تاج من السعف يعلو الرؤوس والأيادي تحمل صلبان السعف، وسنابل القمح، يجري الأطفال من الشوارع إلى مدخل الكنائس، مٌرددين «أوصنا ابن داود» في فرحة وبهجة تعلو الوجوه، هذا المشهد  كان جليا في مُحيط كل الكنائس القبطية الأرثوذكسية على رأسها كنائس الإسكندرية.

ذلك المشهد السعيد، كان أبطاله صُناع السعف الذين مكثوا بجوار الكنائس قبل 24 ساعة من ذلك العيد، يُضفرون السعف بأشكال مختلفة تُضفي رونق العيد، دون اقتصاره على مجرد حمل جريد السعف الخام.

«نزيه» 30 عاما من صناعة السعف في الإسكندرية 

نزيه رويس، رجل ستيني تعلو الابتسامة وجهه دائما، يتخذ ركنا داخل ساحة الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، رفقة أولاده الثلاثة وكلا منهم يُضفرون السعف بأشكال مُختلفة ما بين تاج للرأس وقلب كبير وصليب، مُشكلين السعف بالورود و«الجليتر»، إضافة إلى طابع فني يجذب المُصلين إليهم.

«30 سنة متعود احتفل بحد السعف في المرقسية، بجيب الجريد وأضفره أنا وولادي، وكل سنة بنحاول نحط بصمة جديدة عشان الناس تنبسط من الأشكال وهي داخلة الكنيسة» هكذا تحدث «نزيه» بينما أنامله تُداعب السعف في شكل سريع فيتحول إلى شكل صليب في قرابة 5 دقائق فقط.

ذلك المعدل يعد أسرع من الطبيعي في تضفير الصلبان من السعف، وهو الأمر الذي أرجعه الرجل إلى عنصر الخبرة: «إيدي بقت تضفر لوحدها من غير ما أحس، وحتى أولادي زي حالاتي من التعود».

وأشار إلى أن أبناءه اقترحوا عليه إضافة وردة في متوسط كل صليب وقلب، بالإضافة إلى تزيين «التيجان» والقلوب بالجليتر ليكون عملا فنيا: «حطينا كلمة ربنا موجود على التاج عشان يكون الشكل جميلا ومختلفا عن أي تاج تاني والناس حبت الفكرة».

«هاني» يصنع السعف للتبرك 

من الكاتدرائية المرقسية وسط الإسكندرية إلى كنيسة القديسين شرقا، كان شاب ثلاثيني يدعي «هاني جرجس»، جالسا في الشارع المؤدي للكنيسة وحوله مئات السعف يٌشكلهم بمهارة: «إحنا ورثنا تضفير السعف أبا عن جد، وبنورثه لعيالنا، والموضوع مش مجرد أنه باب رزق، لأ طبعا، دي عادة سنوية.. بنفرح بها وبنفرح بها غيرنا» هكذا تحدث وهو يقدم السعف للأطفال الذين التفوا حوله لشراء الأشكال التي تعجبهم.

وأضاف هاني لـ«الوطن»، أنه لا يشعر بأجواء العيد إلا إذا جلس وصنع السعف بيده «بنحب نفرح الناس ونأخد بركة أكتر من كونها شُغلانة هدفها المكسب، لأن دي مش شُغلانة دي حاجة مرتبطة بمناسبة لمدة يوم واحد بس في السنة».

وأوضح أن الأسعار مثل الماضي السعفة بلغ ثمنها 20 جنيها، فيما توجد صلبانا مُدفرة من السعف مُسبقاً تبدأ ب40 جنيها، وترتفع وفقاً للحجم، فيما يبلغ ثمن السُنبلة 20 أو 30 جنيها أيضاً.

الأقباط يشكلون السعف بطرق بسيطة 

بمجرد شراء السعف يتجه الأقباط إلى الكنائس يرددون لحن: «في الطريق فرشوا قُمصان، ومن الشجر قطعوا أغصان، وهم يصيحون بالألحان أوصنا ابشيري أن دافيد».

داخل الكنيسة كان يجلس موريس رمزي، رجلا أربعينيا، وبجواره طفلاه صغار، يصنع لهما أشكالا من السعف على رمز «الأتان» الذي ركب عليه السيد المسيح، مُشيرا إلى أنه مرتبط بالحدث كما أنه أسهل المجسمات صنعا حيث لا يأخذ منه أكثر من 10 دقائق، بينما مُجسمات القلوب والصلبان هي الأكثر تعقيدا حيث تأخذ منه وقت قرابة الساعتين كونه غير متمرس.

وأشار إلى أن هناك أشكال سهلة يتم تشكيل السعف منها مثل «الخاتم والغويشة» لا يأخذون أكثر من دقيقة: «بنعملها نفرح الأطفال ونعرفهم أن من حوالي 2000 سنة الناس استُقبل السيد المسيح بالسعف وفرشوا القمصان، وإن كل سنة بنعيد نفس الذكرى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أحد السعف أحد الزعف الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية السعف فی

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس الثاني يترأس قداس أحد الشعانين في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الأحد، قداس عيد “أحد الشعانين” في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بمحطة الرمل في الإسكندرية، وسط حضور شعبي واسع من أبناء الكنيسة، وعدد من الآباء الأساقفة والكهنة، في أجواء يملؤها الخشوع والفرح الروحي.

طقس مهيب وأجواء شعبيّة

بدأ القداس بطقس دورة الشعانين التي تجوب الكنيسة، حيث يحمل الكهنة أيقونة السيد المسيح ويطوفون بها وسط تسابيح “أوصنا في الأعالي” ووسط المصلين الذين زيّنوا المكان بأغصان الزيتون وسعف النخيل. وارتدى الشعب ملابس العيد، وحرصوا على حضور الصلوات منذ الصباح الباكر حاملين تيجان السعف المصنوعة يدويًا، في مشهد سنوي متجدد يعكس ارتباط الأقباط بطقوس كنيستهم.

كلمة البابا: الشعانين هو عيد المحبة والسلام

وألقى قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة روحية تناول فيها معاني المناسبة، حيث قال:

“عيد الشعانين هو عيد المحبة والسلام، دخول السيد المسيح إلى أورشليم كان دخول الملك المتواضع الذي حمل خلاص البشرية، وفتح أمامنا طريق الحياة الأبدية. ندعو الجميع اليوم أن يستقبلوا المسيح داخل قلوبهم، بتوبة حقيقية ومحبة لكل الناس.”

تأمين وتنظيم واستعدادات لأسبوع الآلام

شهد محيط الكاتدرائية تواجدًا أمنيًا مكثفًا لتأمين القداس، إلى جانب فرق الكشافة والخدام الذين تولّوا تنظيم دخول وخروج المصلين وتوزيع السعف على الحضور. كما أعلنت الكنيسة عن برنامج أسبوع الآلام، والذي يبدأ عقب هذا العيد مباشرة، ويتضمّن صلوات البصخة المقدسة طوال أيام الأسبوع، ثم “خميس العهد”، و”الجمعة العظيمة”، وينتهي بعيد القيامة المجيد.

أحد الشعانين.. من أهم الأعياد القبطية

يُعد “أحد الشعانين” أحد الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويُحيي ذكرى دخول  المسيح إلى أورشليم حيث استقبله الشعب بالأغصان والسعف، مردّدين “أوصنا لابن داود”، ويتميز الطقس فيه بالفرح الظاهري الذي يسبق أسبوعًا من التأملات والآلام، وصولًا إلى فرح القيامة.

مقالات مشابهة

  • وسط تشديدات أمنية .. كنائس جنوب سيناء تحتفل بأحد الشعانين
  • بالسعف.. أقباط الفيوم يحتفلون بأحد "الشعانين"
  • تزينت بسعف النخيل.. كنائس أسيوط تحتفل بأحد الشعانين.. صور
  • السعف يزين الكنائس.. بدء صلاة قداس أحد الشعانين بالبحيرة| شاهد
  • الأقباط يحتفلون بأحد الشعانين في دير الأنبا متاؤس الفاخورى بإسنا جنوب الأقصر
  • صلوات قداس أحد الشعانين بحضور البابا تواضروس من الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية..صور
  • سعف النخيل يزين الكنائس.. بدء قداس أحد الشعانين في كنيسة الشهيد أبي فام الجندي بقنا
  • البابا تواضروس الثاني يترأس قداس أحد الشعانين في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية
  • الكنائس تحتفل به غدًا.. لماذا يسمى أحد السعف عند الأقباط بهذا الاسم؟
  • غدا .. الكنائس تحتفل بأحد الشعانين والزعف يملأ الأجواء فرحا