«هاني» يصطحب أسرته لـ«تضفير السعف» في عيد الشعانين: عادة عن جدي
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
في كل عام، ينطلق هاني بركات سائق بسيط في الأربعين من عمره من مدينة كرادسة إلى شبرا الخيمة، حاملاً معه عبق التاريخ وبهجة الإيمان، رحلة لا تُقاس بمسافتها (28 كيلومترًا) بل بقيمتها، رحلة تُعيد إحياء عادة موروثة من جده، رحلة تُضفي على عيد الشعانين نكهة خاصة.
داخل أسوار الكنيسة، يفترش «هاني» سعف النخيل، يداه تتقنان فنّ التضفير والتشكيل، ليخرج من بين أصابعه أشكالٌ تُجسّد الحب والعطاء والفرحة، جاذبةً أنظار المسيحيين والمسلمين على حدٍ سواء.
«منذ طفولتي، وأنا أشاهد جدي يُضفر السعف ببراعة، فحاولت تقليده مرة تلو الأخرى، حتى أتقنت فن صنع القلوب والصُلبان والخواتم والتّيجان»، يقول «هاني»، مُضيفًا «مع مرور الوقت، أصبحت أُشارك في هذه العادة كل عام، ليس فقط لإسعاد عائلتي، بل لإضفاء البهجة على قلوب جميع من يُشاهدون إبداعاتي».
مشهد يجسد الإيمان والفرحةلا يقتصر إبداع «هاني» على صنع أشكال السعف فقط، بل يُشارك في جوهر عيد الشعانين، إذ يرى في كل قطعة سعف تُزيّن الكنيسة تجسيدًا لِاستقبال المسيح في القدس، حين فرش اليهود أغصان الزيتون وسعف النخيل على الأرض ليُسيروا عليها.
«إنه مشهدٌ يُجسّد إيماننا وفرحتنا» يقول «هاني» في حديثه مع «الوطن»، مُضيفًا «سعادتي لا تقتصر على المسيحيين فقط، بل تُشاركهم الفرحة عائلات مسلمة كثيرة تُقبل على شراء أشكال السعف المُتنوعة، لتزيين بيوتها وتُضفي عليها لمسة إيمانية مميزة».
بهجة وعادة مقدسةمع كلّ قطعة سعف يُشكّلها «هاني» يُضفي بهجةً على قلوب الناس، ويُحافظ على عادة مُقدّسة تُمزج بين الدين والثقافة والتاريخ، وتُؤكّد روح التعايش والاحترام بين مختلف مكونات المجتمع.
«إنّها هوية ورثتها عن جدي، وسأحرص على نقلها لأجيالٍ قادمة» يختتم «هاني»، حديثه بابتسامة عريضة تُجسّد شعوره بالفخر والسعادة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أحد السعف أحد الشعانين أحد الشعانين 2024 بائع
إقرأ أيضاً:
العثة الأممية تؤكّد ضرورة وضع حدّ لجميع أشكال «الخطاب التحريضي»
نظمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ندوة نقاشية على مدى يومين بمشاركة أعضاء من اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، والمراقبين المحليين لوقف إطلاق النار، وأعضاء من اللجنة الفرعية للترتيبات الأمنية، وذلك “لبحث وتقييم ظاهرة تفشي خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والخطاب التحريضي عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي في ليبيا“.
وتركّزت المناقشات على التأثير الضار لهذا الخطاب على “ثبات اتفاق وقف إطلاق النار وعلى النسيج الاجتماعي في ليبيا بشكل عام، بالإضافة إلى بحث سبل معالجة هذه الظواهر في سبيل الحد منها، استناداً على المادة الخامسة من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2020”.
وأكدت “بعثة الأمم المتحدة على الحاجة الملحّة لوضع حدّ لجميع أشكال الخطاب التحريضي الحالي في وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي والتصدي للمحاولات المتعمدة لتعميق الانقسامات بين أبناء الشعب الليبي، التي تهدد الوحدة الوطنية، القائمة على التنوع الثقافي الغني”.
ودعت البعثة الحكماء والسلطات المحلية والوطنية إلى “تكثيف الجهود لخفض حدة التوترات الخطابية ومعالجة الأسباب الجذرية للتصعيد الراهن”.