لم يكن تحرير سيناء امرأ سهلا أو هينا على الجانب الإسرائيلي، تحرير سيناء تم على مرحلتين الأولي في نصر 6 أكتوبر عام 1973 و الثانية تحرير طابا.  في 19 مارس عام 1989، بعد سلسة من الإجراءات و اللجوء لمحكمة العدل الدولية بعد قيام الجانب الإسرائيلي بمخالفة فقرات اتفاقية كامب ديفيد التي نصت على الانسحاب الكامل للتواجد الإسرائيلي من شبة جزيرة سيناء أرض الفيروز بموعد أفصاه 25 أبريل عام 1982 إلا أنها بدأت في 1981 بافتعال بعد المغالطات و الادعاء بأن العلامة رَقَم 91 تدخل في نطاق إقليمها الجغرافي في محاولة للاستحواذ على طابا.

كان الحرص المصري في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك على إتمام الاتفاق على الانسحاب الكامل للتواجد الإسرائيلي في 25 أبريل عام 1982 يمر دون عراقيل، فتم التوقيع على الاتفاق باسترداد كامل اراضينا في ذلك اليوم و بقيت النقطة 91 محل نزاع فتم الاتفاق حينها أن يكون حل النزاع هو اللجوء لمحكمة العدل الدولية حسب المادة السابعة من فقرات معاهدة السلام.

في 11 سبتمبر عام1986 تم توقيع مشارطة التحكيم بين مصرنا الحبيبة و العدو الإسرائيلي، و تم احالة النزاع إلى هيئة تحكيم دولية ضمت 5 محكمين، و منذ تشكيلها في سبتمبر 1986 حتى 29/9/1988 قدمت الدولة المصرية وثائق و خرائط توضح حدودها و أحقيتنا لطابا تعود لعام 1274 ما أرغم هيئة التحكيم الدولية لإصدار حكمها التاريخي بأن طابا مصرية، مع محاولات التدليس و الضغط الدُّوَليّ التي مارسها الجانب الإسرائيلي وتم رفع العلم المصري في 19 مارس 1989.

و هنا موقف عظيم يسجل للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لوعيه و إدراكه لطبيعة المعركة و الفخ الذي كانت تسعى إسرائيل لجر الدولة المصرية إليه لإرغامها دخول حرب جديدة، خاصة و انه لم يمر على اغتيال بطل الحرب و السلام سوى ستة اشهر، و تولى الرئيس مبارك مقاليد الحكم في 14 /10/ 1981 باستفتاء شعبي، تولى الحقبة الانتقالية من 6 أكتوبر حتى 13 أكتوبر من نفس العام الدكتور صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب حينها، فكانت قضية طابا و مماطلات الجانب الإسرائيلي و الانتصار بها هدفا للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك خاصة و انه أول اختبار له أمام الشعب المصري و حكومات العالم و نجح بامتياز في هذا التحدي.

بالمناسبة يواكب 25 أبريل ذكرى أربعاء أيوب و هو ذكرى شفاء سيدنا أيوب من مرض جلدي بنزوله لمياة سيناء فشفي تماما بمنطقة وَسَط سيناء بمدينة العريش، و استطاع دكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة الأسبق الترويج و التنشيط السياحي و جذب أنظار العالم لأربعاء أيوب و اصبحت مزارا سياحيا يدر دخلا للدولة.

تناولت خلال المقالة السابقة التي حملت عنوان " دعاه بنكهة إسرائيلية " دور جامعة تل أبيب للدراسات الإسلامية التي أنشأت عام 1956 و تخرج منها حتى اليوم 29 ألف داعيه إسلامي حول العالم، في محاولات العبث بثوابت الدين الإسلامي و التشكيك فيها و تخريج دعاه كل مهمتهم التوغل داخل المجتمعات العربية و الإسلامية حول العالم، و الخروج بفتاوى بعيدة كل البعد عن الشريعة الإسلامية، و اليوم أستكمل حديثي معكم حول دور بني صهيون في التشكيك فى ثوابت الدين الإسلامي و المسيحي، بنشر الإلحاد و الأفكار الشادة بقوة بعد حصول مصر على كامل أراضيها و فشل إسرائيل في الاستحواذ على النقطة 91 مدينة طابا المصرية، ليكون حَجَّة قوية لتفتيت المجتمع من الداخل، فنجحت في نشر الوهابية و التعصب الديني و خلق فتن طائفية لتغير الملمح الأساسي للدولة و هدم اقتصادها بضرب السياحة التي تعد ثان اكبر مصدر دخل للدولة بالإرهاب، و لكن يقظة الدولة المصرية و طبيعة الشعب المصري حينها كانت تلفظ ذلك التطرّف و عدم السير خلف الفئة الضالة التي عملت على تنفيذ المخطط الصهيوني.

بعد نشر الوهابية ونجاحها في التوغل داخل المجتمعات العربية، عمل بني صهيون على نشر الإلحاد كوسيلة اكثر ارتياحا و سهولة و يسر ب أوساط شباب الجامعات خلال حقبة السبعينيات و الثمانينيات لضمان وجود أجيال قادمة محملة بأفكار شاذه رافضة فكرة الانتماء لدين سماوي و الاعتراف به.

آمن بأفكار بني صهيون فئة قليلة للغاية و كونوا تشكيلات سياسية أطلقوا على أنفسهم طاره علمانيون و طاره أخرى متعايشون و أخرى متأخيين، و واكب ذلك ابتكار ملابس رثة قميئة تحت زعم الموضة و انتشرت بقوة في أوساط الشباب لتتماشى مع فكرة الإلحاد و الكفر بالديانات السماوية ليظهر المجتمع بمظهر سيء قميء لا يسر الناظرين، و يأتى دور الدعاه الذي أهلتهم جامعة تل أبيب للدراسات الإسلامية ليحللوا ما بحدث نتيجة لـِ التشكيك فى ثوابت الدين و تكذيب و تحريف تفاسير بعض آيات الذكر الحكيم ومنها حادثة الإفك، الإسراء و المعراج، زواج الرسول، إرضاعه، بعض الروايات حول بيت النبي محمد عليه افضل الصلاة و السلام و نسائه، بغرض تشكيك الشباب و الأجيال القادمة في صحة وجود الإسلام و وجود الديانات السماوية ثم التطاول و التشكيك فى الذات الإلهية.

يقف الأزهر الشريف كحائط صد لتصحيح و محاربة محاولات نشر الإلحاد و يخوض حربا فكرية تثقيفية تمس المعتقدات الدينية لكل من الإسلامية و المسيحية، بفضل إطلاق عدة مبادرات للشباب لفهم صحيح الدين و نبذ أفكار بني صهيون و الحد من نشاط دعاة إسرائيل الجدد.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجانب الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

برلماني: كلمة الرئيس السيسي عن تحرير سيناء تجسد الثبات الوطني ودعم القضية الفلسطينية

أشاد النائب أحمد الخشن، عضو لجنة القيم بمجلس النواب، بالكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، مؤكدًا أنها حملت العديد من الرسائل الهامة التي تعكس الثبات الوطني لمصر وشعبها، وتوضح الموقف الثابت من قضايا الوطن وأمنه القومي.

وقال الخشن، في تصريح صحفي له اليوم، إن كلمة الرئيس السيسي أكدت على الدور الكبير الذي تلعبه القوات المسلحة المصرية في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، مشيرًا إلى أن الجيش المصري قدّم تضحيات عظيمة في سبيل استعادة أرض سيناء الطاهرة، وأن تلك التضحيات تمثل رمزًا للصمود والإرادة القوية للمصريين في مواجهة جميع التحديات.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن كلمة الرئيس السيسي جسّدت أيضًا التزام الدولة المصرية بحماية كل شبر من أرض الوطن، وتأكيده على أن سيناء ستظل جزءًا لا يتجزأ من مصر، كما أكد على أن الدفاع عن أرض سيناء ليس فقط واجبًا عسكريًا، بل هو مبدأ ثابت في عقيدة المصريين جميعًا.

وأشار احمد الخشن، إلى أن الرئيس السيسي ركز على أهمية أن تظل القضية الفلسطينية على رأس أولويات مصر، موضحًا أن مصر ترفض تمامًا محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا على موقفها الثابت في دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وأكد عضو لجنة القيم بالبرلمان، أن القيادة السياسية تحت قيادة الرئيس السيسي تواصل بذل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، مشددًا على أن مصر لن تتوانى عن دعم الحق الفلسطيني ولن تسمح بأي محاولات لتصفية هذا الحق.

وأثنى على الجهود المستمرة للدولة المصرية لإيجاد حل جذري للمحنة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، كما أكد على موقف مصر الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة.

وأوضح نائب المنوفية، أن القيادة المصرية تدرك أهمية الحفاظ على الأمن القومي المصري، خصوصًا في سيناء، حيث أكد الرئيس السيسي أن الأرض الطاهرة التي تحررت بدماء الشهداء يجب أن تكون محور التنمية الشاملة في جميع المجالات، بما يسهم في تحقيق الأمان والاستقرار لجميع المصريين.

واختتم النائب احمد الخشن حديثه، بالتأكيد على أهمية العمل المشترك من جميع الأطراف السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الحفاظ على أمن الوطن وسلامة أراضيه، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة من أجل الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته، والعمل على إنهاء المعاناة التي يعيشها يوميًا.

طباعة شارك النواب مجلس النواب النائب أحمد الخشن السيسي النائب

مقالات مشابهة

  • حزب الجبهة الوطنية ينظم مؤتمرا حاشدا بجنوب سيناء بالتزامن مع احتفالات تحرير أرض الفيروز
  • مؤتمر حاشد لحزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء بالتزامن مع أعياد تحرير سيناء
  • جيل المستقبل يحتفي بـ ماضي الأبطال .. حفل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء
  • مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس يحتفل بعيد تحرير سيناء
  • قصور الثقافة بالشرقية تحتفل بذكرى تحرير سيناء بفعاليات ثقافية وفنية متنوعة
  • وكيل أول النواب: تحرير سيناء تجسيد لقوة الإرادة المصـريـة
  • وكيل مجلس النواب يهنئ الشعب المصرى بمناسبة ذكرى تحرير سيناء
  • الريادة: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء تجسيد لمعاني الانتماء الوطني
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي عن تحرير سيناء تجسد الثبات الوطني ودعم القضية الفلسطينية
  • برلماني: خطاب الرئيس في ذكرى تحرير سيناء يؤكد تماسك المصريين في الدفاع عن وطنهم