منسوجات ذكية توفر شعورا بالقرب الجسدي بين المرضى وذويهم
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
"ممنوع الزيارة".. تصدم هذه اللافتة الراغبين في زيارة ذويهم بالمستشفيات، لاسيما إذا كانوا في غرف العناية المركزة أو مصابين بأمراض تقتضي العزل مثل الفيروسات. ولكنْ ربما يساعد اختراع "المنسوجات الذكية" في نقل اللمسات الإنسانية التي كانوا يريدون نقلها لذويهم خلال الزيارة.
وتجلب اللمسات الإنسانية مثل العناق والتربيت على الكتف، الهدوء والراحة والقرب والشعور بالأمان والحماية، فمع اللمس تتحفز الخلايا العصبية في جلدنا، والتي تعمل بدورها على تحفيز أجزاء عديدة من دماغنا، مما يسبب تغييرات فورية في الكيمياء الحيوية للجسم، فيطلق الهرمونات وجزيئات الإشارة، بما في ذلك هرمون "الأوكسيتوسين"، مما يخلق شعورا بالسعادة والترابط.
ولا تعوّض مكالمات الفيديو غياب القرب والاتصال العاطفي الذي تسببه اللمسات الإنسانية، لذلك عمل فريق بحثي ألماني متعدد التخصصات بقيادة جامعة "سارلاند" على حل هذه المشكلة بما أطلقوا عليه "المنسوجات الذكية" التي تُعرض في معرض هانوفر بألمانيا في الفترة من 22 إلى 26 أبريل/ نيسان الجاري.
ويقول بيان صحفي أصدرته جامعة سارلاند: إن "هذه المنسوجات التي اختُبرت، ستُمكن مرتديها من تجربة الإحساس باللمس الجسدي، فهي طبقة رقيقة للغاية مدمجة بها كجلد ثان ينقل أحاسيس اللمس عن بعد"، وبذلك، تستطيع الأم مثلا وهي تجلس في بيتها أن تقوم بزيارة افتراضية تنقل خلالها لطفلها المريض الذي تمنع اللوائح زيارته في المستشفى، مشاعر القرب منه.
المنسوجات الذكية ستساعد الأطفال المرضى على تجربة الاقتراب الجسدي الافتراضي من ذويهم (شترستوك) كيف تعمل تلك المنسوجات؟ويشرح البيان خطوات تصنيع تلك المنسوجات على النحو التالي:
تطوير شرائح فائقة الرقة: ابتكر الفريق شرائح فائقة الدقة بسمك 50 ميكرومترا فقط مصنوعة من اللدائن العازلة للكهرباء، ويمكن لهذه الشرائح أن تعمل كأجهزة استشعار ومحركات. التكامل في المنسوجات: تدمج هذه الشرائح في المنسوجات، مما يحولها بشكل أساسي إلى جلد ثانٍ، وعندما يتفاعل شخص ما مع أحد هذه المنسوجات الذكية، مثل قيام أحد الوالدين بمسح قطعة من القماش الذكي، تكتشف تلك الشريحة المدخلات اللمسية وتعيد إنتاج الحركة على سطح نسيج آخر، مما يخلق إحساسا باللمس. الاستشعار وإعادة إنتاج اللمس: تعمل شريحة المطاط الصناعي العازل كجهاز استشعار مرن، فعند لمسها أو الضغط عليها فإنها تتشوه وتغير سعتها الكهربائية، ويُقاس هذا التشوه بدقة، مما يسمح للباحثين بإعادة إنشاء الحركة على سطح آخر. نموذج عمليولتوضيح ما فعله الباحثون، تخيل أن أماً تجلس في بيتها ومعها قطعة من المنسوجات الذكية، بينما يرتدي نجلها في المستشفى ملابس مصنوعة من المنسوجات الذكية أيضا، فيمكن للأم أن تُشعر نجلها بالاقتراب الجسدي من خلال الآتي:
التفاعل مع النسيج الذكي في المنزل: تتفاعل الأم مع قطعة قماش مدمجة بتقنية النسيج الذكي في منزلها، و يمكن أن يتضمن هذا التفاعل إجراءات مثل النقر أو الضغط على القماش. الكشف عن المدخلات اللمسية: تعمل شريحة المطاط الصناعي العازل المدمج داخل النسيج كمستشعر، وتكتشف المدخلات اللمسية من تصرفات الأم، وعندما تضغط أو تحرك يدها عبر القماش تتشوه الشريحة، مما يؤدي إلى تغيير سعتها الكهربائية. النقل اللاسلكي للبيانات: تنتقل البيانات التي تمثل المدخلات اللمسية التي اكتشفها النسيج الذكي في المنزل لاسلكيا إلى وحدة معالجة مركزية أو وحدة تحكم، ويمكن أن يحدث هذا الإرسال عبر بروتوكولات الاتصال اللاسلكية المختلفة، مثل بلوتوث أو واي فاي. استنساخ الإحساس اللمسي: في المستشفى يرتدي الابن المريض ملابس مدمجة بتقنية نسيج ذكية مماثلة، وعند تلقي بيانات الإدخال اللمسية من وحدة المعالجة المركزية يتشوه استجابةً للبيانات الواردة، ويعيد إنتاج نفس نمط الضغط أو الحركة المكتشف من تفاعل الأم مع القماش في المنزل، ونتيجة لذلك يشعر الابن المريض بضغط يد أمه أو الإحساس اللمسي المحدد على ملابسه، رغم المسافة الجسدية بينهما. الطالبة سيبونتينا كروس والطالب لوكاس روث المشاركان بالمشروع يجربان إحساس التلامس الذي تنقله المنسوجات الذكية (فريق البحث) رسائل مطمئنة تبدد المخاوفويقول بول موتسكي مدير أنظمة المواد الذكية بجامعة سارلاند لـ"الجزيرة نت" عبر البريد الإلكتروني: "هذه التكنولوجيا للنسيج الذكي غير مكلفة وخفيفة الوزن ولا تصدر ضوضاء وموفرة للطاقة".
