أكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم، أن مؤتمر بغداد الدولي للمياه، أصبح يشكل منصة حيوية لتبادل المعرفة والتكنولوجيا والدراسات الرامية لتحسين إدارة ومعالجة المياه لخدمة الشعوب، مشيرا إلى الأهمية البالغة للمحاور الأربعة للمؤتمر، خاصة في ظل الظروف الخاصة بمنطقتنا العربية، والتي تعد من أشد المناطق تأثرا بالشح المائي والتغيرات المناخية التي تزيد من تحديات الحفاظ على موارد المياه.

جاء ذلك في كلمة وزير الموارد المائية والري خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بغداد الدولي الرابع للمياه، والمنعقد تحت شعار "نحو مستقبل مائي أفضل.. معا أفضل".

وقال الدكتور سويلم إن "لقاء اليوم يأتي في وقت يواجه فيه إخواننا في الأراضي الفلسطينية المحتلة تحديات متزايدة لتوفير احتياجاتهم من المياه، حيث تمثل الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة تهديدا خطيرا وكارثيا للوضع الإنساني، مما يثير قلقا كبيرا، خاصة فيما يتعلق بخدمات المياه والصرف الصحي المتاحة للسكان المدنيين المحاصرين، على الرغم من أن توفير المياه هي خدمة إنسانية يكفلها القانون الدولي الإنساني، وبالتالي فإننا لا يمكن أن نغفل آثار الحروب على إمداد السكان بالاحتياجات الضرورية للحياة فيما يتعلق بإمدادات المياه والغذاء والكهرباء مثلما هو الوضع في قطاع غزة المنكوب، فبالإضافة إلى ما خلفه العدوان على الأراضي الفلسطينية والذي حصد أرواح ما يزيد عن 34 ألف شهيد، فإن تدهور الأوضاع الإنسانية وفقدان الاحتياجات الأساسية للحياة يجعل هذا الرقم قابلا للزيادة بصورة كبيرة".

وسلط الوزير الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه إدارة الموارد المائية في مصر، حيث يصل نصيب الفرد من الموارد المائية المتجددة إلى حوالي 50% من خط الفقر المائي العالمي، مع اعتماد كبير وبشكل حصري على مياه نهر النيل الذي يوفر أكثر من 98% من احتياجات البلاد المائية، كما تخصص مصر نحو 75% من مواردها المائية للزراعة، وهو ما يعزز استدامة سبل العيش للسكان.. مشيرا إلى أنه أمام هذه التحديات، تبنت مصر سياسة مائية تقوم على الاستخدام الرشيد والمستدام لمواردها المائية المتجددة، مع الاعتماد المتزايد على الموارد المائية غير التقليدية، وذلك على التوازي مع سياسة غذائية توازن ما بين إنتاج الغذاء واستيراده لتوفير الأمن الغذائي.

وأضاف أنه استجابة لهذه التحديات، تعمل وزارة الموارد المائية والري بالتعاون مع الوزارات المعنية بمصر على تطبيق خطة وطنية تعاونية تتناول تحديات المياه والطاقة والغذاء والبيئة، حيث تهدف هذه الخطة إلى تحسين إدارة الموارد المائية والتعامل مع الضغوط المتزايدة، وهو ما يظهر من خلال إنفاق 10 مليارات دولار خلال الخمس سنوات الماضية لتعزيز كفاءة المنظومة المائية في مصر ومجابهة التحديات المائية، وقد ساهمت السياسات الخاصة بإعادة استخدام المياه بحوالي 26 مليار متر مكعب من الموارد المائية غير التقليدية في التوازن المائي، وعلى الرغم من هذه الجهود تضطر مصر إلى استيراد نسبة كبيرة من غذائها بقيمة تبلغ 15 مليار دولار سنويا وهو ما يعادل 40 مليار متر مكعب من المياه على الأقل من المياه الافتراضية، بخلاف تحديات التغيرات المناخية من خلال ارتفاع مناسيب البحر وزيادة موجات الحرارة العالية وتزايد موجات الأمطار والجفاف.

وأكد سويلم ضرورة وجود تعاون مائي فعّال عابر للحدود يعد بالنسبة لمصر أمرا وجوديا لا غنى عنه، ولكي يكون هذا التعاون ناجعا فإن ذلك يتطلب مراعاة أن تكون إدارة المياه المشتركة على مستوى الحوض باعتباره وحدة متكاملة، بما في ذلك الإدارة المتكاملة للمياه الزرقاء والخضراء، كما يتطلب ذلك مراعاة الالتزام غير الانتقائي بمبادئ القانون الدولي واجبة التطبيق، لا سيما مبدأ التعاون والتشاور بناء على دراسات فنية وافية، وهو المبدأ الذي يُعد ضرورة لا غنى عنه لضمان الاستخدام المنصف للمورد المشترك وتجنب الاضرار ما أمكن.

