حققت مصر إنجازات هائلة في قطاع التكنولوجيا والاتصالات والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي السنوات القليلة الماضية، بدعم حكومي متواصل، ماساهم في تقدم مصر في التصنيفات الدولية وتوفير المزيد من فرص العمل وجذب الاستثمارات، تماشيا مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية التحول الرقمي.
وجاء افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية (P1) بطريق العين السخنة الذي شهده الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم كحافز جديد لهذه الإنجازات نحو التحول الرقمي ، وتدشين مصر الرقمية برؤية وخطة شاملة وبمثابة حجر الأساس لتحويل مصر إلى مجتمع رقمي متكامل.


ويعتمد بناء مصر الرقمية على ثلاثة محاور أساسية، وهي التحول الرقمي، والمهارات والوظائف الرقمية، والإبداع الرقمي وتعتمد هذه المحاور على أسس هامة، وهي تطوير البنية التحتية الرقمية وتوفير الإطار التشريعي التنظيمي.


واعتمدت الحكومة المصرية العديد من المشروعات والاستراتيجيات لتحقيق ذلك، أبرزها عام 2022 عندما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي منصة مصر الرقمية التي تضم 130 خدمة حكومية مختلفة، وأصبحت اليوم عليها 170 خدمة يسجل عليها أكثر من 8 ملايين مواطن تقدموا بـ 45 مليون طلب بالتعاون مع الوزارات والجهات مقدمة هذه الخدمات.
وحصلت مصر عام 2023، وفق بيانات وزارة الاتصالات، على جائزة التميز الحكومي العالمية في التحول الحكومي الرقمي عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في ضوء الحرص على تهيئة وخلق البيئة الرقمية للعاصمة الإدارية الجديدة بدءاً من البنية التحتية مروراً بالأنظمة والتطبيقات التي يستخدمها الموظف لتحقيق نقلة نوعية في الأداء الحكومي لتصبح حكومة ذكية تشاركية لا ورقية، يتم خلالها التراسل وتبادل المعلومات من خلال آليات رقمية.
وحقق قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الخمس سنوات الماضية ، نموا بنسبة تجاوزت 16%، حيث يعد أعلى قطاعات الدولة نموا، فيما وصل معدل نمو الصادرات الرقمية إلى 26% في العام الماضي مقارنة بالعام السابق له، كما بلغ معدل نمو صادرات خدمات التعهيد 54% في عام واحد ، فيما حقق القطاع إيرادات في العام المالي 2022/ 2023 بلغت 315 مليار جنيه بنسبة نمو حوالى 75%.
وتركز الحكومة في خططها على توطين تكنولوجيا الرقمنة والذكاء الاصطناعي لدعم العمل الحكومي في اتخاذ القرار وتيسير الحصول على البيانات.
وتصدرت مصر ترتيب متوسط سرعة الإنترنت الثابت على مستوى القارة الأفريقية وذلك بمتوسط سرعة 64.5 ميجابت/ ثانية في شهر نوفمبر الماضي وذلك وفقا للتقرير الصادر من شركة Ookla "أوكلا" العالمية الرائدة فى مجال قياس وتقييم سرعات الإنترنت.
كما صعدت مصر 28 مركزا فى مؤشر الأداء التنظيمي الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لتصل إلى المركز 53 في 2023 صعودا من المركز 81 فى 2021 من بين 192 دولة.
وتقدمت مصر 16 مركزا في مؤشر الاتصال العالمي الصادر عن مؤسسة GSMA الصادر في 2023 والذى يقيس اتصال المحمول بالإنترنت في الدول على مستوى العالم؛ لتصبح مصر في فئة الدول المتقدمة وتصل إلى المركز 79 مقارنة بالمركز 95 في العام الذى يسبقه.

 

صناعة التعهيد
خطت مصر خطوات كبيرة في هذه الصناعة بهدف جذب كبرى الشركات العالمية العاملة بهذه الصناعة للاستثمار بمصر
وتنمية صادرات مصر الرقمية، وتوفير فرص عمل للشباب في الاقتصاد الرقمي.
وذكرت وزارة الاتصالات في بيانات حديثة، أن صادرات مصر الرقمية بلغت نحو 6.2 مليار دولار في 2023، صعوداً من 4.9 مليار دولار في 2022، بنسبة نمو 26.5%، مضيفة أن حجم الصادرات الرقمية لمصر يتضمن صادرات التعهيد التي ارتفعت من 2.4 مليار دولار في 2022 إلى 3.7 مليار دولار في 2023 بنسبة نمو 54%.
والمستهدف زيادة عدد كل من العاملين بصناعة التعهيد والمهنيين المستقلين للوصول إلى 550 ألف متخصص يصدرون خدمات رقمية بقيمة 9 مليار دولار في 2026.
كما تم توقيع اتفاقيات مع 74 شركة عالمية ومحلية لتعيين 60 ألف متخصص في التعهيد منذ نوفمبر 2022 منها أكثر من 20 شركة تستثمر لأول مرة في مصر فيما تتوسع الشركات الأخرى في أعمالها بمصر، كما أن هناك 12 شركة من أكبر الشركات عالميًا في صناعة التعهيد يوجد لها مراكز للتعهيد خارج القاهرة.
ومن المستهدف تنمية عدد المتخصصين العاملين بصناعة التعهيد 4 أضعاف خلال 5 أعوام لترتفع من 90 ألف متخصص في 2021 وصولا إلى 336 ألف متخصص في 2026 كما يستهدف تنمية أعداد المهنيين المستقلين بمعدل نمو 30% مقارنة بمعدل نمو 15%على المستوى العالمي.

 

الذكاء الاصطناعي


أبرز الجهود المبذولة لتعزيز استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فى مصر شملت إنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إطلاق الميثاق المصري المسئول للذكاء الاصطناعي؛ كما أن محاور عمل الاستراتيجية شملت تطوير حلول مبتكرة، وبناء القدرات الرقمية ورفع الوعى حول هذا المجال، بالإضافة الى تعزيز مكانة مصر على المستويين الإقليمي والدولي.
وترتب على ذلك تقدم ترتيب مصر 3 مراكز في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي الصادر من مجموعة أكسفورد لتصل إلى المركز 62 في 2023 مقارنة بالمركز 65 عن عام 2022.
ومن أهم المقومات الجاذبة للاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بمصر هو الاهتمام بحيادية البيانات، وتوافر الكوادر الشابة المدربة في مجالات التكنولوجيا ومنها الذكاء الاصطناعي.
وأكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت ، في تصريح سابق، أن مصر لديها ثروة هائلة من البيانات ناتجة عن كافة منظومات الرقمنة التي تعمل في الدولة منذ عشرات السنوات.. مشيرا إلى تقدم ترتيب مصر أكثر من 50 مركزا في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية.
وفي هذا الصدد تم تأسيس مركز الابتكار التطبيقي لإيجاد حلول تكنولوجية باستخدام الذكاء الاصطناعي في عدد من القطاعات مثل الرعاية الصحية والزراعة والمرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي سيتم من خلالها التركيز على أهمية علوم البيانات وإداراتها والذكاء الاصطناعي والتوسع في قاعدة الكوادر والخبراء المتخصصين وإطلاق دورات لتوعية وتدريب المواطنين حول هذه المجالات.
ووقعت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" وشركة هواوى العالمية مذكرة تفاهم بشأن التعاون فى تنفيذ مشروع لتحسين مؤشرات مصر في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تطوير القدرات الرقمية وتعزيز توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مصر
كما تمت مناقشة التعاون مع الجانب الإيطالي في تنفيذ مشروع إقامة مركز للذكاء الاصطناعي في مصر للتعاون في تنمية صناعة الذكاء الاصطناعي في القارة الإفريقية.

أجيال مصر الرقمية
 

أربع مبادرات مهمة أطلقتها وزارة الاتصالات لدعم خطط مصر الرقمية وخلق أجيال جديدة ويستفيد منها حتى الآن نحو 60 ألف متدرب.


الأولى مبادرة براعم مصر الرقمية التي تم إطلاقها في عام 2023 لتأهيل وبناء المهارات التكنولوجية لطلاب المدارس بداية من الصف الرابع الابتدائي إلى الصف السادس الابتدائي، ومبادرة أشبال مصر الرقمية التي تستهدف تطوير مهارات المتفوقين من طلبة المدارس في الصف الأول الإعدادي حتى الصف الثاني الثانوي، ومبادرة رواد مصر الرقمية التي تم إطلاقها في 2023 وتهدف إلى تنمية الريادة التكنولوجية في التقنيات الحديثة لدى طلاب الجامعات والخريجين من جميع التخصصات، وأخيرا مبادرة بُناة مصر الرقمية التي تستهدف صقل مهارات الخريجين المتفوقين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التحول الرقمي الحكومة المصرية جذب الاستثمارات وزارة الإتصالات الذكاء الاصطناعي

إقرأ أيضاً:

هذه الدول الخليجية تريد أن تصبح قوى عظمى في الذكاء الاصطناعي.. ما هي؟

(CNN)-- في السنوات الأخيرة، كانت الإمارات العربية المتحدة تشير إلى نيتها أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن الآن أصبحت دول الخليج الأخرى أيضًا جادة بشأن هذه التكنولوجيا.

يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 320 مليار دولار في الشرق الأوسط بحلول عام 2030، أي حوالي 2% من إجمالي الفوائد العالمية، وفقًا لتقرير صادر عن شركة الاستشارات PwC.

وقال ستيفن أندرسون، رئيس الاستراتيجية والأسواق في الشرق الأوسط في PwC، متحدثًا إلى شبكة CNN في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي(GAIN)، الأسبوع الماضي، في الرياض بالسعودية: "هناك استثمارات ضخمة تتجه إلى (الذكاء الاصطناعي) في الشرق الأوسط".

وأضاف: "هنا في المنطقة، كان الناس أكثر استعدادًا للتجربة والمشاركة في الذكاء الاصطناعي مقارنة ببعض المناطق الأخرى من العالم".

إحدى القضايا المتعلقة بالنمو السريع للذكاء الاصطناعي هي أنه يمكن أن يكون مكثفًا للغاية في استهلاك الطاقة، وأصبح بشكل متزايد مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. أفادت غوغل أن انبعاثاتها في عام 2023 كانت أعلى بنحو 50% مما كانت عليه في عام 2019، وهو ما عزته جزئيًا إلى متطلبات الذكاء الاصطناعي للطاقة. وبحسب وكالة الطاقة الدولية، يمكن أن يتضاعف الطلب على الطاقة من الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والعملات المشفرة بحلول عام 2026، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

لكن أندرسون يعتقد أن دول الخليج، التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على الوقود الأحفوري، في وضع جيد يؤهلها لأن تصبح "لاعبًا رئيسيًا" في التكنولوجيا، ولديها القدرة على جعلها أكثر مراعاة للبيئة.

وبينما تتطلع المملكة العربية السعودية إلى خفض اعتماد اقتصادها على النفط والغاز، فقد استثمرت بكثافة في الذكاء الاصطناعي، والذي تقول إنه سيساعد في تحقيق الأهداف الموضحة في استراتيجيتها "رؤية 2030"، وهو برنامج حكومي لتنويع الاقتصاد. ووفقًا لتوقعات حديثة من هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السعودية (SDAIA)، التي استضافت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي  GAIN، سيساهم الذكاء الاصطناعي بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مع نمو القطاع بمعدل سنوي قدره 29%.

وقد بُذِلت جهود كبيرة في مختلف أنحاء المنطقة لتطوير نماذج باللغة العربية مدربة على مجموعات بيانات محلية تلتقط الفروق الدقيقة للغة بطريقة كانت مفقودة على منصات مثل ChatGPT. وفي العام الماضي، كشفت الإمارات العربية المتحدة عن أداة تسمى Jais، كما طورت المملكة العربية السعودية روبوت المحادثة باللغة العربية ALLaM.

في الأسبوع الماضي، أُعلن أن ALLaM سيتم استضافته على Azure، منصة الحوسبة السحابية من Microsoft. ويأتي هذا عقب أخبار في وقت سابق من هذا العام  تفيد بأنه سيكون من الممكن الوصول إليه أيضًا من خلال منصة watsonx من IBM.

الإماراتالبحرينالسعوديةالكويتسلطنة عُمانقطرمصرانفوجرافيكنشر الأحد، 29 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله
  • غوغل تضيف ميزات جديدة لأداة الذكاء الاصطناعي نوتبوك إل.إم
  • "ملتقى الاستثمار وريادة الأعمال" بالمزيونة يناقش تعزيز بيئة الأعمال لجذب المستثمرين
  • وايدبوت تطلق AQL-7B نموذج لغوي عربي يعتمد على الذكاء الاصطناعي
  • حلقة عن الذكاء الاصطناعي بتعليمية الداخلية
  • هذه الدول الخليجية تريد أن تصبح قوى عظمى في الذكاء الاصطناعي.. ما هي؟
  • استعراض البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي بمحافظة الظاهرة
  • سامسونج تطلق أقوى حواسيب جالاكسي بتقنيات الذكاء الاصطناعي (فيديو)
  • الذكاء الاصطناعي ما له وما عليه
  • «ستاندرد آند بورز»: الإمارات تضخ استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي