سيطرة دامت 35 عاما.. كيف غزت نينتندو قطاع منصات الألعاب المحمولة؟
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
لطالما داعبت فكرة أجهزة الألعاب المحمولة خيال المطورين والشركات التقنية على حد سواء، لذلك سعت العديد من الشركات لتقديم نموذجها لمنصة الألعاب المحمولة المثالية الملائمة لجميع المستخدمين.
وعبر السنين، ظهرت عدة منصات للألعاب المحمولة، ويمكن تتبع بداية ظهور منصات الألعاب بشكل عام إلى أجهزة "ماتتل" (Mattel) التي صدرت في عام 1979، وهي الأجهزة البدائية التي كانت تأتي مع شاشة "إل سي دي" (LCD) خضراء اللون وتحمل بداخلها لعبة واحدة فقط.
وتطور هذا القطاع كثيرا منذ تلك الأيام، ورغم هذا التطور، فإن اسما واحدا ظل طاغيا على صناعة منصات الألعاب المحمولة، وهي شركة "نينتندو" (Nintendo) اليابانية التي تملك إرثا تجاوز الـ135 عاما بدأت فيها بصناعة بطاقات اللعب الورقية وتطورت حتى أصبحت عملاقة صناعة منصات الألعاب المحمولة وتطوير الألعاب.
تاريخ زاخر بمنصات "نينتندو"أجهزة "غيم آند واتش" (Game & Watch) التي غزت العالم في القرن الماضي وكانت وسيلة الترفيه المثالية للأطفال والكبار على حد سواء كانت نتاج أفكار "نينتندو" وتحديدا جونبي يوكوي الذي كان مجرد مهندس صيانة في مباني الشركة، وذلك قبل أن يقابل المدير التنفيذي للشركة في أثناء زيارة للمصنع الذي يعمل يوكوي فيه، وهناك أحب المنصات والألعاب الصغيرة التي صنعها يوكوي لنفسه حتى يتسلى أثناء عمله، ومنذ تلك اللحظة أصبح يوكي أحد الأعمدة التي بنت عليها "نينتندو" إمبراطوريتها.
ثم جاء الدور على منصة "غيم بوي" (Gameboy) التي كانت البداية الحقيقية لمنصات الألعاب المحمولة كما نعهدها اليوم، وتلتها الإصدارات من "نينتندو" حتى وصلت إلى أجهزة "سويتش" الفريدة والتي تمكن من تحقيق مبيعات تجاوزت 139 مليون وحدة.
نجاح "نينتندو" في قطاع منصات الألعاب المحمولة ليس حديث العهد، إذ تتمتع الشركة بالريادة في هذا القطاع منذ بدايات ظهوره، وذلك رغم وجود العديد من المنافسين الذين كادوا أن يزيحوا الشركة من عرشها.
منافسة شرسة دون طائلفي مقدمة المنافسين الذين حاولوا زعزعة "نينتندو" من عرشها تأتي أجهزة "بلاي ستيشن بورتابل" (Playstation Portable) أو كما تعرف اختصارا "بي إس بي" (PSP) وانتشرت تحت هذا الاسم، وهي أجهزة محمولة أطلقتها "سوني" في عام 2004 ضمن منظومة "بلاي ستيشن" تعتمد على نسخة تشغيل مخففة من نظام "بلاي ستيشن" وتأتي بألعابها الخاصة التي تخزن على أقراص ضوئية صغيرة يتم إدخالها في الجهاز إلى جانب بعض مزايا الاتصال بالإنترنت.
رحلة أجهزة "بي إس بي" كانت الأطول بين جميع منصات "بلاي ستيشن" وهو ما يعكس تفرد المنصة وقدرتها على المنافسة في هذا القطاع، إذ استمرت رحلة المنصة لمدة قاربت 10 سنوات منذ ظهورها الأول، تمكنت خلالها "بي إس بي" من بيع ما يقرب من 71.66 مليون جهاز قبل أن يتوقف إنتاجها نهائيا في 2014.
ورغم أن "سوني" حاولت محاكاة هذا النجاح وتكراره عبر إطلاق الجيل الثاني من المنصة المحمولة "بي إس بي فيتا" (PSP Vita) مع مزايا أكثر تشمل شاشة لمس وأدوات تحكم أكثر ابتكارا، إلا أن رحلته كانت أقصر وأقل نجاحا، إذ استمرت لمدة 7 أعوام.
بالطبع ظهرت عدة محاولات أخرى لمنافسة سيطرة "نينتندو" الكاملة على هذا القطاع بدءا من أجهزة "نوكيا" التي كانت تجمع بين الهواتف ومنصات الألعاب المحمولة تحت اسم "إن- غيج" (N-Gage) الذي صدر في عام 2003 وكانت الشركة تسعى وقتها لجعله منصة ألعاب متكاملة مع وحدات تخزين خارجية وتطبيق خاص به ومزايا مشاركة الألعاب ومتجر ألعاب رقمي.
