طموح روسي لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال رغم العقوبات الغربية
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
بقي إنتاج النفط الروسي قويا خلال العامين الماضيين، رغم العقوبات التي فرضتها الدول الغربية عقب الحرب الروسية الأوكرانية، لكن صناعات الغاز والغاز الطبيعي المسال في روسيا عانت بسبب البنية التحتية المحدودة لخطوط الأنابيب والاعتماد على الشركات الغربية.
توقعات أقل إشراقًاوتوقعت شركة "ريستاد إنرجي" المستقلة لأبحاث الطاقة، في مقال لها نشره موقع "أويل برايس"، زيادة الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب إلى الصين بسبب البنية التحتية الجديدة، لكن التوقعات بالنسبة للغاز الطبيعي المسال الروسي أقل إشراقًا، حسبما ذكر الموقع.
ووضع الكرملين خطة طموحة لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 100 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030، لكن توقعات "ريستاد إنرجي" تشير إلى أن روسيا ستفشل في تحقيق هذا الهدف بما يبلغ 60 مليون طن.
وفي ظل التوقعات التقريبية، توقعت شركة الأبحاث المستقلة، ومقرها النرويج، أن تمضي مشاريع الغاز الطبيعي المسال المخطط لها في روسيا قدما، رغم العقوبات والتحديات في تأمين السفن والعقود الطويلة الأجل، وذلك بفضل الدعم الحكومي والحوافز المتعلقة بالتمويل والبحث والتطوير، إلى جانب الإعفاءات الضريبية.
مع ذلك، ونظرا للبيئة الصعبة، من غير المرجح أن يصل إنتاج الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى الأهداف الحكومية، وتتوقع ريستاد إنرجي إنتاج 36.3 مليون طن فقط بحلول عام 2026.
وتوقعت وزارة الطاقة الروسية في عام 2021 أن يزيد إنتاج الغاز الطبيعي المسال في البلاد إلى ما يبلغ 140 مليون طن سنويا بحلول عام 2035 في أفضل السيناريوهات لروسيا، أو 80 مليون طن سنويا في توقعات متحفظة.
خطةكشفت الوزارة العام الماضي عن خطتها لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال 33% بين عامي 2022 و2026، لتصل إلى 44 مليون طن سنويا. وفي السيناريو المتحفظ، قد تبلغ هذه الزيادة 18% فقط، مع هدف يبلغ 39 مليون طن سنويًا في الموعد المحدد من قبل الوزارة، وفق شركة الأبحاث.
وأوقفت الدول الأوروبية استيراد الغاز الروسي عبر الأنابيب بشكل شبه كامل، إلا أن أوروبا لا تزال تعتمد على روسيا في معظم إمداداتها من الغاز الطبيعي المسال، التي زادت بنحو 5% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، ويشكل استبدال هذه الكميات على المدى القصير تحديًا كبيرًا للقارة.
يقول سوابنيل بابيلي نائب رئيس أبحاث التنقيب والإنتاج في شركة ريستاد إنرجي، "ربما نجت صادرات النفط الروسية من أسوأ آثار العقوبات الغربية. عانت صادرات الغاز عبر الأنابيب بشكل كبير، لكن صناعة الغاز الطبيعي المسال كانت الأكثر تضررًا.. لا تزال الحكومة الروسية متفائلة بشأن إنتاج البلاد، لكن من دون تغيير كبير في الثروات، فإن الوصول إلى الأهداف قد لا يكون أكثر من مجرد حلم بعيد المنال".
وتوقعت شركة الأبحاث المستقلة، على المدى القصير، أن تستمر مشاريع الغاز الطبيعي المسال من شركة الغاز الروسية المستقلة "نوفاتك"، مع تأخير لمدة 5 سنوات على الأقل بسبب تحديات الحصول على السفن وظروف السوق الحالية، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي للشركة هو بناء منصة للغاز الطبيعي المسال منخفضة الكلفة، تتضمن تطوير تقنيات الغاز الطبيعي المسال الخاصة وتوسيع الإنتاج من خلال التوسع في استخدام هذه التقنيات الجديدة.
والتحدي الرئيسي الذي يواجه نوفاتك هو تطوير الخدمات اللوجيستية والبحث عن مشترين جدد، وفق الشركة.
وتتوقع ريستاد إنرجي أن تبدأ روسيا تشغيل حوالي 68 مليون طن من قدرة التسييل بحلول عام 2035، مع وصول الإنتاج الفعلي للغاز المسال إلى نحو 40 مليون طن سنويا، على أن يمثل إنتاج نوفاتك ما يقرب من 80% من هذا الإجمالي من خلال مشاريع "يامال إل إن جي" و"مورمانسك إل إن جي" و"أركتك إل إن جي – 2″.
وصارت أوروبا الوجهة الأولى لصادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي في عام 2022، متجاوزة آسيا. وارتفعت صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال 10% في العام نفسه إلى نحو 33 مليون طن، وقد تم إرسال 17 مليون طن منها إلى الأسواق الأوروبية بزيادة 22% عن العام 2021.
وفي العام الماضي، انخفض إنتاج الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى حوالي 31 مليون طن بسبب أعمال الصيانة المخطط لها في مشروعي سخالين -2 ويامال للغاز الطبيعي المسال في النصف الثاني من العام.
