عربي21:
2024-12-18@13:20:08 GMT

ضوء الأضواء الذي جاء غزة.. من أقصى المدينة

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

".. ما رأيته في أكبر جامعات أمريكا ما كنت أصدقه لو لم أره بنفسي، تضييق وانتهاكات وفض بالقوة واعتقالات وعنف وتخويف وتهديد وشيطنة للمحتجين على الحرب، وترهيب لوسائل الإعلام غير الحليفة والتضييق عليها.. تصاعد الاحتجاجات واتساع نطاقها مؤلم وفاضح للسردية الكاذبة، وهذا سر هذه الهستيريا".. هكذا علق الصديق الكريم عبد الفتاح فايد، مراسل قناة الجزيرة في أمريكا، على حركة طلاب الجامعات الأمريكية الفائرة الثائرة ضد إسرائيل والغرب، وما تفعله إسرائيل باسمهم واسم حضارتهم في غزة، من إبادة جماعية وتقتيل وتهديم وتدمير لكل شيء، كل شيء بالمعنى الحرفي و"التلمودى" إذا أردت.



* * *

وإذا كان الطلاب الآن يعكسون "القلب الجماعي" النابض بالحزن، الموغل في الألم على ما يرونه في غزة، فما سيفعله بعض الأساتذة سيكون بطبيعة الحال أعمق وأوسع تأثيرا، وسيكون هذا التأثير في مداه المديد حين يأتي صوته من عمق الأعماق، من شخصية يهودية جامعية مثل نعومي كلاين.. والتي ستستدعى في خطاب لها أهم وأخطر وأقوى ساعة في "تاريخ الشخصية اليهودية".. بل وفي تاريخ الإنسانية إذا جاز لنا أن نعتبر أن الشخصية اليهودية ما هي الا الشخصية الإنسانية في ضيقها وتمردها.. كما قال لنا أستاذ كل الأجيال د. عبد الوهاب المسيري (ت: 2008م) رحمه الله.
إذا كان الطلاب الآن يعكسون "القلب الجماعي" النابض بالحزن، الموغل في الألم على ما يرونه في غزة، فما سيفعله بعض الأساتذة سيكون بطبيعة الحال أعمق وأوسع تأثيرا، وسيكون هذا التأثير في مداه المديد حين يأتي صوته من عمق الأعماق
الحاصل أن د. كلاين ستحدثنا عن ساعة رجوع سيدنا موسى عليه السلام من ميقات ربه، إلى حيث وجد قومه الذين كان قد غادرهم للتو، وأخاه هارون بينهم. ذهب ليعود، أي ذهاب كان، وأي عود سيكون..!

ستقرأ لنا صاحبة كتاب "عقيدة الصدمة" ناعومي كلاين (54 عاما) هذه الساعة قراءة أخرى، قراءة تمثل "ضوء الأضواء" كما يقولون: ".. كنت أفكر في موسى، وغضبه عندما نزل من الجبل، ليجد بني إسرائيل يعبدون "عجلا ذهبيا"، هناك طريقة أقل حرفية لفهم هذه القصة، فالأمر يتعلق بالأصنام الكاذبة، يتعلق بميل الإنسان إلى عبادة ما هو دنيوي ولامع، والنظر إلى الصغير والمادي، بدل الكبير والمتعالي.."..

وتكمل كما جاء في خطابها الذي نشرته الجارديان البريطانية يوم الأربعاء الماضي (24 نيسان/ أبريل) ".. لا نحتاج ولا نريد وثن الصهيونية، نريد التحرر من المشروع الذي يرتكب الإبادة الجماعية باسمنا، نحن نسعى للتحرير من الدولة العرقية التي تريد أن يشعر اليهود بالخوف الدائم، حتى نركض إلى حضنها وتحت قبتها الحديدية.. لا يقتصر الأمر على نتنياهو.. بل العالم الذي أوجد نتنياهو.. عالم الصهيونية..".. هكذا قرأ العالم كله تلك الكلمات من امرأة يهودية.. لا تمثل ذاتها الشخصية أو الموضوعية أو العلمية فقط، بل تمثل الإنسانية كلها، الآن وأكثر من أي وقت مضى.

* * *

وسواء كان الإنسان يدرك الكذب أو لا يدركه، فإنه دائما على وعى بأنه على مشهد منه..

هكذا سيكون علينا في هذه الأيام، ونحن نتابع الحراك الذي يتسع كل يوم في الجامعات الأمريكية، أن نستعيد بالذاكرة مشهد مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إيردان (53 سنة) وهو يرد على النبيل البرتغالى أنطونيو جوتيريش (75 عاما)، أمين عام الأمم المتحدة، يوم 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حين قال: "7 أكتوبر لم يحدث من فراغ".. قائلا له بكل ما يحمله طابعه من كراهية مكنونة للبشر: "أين تعيش يا رجل؟"..

ولن يكون مهما هنا أن نسأل عن شعوره وهو يرى ما يراه العالم.. وأين؟ في جامعات أمريكا.. بل وفي أكثرها وصلا واتصالا بهذا الصراع، جامعة كولومبيا، جامعة إدوارد سعيد (ت: 2003م) صاحب أحد أهم الأعمال الفكرية في القرن الماضي، كتاب "الاستشراق" الذي صدر سنة 1978م، والذي -وياللمفارقة- كان ينتظر 7 أكتوبر لتُقرأ صفحاته سطرا سطرا، وتتلى فصوله فصلا فصلا، في وجوه وعيون وتصريحات بايدن وبلينكن وسوليفان وباقي الجوقة في أوروبا..

كيف يجرؤ جوتيريش ويربط في هذا الصراع التاريخي الطويل أحداثه ببعضها بعضا؟ ما جاء منه، وما بُنى عليه..؟!!

لا أصل عندهم للصراع، ولا حروبه، ولا قراراته الأممية، ولا مؤتمراته الدولية، ولا أي شيء يمنحه قوة وامتلاء وزخما وحقا حقيقا..

القصة كلها بدأت يوم 7 أكتوبر، حيث كان السلام والرخاء يفترشان كل أراضي الضفة وغزة، بل وكانت الأمن والأمان يعمان المكان كله!!
إسرائيل/ الغرب، لا يريدان لأي شيء لهما فيه مصلحة كبرى وهامة، أن يتخذ أي شكل من "الوحدة والاتصال"، لأن هاتين الصفتين تمنحان أي حقيقة (مادية أو معنوية) قوة وصلابة، وتظهر وجه الحق فيها كشمس النهار، وهذه طبيعة الأشياء، كما هي دائما، وكما كانت دائما
لا تعليق بالفعل سوى أن هناك "صفة مفقودة" عند هؤلاء القوم في الغرب، وغائبة تماما في كل ما يقولونه ويفعلونه، وتلك الصفة هي "الإنسانية"!

* * *

وسنتوقف هنا قليلا أمام هسترة وهياج "إسرائيل/ الغرب" من جملة النبيل جوتيريش الشهيرة، والتي ستبقى ما بقي هذا الصراع: "7 أكتوبر لم يحدث من فراغ".

فإسرائيل/ الغرب، لا يريدان لأي شيء لهما فيه مصلحة كبرى وهامة، أن يتخذ أي شكل من "الوحدة والاتصال"، لأن هاتين الصفتين تمنحان أي حقيقة (مادية أو معنوية) قوة وصلابة، وتظهر وجه الحق فيها كشمس النهار، وهذه طبيعة الأشياء، كما هي دائما، وكما كانت دائما.

ولنا أن نتخيل أن إسرائيل، في أحد أهم أدوارها "الوظيفية"، هي لمنع اتصال الشرق الإسلامي بغربه، والذي هو أصلا، وكما سنتذكر، تم منع وحدته واتصاله جغرافيا وسياسيا بكل الألاعيب والمؤامرات، وما كانت قصة سايكس بيكو (1916م) كلها إلا لأن ذلك كذلك.

فهل تتخيل أن يسمح لك أحد بالحديث عن هذا الصراع الخطير كوحدة واحدة، وأحداث متصلة؟ وبما يكسبه قوة وصلابة، تظهر وتبين وجه الحق فيه؟

دعونا نتلو سطرا واحدا من "كتاب الحقيقة" كما حدثت، وكما هي: حماس انتصرت من يوم 7 أكتوبر وانتهت المهمة.. والباقي سينهض به الزمان.

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه جامعات الاحتجاجات إسرائيل إسرائيل امريكا احتجاجات فلسطين جامعات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الصراع

إقرأ أيضاً:

مدرب كوت ديفوار يتحدث عن امكانيه مواجهة مصر في أمم أفريقيا المقبلة

تحدث إيميرس فاييه مدرب منتخب كوت ديفوار، عن مدى صعوبة المنافسة في بطولة كأس أمم إفريقيا 2025.

بشير التابعي : التعاقد مع جرس أول قرارات مجلس الزمالك الصائبة

وقال فاييه في تصريحات لبرنامج كورة كل يوم مع كريم حسن شحاتة على قناة الحياة: "المنافسة في كأس أمم إفريقيا 2025 ستكون صعبة جدا، خاصة مع تواجد منتخبات قوية جدا مثل مصر والمغرب والسنغال والجزائر وغيرهم".

وتابع: "مصر بالطبع ضمن المرشحين للفوز بكأس أمم إفريقيا 2025 مثل كل بطولة، خاصة مع وجود صلاح هم يعتبرون كالجنود في ميدان الحرب، ولا يحبون الهزيمة في أي لقاء".

وأكمل: "لا أتمنى أن نواجه مصر في كأس أمم إفريقيا 2025، لأن مبارياتنا دائما معهم تكون صعبة ويضغطون علينا دائما".

وأتم: "الدوري المصري يعتبر هو الأقوى في قارة إفريقيا بالكامل، خاصة مع مشاركة الفرق المصرية كل عام في البطولات الإفريقية وفوزهم بها مثلما فعل الأهلى والزمالك العام الماضي، بجانب اللاعبين المميزين الذين يخرجون منه دائما".

مقالات مشابهة

  • شجرة الكريسماس: الرمز التاريخي للفرح والأمل في عيد الميلاد
  • شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة ورقصات فاضحة.. مطربة سودانية صاعدة تغني في حفل خاص بالقاهرة وتخطف الأضواء بجمالها الملفت
  • إيطاليا: مستعدون للتحاور مع السلطة الجديدة في سوريا.. لكن "بحذر"
  • الأسلحة الكيميائية وسر نظام الأسد المظلم الذي تخشاه إسرائيل والغرب
  • روني كاسريلز.. حان الوقت لتغيير حق الفيتو الذي يحمي إسرائيل
  • زيزو يخطف الأضواء في حفل جوائز كاف 2024
  • أحب رسم الوجوه لأن عنوان الحكاية دائما يبدأ منها
  • خبير: إسرائيل استغلت عملية 7 أكتوبر لتحقيق أهدافها في المنطقة
  • "مكي".. المدرب الطموح يقود المقاولون للانفراد بصدارة دوري المحترفين
  • مدرب كوت ديفوار يتحدث عن امكانيه مواجهة مصر في أمم أفريقيا المقبلة