"ممنوع الزيارة".. تصدم هذه اللافتة الراغبين في زيارة ذويهم بالمستشفيات، لاسيما إذا كانوا في غرف العناية المركزة أو مصابين بأمراض تقتضي العزل مثل الفيروسات. ولكنْ ربما يساعد اختراع "المنسوجات الذكية" في نقل اللمسات الإنسانية التي كانوا يريدون نقلها لذويهم خلال الزيارة.

وتجلب اللمسات الإنسانية مثل العناق والتربيت على الكتف، الهدوء والراحة والقرب والشعور بالأمان والحماية، فمع اللمس تتحفز الخلايا العصبية في جلدنا، والتي تعمل بدورها على تحفيز أجزاء عديدة من دماغنا، مما يسبب تغييرات فورية في الكيمياء الحيوية للجسم، فيطلق الهرمونات وجزيئات الإشارة، بما في ذلك هرمون "الأوكسيتوسين"، مما يخلق شعورا بالسعادة والترابط.

ولا تعوّض مكالمات الفيديو غياب القرب والاتصال العاطفي الذي تسببه اللمسات الإنسانية، لذلك عمل فريق بحثي ألماني متعدد التخصصات بقيادة جامعة "سارلاند" على حل هذه المشكلة بما أطلقوا عليه "المنسوجات الذكية" التي تُعرض في معرض هانوفر بألمانيا في الفترة من 22 إلى 26 أبريل/ نيسان الجاري.

ويقول بيان صحفي أصدرته جامعة سارلاند: إن "هذه المنسوجات التي اختُبرت، ستُمكن مرتديها من تجربة الإحساس باللمس الجسدي، فهي طبقة رقيقة للغاية مدمجة بها كجلد ثان ينقل أحاسيس اللمس عن بعد"، وبذلك، تستطيع الأم مثلا وهي تجلس في بيتها أن تقوم بزيارة افتراضية تنقل خلالها لطفلها المريض الذي تمنع اللوائح زيارته في المستشفى، مشاعر القرب منه.

المنسوجات الذكية ستساعد الأطفال المرضى على تجربة الاقتراب الجسدي الافتراضي من ذويهم (شترستوك) كيف تعمل تلك المنسوجات؟

ويشرح البيان خطوات تصنيع تلك المنسوجات على النحو التالي:

تطوير شرائح فائقة الرقة: ابتكر الفريق شرائح فائقة الدقة بسمك 50 ميكرومترا فقط مصنوعة من اللدائن العازلة للكهرباء، ويمكن لهذه الشرائح أن تعمل كأجهزة استشعار ومحركات. التكامل في المنسوجات: تدمج هذه الشرائح في المنسوجات، مما يحولها بشكل أساسي إلى جلد ثانٍ، وعندما يتفاعل شخص ما مع أحد هذه المنسوجات الذكية، مثل قيام أحد الوالدين بمسح قطعة من القماش الذكي، تكتشف تلك الشريحة المدخلات اللمسية وتعيد إنتاج الحركة على سطح نسيج آخر، مما يخلق إحساسا باللمس. الاستشعار وإعادة إنتاج اللمس: تعمل شريحة المطاط الصناعي العازل كجهاز استشعار مرن، فعند لمسها أو الضغط عليها فإنها تتشوه وتغير سعتها الكهربائية، ويُقاس هذا التشوه بدقة، مما يسمح للباحثين بإعادة إنشاء الحركة على سطح آخر. نموذج عملي

ولتوضيح ما فعله الباحثون، تخيل أن أماً تجلس في بيتها ومعها قطعة من المنسوجات الذكية، بينما يرتدي نجلها في المستشفى ملابس مصنوعة من المنسوجات الذكية أيضا، فيمكن للأم أن تُشعر نجلها بالاقتراب الجسدي من خلال الآتي:

