نجاة عبد الرحمن تكتب: تحرير سيناء ومحاولات الهدم الإسرائيلية
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
لم يكن تحرير سيناء امرأ سهلا أو هينا على الجانب الإسرائيلي، تحرير سيناء تم على مرحلتين الأولي في نصر 6 أكتوبر عام 1973 و الثانية تحرير طابا. في 19 مارس عام 1989، بعد سلسة من الإجراءات و اللجوء لمحكمة العدل الدولية بعد قيام الجانب الإسرائيلي بمخالفة فقرات اتفاقية كامب ديفيد التي نصت على الانسحاب الكامل للتواجد الإسرائيلي من شبة جزيرة سيناء أرض الفيروز بموعد أفصاه 25 أبريل عام 1982 إلا أنها بدأت في 1981 بافتعال بعد المغالطات و الادعاء بأن العلامة رَقَم 91 تدخل في نطاق إقليمها الجغرافي في محاولة للاستحواذ على طابا.
كان الحرص المصري في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك على إتمام الاتفاق على الانسحاب الكامل للتواجد الإسرائيلي في 25 أبريل عام 1982 يمر دون عراقيل، فتم التوقيع على الاتفاق باسترداد كامل اراضينا في ذلك اليوم و بقيت النقطة 91 محل نزاع فتم الاتفاق حينها أن يكون حل النزاع هو اللجوء لمحكمة العدل الدولية حسب المادة السابعة من فقرات معاهدة السلام.
في 11 سبتمبر عام1986 تم توقيع مشارطة التحكيم بين مصرنا الحبيبة و العدو الإسرائيلي، و تم احالة النزاع إلى هيئة تحكيم دولية ضمت 5 محكمين، و منذ تشكيلها في سبتمبر 1986 حتى 29/9/1988 قدمت الدولة المصرية وثائق و خرائط توضح حدودها و أحقيتنا لطابا تعود لعام 1274 ما أرغم هيئة التحكيم الدولية لإصدار حكمها التاريخي بأن طابا مصرية، مع محاولات التدليس و الضغط الدُّوَليّ التي مارسها الجانب الإسرائيلي وتم رفع العلم المصري في 19 مارس 1989.
و هنا موقف عظيم يسجل للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لوعيه و إدراكه لطبيعة المعركة و الفخ الذي كانت تسعى إسرائيل لجر الدولة المصرية إليه لإرغامها دخول حرب جديدة، خاصة و انه لم يمر على اغتيال بطل الحرب و السلام سوى ستة اشهر، و تولى الرئيس مبارك مقاليد الحكم في 14 /10/ 1981 باستفتاء شعبي، تولى الحقبة الانتقالية من 6 أكتوبر حتى 13 أكتوبر من نفس العام الدكتور صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب حينها، فكانت قضية طابا و مماطلات الجانب الإسرائيلي و الانتصار بها هدفا للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك خاصة و انه أول اختبار له أمام الشعب المصري و حكومات العالم و نجح بامتياز في هذا التحدي.
بالمناسبة يواكب 25 أبريل ذكرى أربعاء أيوب و هو ذكرى شفاء سيدنا أيوب من مرض جلدي بنزوله لمياة سيناء فشفي تماما بمنطقة وَسَط سيناء بمدينة العريش، و استطاع دكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة الأسبق الترويج و التنشيط السياحي و جذب أنظار العالم لأربعاء أيوب و اصبحت مزارا سياحيا يدر دخلا للدولة.
تناولت خلال المقالة السابقة التي حملت عنوان " دعاه بنكهة إسرائيلية " دور جامعة تل أبيب للدراسات الإسلامية التي أنشأت عام 1956 و تخرج منها حتى اليوم 29 ألف داعيه إسلامي حول العالم، في محاولات العبث بثوابت الدين الإسلامي و التشكيك فيها و تخريج دعاه كل مهمتهم التوغل داخل المجتمعات العربية و الإسلامية حول العالم، و الخروج بفتاوى بعيدة كل البعد عن الشريعة الإسلامية، و اليوم أستكمل حديثي معكم حول دور بني صهيون في التشكيك فى ثوابت الدين الإسلامي و المسيحي، بنشر الإلحاد و الأفكار الشادة بقوة بعد حصول مصر على كامل أراضيها و فشل إسرائيل في الاستحواذ على النقطة 91 مدينة طابا المصرية، ليكون حَجَّة قوية لتفتيت المجتمع من الداخل، فنجحت في نشر الوهابية و التعصب الديني و خلق فتن طائفية لتغير الملمح الأساسي للدولة و هدم اقتصادها بضرب السياحة التي تعد ثان اكبر مصدر دخل للدولة بالإرهاب، و لكن يقظة الدولة المصرية و طبيعة الشعب المصري حينها كانت تلفظ ذلك التطرّف و عدم السير خلف الفئة الضالة التي عملت على تنفيذ المخطط الصهيوني.
بعد نشر الوهابية ونجاحها في التوغل داخل المجتمعات العربية، عمل بني صهيون على نشر الإلحاد كوسيلة اكثر ارتياحا و سهولة و يسر ب أوساط شباب الجامعات خلال حقبة السبعينيات و الثمانينيات لضمان وجود أجيال قادمة محملة بأفكار شاذه رافضة فكرة الانتماء لدين سماوي و الاعتراف به.
آمن بأفكار بني صهيون فئة قليلة للغاية و كونوا تشكيلات سياسية أطلقوا على أنفسهم طاره علمانيون و طاره أخرى متعايشون و أخرى متأخيين، و واكب ذلك ابتكار ملابس رثة قميئة تحت زعم الموضة و انتشرت بقوة في أوساط الشباب لتتماشى مع فكرة الإلحاد و الكفر بالديانات السماوية ليظهر المجتمع بمظهر سيء قميء لا يسر الناظرين، و يأتى دور الدعاه الذي أهلتهم جامعة تل أبيب للدراسات الإسلامية ليحللوا ما بحدث نتيجة لـِ التشكيك فى ثوابت الدين و تكذيب و تحريف تفاسير بعض آيات الذكر الحكيم ومنها حادثة الإفك، الإسراء و المعراج، زواج الرسول، إرضاعه، بعض الروايات حول بيت النبي محمد عليه افضل الصلاة و السلام و نسائه، بغرض تشكيك الشباب و الأجيال القادمة في صحة وجود الإسلام و وجود الديانات السماوية ثم التطاول و التشكيك فى الذات الإلهية.
يقف الأزهر الشريف كحائط صد لتصحيح و محاربة محاولات نشر الإلحاد و يخوض حربا فكرية تثقيفية تمس المعتقدات الدينية لكل من الإسلامية و المسيحية، بفضل إطلاق عدة مبادرات للشباب لفهم صحيح الدين و نبذ أفكار بني صهيون و الحد من نشاط دعاة إسرائيل الجدد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجانب الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
شيخة الجابري تكتب: «التثقيف زمن التأفيف»
كتابٌ جميلٌ في محتواه، بديعٌ في فكرته، أنيقٌ في تصميمه، رقيقٌ في لغته، صديقٌ حميم وأنت تتعمق فيه تشعر به، جاء تحت اسم «التثقيف زمن التأفيف» لمؤلفته الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، وقد أسعدني كثيراً أن حضرتُ لها لقاءً مفتوحاً أدارته الدكتورة فاطمة المزروعي ضمن فعاليات معرض العين للكتاب، وكان أن أهدت المؤلفة الحضور نسخاً عن كتابها، وجدتني أذهبُ إليه مباشرةً بعد العودة للمنزل لأقف على عمل أدبي فيه الكثير من الوعي، والغزير من المعرفة.
في تلك الجلسة تحدثت المؤلفة عن كتابها الذي فيه من جميل السرد، ويزداد بين كلّ صفحة وأخرى رقةً ونداوة، هيَ تعرف كلَّ جملةٍ دار حولها نقاش، وتحمل في أعماقها الكثير من الإجابات التي تسبرُ فحوى السؤال، وتدير مفاتيح الردود ببراعة عالية، فهي رسّامة مبدعة، ومهتمة بالأدب واللغة العربية، وقد أوجزت ذلك في عبارة جاءت في تقديم الكتاب للشيخ شخبوط بن سلطان بن زايد فحواها «إذا الشّيْ لا بدْ منْهْ، بَدّه» أي ابدأ به.
وقد طرحت العديد من الأفكار التي قامت على تفكيكها، والإضاءة عليها بطريقة سهلة وبسيطة وعميقة تلمس ذلك من خلال الكم الغزير من المعلومات التي مرّت بها حول الحياة الثقافية، وهي من التأفف الأول وحتى التأفف الثامن تعرف ما تقول، وتَعي ما سطرته بين الفصول، التي تناولت عناوين مهمة هي «الإعادة أم التكرار، العادات أم الأعراف، المقارنة أم التجرد، الزمان أم المكان، الاسم أم المعنى، الخيال أم الواقع، البحث في دولاب النوستالجيا، ثم الموضوع الأخير الجمال أم الفائدة». في هذه الموضوعات التي هي عبارة عن أسئلة مفتوحة إضاءات ثقافية تأتي بأسلوب رشيق وتناول عميق.
تتنوع الموضوعات التي تستمتع وأنت تتنقل بينها في الكتاب الذي أهدته مؤلفته الشيخة اليازية إلى والدها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وقالت: «لأنك ألهمتنا التحاور والتفكّر، ولأنك أهديتني الكتب، لا تكفي الكلمات المتواضعة أمام فيض رؤيتكم وفضلكم، حفظكم الله لنا منارة»، كما أهدته كذلك إلى مركز اللغة العربية لما يقدمه للغة، من الحكمة، والبلاغة والوجد والضاد. حتى في الإهداء هناك دلالة واضحة على حبها للقراءة، وتعلقها الكبير باللغة العربية.
يأخذك هذا الكتاب المهم في صفحاته الـ135 إلى جولة تضعك أمام دهشة الأسئلة، و«معادلة الاسم أو المعنى»، وما وراء ذلك من دلالات وإشارات حول التراث العربي وقضاياه ومسائله المتعددة.