تنمر علمانيين على الطالبة الأولى على الثانوية الأزهرية بسبب نقابها يؤجج جدلا ساخناً في مصر.. هل صار الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين قدرا على هذه الأمة؟!
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي: في الوقت الذي احتفى فيه البعض بالطالبة حبيبة السيد مصطفى خليفة ، الأولى على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية “القسم العلمي”، سخر آخرون ممن يرفعون لواء العلمانية منها، الأمر الذي اعتبره البعض تنمرا مرفوضا ودليلا جديدا على الغلو العلماني. ما بين المحتفين بحبيبة والساخرين منها والمتنمرين بها ثارت معركة ضارية بين الإسلاميين والعلمانيين، وكأن تلك المعركة التي أعاقت الأمة سنين عددا صارت قدرا على هذه الأمة.
د. رحاب أبو عوف قالت إنها لا تستطيع فهم متى سيتم احترام مشاعر الناس على السوشيال ميديا و ينتهى التنمر على أشخاص بعينها. وأضافت: “بنت طلعت الأولى على الثانوية الازهرية علمى علوم. المفروض الكلام لا يخرج عن تفوقها و انها قدرت تحقق مركز متقدم.
انت جدك درس نظرية التطور وحفيدك شطبوا له تدريسها،انتِ جدتك كانت بتلبس فستان وبتروح للكوافير،وحفيدتك لبست نقاب وبتحرم ظهور شعرها،أجدادكم شافوا اللي هبط ع القمر،أحفادكم بيقولوا دي مؤامرة من ناسا وان الأرض ما بتلفش حول الشمس،المجتمع اللي يبقى فيه الحفيد أكثر رجعية من جده مش حيتقدم.
— Khaled Montaser (@khaledmontaser) July 30, 2023
تلاقى ناس وصل بيها الاسفاف انهم يسبوا البنت ويتنمروا على مظهرها لأنها ترتدي النقاب و تهكم على معتقادتها التى لا نعرف عنها شئ غير زيها!”. وتابعت قائلة: “لو حضراتكم فكرا مؤمنين بحرية الأشخاص كنتم باركتم لها تفوقها و تركتم لها حرية الملبس و الاعتقاد لأنها لم تفرض على غيرها شئ. انتم سبب النظرة الخاطئة للعلمانية على انها حرب على الاديان. بينما العلمانية فقط تدعو إلى فصل الدين عن الدولة و حرية ممارسة الدين للافراد. يبقى ما تفعلون ضد صميم مفهوم العلمانية.”. وقالت إنه على الجانب الاخر هناك أناس كتبت “بوستات” ان تفوقها دليل ان النقاب لا يعيق وان المننقبات نابغات و طبعا يكفر العلمانين و العلمانية! وتابعت: “طيب هل النقاب يؤثر على عقلها و قدرتها على التحصيل الدراسى حتى تناقشوا فكرة غريبة هكذا! للفريقين، ما تسيبوا النساء تلبس ما يروق لهم و خليكم فى نفسكم! كأن ملبس النساء معيار لأى شئ!”.الطالبة : حبيبة السيد مصطفى خليفة ، الأولى على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية “القسم العلمي” للعام (1444 هجري ـ 2023 ميلادي) ، من معهد فتيات كفر الشيخ الأزهري ، وحصلت على مجموع 649 بنسبة 99.85% ، وفضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب يتصل بها لتهنئتها بالتفوق .
كفر الشيخ… pic.twitter.com/Psx37TuBOU
— جمال سلطان (@GamalSultan1) July 28, 2023
وقالت إن ملبس النساء لا يعكس الا ثقافة المجتمع أو ما يسمى Social norms، لافتة إلى أن الدين يقاس بالتعاملات و الرحمة بين البشر، والتقدم يقاس بالإنجازات و العلم و الاقتصاد . وتابعت: “لكن انتم اختزلتم كل شئ فى زى المرأة مما يدل على تفاهة الفكر الذى تدعون اليه! فوق ده كله، الصراع يشمل بنت تعيش فى وسطنا و الحوار الهابط حول نجاحها و تفوقها إلى معركة تؤلمها بدلا من أسعادها! انتم لا علمانيين و لا تنوريين و لا متدينين..انتم محسوبين غلط على كل هذا و تسيئون لكل ما هو انسانى أو اخلاقى!”. وخاطبت أبو عوف الطالبة الأولى قائلة: “الف مبروك و لأنك نجحتِ أثرتِ الجدل… فلا تحزنى من ضآلة فكرهم و حققى مزيدا من النجاح، فالكلاب تعوى.. والقافلة تسير!”. في ذات السياق احتفى الداعية السلفي حاتم الحويني نجل الداعية الشهير أبو إسحاق الحويني بالمنقبات اللائي حصلن على المراكز الأولى في الثانوية الأزهرية بتغريدة قال فيها: “بفضل الله ومنّه وكرمه أوائل الثانويّة الأزهريّة كلهنّ منتقبات.. وعلى رأي واحد: ازاي منتقبة ومتفوّقة!! ده خالد منتصر وإبراهيم عيسى وإسلام البحيري مأكدين لي إنّ النقاب كله رجعيّة وتخلّف وفشل!! الإجابة: الصورة تحكي كلّ شيء. بارك الله لبناتنا الفضليات تفوّقهنّ وأسأل الله أن يكنّ أمهات صالحات يربين لنا جيلًا يحاكي أجيال الصحابة.”بفضل الله ومنّه وكرمه أوائل #الثانويّة_الأزهريّة كلهنّ منتقبات..
وعلى رأي واحد: ازاي منتقبة ومتفوّقة!!
ده خالد منتصر وإبراهيم عيسى وإسلام البحيري مأكدين لي إنّ النقاب كله رجعيّة وتخلّف وفشل!!
الإجابة: الصورة تحكي كلّ شيء.
بارك الله لبناتنا الفضليات تفوّقهنّ وأسأل الله أن يكونوا… pic.twitter.com/VNhwwN4fgF
— حاتم الحويني | Hatem Al-Howainy (@Hatem_alhowainy) July 29, 2023
تغريدة منتصر على الجانب الآخر كتب د. خالد منتصر تغريدة بحسابه على تويتر قال فيها: ” انت جدك درس نظرية التطور وحفيدك شطبوا له تدريسها، انتِ جدتك كانت بتلبس فستان وبتروح للكوافير، وحفيدتك لبست نقاب وبتحرم ظهور شعرها،أجدادكم شافوا اللي هبط ع القمر،أحفادكم بيقولوا دي مؤامرة من ناسا وان الأرض ما بتلفش حول الشمس، المجتمع اللي يبقى فيه الحفيد أكثر رجعية من جده مش حيتقدم.”. تغريدة منتصر اعتبرها البعض غمزا ولمزا في حبيبة، معتبرين ما كتبه دليلا جديدا على أن البغضاء بدت من أفواه العلمانيين وما تخفي صدورهم أكبر.المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
خطيب البعوث الإسلامية: استسلام الأمة للمنافقين بداية الانهيار.. والشيطان ينشر اليأس
قال الدكتور حسن يحيى أمين اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، لقد حذرنا الحق سبحانه وتعالى من اليأس، لأنه أشد ما يصاب به الأفراد والجماعات والأمم، لأن اليأس يحبط العزيمة، وتفتر معه الهمم، وكثير من الأمم عجل بزوالها لما تملكها اليأس، لذلك شهدت الصراعات قديمًا وحديثًا، محاولات لبس اليأس، حتى يكون لكل حصن الغلبة على الأخر، بهذا السلاح الذي يعد أخطر من الدبابات والصواريخ، وعلينا أن نعيد حسابتنا، وأن نرتب أولوياتنا، وأن نتدارك أخطاءنا، وألا نستجدي النفع من أمم لا ترقب فينا إلًّا ولا ذمة، ولن يتحقق ذلك إلا بالرجوع إلى ربنا معنى وحسًّا، روحًا وجسدًا، نفسًا ومالًا، فقد وعدنا فقال "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"، وتعلمنا من التاريخ أنَّه من رحم الألم يولد الأمل، ومن المحنة تولد المنحة، ومن رائحة الموت تولد الحياة، فلا تيأسوا من روح الله.
وأكد أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر خلال خطبته بمسجد مدينة البعوث الإسلامية، إن ما تمر به الأمة اليوم ما هو إلا تمحيص وتهديب ستخرج منه الأمة بإذن الله أشد قوة، وأمضى عزمًا، وأكثر منعة، وأوفر حظًّا بين الأمم، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وخبر القرآن يقول: { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ َ)، ولكن علي الأمة أن لا تستسلم لنكباتها، وألَّا تسلم أذنها لأعدائها، يضخمون لها الفظائع، ويهولون لها الأحداث، ويقطعون منها الأمل، فهذا يأس يخدم أعداء الأمة، ولن يكون علاجًا لاستكمال نقص، ولا داعيًا لمضاعفة جهد، وإنما هو دعوة للإذعان والتسليم، دعوة لتثبيط الهمم، وإرجاف في المدينة يراد به محو وجودها، ونهب مقدراتها، واستلاب هويتها؛ لذلك لابد أن نصيح في أعدائنا: نحن قوم لا نيأس من روح الله.
وأضاف أمين اللجنة العليا للدعوة، إن استسلام الأمة لأقوال المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين في المدينة، الذين يحاولون زعزعة استقرارها، ويهوِّلون من قوة العدو، ويحقِّرون من قوة المؤمنين، هو بداية لانهيارها، وقد عرَّفنا القرآن الكريم مسلكهم وطبيعتهم ووضع أيدينا على أوصافهم فأصبحت لا تخطئهم أعين المؤمنين، قال تعالى"وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً"، وفي مواجهة هذا الخطاب الانهزامي اليائس من المنافقين نجد خطاب المؤمنين الصادقين "وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً".
وأوضح الدكتور حسن يحي خلال خطبة الجمعة بمسجد مدن البعوث الإسلامية، إن قول الحق الذي جاء على لسان سيدنا يعقوب لأبنائه "ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ"، تحذير من اليأس، لأنه يصل بالأمة إلى كونها أمة جاحدة لذاتها، منكرة لكل مقوماتها، وفي هذه الحالة يسهل على أعدائها أن ينالوا منها، لأنَّه بمجرد أن تفقد الأمة الثقة بنفسها، وتيأس من استقامة أحوالها، وقدرتها على معالجة أمراضها تدخل مباشرة في سكرات الموت، وهو غاية ما يتنماه أعداؤها، وذروة ما تصبو إليه نفوسهم، وقد عالج القرآن الكريم هذه الحالة الشعوريَّة اليائسة بمحفزات الإيمان الداعة للهمم، والمقوية للعزيمة، فقال تعالى "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".
وبين أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، إننا إذا تتبعنا عوامل اليأس وجدناها تتسرب للأمة من كثرة عدد أعدائها، وتجمعهم عليها، وقد جعل القرآن الكريم هذه الحالة من أمارات قوة الأمة، وعدالة قضيتها، وجعل تجمع الأعداء وسيلة دعم معنويَّة ترفض اليأس والخنوع، فقال تعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"، فكل تجمع ضدنا إنما هو وسيلة لزيادة إيماننا، ومن الخطأ أن نتعامل معه على أنه دعوة لليأس، بل هو دعوة للإيمان بالله والعود الرشيد لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وانظروا إلى النتيجة التي هي سنة من سنن الله في الخلق "فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ"، مبينًا أن من عوامل اليأس امتلاء النفوس بالخوف، والقرآن الكريم عالج ذلك في نفوس الأمة ليجتث منها اليأس فقال: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين"، وقال تعالى: "ِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".