التفاعل مع النسيج الذكي في المنزل: تتفاعل الأم مع قطعة قماش مدمجة بتقنية النسيج الذكي في منزلها، و يمكن أن يتضمن هذا التفاعل إجراءات مثل النقر أو الضغط على القماش. الكشف عن المدخلات اللمسية: تعمل شريحة المطاط الصناعي العازل المدمج داخل النسيج كمستشعر، وتكتشف المدخلات اللمسية من تصرفات الأم، وعندما تضغط أو تحرك يدها عبر القماش تتشوه الشريحة، مما يؤدي إلى تغيير سعتها الكهربائية. النقل اللاسلكي للبيانات: تنتقل البيانات التي تمثل المدخلات اللمسية التي اكتشفها النسيج الذكي في المنزل لاسلكيا إلى وحدة معالجة مركزية أو وحدة تحكم، ويمكن أن يحدث هذا الإرسال عبر بروتوكولات الاتصال اللاسلكية المختلفة، مثل بلوتوث أو واي فاي. استنساخ الإحساس اللمسي: في المستشفى يرتدي الابن المريض ملابس مدمجة بتقنية نسيج ذكية مماثلة، وعند تلقي بيانات الإدخال اللمسية من وحدة المعالجة المركزية يتشوه استجابةً للبيانات الواردة، ويعيد إنتاج نفس نمط الضغط أو الحركة المكتشف من تفاعل الأم مع القماش في المنزل، ونتيجة لذلك يشعر الابن المريض بضغط يد أمه أو الإحساس اللمسي المحدد على ملابسه، رغم المسافة الجسدية بينهما. الطالبة سيبونتينا كروس والطالب لوكاس روث المشاركان بالمشروع يجربان إحساس التلامس الذي تنقله المنسوجات الذكية (فريق البحث) رسائل مطمئنة تبدد المخاوف

ويقول بول موتسكي مدير أنظمة المواد الذكية بجامعة سارلاند لـ"الجزيرة نت" عبر البريد الإلكتروني: "هذه التكنولوجيا للنسيج الذكي غير مكلفة وخفيفة الوزن ولا تصدر ضوضاء وموفرة للطاقة".

ونفى أن يكون لها أي آثار جانبية عند استخدامها مع الأطفال، مثل أن تتسبب بتهيج في الجلد، وقال: "تعتمد تقنية الاستشعار والتشغيل الخاصة بنا، والتي تسمى اللدائن العازلة للكهرباء، على مواد السيليكون المتوافقة حيويا، وتُدمج بعد ذلك هذه الهياكل في منسوجات الملابس المتوفرة تجاريا، ولهذا السبب لا نتوقع حدوث مشكلات فيما يتعلق بتلك المخاوف".

ولم يختبر موتسكي ورفاقه في النماذج الأولية، مدة صلاحية هذه المنسوجات الذكية، لكنه قال: " نتوقع أنه يمكن أن تعمل لملايين الدورات، وسوف نختبر ذلك في أبحاث لاحقة".

وعما إذا كان المستخدمون يستطيعون ضبط شدة أو نوع الأحاسيس اللمسية التي يشعرون بها، أوضح أنهم بصدد إجراء دراسة مع إحدى مستشفيات الأطفال على هذا الموضوع بالضبط.

ويتوقع موتسكي انتشارا سريعا لهذه التكنولوجيا، وأشار إلى أن "حالات الاستخدام للاستشعار والمنسوجات اللمسية تنمو مع نمو العالم الافتراضي، وفي المجال الطبي ستكون الحاجة لها كبيرة، لذلك لا داعي للقلق بشأن تقبل تلك التكنولوجيا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

مشروعات تخرج مبتكرة في طباعة المنسوجات بجامعة حلوان

افتتح الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان معرض مشروع التخرج لطلاب البكالوريوس بقسم طباعة المنسوجات والصباغة والتجهيز بكلية الفنون التطبيقية تحت عنوان "طباعة المنسوجات كمشاريع صغيرة ومتناهية الصغر"، وذلك بحضور نخبة من قيادات الجامعة والكلية وممثلي اتحاد الصناعات المصرية.