ونفى أن يكون لها أي آثار جانبية عند استخدامها مع الأطفال، مثل أن تتسبب بتهيج في الجلد، وقال: "تعتمد تقنية الاستشعار والتشغيل الخاصة بنا، والتي تسمى اللدائن العازلة للكهرباء، على مواد السيليكون المتوافقة حيويا، وتُدمج بعد ذلك هذه الهياكل في منسوجات الملابس المتوفرة تجاريا، ولهذا السبب لا نتوقع حدوث مشكلات فيما يتعلق بتلك المخاوف".
ولم يختبر موتسكي ورفاقه في النماذج الأولية، مدة صلاحية هذه المنسوجات الذكية، لكنه قال: " نتوقع أنه يمكن أن تعمل لملايين الدورات، وسوف نختبر ذلك في أبحاث لاحقة".
وعما إذا كان المستخدمون يستطيعون ضبط شدة أو نوع الأحاسيس اللمسية التي يشعرون بها، أوضح أنهم بصدد إجراء دراسة مع إحدى مستشفيات الأطفال على هذا الموضوع بالضبط.
ويتوقع موتسكي انتشارا سريعا لهذه التكنولوجيا، وأشار إلى أن "حالات الاستخدام للاستشعار والمنسوجات اللمسية تنمو مع نمو العالم الافتراضي، وفي المجال الطبي ستكون الحاجة لها كبيرة، لذلك لا داعي للقلق بشأن تقبل تلك التكنولوجيا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف الجنسي أو الجسدي حول العالم.. وربما تقتل
"لا عذر".. عنوان حملة أطلقتها الأمم المتحدة، دفاعا عن آلاف النساء اللواتي يفضي بهن العنف إلى الموت، في المجتمعات التي تعيش حروبا وصراعات، للمرأة منها نصيب، مما يستدعي تعزير حملات الدفاع عن حقوق المرأة، بشتى الوسائل.
اعلانقالت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني إن سيدة واحدة على الأقل، من بين كل ثلاث سيدات، تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي من شريكها أو من غيره أو منهما معا، مرة واحدة على الأقل في حياتها، على مستوى العالم. ما يعني أن العنف ضد النساء والفتيات يبقى من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا.
وبحسب الأمم المتحدة فإن هناك امرأة تقتل كل عشر دقائق. وهناك نحو 51100 امرأة في عام 2023 لقين مصرعهن جراء تعرضهن لدورة من العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل وحشي على أيدي شركائهن وأفراد أسرهن.
واشتد الأمر في أماكن أخرى كبيئة العمل والمساحات المتاحة على الإنترنت، كما ازداد بسبب الصراعات العديدة وتغير المناخ، حسبما أوردت المؤسسة الأممية.
عبارة لا مزيد من قتل النساء مكتوبة على رسم على جدار منزل في ألمانيا في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني نوفمبر 2024Martin Meissner/APوأضاف الموقع أن الحل بالصورة العامة، يكمن في التعاطي سريعا مع هذا الملف، ومحاسبة الجناة، وتسريع العمل من خلال وضع الاستراتيجيات الوطنية، وزيادة التمويل لحركات حقوق المرأة.
الأمم المتحدة: الحرب تؤثر على أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة حول العالميشار إلى أن نسبة انتشار العنف ضد النساء والفتيات تراوح بين 16 و58 في المئة باستخدام التكنلوجيا. وورد أن النساء الأصغر سنًا يتأثرن به بشكل خاص.
وجاء أن جيل الألفية الجديدة، وخصوصا مواليد ما بين عامي 1997 و2012، وكذلك آخر أجيال القرن العشرين، وتحديدا من وُلدوا بين عامي 1981 و1996، هما الجيلان الأكثر تضررًا. حسبما ورد على موقع الأمم المتحدة.
Relatedتأجيل حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال في غزة بسبب "تصاعد العنف" الأمم المتحدة: الحرب تؤثر على أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة حول العالمتظاهرات في فرنسا وإيطاليا تنديدًا بالعنف ضد النساءوجاء أيضا أن سبعين في المئة من النساء يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي، في الصراعات والحروب والأزمات الإنسانية. وأن واحدة من كل أربع فتيات مراهقات تتعرض للإساءة من قبل شركائهن.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من هي هاريس التي باتت قاب قوسين من أن تصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في أقوى دولة في العالم؟ واقعة صادمة في إيران.. امرأة تتجرّد من ملابسها في إحدى الجامعات! انتهاكٌ لحقوق المرأة الأساسية.. البرلمان الأوروبي يحثّ العراق على رفض تعديلات قانون الأحوال الشخصية مراهقونقتلاعتداء جنسيجريمةحقوق المرأةالعنف ضد المرأةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين بغزة وحزب الله وإسرائيل في تصعيد متواصل يعرض الآن Next واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبين واليابان لمواجهة الخطر الصيني يعرض الآن Next روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا بينما تحاول كييف صد الهجمات الصاروخية يعرض الآن Next هل أصبح الهوى سعوديا في عرف نجوى كرم؟ كلمة أشعلت جدلا بعد تعديل كلمة في أغنية دقوا المهابيج يعرض الآن Next هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29حزب اللهروسياجنوب لبنانوسائل التواصل الاجتماعي انهيارات أرضية -انزلاقات أرضيةفلاديمير بوتينصاروخقصفتل أبيبإيرانبوليفياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024