ضغوط متزايدة على نتانياهو.. ووزير: مقترح مصر استسلام مذل
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
تتزايد الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بشأن استعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة، وشن عملية عسكرية في رفح، مع تهديد عضوين في الائتلاف الذي يتزعمه بالانسحاب من الحكومة.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن الوزيرين اليمينيين، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يهددان بالانسحاب من الحكومة، إذا تم إلغاء خطة الهجوم على رفح في إطار اتفاق لاستعادة الرهائن.
ودعا وزير المالية في شريط مصور رئيس الوزراء إلى رفض المقترح المصري للتوصل إلى اتفاق، معتبرا أن أي اتفاق في الظروف الحالية يعني نهاية الحكومة.
وقال الوزير، وفق ما أورده مراسل الحرة، إن الموافقة على المقترح المصري "استسلام مذل، ويمنح النصر للنازيين على ظهور مئات جنود الجيش الأبطال الذين سقطوا، ويفرض حكم الإعدام على المختطفين غير المشمولين بالصفقة، وفوق ذلك كل ذلك، يشكل خطرا وجوديا مباشرا على دولة إسرائيل".
وأضاف في رسالة موجهة إلى نتانياهو: "من أجل استكمال مهمة تدمير حماس، وإعادة الأمن لسكان الجنوب ولمواطني إسرائيل، وإعادة جميع إخواننا المخطوفين إلى بيوتهم، فإن الحكومة التي ترأسها لن يكون لها الحق في الاستمرار".
ومن جانبه، كتب رئيس المعارضة، يائير لبيد، في منشور على منصة "إكس"، أن "على هذه الحكومة أن تختار: إعادة الرهائن أحياء، أو بن غفير وسموتريتش.. علاقات مع الأميركيين، أو بن غفير وسموتريتش، الصفقة مع السعودية، أو بن غفير وسموتريتش، أمن إسرائيل، أو بن غفير وسموتريتش".
הממשלה הזו צריכה לבחור: להחזיר את החטופים בחיים, או בן גביר וסמוטריץ', היחסים עם האמריקאים או בן גביר וסמוטריץ', העסקה הסעודית או בן גביר וסמוטריץ', בטחון ישראל או בן גביר וסמוטריץ'.
— יאיר לפיד - Yair Lapid (@yairlapid) April 28, 2024
ولوح الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، بانهيار حكومة نتانياهو إذا رفضت صفقة رهائن "مرضية".
وقال وزير الدفاع السابق إن "دخول رفح مهم في الصراع الطويل ضد حماس. إن عودة الرهائن الذين تخلت عنهم الحكومة في السابع من أكتوبر أمر عاجل وذو أهمية أكبر بكثير. إذا تم التوصل إلى مقترح مسؤول لعودة المختطفين بدعم من الجهاز الأمني برمته، الذي لا يتضمن إنهاء الحرب، والوزراء الذين قادوا الحكومة في السابع من أكتوبر سيمنعون ذلك، لن يكون للحكومة الحق في الاستمرار في الوجود وقيادة الحملة".
في الوقت نفسه، تتزايد ضغوط الشارع على حكومة نتانياهو، فقد تجمع آلاف المتظاهرين، مساء السبت، في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المختطفين منذ السابع من أكتوبر. وهتف المتظاهرون "اتفاق الآن"، وطالبوا حكومة نتانياهو بالاستقالة.
وتكثفت الجهود الدبلوماسية، خلال الساعات الماضية، للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة تنص على الإفراج عن رهائن، في وقت تدرس حركة حماس اقتراحا إسرائيليا جديدا لوقف إطلاق النار.
ويأتي هذا بينما تستعد إسرائيل لشن هجوم بري في مدينة رفح التي تضم نحو 1.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين. وتخشى دول ومنظمات إنسانية من سقوط ضحايا كثر في هذه المدينة التي تتعرض لقصف من قبل الجيش الإسرائيلي.
وتم تسرب تفاصيل عن الاقتراح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار المقدم لحماس، إذ ذكر موقع أكسيوس الأميركي، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أنه يتضمن الرغبة في مناقشة "إرساء هدوء مستدام" في غزة.
وبعد أكثر من ستة أشهر على بدء الحرب، قال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنه قصف "عشرات الأهداف الإرهابية" في وسط غزة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس، الأحد، مقتل 66 شخصا وإصابة 138 خلال 24 ساعة حتى صباح الأحد.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
خبراء: نتنياهو يراوغ بين إدارتي بايدن وترامب لتحقيق وثيقة استسلام من حماس
اتفق خبراء على أن المفاوضات الجارية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسرى في غزة تمر بمرحلة حرجة، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بالمسؤولية عن تعثر المباحثات.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن شروطا جديدة وضعها الاحتلال الإسرائيلي أجّلت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى في خضم المفاوضات التي تجري في الدوحة والقاهرة.
وأصدرت حركة حماس، الأربعاء، بيانا قالت فيه إن المفاوضات "تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة".
وأضافت "غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجّل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا".
الموقف الأميركي
في المقابل، قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حماس "تكذب مرة أخرى وتنسحب من التفاهمات التي تم التوصل إليها وتواصل خلق الصعوبات أمام المفاوضات".
وأشار المحلل السياسي والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور حسن منيمنة إلى أن الموقف الأميركي متماهٍ تماما مع الموقف الإسرائيلي القائل بضرورة "تحقيق انتصار إسرائيلي وهزيمة حماس"، مؤكدا أن واشنطن لا تمارس دور الوسيط بل دور الوكيل عن إسرائيل.
إعلانومن جهته، أشار الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد إلى أن الاتفاق كان على مرمى حجر في الأيام الماضية، لكن نتنياهو وضع عراقيل جديدة في مسارات رئيسية، أبرزها مسار الأسرى حيث يطالب بكشف كامل بأسماء الأسرى الأحياء والأموات، وهو ما ترفضه حماس باعتباره مستحيلا من الناحية الأمنية واللوجستية.
ويرى الكاتب المتخصص بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين أن إسرائيل تحاول المناورة في 3 اتجاهات متوازية: أولاً محاولة الحصول على وثيقة استسلام من حماس، وثانيا جس نبض الوسطاء والطرف الآخر، وثالثا كسب مزيد من الوقت لاستكمال عمليات التدمير في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالضمانات التي تطلبها حماس لعدم استئناف الحرب، أوضح سعيد زياد أن الحركة لا تعول على الضمانات الدولية أو الأميركية، بل على قدرتها على الصمود وإعادة بناء قوتها العسكرية، مشيرا إلى أن "المقاومة تعول على المقاتلين الذين لا يزالون يقاتلون في جباليا بعد 445 يوما".
إدارة ترامب
وحول الموقف الأميركي المستقبلي، يرى الدكتور منيمنة أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد تكون أكثر تشددا في دعم الموقف الإسرائيلي، موضحا أن "طاقم ترامب غير معني بالاعتبارات القيمية والإنسانية إلا كما هي بمقياس إسرائيل".
ويلفت جبارين إلى أن نتنياهو يحاول استغلال الفترة الانتقالية في الإدارة الأميركية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية، مع محاولة تأجيل المفاوضات الحقيقية للمرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة إلى ما بعد وصول ترامب للبيت الأبيض، مضيفا أن "نتنياهو يعلم جيدا أن ترامب ليس كبايدن والجمهوريين ليسوا كالديمقراطيين".
وعن مرونة حماس في المفاوضات، أكد زياد أن الحركة أبدت مرونة كبيرة في عدة مسائل، منها توقيتات الانسحاب وإعادة الانتشار ومفاتيح الأسرى وتوقيتات عودة النازحين، لكنها "لا يمكن أن تتنازل أكثر من ذلك لأنها تتعامل مع شخص ابتزازي".
إعلانويخلص الدكتور منيمنة إلى أن إسرائيل تواجه معضلة إستراتيجية على المدى البعيد، حيث إن "الفلسطينيين لا يزالون هم الأكثرية في فلسطين التاريخية وهي أكثرية إلى تزايد فيما إسرائيل… أقلية إلى تناقص"، مشيرا إلى أن نتنياهو واليمين الإسرائيلي "قطعا السبيل أمام إمكانية التعايش والصلح والسلام على المستقبل البعيد".
وفي ظل هذه التعقيدات، يرى جبارين أن الوضع الحالي "ليس منظرا شاذا" في الديمقراطية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن "أغلبية الاتفاقات التي أبرمت في داخل إسرائيل أبرمت رغم وجود معارضة في داخل الشارع"، وأن المعارضة غالبا ما تحاول ترتيب سلم الأولويات للحكومة.