توصل فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة أوغسبورغ الألمانية إلى أنه من المرجح أن تشهد شبه القارة الهندية عددا متزايدًا من الظواهر الجوية المتطرفة في المستقبل، مما يرشحها لأن تكون واحدة من أقوى النقاط المناخية الساخنة في العالم.

ويشير اصطلاح النقاط المناخية الساخنة إلى المناطق التي تتأثر بشكل أكبر من المفترض بتغير المناخ، فهي تشهد أحداثا مناخية أكثر حدة وتكرارا مقارنة بالمناطق المحيطة بها، أو تلك التي تتعرض لنفس الزيادات في متوسط درجات الحرارة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إزالة الغابات.. أخطار عالمية جديدة وأزمة مناخ متفاقمةlist 2 of 4الناقة تحلّ محل البقرة بسبب التغيُّر المناخيlist 3 of 4ناسا تحث على توحيد الجهود لمواجهة التغيّر المناخيlist 4 of 4القهوة العربية.. تاريخ عريق يمتد لـ600 ألف عامend of list

وفي كثير من الأحيان تواجه هذه النقاط الساخنة مجموعة من نقاط الضعف البيئية والاجتماعية والاقتصادية الإضافية إلى جانب أثر تغير المناخ، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجه تلك المناطق، وتعد الهند واحدة من تلك الحالات.

طريقة الكوبولا

وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية "جورنال أوف هايدروميتيورولوجي"، فإن شبه القارة الهندية بشكل عام مؤهلة بشدة لتصبح نقطة مناخية ساخنة.

وحدد الباحثون بشكل خاص عدة مناطق مكتظة بالسكان ستكون الأكثر تأثرا، وهي المناطق الواقعة حول نهر السند، وهو أطول وأهم نهر في باكستان وشبه القارة الهندية، ونهر الغانج الذي يبدأ في شمال الهند وينتهي في بنغلاديش، إلى جانب عدة مناطق متفرقة في أقصى جنوبي الهند.

وللتوصل إلى تلك النتائج، استخدم الباحثون طريقة إحصائية مقتبسة من عالَم الرياضيات المالية تسمى "طريقة الكوبولا"، والتي تحسب احتمالية حدوث تطورات معينة في الوقت نفسه.

وتسمح الكوبولا للمحللين الماليين بوضع نموذج واحد لمتغيرات متعددة، مثل عوائد الأسهم أو الأسعار. وفي حالة التغير المناخي طورها هذا الفريق لدراسة عوامل عدة، مثل الظواهر المناخية المتطرفة والكثافة السكانية ومعايير الأمن الغذائي.

النقاط المناخية الساخنة هي التي تتأثر بشكل أكبر من المفترض بتغير المناخ إذ تشهد أحداثا مناخية أكثر حدة وتكرارا مقارنة بالمناطق المحيطة بها (شترستوك) أحداث متطرفة مركبة

وأشارت النتائج إلى أن شبه القارة الهندية ستشهد ما يسميه العلماء "أحداثا متطرفة مركّبة"، والتي تعرف بأنها المواقف التي تختبر أحداثا مناخية متطرفة متعددة في وقت واحد أو في تتابع سريع، مما يؤدي إلى تأثيرات مضخّمة أو متتالية تكون أكثر خطورة من مجموع الأحداث الفردية.

وعلى سبيل المثال، يمكن أن يحدث ذلك عندما تؤدي الأمطار الغزيرة إلى فيضانات، والتي بدورها تُشبع الأرض وتزيد من احتمالية حدوث انهيارات أرضية. ومثال آخر هو مزيج من موجات الحر والجفاف، فالفترات الطويلة من درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، مما يؤدي إلى خسائر زراعية ونقص في المياه وزيادة خطر حرائق الغابات.

وتكون تأثيرات الأحداث المتطرفة المركبة مدمرة غالبا؛ لأنها تؤثر في البنية التحتية لأي دولة وبالتبعية تمنعها من التعامل بما يتناسب وحجم المشكلات القائمة، فحينما تتوافق الموجات الحارة مثلا مع اضطرابات في إنتاجية المحاصيل وجفاف يضرب الأرض، تتوزع جهود الدولة بين حل مشكلة الأمن الغذائي وتأمين حياة الناس من الإصابة بالإجهاد الحراري، وتوفير المياه اللازمة للبلاد.

تأثيرات الأحداث المتطرفة المركبة مدمرة غالبا لأنها تؤثر في البنية التحتية لأي دولة وبالتبعية تمنعها من التعامل بما يتناسب وحجم المشكلات القائمة (شترستوك) مستقبل محفوف بالمخاطر

وأوضح الباحثون، بحسب بيان رسمي من جامعة أوغسبورغ، أن تلك التطورات الوخيمة ستحدث حتى في أكثر النماذج المناخية تفاؤلا، وهي تلك التي تتفق فيها دول العالم على الحد من نفث الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض من الطائرات والسيارات ومصانع الطاقة على سبيل المثال لا الحصر.

ويهتم العلماء في نطاقات التغير المناخي بالكشف عن النقاط الساخنة حول العالم بأسرع ما يمكن، لأنها تتطلب تطوير مناهج خاصة لتقييم المخاطر، وعمل منسق على مستويات عدة محلية وعالمية للصمود في مواجهة الأحداث المتطرفة المركبة.

وإلى جانب شبه القارة الهندية، يعتقد العلماء أن الدول الجزرية الصغيرة النامية -مثل تلك الموجودة في منطقة المحيط الهادي ومنطقة البحر الكاريبي- وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والمدن الساحلية الكبرى حول العالم بشكل عام مثل مومباي وشانغهاي ونيويورك، وغابات الأمازون المطيرة، ومنطقة ساحل البحر الأبيض المتوسط التي تواجه فترات جفاف طويلة.. من أهم النقاط الساخنة حول العالم التي تتطلب المزيد من الدراسة لتتجنب مستقبل مأزوم في سياق مناخ متغير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات تغي ر المناخ

إقرأ أيضاً:

أيهما أفضل القهوة الباردة أم الساخنة.. دراسة تحل اللغز

لا شك أن القهوة تعد أهم المشروبات في حياة كثير من الناس حول العالم، خصوصا أنها تعزز الطاقة وتحفز الإبداع. لكن الاختيار بين القهوة الباردة والساخنة، غالبا ما يربك المرء.
إلا أن دراسة هندية جديدة قد تحل اللغز، إذ إن نتائجها قد تساعد في تحديد ما إذا كانت القهوة الباردة أكثر صحة أم الساخنة، بحسب ما نشرته النسخة الإنجليزية لموقع Jagran.
فقد عملت الدراسة على مقارنة بين النوعين بهدف المساعدة على اتخاذ قرار أفضل.

القهوة الباردة
واتضح أنه يتم صنع القهوة الباردة عادة باستخدام القهوة الفورية المخمرة بالثلج والماء.
وكشفت الدراسة أن قيمتها الغذائية الأساسية مماثلة للقهوة الساخنة، إلا أن القهوة الباردة غالبًا ما يتم تحضيرها بمكونات مضافة مثل السكر أو الحليب أو الكريمة. ويمكن أن تساهم هذه الإضافات في السعرات الحرارية والسكر الإضافيين، مما يمكن أن يقلل من بعض فوائد الكافيين المعززة للتمثيل الغذائي.
القهوة الساخنة
أما تحضير القهوة الساخنة فيتم باستخدام الماء الساخن الذي يستخرج المركبات التي لها فوائد هضمية.
ويمكن أن يساعد دفء القهوة الساخنة في تحفيز العصارات المعدية وتحسين الهضم.
كما يمكن أن يكون للقهوة الساخنة تأثير أكثر فائدة على التمثيل الغذائي بسبب قدرتها على تعزيز الطاقة واليقظة من دون إضافة مكونات.
كذلك ارتبطت القهوة الساخنة بالعديد من الفوائد الصحية مثل تقليل خطر الإصابة بأمراض مختلفة مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والاضطرابات العصبية التنكسية.
الاختيار الأكثر صحة
إلى هذا، يعتمد التأثير الصحي للقهوة الساخنة أو الباردة على صحة الجهاز الهضمي وعلى طريقة التحضير والمكونات المستخدمة والأهداف الصحية.
إذ يمكن للقهوة الساخنة مقارنة بالقهوة الباردة أن تؤثر بشكل إيجابي على الهضم من خلال تحفيز الجهاز الهضمي، وتعزيز حركة الأمعاء وتقليل الالتهابات بفضل مضادات الأكسدة الموجودة فيها.
في حين يمكن أن تكون القهوة الباردة أكثر ترطيبا من القهوة الساخنة بسبب مكوناتها القائمة على الماء والتي تعزز تناول السوائل، ولكن الإفراط في تناول أي منهما ربما يؤدي إلى مشاكل مثل ارتجاع الحمض أو اضطراب المعدة.
كما أن رائحة ونكهة ودفء القهوة تخلق شعورا بالراحة والاسترخاء، مما يجعلها عنصرا أساسيا في العديد من الثقافات، خصوصا مع وجود طرق فريدة للاستمتاع بها.
وبالنسبة للكثيرين، يعد فنجان القهوة الساخنة جزءا أساسيا من روتينهم اليومي، سواء كان ذلك منشطا في الصباح أو استرخاء في المساء، فيما يستمتع البعض بالقهوة الباردة المنعشة.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إذ أراد الجيش انتصار بالخرطوم عليه التصدي بشكل حاسم لظاهرة الشفشفة في المناطق التي يستعيدها
  • أحمد موسى: أتمنى مستقبلا رؤية أعمال ضخمة وكبيرة تبرز جزءا من بطولات المصريين
  • وزارة الإعلام: ننوه إلى وسائل الإعلام العربية والغربية التعامل بدقة ومصداقية مع الأحداث الجارية وعدم الوقوع في فخاخ الشائعات التي يتم ضخها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متصاعد وممنهج
  • خسائر بالمليارات.. الكوارث المناخية تضرب العالم بقوة
  • القهوة الساخنة أم الباردة: أيهما الاختيار الأمثل لصحتك؟
  • في 15 دقيقة.. دجاج بالكاري على الطريقة الهندية
  • أيهما أفضل القهوة الباردة أم الساخنة.. دراسة تحل اللغز
  • معاداة المسلمين قاسم مشترك بين إسرائيل واليمين في أوروبا
  • قتلى وجرحى بين مسلحين وفصائل متطرفة في سوريا
  • وزير البترول يؤكد أهمية علاقات التعاون مع الولايات المتحدة في قطاع الطاقة