وحضر الافتتاح كل من الدكتورة ميسون قطب عميد كلية الفنون التطبيقية، والدكتورة نهلة عبد المحسن وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والدكتورة مروة خفاجي وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة إيمان أبو طالب وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والدكتورة نجلاء الوكيل رئيس قسم طباعة المنسوجات والصباغة والتجهيز.

كما حضر المعرض المهندس وليد كامل مدير أول التسويق بمركز تحديث الصناعة، والمهندسة إيمان السويفي مدير بالمركز، إلى جانب لفيف من أساتذة القسم وطلاب الكلية.

وأشرف على المعرض نخبة من الأساتذة المتخصصين وهم الدكتورة هبه فاروق استاذ الصباغة بقسم طباعة المنسوجات الصباغة والتجهيز، والدكتور عمرو علام استاذ التجهيز بقسم طباعة المنسوجات الصباغة والتجهيز، الدكتور محمد عفيفي استاذ التصميم بقسم طباعة المنسوجات والصباغة والتجهيز، بمعاونة مجموعة متميزة من الهيئة المعاونة بالقسم.

وخلال تفقده للمعرض، أثنى الدكتور السيد قنديل على المستوى المتميز للأعمال المعروضة، مؤكداً أنها تواكب متطلبات السوق وتمثل نواة حقيقية لعلامات تجارية عالمية منافسة، مشددا على أهمية توافق التصميمات مع احتياجات المستهلك المستهدف مع مراعاة الجوانب الاقتصادية ومعايير الجودة.

من جانبها، أشادت الدكتورة ميسون قطب عميد الكلية بمستوى الطلاب المشاركين وجهود الأساتذة المشرفين، مؤكدة أن المعرض يعكس الرؤية التطويرية للكلية في ربط المخرجات التعليمية باحتياجات سوق العمل.

ووجه رئيس الجامعة بتعميم هذه التجربة على جميع أقسام كليات الفنون التطبيقية والجميلة والتربية الفنية، مع التأكيد على توفير كافة الإمكانيات للترويج لإبداعات الطلاب. كما نصح الطلاب بأهمية الاستعداد الجيد لسوق العمل والتوجه نحو ريادة الأعمال في مجالات تخصصهم.

واختتم المعرض في أجواء مبهجة وسط سعادة غامرة من الحضور، معبرين عن تقديرهم للمستوى المتميز للأعمال المعروضة والتنظيم المحكم للفعالية.

مقالات مشابهة

  • في حولا.. العدو يرفع سواتر ترابية بالقرب من مركز الجيش
  • روسيا تحاول السيطرة على جزر بالقرب من خيرسون الأوكرانية
  • حاولت ترهيبهم... هذا ما قامت به محلقة اسرائيلية بالقرب من أهالي يارون!
  • رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض "طباعة المنسوجات كمشاريع صغيرة"
  • مشروعات تخرج مبتكرة في طباعة المنسوجات بجامعة حلوان
  • 214 فكرة مبتكرة في 7 مجالات بهاكاثون التعليم الذكي بجامعة بنها
  • الحكومة توفر 2800 جرعة مجانية من عقار ترايكافتا لعلاج التليف الكيسي.. تحديات يومية تواجه المرضى.. واستشاري أمراض صدرية يوضح الفئة العمرية الأكثر إصابة
  • بعد إغلاق باب التقديم .. 214 فكرة مبتكرة في 7 مجالات مختلفة بهاكاثون التعليم الذكي بجامعة بنها
  • أعضاء بـ«النواب والشيوخ»: التشغيل الذكي لخدمات الركاب والشحن بالمطارات أولوية
  • بالفيديو .. سوري يطالب الشيوخ الذين يفتون للأسد سفك الدماء بالاعتذار من الشهداء وذويهم