وأشار إلى الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال المياه، من خلال انخراط مصر بفاعلية في كافة المبادرات الدولية المائية، حيث تمكنت مصر خلال رئاستها لمؤتمر المناخ (COP27) وبالتعاون مع الشركاء الدوليين من وضع المياه في قلب العمل المناخي العالمي وتتويج كل هذه الجهود بإدراج المياه للمرة الأولى على الإطلاق في القرار الجامع الصادر عن مؤتمر المناخ، كما قامت مصر بدور فعال في القيادة المشتركة مع اليابان في الحوار التفاعلي الثالث حول المياه والمناخ والذي أسفر عن توصيات مهمة تساعد في رسم خريطة الطريق لعقد الأمم المتحدة للمياه المقرر عام 2028، كما أطلقت مصر مبادرة "العمل من أجل التكيف مع المياه والمرونة" (AWARe) خلال مؤتمر (COP27)، كما تفتخر مصر برئاسة مجلس وزراء المياه الأفارقة (أمكاو)، الأمر الذي يعزز دورها في وضع المياه في قلب العمل المناخي الإقليمي والدولي.

وأوضح سويلم أنه في ضوء السعي المستمر لمواجهة التحديات المناخية والمائية، تبرز أهمية بناء القدرات كعامل حاسم لتمكين الدول النامية من التكيف والتأقلم مع تغير المناخ.. مشيرا إلى دور مصر الرائد في تعزيز هذه الجهود على المستوى الإقليمي والدولي من خلال تدشين المركز الإفريقي للمياه والتكيف مع المناخ (PACWA) والذي يهدف لتعزيز قدرات العاملين في مجال المياه وخاصة بالدول الإفريقية في التعامل مع التغيرات المناخية التي تؤثر سلبا على قطاع المياه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدول الإفريقية مجال المياه التعاون الإقليمي الموارد المائیة من خلال

إقرأ أيضاً:

صرف الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون لتنفيذ مشروع الخط الناقل للمياه المعالجة ثلاثيًا

 

وقّعت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، ممثلة في اللواء "محمود نافع"، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، وشركة بارونز كورت - أليكس ويست، ممثلة في المهندس "جمال مرسي نور الدين"، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، بروتوكول تعاون؛ لتنفيذ مشروع الخط الناقل للمياه المعالجة ثلاثيًا، الناتجة عن محطة معالجة أبو تلات؛ لاستخدامها في ري المسطحات الخضراء، وذلك في إطار جهود الدولة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، والحفاظ على البيئة.

يهدف هذا البروتوكول إلى تعزيز التعاون لإعادة استخدام المياه المعالجة، وفقًا للكود المصري، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة، والحفاظ على الموارد المائية.

محافظ الإسكندرية يوجه بتكثيف الحملات الرقابية والتفتيش على المنشآت

أكد اللواء "محمود نافع" خلال مراسم التوقيع على أهمية استخدام المياه المعالجة في الزراعات غير المثمرة، مشيرًا إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر نتيجة التغيرات المناخية الحادة، والزيادة السكانية المستمرة، والأنشطة الاقتصادية المتزايدة.

وأضاف "نافع" أن الدولة وضعت خططًا ورؤى واضحة لمواجهة هذه التحديات، من خلال تحديث المخططات بصفة دورية، وتبني تقنيات متقدمة لتحلية المياه، وإضافة موارد مائية جديدة؛ لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

وأشار المهندس "جمال مرسي نور الدين" إلى أن هذا التعاون يمثل خطوة هامة في تحسين استخدام الموارد المائية، وتعزيز الاستدامة البيئية في المشروعات الكبرى مثل أليكس ويست، والتي تسعى إلى تطبيق أفضل الممارسات في إدارة المياه.

أعقب توقيع البروتوكول جولة ميدانية لرؤساء القطاعات، ومديري عموم شركة الصرف الصحي بالإسكندرية ومسؤولي شركة بارونز كورت، حيث تم تفقد المسطحات الخضراء، الملاعب، والمنشآت بمجمع أليكس ويست، مع التأكيد على أهمية التكامل بين القطاعين؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

والجدير بالذكر أن الشركة تستهدف زيادة التعاون وإعادة استخدام المياه المعالجة في المجلات المتعددة، وهذا التعاون يعكس رؤية مشتركة نحو مستقبل أفضل في إدارة الموارد المائية، بما يخدم البيئة والمجتمع.

مقالات مشابهة

  • صرف الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون لتنفيذ مشروع الخط الناقل للمياه المعالجة ثلاثيًا
  • وزير الري يبحث تعزيز التعاون المصري الإيطالي في مجال المياه
  • وزير الري يبحث تعزيز التعاون المصرى الإيطالى بمجال المياه مع مدير الوكالة الإيطالية
  • وزير الري يؤكد أهمية مشروع «برنامج تدريب المياه المصري - الإيطالي.. المعرفة المائية»
  • الهيئة العالمية لتبادل المعرفة تكرم د. رشيد الحمد
  • محاكم دبي تشارك في مؤتمر الجمعية الدولية لإدارة المحاكم IACA في سنغافورة لتبادل الخبرات وتعزيز الابتكار في إدارة القضاء
  • الأرز والقصب.. وزير الري يسعرض نتائج التجارب البحثية عن الزراعات الموفرة للمياه
  • وزيرا الري والإسكان يبحثان التعاون لحماية المجاري المائية من التلوث وترشيد استهلاك المياه
  • وزيرا الري والإسكان يناقشان التنسيق حول سحب المياه الجوفية لتلبية احتياجات الشرب
  • وزير الموارد المائية يبحث مع عميد بلدية الساحل حل مشكلات المياه