بالصور- صدى تضامن الجامعات الأميركية يصل لخيام رفح
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
غزة- "صوتكم وصلنا، شكرا لكم من قلوبنا"، هذه واحدة من بين عبارات شكر كثيرة كتبها نازحون على جدران خيامهم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة يعبرون فيها عن امتنانهم لطلبة الجامعات الأميركية والأوروبية المنتفضين منذ أيام عدة تضامنا مع الغزيين، ورفضا للحرب الإسرائيلية على القطاع.
وباهتمام كبير يتابع نازحون في مدينة رفح حركات الاحتجاج الواسعة في الجامعات الأميركية والتي امتدت إلى جامعات أوروبية، ويمنّون أنفسهم أن تنجح بالضغط على أنظمتها للتدخل ووقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ومنع إسرائيل من تنفيذ مخططها باجتياح هذه المدينة التي تؤوي أكثر من مليون نازح.
وفي أحد معسكرات الخيام غرب مدينة رفح لم يجد نازحون من شمال القطاع سوى قماش خيامهم وسيلة لإيصال صوتهم إلى الطلبة المحتجين حول العالم، خاصة في الجامعات الأميركية.
ويقول تفكير حمد (44 عاما) -وهو أحد رواد هذه المبادرة- للجزيرة نت "كل حر ينتصر لنا يستحق أن نقول له شكرا، وصوت طلبة الجامعات في الغرب وصلنا ومنحنا الأمل، فهل سنسمع صوت الطلبة في جامعاتنا العربية والإسلامية؟".
النازحون في رفح كتبوا عبارات الشكر لطلبة الجامعات الأميركية المتضامنين مع غزة على خيامهم (الجزيرة) تحية من الخيمةدرس تفكير السياسة في الجامعة، ويدرك قيمة وتأثير حركات التضامن، خاصة في أوساط طلبة الجامعات، والتي غيرت مسار أحداث عالمية، ويتابع باهتمام كبير اتساع رقعة الفعاليات المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي اندلعت شرارتها في جامعة كولومبيا الأميركية وانتشرت في جامعات أخرى على مستوى الولايات المتحدة، قبل أن تمتد إلى جامعات أوروبية.
عندما اندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة عقب هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي كان تفكير برفقة والدته في رحلة علاج لها في مصر، وأصر على العودة إلى غزة، وبذل في سبيل ذلك جهودا كبيرة حتى عاد إليها في اليوم الـ50 للحرب، وهو يعلم أنه لن يعود إلى بلدته بيت حانون في أقصى شمال القطاع.
وبعد أن نزحت أسرته إلى مخيم النصيرات في وسط القطاع مع بداية الحرب نزح تفكير بأسرته مرة أخرى إلى مدينة رفح على الحدود مع مصر، ويأمل أن يكون نزوحهم الثالث "عودة إلى الديار في بلدة بيت حانون" أقصى شمال القطاع.
عبارات الشكر للجامعات المتضامنة تنتشر بين أزقة خيام النازحين في رفح (الجزيرة)ولا يطيل تفكير بالرد على السؤال الذي يتكرر عليه كثيرا "لماذا عدت إلى غزة والبعض يسعى لمغادرتها؟"، ويجيب بسؤال استنكاري "كيف نطلب من العالم أن يتضامن معنا قبل أن نتضامن مع أنفسنا أولا ونسند بعضنا بعضا؟".
ويقول "لأننا على حق ولأن الصور التي تخرج من غزة مؤلمة وجرائم الإبادة غير مسبوقة بحق البشر والشجر والحجر تحرك الطلبة في العالم، وحراكهم في أعرق الجامعات سيكون له أثر كبير بالضغط على أنظمتهم من أجل مواقف أكثر جدية لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة".
ومن خيمته في رفح إلى الخيام المنتشرة في ساحات الجامعات الغربية، يقول تفكير "كنازحين مشردين في رفح المهددة بالاجتياح البري نرسل للطلبة الأحرار التحية، ونبادلهم التضامن وندين ما تعرضوا له من تنكيل واعتقال، ونشد على أياديهم لمواصلة نضالهم الإنساني لوقف الحرب ومنع اجتياح رفح".
محمد حمد يتمنى أن تمتد شرارة الاحتجاجات والتضامن إلى الجامعات العربية والإسلامية (الجزيرة) رسائل من غزةبدوره، يشعر محمد حمد (43 عاما) -وهو نازح من بلدة بيت حانون ومجاور لتفكير في خيمته- ببارقة أمل من تنامي وانتشار حركات الاحتجاج والتضامن في الجامعات الغربية، ويتمنى أن يلتحق طلبة الجامعات في الدول العربية والإسلامية بركب زملائهم في جامعات الولايات المتحدة وأوروبا، لتشكيل قوى ضغط كبيرة على الأنظمة من أجل إجبار الاحتلال على وقف عدوانه.
ويبدي محمد قدرا كبيرا من الوعي، ويقول للجزيرة نت "طلبة الجامعات هم الذين يشكلون الرأي العام في أي مجتمع، وقد يكون لحراكهم في الولايات المتحدة تأثير كبير ويضغطون على البيت الأبيض من أجل وقف الحرب عشية الاستعداد للانتخابات الأميركية المقبلة".
صفية معروف تحمل طفلتها منة وقد كتبت على جبينها اسم جامعة كولومبيا (الجزيرة)بدورها، قالت النازحة الأربعينية صفية معروف للجزيرة نت "شكرا لكل واحد بيدعمنا وبيساندنا"، وكتبت على جبين طفلتها منة (عامان) كلمة "كولومبيا" تقديرا منها لحراك الطلبة في الولايات المتحدة الذي انطلق من هذه الجامعة.
وبعثت صفية رسالة مكثفة إلى الطلبة المنتفضين حول العالم "استمروا واضغطوا لحماية دماء أطفالنا"، ومنهم طفلها نبيل (3 أعوام) الذي يدور بين الخيام حاملا قطعة كرتونية كُتب عليها باللغة الإنجليزية "شكرا طلبة جامعة كولومبيا، أنا أحبكم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الجامعات الأمیرکیة الولایات المتحدة الإسرائیلیة على طلبة الجامعات مدینة رفح فی رفح
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من التصعيد بعد استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي، في وقت عدّلت فيه موسكو عقيدتها النووية بما يسمح لها باستخدام ترسانتها النووية ردا على أي هجوم كبير بأسلحة تقليدية.
واضطرت الولايات المتحدة أمس إلى إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف وطالبت كل العاملين فيها بالدخول إلى الملاجئ عند سماع صافرات الإنذار، في ظل المخاوف من هجوم روسي ضخم على كييف، واستهداف مبان أميركية ردا على سماح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى أتاكمز.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، قال دانيال إل. ديفيز، الخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع والضابط السابق في الجيش الأميركي إنه من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، للقيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير.
خطر كبيرومن الواضح جدا -وفق ديفيز- أن هذا القرار يمثل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا، وليس العكس.
في المقابل، هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادت بقرار بايدن، فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري وويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جدا على استخدام الصواريخ الأميركية في أوكرانيا.
ويرى ديفيز أن هؤلاء الجنرالات قدّموا نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذا الصراع، مشيرا إلى أنه في سبتمبر/أيلول العام الماضي، عندما تم الكشف عن فشل هجوم الصيف الأوكراني، أعلن الجنرال ديفيد بتريوس أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في "انهيار" الدفاعات الروسية.
أما ديفيز فكتب قبل أشهر من بدء هجوم الصيف أن أساسيات الحرب أظهرت أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريبا للنجاح.
ويقول ديفيز إنه في يوليو/تموز 2023 وبعد شهر واحد من بدء هجوم الصيف الأوكراني وشهرين من ادعاء بتريوس بأن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مازالت قادرة على تحطيم الدفاعات الروسية، كتب مقالا قال فيه إنه من الواضح أن الهجوم قد فشل.
وأضاف حينها أن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو "السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف، وأن إنهاء الحرب من شأنه أن يوقف مسلسل القتل والإصابة لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان والأبطال في أوكرانيا الذين ستحتاجهم كييف لإعادة بناء بلادهم بمجرد انتهاء الحرب".
ويقول ديفيز إن هذا يكشف حقيقة الموقف الصعب للقوات الأوكرانية سواء قبل الهجوم أو أثناءه أو بعده.
ومع ذلك، تجاهل كبار الجنرالات في الولايات المتحدة هذه الحقيقة، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب، وهو ما أدى إلى مقتل آلاف الأوكرانيين الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة لو اعترف بايدن بالحقائق العسكرية الأساسية في صيف عام 2023 وسعى إلى تسوية تفاوضية للحرب.
ويضيف ديفيز أن الحقيقة اليوم أشد وضوحا، فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها واشنطن لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئا، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة، تماما مثل الدخول السابق للدبابات الغربية وناقلات الجنود المدرعة وقطع المدفعية وأسلحة الدفاع الجوي وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16المقاتلة إلى المعركة.
الحقيقة الوحيدةويضيف "لقد خسرت كييف الحرب، وهذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع -والاستماع إلى الجنرالات- سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا".
وتؤكد المجلة أن روسيا كانت واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أميركية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطا مباشرا للغرب ضد روسيا ويفرض عليها "ردا".
ووفقا لتقارير إخبارية، فقد وقعت مثل هذه الهجمات الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء إخلاء الولايات المتحدة لسفارتها أمس، خوفا من أن تنفّذ روسيا تهديدها، فتنفجر صواريخ أتاكمز الأميركية التي أطلقتها أوكرانيا على روسيا في وجه الولايات المتحدة.
ويقول ديفيز إن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد روسيا تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطرا إستراتيجيا كبيرا يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب.