انتفاضة الطلاب في الولايات المتحدة وتشكيل الهوية
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
أثناء إعدادي لفيلم عن جماعات مناهضة الحرب على العرق وأفغانستان في بريطانيا، أنصتّ باهتمام لشاب من أصول صومالية قضى طفولته في الخليج العربي قبل أن ينتقل مع أسرته لبريطانيا. كانت مظاهرات الحرب ضد العراق قبل عشرين سنة الوسيلة الوحيدة التي تفاعل من خلالها مع مكونات ثقافية وعرقية متباينة في بريطانيا البلد الذي نشأ وتعلم فيه، قبلها كان يعيش ويتعامل بشكل رئيس داخل مجتمعه المحلي الذي يشبهه.
وعندما أنظر إلى تصريحات الطلاب المحتجين في الجامعات الأمريكية ألمس الشيء نفسه؛ هذه هي الفرصة الوحيدة تقريبا التي توحد مكونات متباينة من الشباب تحت راية إنسانية وأخلاقية جامعة بعيدا عن نمط الحياة الاستهلاكي والنفعية المحضة، هي الفرصة شبه الوحيدة التي تجمع طبقات اجتماعية متباينة تحت راية واحدة، ويا للمصادفة هي قضية عربية وإسلامية مركزية.
الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مجرد مؤسسات تعليمية، فهي قلاع اقتصادية ومقرات صناعة فكرية ثقيلة ومفرخة للنخب وعلماء نوبل، وهذا يفسر ربما سر الذعر الرسمي الأمريكي والإسرائيلي من هذه المشاهد وهذا الحراك؛ لأن الأمر تجاوز السياسة والمفاوضات إلى تشكيل ذاكرة الجيل الجديد بمشاهد وتجارب غير مسبوقة
يمكن قول كثير من التحليلات والمفارقات في مشاهد الطلاب الذين أشعلوا الجامعات الأمريكية وغطت أخبارهم على التدفق الإخباري المأساوي القادم من غزة، وكأنها عدوى الكرامة والعزة قد مستهم على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. ولكن البعد الثقافي والحضاري وتشكيل الهوية هو ما يهمنا في هذا المقال، إذ لا يمكن أن نفصل ما ناضل من أجله إدوارد سعيد أكاديميا في جامعة كولومبيا نفسها ومن بعده رشيد خالدي وجوزيف مسعد؛ عن مشهد الطلاب الممددين على بساط الجامعة الأخضر يقرأون كتب وروايات غسان كنفاني المترجمة؛ ملحمة لم يكن الخيال يصل إليها مصورة في السينما أو الدراما قبل أن تنقلها لنا نشرات الأخبار.
إن الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مجرد مؤسسات تعليمية، فهي قلاع اقتصادية ومقرات صناعة فكرية ثقيلة ومفرخة للنخب وعلماء نوبل، وهذا يفسر ربما سر الذعر الرسمي الأمريكي والإسرائيلي من هذه المشاهد وهذا الحراك؛ لأن الأمر تجاوز السياسة والمفاوضات إلى تشكيل ذاكرة الجيل الجديد بمشاهد وتجارب غير مسبوقة. فأن يقف مثلا طالب أسود البشرة متحدثا باسم الطلاب المعتصمين في جامعة كولومبيا يعرض مطالب المحتجين التي تتجاوز موضوع غزة وتشمل تحرير فلسطين؛ فهذا أمر له ما بعده.
الحراك الطلابي غير المسبوق يدمج العملية السياسية داخل البنية المهنية للأساتذة والباحثين والطلاب. ويا للعجب، فإن هذا التشكيل غير المتجانس من البشر من مختلف المشارب يخرج أفضل ما فيه أخلاقيا وتنظيميا بخلاف النظريات السائدة والأفكار المسبقة
إن العلاقة بين المواطن الأمريكي أو الأوروبي وبين العملية السياسية تقف بشكل رئيسي عند التصويت في الانتخابات، ونمط الحياة المتسارع والقاسي على الجميع يمنع معظم الناس من المشاركة في أنشطة الشأن العام، اللهم إذا احترفوا العملية السياسية. ولهذا فإن معظم أبناء الأقليات الذين دخلوا إلى العملية السياسية في الغرب دخلوها كما لو كانت مهنة مستقلة ينتقلون فيها من منصب لمنصب، سواء بالانتخاب أو بالتعيين في إحدى الجهات عن طريق الحزب الذي ينتمون إليه وليس نشاطا عاما، الأمر الذي يحرم كثيرين من المساهمة الفعالة في القضايا العامة لأنه لم تتح لهم الفرصة نفسها ومستحيل أن يسمح لهم نمط المعيشة بالجمع بين الأمرين.
ولهذا فإن هذا الحراك الطلابي غير المسبوق يدمج العملية السياسية داخل البنية المهنية للأساتذة والباحثين والطلاب. ويا للعجب، فإن هذا التشكيل غير المتجانس من البشر من مختلف المشارب يخرج أفضل ما فيه أخلاقيا وتنظيميا بخلاف النظريات السائدة والأفكار المسبقة؛ تلك الأفكار التي تروج لمفهوم همجية الرجل الأسود أو إرهاب المسلمين أو معاداة سامية مناصري القضية الفلسطينية.
twitter.com/HanyBeshr
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتجاجات الجامعات فلسطين امريكا احتجاجات فلسطين جامعات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیة السیاسیة
إقرأ أيضاً:
محافظ بني سويف يتابع انتظام سير العملية التعليمية بقرية الميمون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تفقد الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، مدرسة الشهيد سعيد سلامة الإعدادية المشتركة بقرية الميمون التابعة لإدارة الواسطى، لمتابعة سير الدراسة والاطمئنان على انتظام العملية التعليمية والوقوف على الحالة العامة للمدارس بمختلف المراحل، وذلك ضمن برنامجه الميداني لمتابعة مستوى الخدمات المقدمة في القطاعات الحيوية والمرافق الخدمية التي تتماس مع احتياجات ومطالب واهتمامات المواطنين .
محافظ بني سويف يستمع لآراء وانطباعات الطلاب حول نظام التقييم الأسبوعيواطمأن المحافظ على انتظام وسير الدراسة بالمدرسة وتواجد أعضاء التدريس والإداريين، متفقدا عددا من الفصول وتابع جانبا من شرح المدرسين في مادتي العلوم والرياضيات، موجها باستمرار متابعة نسب ومعدلات حضور وغياب الطلبة وتحقيق الانضباط العام داخل المدارس والالتزام بخطة تدريس المناهج، بجانب متابعة حالة النظافة داخل المدارس ومنع الإشغالات بمحيطها وتذليل كافة العقبات لتوفير المناخ المناسب لكافة أطراف وعناصر المنظومة
وحرص المحافظ على متابعة أحد الأنشطة الطلابية ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية "بداية"، وتضمن إجراء محاكاة "مناظرة" بين الطلاب حول آرائهم وتجربتهم عن"نظام التقييمات الأسبوعية"، حيث ناقش المحافظ كلا الطرفين"المؤيد أوالمعارض" لنظام التقييمات، مؤكدا أهمية أن يعبر الجميع عن رأيه بكل حرية وأن يكون هذا الرأي نابعا من قناعة الطالب ووجهة نظره الشخصية"، حيث أوضح الطرف المؤيد مزايا التقييمات من حيث تقليل نسبة غياب الطلاب وزيادة واستمرار حضورهم والتواجد حتى قبل الامتحانات بوقت قصير على خلاف السابق، فيما رأى الطرف المعارض أن التقييمات قد ترهق الطلاب والمدرسين على حد سواء وأنها قد لا تراعي بعض الظروف القهرية التي يضطر فيها الطالب للغياب لأى موقف طارئ
كما تفقد المحافظ معرض الأنشطة الطلابية والذي ضم العديد من الأعمال الأدبية والثقافية والفنية ومُجسمات لمعالم و أثرية وتاريخية ولوحات عن أهم إنجازات الدولة المصرية والمشروعات القومية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي،بجانب تفقد مكتبة المدرسة والإطلاع على أنشطة المكتبة ومتوسط تردد الطلاب عليها في غير مواعيد الحصص المخصصة لها للإطلاع والقراءة واستعارة الكتب، مؤكدا أهمية تفعيل الأنشطة التربوية في كافة المجالات الرياضية والاجتماعية والثقافية، لتأثيرها الإيجابي على المنظومة التعليمية، لاكتشاف المواهب الطلابية وتطوير وصقل مهاراتهم الشخصية.
من جهتها أضافت وكيل التعليم،أن المدرسة تحمل اسم الشهيد سعيد سلامة عبد العزيز صبرة، وهي من المدارس الحاصلة على شهادة الاعتماد والجودة، وتعمل بنظام الفترتين"صباحي ومسائي"ويبلغ إجمالي عدد الطلبة بها 2897 طالباً وطالبة موزعين على 67 فصلاً دراسيا، حيث ينتظم في الفترة الصباحية 1456 طالباً وطالبة داخل 34 فصلاً دراسيا من الصف الأول الإعدادي" بنات فقط" ومن الصف الثاني "بنين وبنات"، فيما ينتظم في الفترة المسائية أكثر من 1440 طالباً وطالبة موزعين على 33 فصلاً دراسيا، ويشمل : الطلاب "بنين"بالصفين الأول والثاني الإعدادي، وطلبة وطالبات الصف الثالث الإعدادي.
رافق المحافظ خلال الزيارة: النائب أحمد محسن عضو مجلس الشيوخ ، د. أمل الهواري وكيل وزارة التربية والتعليم، حمادة راضي رئيس مركز ومدينة الواسطى، نبيل محمد مدير إدارة تعليم الواسطى، أشرف مليجي نائب رئيس المدينة ، محمد حسين مدير المدرسة.