة الثقافة هذا النشاط.

٣- إقامة الندوات النقاشية والمؤتمرات العلمية لدراسة ثورة 21 سبتمبر في مختلف المجالات، لأنه لا توجد دراسات كافية عنها، حتى يستطيع الشعب اليمني استيعاب وفهم ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وأهدافها والظروف التي جاءت فيها، والتضحيات الكبيرة التي قدمتها، ومعرفة سماتها ومميزاتها ونقائها وأهميتها.

٤- توثيق أحداث ثورة 21 سبتمبر، وقياداتها والمشاركين فيها من مختلف فئات الشعب اليمني، والتذكير المستمر بها ليستوعب المواطن أهمية وضرورة هذه الثورة، والصعوبات التي واجهتها وأهداف القوى المعادية لها.

وشدد الباحث في توصياته على أهمية تبني كافة أسر شهداء الثورة وجرحاها ودعمهم مادياً ومعنوياً من قبل الدولة، وتخليد ذكرى أبطال الثورة وقياداتها من خلال النصب التذكارية والأوسمة الوطنية وغيرها من الإجراءات التي تضمن ذلك.

حضر المناقشة عدد من الأكاديميين، والباحثين، بالإضافة إلى زملاء الباحث.

مقالات مشابهة

  • أبو العينين يفضح روايات الاحتلال الكاذبة أمام برلمان البحر المتوسط ويؤكد: لا سلام دون استعادة حقوق الشعب الفلسطيني
  • الرئيس الفلسطيني: الاحتلال يسعى لتقويض حل الدولتين وإضعاف السلطة الوطنية
  • «أبو العينين»: العالم لم يعد يقبل بممارسات الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني
  • هيبة أمريكا على المحك
  • الرئاسة الفلسطينية: نطالب بتدخل الإدارة الأمريكية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل
  • حماس: سنكون يوم السبت أمام أحد إنجازات الشعب الفلسطيني
  • إيران تعلن تفكيك «شبكة تجسس» تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل
  • اليمن يقف مجدداً في مواجهة أمريكا وإسرائيل برفضه خطة التهجير
  • الماجستير للباحث مهدي محمد المشاط من كلية التجارة بجامعة صنعاء
  • برفضه خطة التهجير.. اليمن يقف مجدداً في مواجهة أمريكا وإسرائيل