تفتحها عليك من حيث لا تدري أو تحتسب.. فضل الدعاء بأسماء الله الحسنى
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك دعوة قرآنية تفتح للعبد أبواب الإقبال على الله - سبحانه وتعالى-، وهي قوله - عز وجل-: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [سورة الأعراف: الآية 180].
وأضاف "جمعة" أنه في الحديث الشريف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أعلمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحًا".
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن أسماء الله - تعالى- تنقسم إلي ثلاثة أقسام، هي: "أسماء الجمال" وعلي المؤمن التخلق بها، فعليه أن يرحم الناس تخلقا باسم الله "الرحيم" ، وعليه الصبر إتباعا لاسم الله "الصبور"، و"أسماء الجلال" وعلي المؤمن التعلق بها دون التخلق، فهي لله وحده لا ينازعه فيها أحد من مخلوقاته، فعلى المؤمن أن يمسك نفسه عن القهر والتكبر والجبروت، وأخيرا "أسماء الكمال" وعلي المؤمن أن يحبها ويصدق بها، فيعلم ويوقن أنه - سبحانه - هو الله الأول والآخر والظاهر .
ولفت الدكتور على جمعة، في وقت سابق، إلى أن الله - تعالى- من أسمائه "القهار"، وأن الله قاهر فوق عباده، فاذكروا "القهار" فإنه يزلزل الكائنات وينصر المؤمنين ويثبت القلوب، مضيفًا:" اذكروا ليل نهار "يا قهار" حتى يكشف الغمة وينصر عباده المؤمنين".
أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه ترتدي تاجا من نور يوم القيامة.. الفوز العظيم لمن علم أبنائه هذا الذكروأفاد "جمعة" عبر الفيسبوك لابد أن يتذكره المسلمون مرةً أخرى- القهار" وألا يستهينوا به، فإن به من تثبيت القلوب ومن نزع الإنسان مما هو فيه إلى دائرة الله تعالى ورحمته، ولا يستخفن أحدكم بذكر الله، ولا بأن هذا ليس هو الطريق الذي نحرر به أوطاننا ، أو نقاوم به أعداءنا فإنه لا حول ولا قوة بنا.
وتابع المفتي السابق: قد أمرنا الله عند الضعف أن نذكر اسمه {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُون} ولا تعلم ما الله فاعل في هذه الحياة الدنيا وفي هؤلاء الناس.
وقال علي جمعة، إن البُشرى بتحسين الواقع وتغييره إلى الأفضل، تتحقق بأمرين هما: الرضا والتسليم، موضحًا الفرق بينهما، على أن الرضا يكون بالواقع، التسليم يكون بالمستقبل.
ونبه أن من مقتضيات الرضا، عدم الاعتراض على الحال الذي يعيش فيه الإنسان، لافتًا إلى أن من مقتضيات التسليم، الإعداد كما قال تعالى:« وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ »الأنفال.
ونوه أن قوله -تعالى- :« وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)» البقرة، يدل على الرضا بالواقع بالمقاتلة في سبيل الله الذين يقاتلوننا، موضحًا أن التسليم بالمستقبل يكون بعدم الاعتداء عل الغير.
وأكد أن هناك علاقة وثيقة بين البشرى والإيمان، موضحًا أن العبد لا يشعر بالبشرى وآثارها إلا إذا كان مؤمنًا عالمًا بحقيقة«لا حول ولا قوة إلا بالله» وأن الأمر كله لله، راضيًا بالله ربًا وبما ارتضاه لنا من الواقع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اسماء الله الحسنى
إقرأ أيضاً:
5 كلمات حث عليها النبي أمته.. اعمل بهن وعلمهن لغيرك
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: «مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ»؟ فقلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدَّ خمسًا: وقال: «اتَّقِ المَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ». [أخرجه الترمذي].
نعمة الرضاقال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن من أعظم النعم هي نعمة الرضا، لافتا إلى أن الرضا عن الله ليس فقط شعوراً داخلياً، بل هو منهج حياة يجب أن نسعى لتحقيقه.
وقال الشيخ رمضان عبدالمعز، خلال تصريح: "ما هي السبل التي توصلك إلى رضا الله؟ الإجابة ببساطة: إذا نلت رضا الله، فقد نلت كل شيء، وإذا لم تنل رضاه، فإنك في حقيقة الأمر لم تنل شيئاً. غاية الإنسان أن يرضى الله عنه، فإن رضي الله على العبد يسر له أمر دنياه وأكرمه في آخرته".
وأكد: "من لا يستطيع إرضاء كل الناس فلا بأس، ولكن إرضاء الله هو غاية يجب ألا تترك، فالرضا عن الله هو مفتاح كل خير، كما قال تعالى: (وَيُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)، وهذه هي قمة الفلاح والفوز".
مظاهر الرضاوقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإيمان بالقدر خيره وشره، وهو من أهم مظاهر الإيمان بالله، حيث يعني الرضا بالله ربا وحاكما، وهو كذلك ثمرة الإيمان بالله وحلاوته. ويتمثل دستور الإيمان بالقدر في قوله تعالى : ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ ، وما قاله عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه: «يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله ﷺ يقول : « إن أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب. قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ». يا بنى إني سمعت رسول الله ﷺ يقول : « من مات على غير هذا فليس منى ».
وقوله ﷺ لابن عباس رضي الله عنه « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ».
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه ينبغي على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا فعل إلا الله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى، وكل ما سيجري، هو فعل الله سبحانه وتعالى، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل.