شبه القارة الهندية.. هل تشهد مستقبلا خطيرا مع المناخ؟
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
توصل فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة أوغسبورغ الألمانية إلى أنه من المرجح أن تشهد شبه القارة الهندية عددا متزايدًا من الظواهر الجوية المتطرفة في المستقبل، مما يرشحها لأن تكون واحدة من أقوى النقاط المناخية الساخنة في العالم.
ويشير اصطلاح النقاط المناخية الساخنة إلى المناطق التي تتأثر بشكل أكبر من المفترض بتغير المناخ، فهي تشهد أحداثا مناخية أكثر حدة وتكرارا مقارنة بالمناطق المحيطة بها، أو تلك التي تتعرض لنفس الزيادات في متوسط درجات الحرارة.
وفي كثير من الأحيان تواجه هذه النقاط الساخنة مجموعة من نقاط الضعف البيئية والاجتماعية والاقتصادية الإضافية إلى جانب أثر تغير المناخ، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجه تلك المناطق، وتعد الهند واحدة من تلك الحالات.
طريقة الكوبولاوبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية "جورنال أوف هايدروميتيورولوجي"، فإن شبه القارة الهندية بشكل عام مؤهلة بشدة لتصبح نقطة مناخية ساخنة.
وحدد الباحثون بشكل خاص عدة مناطق مكتظة بالسكان ستكون الأكثر تأثرا، وهي المناطق الواقعة حول نهر السند، وهو أطول وأهم نهر في باكستان وشبه القارة الهندية، ونهر الغانج الذي يبدأ في شمال الهند وينتهي في بنغلاديش، إلى جانب عدة مناطق متفرقة في أقصى جنوبي الهند.
وللتوصل إلى تلك النتائج، استخدم الباحثون طريقة إحصائية مقتبسة من عالَم الرياضيات المالية تسمى "طريقة الكوبولا"، والتي تحسب احتمالية حدوث تطورات معينة في الوقت نفسه.
وتسمح الكوبولا للمحللين الماليين بوضع نموذج واحد لمتغيرات متعددة، مثل عوائد الأسهم أو الأسعار. وفي حالة التغير المناخي طورها هذا الفريق لدراسة عوامل عدة، مثل الظواهر المناخية المتطرفة والكثافة السكانية ومعايير الأمن الغذائي.
النقاط المناخية الساخنة هي التي تتأثر بشكل أكبر من المفترض بتغير المناخ إذ تشهد أحداثا مناخية أكثر حدة وتكرارا مقارنة بالمناطق المحيطة بها (شترستوك) أحداث متطرفة مركبةوأشارت النتائج إلى أن شبه القارة الهندية ستشهد ما يسميه العلماء "أحداثا متطرفة مركّبة"، والتي تعرف بأنها المواقف التي تختبر أحداثا مناخية متطرفة متعددة في وقت واحد أو في تتابع سريع، مما يؤدي إلى تأثيرات مضخّمة أو متتالية تكون أكثر خطورة من مجموع الأحداث الفردية.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يحدث ذلك عندما تؤدي الأمطار الغزيرة إلى فيضانات، والتي بدورها تُشبع الأرض وتزيد من احتمالية حدوث انهيارات أرضية. ومثال آخر هو مزيج من موجات الحر والجفاف، فالفترات الطويلة من درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، مما يؤدي إلى خسائر زراعية ونقص في المياه وزيادة خطر حرائق الغابات.
وتكون تأثيرات الأحداث المتطرفة المركبة مدمرة غالبا؛ لأنها تؤثر في البنية التحتية لأي دولة وبالتبعية تمنعها من التعامل بما يتناسب وحجم المشكلات القائمة، فحينما تتوافق الموجات الحارة مثلا مع اضطرابات في إنتاجية المحاصيل وجفاف يضرب الأرض، تتوزع جهود الدولة بين حل مشكلة الأمن الغذائي وتأمين حياة الناس من الإصابة بالإجهاد الحراري، وتوفير المياه اللازمة للبلاد.
تأثيرات الأحداث المتطرفة المركبة مدمرة غالبا لأنها تؤثر في البنية التحتية لأي دولة وبالتبعية تمنعها من التعامل بما يتناسب وحجم المشكلات القائمة (شترستوك) مستقبل محفوف بالمخاطروأوضح الباحثون، بحسب بيان رسمي من جامعة أوغسبورغ، أن تلك التطورات الوخيمة ستحدث حتى في أكثر النماذج المناخية تفاؤلا، وهي تلك التي تتفق فيها دول العالم على الحد من نفث الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض من الطائرات والسيارات ومصانع الطاقة على سبيل المثال لا الحصر.
ويهتم العلماء في نطاقات التغير المناخي بالكشف عن النقاط الساخنة حول العالم بأسرع ما يمكن، لأنها تتطلب تطوير مناهج خاصة لتقييم المخاطر، وعمل منسق على مستويات عدة محلية وعالمية للصمود في مواجهة الأحداث المتطرفة المركبة.
وإلى جانب شبه القارة الهندية، يعتقد العلماء أن الدول الجزرية الصغيرة النامية -مثل تلك الموجودة في منطقة المحيط الهادي ومنطقة البحر الكاريبي- وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والمدن الساحلية الكبرى حول العالم بشكل عام مثل مومباي وشانغهاي ونيويورك، وغابات الأمازون المطيرة، ومنطقة ساحل البحر الأبيض المتوسط التي تواجه فترات جفاف طويلة.. من أهم النقاط الساخنة حول العالم التي تتطلب المزيد من الدراسة لتتجنب مستقبل مأزوم في سياق مناخ متغير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات تغي ر المناخ
إقرأ أيضاً:
مدرب برشلونة: الفريق سيواصل الكفاح لتجاوز موقفه السيئ
وكالات
أكد الألماني هانزي فليك، مدرب برشلونة، أن فريقه سيواصل الكفاح لتجاوز موقفه السيئ في المنافسة على لقب الدوري الإسباني لكرة القدم.
قال فليك في مؤتمر صحفي يوم السبت قبل مواجهة ألافيس المهدد بالهبوط على ملعبه يوم الأحد: “وضعنا سيئ بعد فقدان الكثير من النقاط. يجب أن نفوز بسلسلة متتالية من المباريات لنضغط على ريال مدريد”.
وتابع المدرب الألماني: “تعويض فارق سبع نقاط ليس أمراً سهلاً، لكننا سنواصل الكفاح ، أرفض الحديث عن ريال مدريد وأهتم بفريقي فقط وسيكون من الجيد أن نكون أكثر أريحية على مدار أسبوعين”.
وأشار إلى أن “ضغط المباريات ليس أمراً سهلاً على اللاعبين، ونحن سعداء بعودة إينيغو مارتينيز، بينما يحتاج داني أولمو لبعض الوقت للتعافي من الإصابة”.
وقال فليك: “اللاعبون يتمتعون بعقلية ممتازة ويتنافسون بكل قوة. علينا أن نتحلى بالتركيز منذ بداية المباراة ونسعى بكل جهد لتحقيق النقاط الثلاث”.
ويحتل برشلونة المركز الثالث في جدول الترتيب، مبتعداً بسبع نقاط عن ريال مدريد المتصدر، ويتخلف بفارق ثلاث نقاط عن أتلتيكو مدريد صاحب المركز الثاني مع تبقي 17 جولة على انتهاء المسابقة.