وفي العام الحالي، تتوقع ريستاد إنرجي أن يبلغ إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي المسال الروسي نحو 34 مليون طن جزئيا بسبب تشغيل قطار "أركتيك إل إن جي – 2 ترين 1".
الأولويةمنذ عام 2014، عندما فُرضت العقوبات الأولى على الغاز الطبيعي المسال على روسيا، جعلت موسكو الأولوية لتطوير تقنيات التسييل الخاصة بها، وتحاول تلبية طلبها على معدات الغاز الطبيعي المسال مع الموردين المحليين، ومن بين هؤلاء المزودين، يقوم أتومينيرغوماش -وهو قسم الهندسة الميكانيكية التابع لشركة "روس أتوم"- بتصميم وتصنيع مضخات الغاز الطبيعي المسال المبردة والمبادلات الحرارية والموسعات التوربينية.
من جهتها، تبني شركة "كازانكومريسورماش" وحدات ضاغطة لمرافق الغاز الطبيعي المسال، وتزود شركة "كريو – إل إن جي" بحاويات الصهاريج لنقل الغاز الطبيعي المسال وتخزينه.
وحصلت نوفاتيك عام 2018 على براءة اختراع لتكنولوجيا "أركيتيك كاسكيد"، التي تم تنفيذها في القطار الرابع لشركة يامال للغاز الطبيعي المسال، ومع ذلك لم يتم تطوير التكنولوجيا بشكل كامل، وواجه المشروع العديد من المشكلات التي أدت إلى تعديلات في براءة الاختراع.
وفي يونيو/حزيران 2023، حصلت الشركة على براءة اختراع أخرى لتقنية "أركيتيك مكس"، والتي تم تصميمها لتسييل الغاز الطبيعي على نطاق واسع باستخدام المبردات المختلطة.
ومن المتوقع أن تكون هذه التكنولوجيا هي الطريقة الأساسية للمشاريع المستقبلية التي تنطوي على هياكل الجاذبية الأساسية (جي بي إس) بقدرة تزيد عن 6 ملايين طن سنويًا لكل قطار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الغاز الطبیعی المسال الروسی إنتاج الغاز الطبیعی المسال للغاز الطبیعی المسال ملیون طن سنویا بحلول عام
إقرأ أيضاً:
التحديات والفرص.. كيف يسهم الغاز الحيوي في تطوير الزراعة المستدامة بمصر؟
أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن مصر تُعد من الدول ذات الإمكانات الكبيرة في مجال الزراعة المستدامة، خاصة في المناطق الريفية، ورغم هذه الإمكانات، إلا أن الريف المصري يواجه تحديات عديدة مثل نقص الطاقة، تراكم المخلفات الزراعية، وتدهور خصوبة التربة.
المخلفات الزراعية
وفي هذا السياق، يُعتبر إنتاج الغاز الحيوي من المخلفات الزراعية حلاً مستدامًا لهذه المشكلات، إذ يسهم في توفير طاقة نظيفة، تحسين خصوبة التربة، وخلق فرص عمل جديدة.
وفي بيان لها اليوم، أوضحت الوزارة أن وزير الزراعة، علاء فاروق، قد وجه بمواجهة التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي، وتقديم حلول واقعية لهذه المشكلات، وبالتعاون مع الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، وبإشراف الدكتور عبدالوكيل محمد أبو طالب، القائم بأعمال مدير المعهد، تم تنظيم ورشة عمل بعنوان "دور وحدات إنتاج الغاز الحيوي في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في الريف المصري" في معهد بحوث الاقتصاد الزراعي.
وزير الزراعة يبحث مع الفاو الاستعدادات للدورة الـ 92 من معرض زهور الربيعوقد استهدفت الورشة تعريف المشاركين بالغاز الحيوي، والمخلفات الزراعية المساهمة في إنتاجه، وفوائد هذا الإنتاج واستخداماته، كما تم التطرق إلى الوضع الحالي لوحدات إنتاج الغاز الحيوي في مصر، خاصة في محافظة أسيوط، مع استعراض دور الغاز الحيوي في التنمية المستدامة للريف المصري.
وأكدت الورشة أن هناك عدة تحديات في محافظة أسيوط، منها نقص التمويل اللازم لإنشاء مشاريع الغاز الحيوي، ضعف الوعي بفوائده، وقصور البنية التحتية في بعض المناطق الريفية لدعم هذه المشاريع.
وفي ضوء هذه التحديات، اقترحت الورشة مجموعة من التوصيات المهمة، مثل توفير حوافز مالية وتسهيلات للمزارعين الراغبين في إنشاء وحدات لإنتاج الغاز الحيوي، بالإضافة إلى تنظيم برامج توعية وتدريب لزيادة الوعي حول أهمية الغاز الحيوي، كما تم التأكيد على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتوسيع نطاق مشاريع الغاز الحيوي.
الزراعة: زيارة ميدانية لدعم المزارعين في الأقصر لزيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجيةطريقة البناء الصينية
كما اقترحت الورشة أن تقوم المنازل الريفية بتبني طريقة البناء الصينية لوحدات الغاز الحيوي، التي تعتمد على إنشاء غرفة تخمير دائرية تحت سطح الأرض من الطوب، مزودة بفتحات لدخول المواد الخام وخروج المواد المهضومة. وتعتبر هذه الطريقة سهلة الصيانة، وتساهم بشكل كبير في زيادة دخل المزارعين.