ولكن محاولة "نوكيا" واجهت عدة عقبات أسفرت على فشلها في التحول إلى منصة ألعاب متكاملة وناجحة، واكتفت ببيع مليون وحدة حتى عام 2005 عندما توقف إصداره.
تتميز نينتندو باهتمامها الواضح بالألعاب المحمولة بشكل خاص (الجزيرة) لماذا تبرع "نينتندو" بدون غيرها؟عند النظر إلى تاريخ شركة "نينتندو" بشكل عام، يمكن تحديد السمة التي تغلب عليه، وهو اهتمام الشركة الواضح بالألعاب المحمولة تحديدا، وذلك منذ بدايتها في عام 1989 وتطوير ألعاب الورق الخاصة بها وحتى يومنا هذا.
وبشكل عام، أطلقت "نينتندو" 11 منصة ألعاب تشمل 6 منصات ألعاب منزلية و5 منصات محمولة وذلك خلال دورة حياتها حتى يومنا هذا، وخلال تلك الفترة، استطاعت جميع منصات الألعاب التي أطلقتها الشركة النجاح، إذ كانت منصة "نينتندو 3 دي إس" (Nintendo 3DS) أقلهم نجاحا عند 75 مليون نسخة مباعة ومنصة "نينتندو دي إس" (Nintendo DS) التي عاصرت أجهزة "بي إس بي" الناجحة للغاية ورغم ذلك استطاعت بيع 154 مليون وحدة لتكون الأكثر مبيعا بين أجهزة "نينتندو" على الإطلاق.
ولم تلق منصات الشركة المنزلية مثل هذا الرواج مهما حاولت الشركة أن تضع من مزايا فيها أو تجعلها مبتكرة وفريدة من نوعها، دائما كانت منصات الألعاب المحمولة هي الأكثر نجاحا ورواجا، وربما ساهم هذا في خلق حلقة دائمة من النجاح، إذ ولد النجاح السابق لمنصات الألعاب المحمولة القديمة مثل "غيم بوي" (Game Boy) خبرة ومهارة خاصة في التعامل مع هذا النوع من المنصات، وهو ما أنجح المنصات التي تلته.
وتتكون خلطة "نينتندو" السرية لنجاح منصات الألعاب المنزلية من عدة أركان تمتزج معا، وفي مقدمتها هو تلبية احتياجات اللاعبين، إذ طالما كانت منصات "نينتندو" قادرة على تلبية احتياجات اللاعبين عبر تقديم مزايا فريدة ومختلفة لا توجد إلا فيها.
هذا الأمر ينجح مع منصات الألعاب المحمولة أكثر من المنزلية، وفي حالة "نينتندو سويتش" كان هذه المزايا متنوعة بدءا من ألعاب ناجحة مثل "زيلدا بريث أو ذي وايلد" (Zelda Breath Of the wild) أو حتى مزايا عتادية في الجهاز مثل إضافة التحكم عبر تحريك المنصة وشاشة اللمس وسهولة التحول إلى منصة ألعاب منزلية.
جزء آخر من أسباب هذا النجاح هو وجود الألعاب الفريدة على منصتها، إذ لا توجد هذه الألعاب على أي منصة أخرى، وهي دوما ألعاب تشعرك بأنك أمام منصة الألعاب في منزلك، رغم أن تتنقل من مكان إلى مكان، وبعكس عادة ألعاب المنصات المحمولة، فهي ليست ألعاب تافهة أو صغيرة، بل هي ألعاب ذات ميزانية ضخمة وناجحة للغاية.
عندما حاولت "سوني" استخدام الفلسفة ذاتها نجحت في وقت قصير مع منصة "بي إس بي"، إذ قدمت في وقتها ألعاب مميزة خاصة بالمنصة وتعاملت معها على أنها منصة ألعاب متكاملة وليست مجرد منصة جانبية.
وحتى تظهر شركة جديدة قادرة على تبني هذه الفلسفة، فإن عالم منصات الألعاب المحمولة سيظل حكرا على "نينتندو".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات هذا القطاع بلای ستیشن منصة ألعاب بی إس بی فی عام
إقرأ أيضاً:
نطف الحياة من وراء القضبان الى أرحام الأمهات
بيتونيا (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب":
تدافع أهالي وأقارب الأسرى الفلسطينيين نحو الحافلة القادمة من سجن عوفر، لدى وصولها الى بلدة بيتونيا وتقل معتقلين ضمن الدفعة الرابعة من التبادل بين حركة حماس واسرائيل، وعلت الزغاريد والهتافات.
