مصر الرقمية.. إنجازات وخطط متواصلة لدعم بيئة الأعمال وجذب الاستثمار
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
حققت مصر إنجازات هائلة في قطاع التكنولوجيا والاتصالات والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي السنوات القليلة الماضية، بدعم حكومي متواصل، ماساهم في تقدم مصر في التصنيفات الدولية وتوفير المزيد من فرص العمل وجذب الاستثمارات، تماشيا مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية التحول الرقمي.
وجاء افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية (P1) بطريق العين السخنة الذي شهده الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم كحافز جديد لهذه الإنجازات نحو التحول الرقمي ، وتدشين مصر الرقمية برؤية وخطة شاملة وبمثابة حجر الأساس لتحويل مصر إلى مجتمع رقمي متكامل.
ويعتمد بناء مصر الرقمية على ثلاثة محاور أساسية، وهي التحول الرقمي، والمهارات والوظائف الرقمية، والإبداع الرقمي وتعتمد هذه المحاور على أسس هامة، وهي تطوير البنية التحتية الرقمية وتوفير الإطار التشريعي التنظيمي.
واعتمدت الحكومة المصرية العديد من المشروعات والاستراتيجيات لتحقيق ذلك، أبرزها عام 2022 عندما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي منصة مصر الرقمية التي تضم 130 خدمة حكومية مختلفة، وأصبحت اليوم عليها 170 خدمة يسجل عليها أكثر من 8 ملايين مواطن تقدموا بـ 45 مليون طلب بالتعاون مع الوزارات والجهات مقدمة هذه الخدمات.
وحصلت مصر عام 2023، وفق بيانات وزارة الاتصالات، على جائزة التميز الحكومي العالمية في التحول الحكومي الرقمي عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في ضوء الحرص على تهيئة وخلق البيئة الرقمية للعاصمة الإدارية الجديدة بدءاً من البنية التحتية مروراً بالأنظمة والتطبيقات التي يستخدمها الموظف لتحقيق نقلة نوعية في الأداء الحكومي لتصبح حكومة ذكية تشاركية لا ورقية، يتم خلالها التراسل وتبادل المعلومات من خلال آليات رقمية.
وحقق قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الخمس سنوات الماضية ، نموا بنسبة تجاوزت 16%، حيث يعد أعلى قطاعات الدولة نموا، فيما وصل معدل نمو الصادرات الرقمية إلى 26% في العام الماضي مقارنة بالعام السابق له، كما بلغ معدل نمو صادرات خدمات التعهيد 54% في عام واحد ، فيما حقق القطاع إيرادات في العام المالي 2022/ 2023 بلغت 315 مليار جنيه بنسبة نمو حوالى 75%.
وتركز الحكومة في خططها على توطين تكنولوجيا الرقمنة والذكاء الاصطناعي لدعم العمل الحكومي في اتخاذ القرار وتيسير الحصول على البيانات.
وتصدرت مصر ترتيب متوسط سرعة الإنترنت الثابت على مستوى القارة الأفريقية وذلك بمتوسط سرعة 64.5 ميجابت/ ثانية في شهر نوفمبر الماضي وذلك وفقا للتقرير الصادر من شركة Ookla "أوكلا" العالمية الرائدة فى مجال قياس وتقييم سرعات الإنترنت.
كما صعدت مصر 28 مركزا فى مؤشر الأداء التنظيمي الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لتصل إلى المركز 53 في 2023 صعودا من المركز 81 فى 2021 من بين 192 دولة.
وتقدمت مصر 16 مركزا في مؤشر الاتصال العالمي الصادر عن مؤسسة GSMA الصادر في 2023 والذى يقيس اتصال المحمول بالإنترنت في الدول على مستوى العالم؛ لتصبح مصر في فئة الدول المتقدمة وتصل إلى المركز 79 مقارنة بالمركز 95 في العام الذى يسبقه.
صناعة التعهيد
خطت مصر خطوات كبيرة في هذه الصناعة بهدف جذب كبرى الشركات العالمية العاملة بهذه الصناعة للاستثمار بمصر
وتنمية صادرات مصر الرقمية، وتوفير فرص عمل للشباب في الاقتصاد الرقمي.
وذكرت وزارة الاتصالات في بيانات حديثة، أن صادرات مصر الرقمية بلغت نحو 6.2 مليار دولار في 2023، صعوداً من 4.9 مليار دولار في 2022، بنسبة نمو 26.5%، مضيفة أن حجم الصادرات الرقمية لمصر يتضمن صادرات التعهيد التي ارتفعت من 2.4 مليار دولار في 2022 إلى 3.7 مليار دولار في 2023 بنسبة نمو 54%.
والمستهدف زيادة عدد كل من العاملين بصناعة التعهيد والمهنيين المستقلين للوصول إلى 550 ألف متخصص يصدرون خدمات رقمية بقيمة 9 مليار دولار في 2026.
كما تم توقيع اتفاقيات مع 74 شركة عالمية ومحلية لتعيين 60 ألف متخصص في التعهيد منذ نوفمبر 2022 منها أكثر من 20 شركة تستثمر لأول مرة في مصر فيما تتوسع الشركات الأخرى في أعمالها بمصر، كما أن هناك 12 شركة من أكبر الشركات عالميًا في صناعة التعهيد يوجد لها مراكز للتعهيد خارج القاهرة.
ومن المستهدف تنمية عدد المتخصصين العاملين بصناعة التعهيد 4 أضعاف خلال 5 أعوام لترتفع من 90 ألف متخصص في 2021 وصولا إلى 336 ألف متخصص في 2026 كما يستهدف تنمية أعداد المهنيين المستقلين بمعدل نمو 30% مقارنة بمعدل نمو 15%على المستوى العالمي.
الذكاء الاصطناعي
أبرز الجهود المبذولة لتعزيز استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فى مصر شملت إنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إطلاق الميثاق المصري المسئول للذكاء الاصطناعي؛ كما أن محاور عمل الاستراتيجية شملت تطوير حلول مبتكرة، وبناء القدرات الرقمية ورفع الوعى حول هذا المجال، بالإضافة الى تعزيز مكانة مصر على المستويين الإقليمي والدولي.
وترتب على ذلك تقدم ترتيب مصر 3 مراكز في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي الصادر من مجموعة أكسفورد لتصل إلى المركز 62 في 2023 مقارنة بالمركز 65 عن عام 2022.
ومن أهم المقومات الجاذبة للاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بمصر هو الاهتمام بحيادية البيانات، وتوافر الكوادر الشابة المدربة في مجالات التكنولوجيا ومنها الذكاء الاصطناعي.
وأكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت ، في تصريح سابق، أن مصر لديها ثروة هائلة من البيانات ناتجة عن كافة منظومات الرقمنة التي تعمل في الدولة منذ عشرات السنوات.. مشيرا إلى تقدم ترتيب مصر أكثر من 50 مركزا في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية.
وفي هذا الصدد تم تأسيس مركز الابتكار التطبيقي لإيجاد حلول تكنولوجية باستخدام الذكاء الاصطناعي في عدد من القطاعات مثل الرعاية الصحية والزراعة والمرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي سيتم من خلالها التركيز على أهمية علوم البيانات وإداراتها والذكاء الاصطناعي والتوسع في قاعدة الكوادر والخبراء المتخصصين وإطلاق دورات لتوعية وتدريب المواطنين حول هذه المجالات.
ووقعت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" وشركة هواوى العالمية مذكرة تفاهم بشأن التعاون فى تنفيذ مشروع لتحسين مؤشرات مصر في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تطوير القدرات الرقمية وتعزيز توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مصر
كما تمت مناقشة التعاون مع الجانب الإيطالي في تنفيذ مشروع إقامة مركز للذكاء الاصطناعي في مصر للتعاون في تنمية صناعة الذكاء الاصطناعي في القارة الإفريقية.
أربع مبادرات مهمة أطلقتها وزارة الاتصالات لدعم خطط مصر الرقمية وخلق أجيال جديدة ويستفيد منها حتى الآن نحو 60 ألف متدرب.
الأولى مبادرة براعم مصر الرقمية التي تم إطلاقها في عام 2023 لتأهيل وبناء المهارات التكنولوجية لطلاب المدارس بداية من الصف الرابع الابتدائي إلى الصف السادس الابتدائي، ومبادرة أشبال مصر الرقمية التي تستهدف تطوير مهارات المتفوقين من طلبة المدارس في الصف الأول الإعدادي حتى الصف الثاني الثانوي، ومبادرة رواد مصر الرقمية التي تم إطلاقها في 2023 وتهدف إلى تنمية الريادة التكنولوجية في التقنيات الحديثة لدى طلاب الجامعات والخريجين من جميع التخصصات، وأخيرا مبادرة بُناة مصر الرقمية التي تستهدف صقل مهارات الخريجين المتفوقين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التحول الرقمي الحكومة المصرية جذب الاستثمارات وزارة الإتصالات الذكاء الاصطناعي
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. نموذج عالمي في تطوير البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي
رسخت دولة الإمارات موقعها كأحد أبرز النماذج العالمية في تطوير البنية التحتية الرقمية واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة العمل الحكومي والخاص، وذلك بفضل مبادراتها المبتكرة واستثماراتها الضخمة في كل من البنية التحتية والكوادر البشرية المؤهلة.وفي خطوة رائدة إقليميا وعالمياً، أطلقت حكومة الإمارات في 2017 "استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي" التي تهدف إلى رفع كفاءة الأداء الحكومي، وتطوير منظومة رقمية ذكية، وجعل الإمارات في صدارة الدول المستثمرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، مع التركيز على قطاعات استراتيجية مثل النقل، والطاقة المتجددة، والتعليم، والصحة، والبيئة.وانعكس هذا التوجه في تحول رقمي شامل داخل القطاع الحكومي، إذ باتت الإمارات تحتل الريادة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، ما جعلها في طليعة الدول على المستويين الإقليمي والعالمي.وتُعد الإمارات الدولة الأولى عالميًا للعام التاسع على التوالي في تغطية شبكة الألياف الضوئية، بنسبة تصل إلى 99.5% من إجمالي مساحة الدولة، ما يعكس تفوقها في تأسيس بنية تحتية رقمية متقدمة، وتحتل موقع الصدارة عالميًا من حيث سرعة الإنترنت، سواء على مستوى الشبكات المنزلية أو الهواتف المتحركة، بحسب تقارير Ookla الدولية، الأمر الذي يعكس كفاءة الشبكة الوطنية وقدرتها على دعم خدمات رقمية متطورة وشاملة.وأسهم اعتماد الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي في إحداث قفزات نوعية داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية، حيث أُعيدت هيكلة بعض الخدمات الحكومية باستخدام تقنيات ذكية، ما أدى إلى تحسين تجربة المتعاملين ورفع جودة الخدمات.وتوجّت هذه الجهود بتصدر الإمارات المركز الأول عالميًا في "مؤشر البنية التحتية للاتصالات" ضمن تقرير الأمم المتحدة لمسح الحكومة الإلكترونية لعام 2024، الذي يسلط الضوء على جهود الحكومات في تسريع التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة.كما احتلت الدولة المرتبة الأولى إقليميًا في "مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي" الصادر عن مؤسسة "أوكسفورد إنسايتس"، والذي شمل 193 دولة، مستفيدة من الأداء المرتفع في الركائز الثلاث للمؤشر: كفاءة الحكومة، وتطور قطاع التكنولوجيا، وتوافر البيانات والبنية التحتية الرقمية.وبهذا المشهد المتكامل، تواصل الإمارات تأكيد موقعها المتقدم كدولة سبّاقة في استشراف المستقبل الرقمي وتكريس الذكاء الاصطناعي ركيزة رئيسية في عمل الحكومة.وأوضح مركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" في أبوظبي، أن توجه الإمارات الحثيث نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي سيجعلها تتصدر وظائف هذا القطاع على مستوى المنطقة.وذكر المركز أن وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات تشهد نموًا سنويًا بنسبة 74% وفق لينكد إن، ما يجعلها من أسرع الوظائف نموًا في الدولة. وأكد روب فان ديل، الشريك ورئيس قسم التحول الرقمي والتحليلات في شركة كيرني لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن دولة الإمارات لم تعد تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمجرد تجربة أو مشروع بحثي، بل بات بمثابة "نظام تشغيل" متكامل يعيد تشكيل القطاعين العام والخاص معاً، مشيراً إلى أن ما يحدث في الإمارات هو "حوكمة الذكاء الاصطناعي" بشكل مؤسسي ومتكامل.وأكد أن القطاع الخاص العالمي استجاب لتوجهات الإمارات في هذا المجال من خلال ضخ استثمارات بمليارات الدولارات من قبل كبريات الشركات.من جانبه قال فيصل حمادي، المدير والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية BCG، أن الإمارات لا تكتفي بتبني الذكاء الاصطناعي، بل تعمل على تطويره، في إطار نهج شامل تقوده الحكومة، مؤكداً أن الدولة انتقلت من مرحلة الطموحات والأفكار إلى مرحلة التنفيذ الواسع.بدوره أكد أحمد جمال، المدير الإقليمي لحلول الذكاء الاصطناعي في شركة "إنفيديا"- أدفانسد إنتغريشن الشريك الاستراتيجي لإنفيديا، أن دولة الإمارات، باتت سباقة في عالم الذكاء الاصطناعي إلى درجة أنها انتقلت من مرحلة الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات إلى مرحلة تحقيق العوائد، لافتاً إلى أنها كانت من أوائل الدول التي تبنت نهجاً شاملاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي.وقال الدكتور هيتندرا باتيل، مؤسس معهد الابتكار العالمي، إن ما أنجزته دولة الإمارات يعكس استيعاباً عميقاً لأهمية الذكاء الاصطناعي، حيث تم تبنيه بسرعة، تماشياً مع تسارع التغيرات على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الإمارات تسير بخطى ثابتة وسريعة نحو المستقبل الرقمي، وهي تبني نموذجاً يُحتذى به في المنطقة والعالم.
أخبار ذات صلة