وصلت الحافلة إلى ساحة ملاصقة لمتحف وقبرالشاعر الفلسطيني محمود درويش على تلة مطلة على سجن عوفر الملاصق للبلدة، واستقبلها حشد من الفلسطينيين بالزغاريد والهتافات.
نزل عطا عبد الغني (55 عاما) من الحافلة وعانق ولديه التوأم زين وزيد (10 سنوات) اللذان ولدتهما زوجته وهو داخل السجن من خلال نطف مهرّبة. وقال وهو ويشير الى ولديه، "هما سفيرا الحرية، هما الحرية والحلم الوحيد الذي لم يصادروه".
وتابع "النطف المهرّبة كانت الرئة التي نتنفّس بها من خلف القضبان والرطوبة التي أنهكت أجسادنا".
وممارسة تهريب النطف من معتقلين فلسطينيين محكومين لسنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، شائعة منذ سنوات. يحصل التهريب خلال الزيارات، ويشارك في نقلها وحفظها أطباء تمهيدا لتخصيب الزوجات بها.
وقال زكريا قصقص السبعيني، والدموع على وجنتيه عقب عناق ابنه محمد قصقص الذي أمضى 23 عاما في السجن، "أنا أنتظر هذا اليوم منذ 23 عاما، لكن لا نقول إلا أن هذا كلّه من أجل الوطن".
وبدت ملامح التعب على وجوه المعتقلين الذين ارتدوا الزي الموحّد الرمادي المعتمد من مصلحة السجون الإسرائيلية، وكان معظمهم حليق الرأس وغالبيتهم طالت لحاهم.
وقال محمد زكريا الذي كان محكوما بعد إدانته بتهمة الانتماء الى مجموعة مسلحة وتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية، "الشعور بالحرية لا يوصف، لكنه يختلط مع الحزن على إخواننا الباقين في الأسر وسط الجوع والتعب".
وأضاف محمد "ما تتعرّض له الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية لا يقلّ عمّا يتعرّض له شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة، ونأمل أن يقف الجميع للمساعدة في إطلاق سراحهم".
وأكدت مؤسسات حقوقية ومعتقلون سابقون عن تعرّض المعتقلين الفلسطينيين لسوء معاملة داخل السجون الإسرائيلية، منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في السابع من اكتوبر 2023.
وكانت الحافلة إنطلقت من سجن عوفر بعد إعلان إسرائيل تسلمّها ثلاث رهائن إسرائيليين من قطاع غزة في عملية التبادل الرابعة التي تجري في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي بدأ تطبيقه في 19 يناير.
وشملت الدفعة الرابعة من المعتقلين المفرج عنهم من سجون إسرائيلية، 183 شخصا هم مصري واحد وسبعة فلسطينيين سيبعدون عبر مصر الى الخارج، و150 دخلوا الى قطاع غزة و25 الضفة الغربية المحتلة.وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينية، بين المعتقلين المفرج عنهم اليوم 18 محكومين بالسجن المؤبد، و54 من أصحاب الأحكام العالية.
وبين المفرج عنهم اليوم شادي عموري الذي كان محكوما بتهمة تفجير سيارة في العام 2002 قتل 17 إسرائيليا.
أما رياض مرشود الذي أمضى 22 عاما في السجن، فعانق ولديه اللذين كانا صبيين صغيرين لدى اعتقاله.
ثم قال بعد جلوسه على كرسي، "شعور لا يوصف، لا أستطيع أن أعبر عنه بكلمات، من الصعب أن أصفه بكلمات".
ثم أضاف "نترحمّ على جميع شهدائنا في فلسطين، ونقول للعالم أجمع أن هناك شعبا على هذه الأرض يستحق الحياة ويستحق الحرية".
وبينما كان الحشد والصراخ حوله يتزايد، وصل والده وعانقه باكيا. وكان مرشود اعتقل بالصاق تهمة الانتماء الى منظمة غير قانونية وإطلاق النار والتآمر لارتكاب جريمة قتل، وفق بيانات وزارة العدل الإسرائيلية.
وباكتمال الدفعة الرابعة، تكون إسرائيل أفرجت عن 583 معتقلا من سجونها مقابل إفراج حركة حماس عن 18 رهينة كانت تحتجزهم في قطاع غزة، بينهم خمسة عمال تايلانديين.
وبحسب اتفاق الهدنة، ستطلق حركة حماس في المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع، 33 محتجزا لديها (غير التايلانديين) مقابل أن تفرج إسرائيل عن قرابة 1900 معتقل، من بينهم قرابة الف أوقفتهم عقب السابع من أكتوبر 2023.
ويرتقب أن يعود الطرفان وبوساطة مصرية وقطرية وأميركية اعتبارا من الأسبوع المقبل لبحث المرحلة الثانية من دفعات التبادل وصولا الى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار.