لماذا رفض نور الشريف مصافحة والدته؟.. «دفنها وكمل تصوير فيلم الكرنك»
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
طفولة قاسية عاشها الفنان نور الشريف منذ صغره، فقد عاش طيلة هذه الفترة بعيدا عن والدته وهو كارها لها ورفض مصافحتها، ولم يدرك أهمية وجودها وندمه على ما فعله معها إلا في أواخر أيامها.
وفي ذكرى ميلاد صائد الجوائز وفيلسوف السينما المصرية، نستعرض في التقرير التالي سر العلاقة المتوترة التي كانت بين الفنان الكبير نور الشريف ووالدته.
عانى الراحل محمد جابر وهو الاسم الحقيقي لنور الشريف من طفولة قاسية لا يتمناها أحد، ففقد والده بعد سنة ونصف فقط من ولادته، وعن علاقته بوالدته فقد تحدث نور الشريف في إحد اللقاءات التليفزيونية مع الإعلامي محمود الليثي، أن علاقته معها كانت متوترة كثيرا، وظل مبتعدا عنها يرفض الحديث والعيش معها، وذلك بسبب زواجها من رجل آخر بعد وفاة والده، وقد كانت في سن الـ22 عاما وقتها، وذلك بسبب إلحاح أهلها عليها في الزواج بسبب صغر سنها، إلا أنه بعد ذلك أدرك الخطأ الكبير الذي ارتكبه في حقها.
رفض مصافحتها وحاولت خطفهذهب نور الشريف للعيش مع عمه، الذي تولى تربيته هو وأخته عواطف، وحاولت والدة نور الشريف أن تأخذ ابنها لينتقل إلى العيش معها، إلا أن تفاجأت أنه رفض مصافحتها، لكن الأم لم تحتمل فراق ابنها طيلة هذه المدة، ففراقه كان صعبا عليها، فطلبت من زوجها خطفه من أمام مدرسته، لكن تلك المهمة فشلت بسبب صراخ الطفل والتفاف الناس من حوله وانقاذه.
تحدث نور الشريف خلال لقاءه مع عمرو الليثي عن حدث أليم عاشه يوم وفاة والدته، فقد قام لدفنها، ثم ذهب لاستكمال تصاريح فيلم الكرنك، بسبب ضيق الوقت وعدم توافر فرص أخرى لأخذه إلا هذه المرة «روحت دفنتها ورجعت بسرعة علشان أخد التصريح والناس مكنتش تعرف لسه أنها ماتت، وكان شيء صعب عليا جداً».
رغم تلك المعاملة القاسية التي تعامل بها نور الشريف مع والدته، إلا أنه ندم بشدة على هذه المعاملة بعدها، وادرك خطأه الكبير الذي ارتكبه في حقها، فقد عزرها في حدث الزواج لأنها كانت في سن صغير وقتها، وقال عنها : «أمي أعظم إنسانة في الدنيا هي وأختي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نور الشريف عيد ميلاد نور الشریف
إقرأ أيضاً:
بين رمضانين.. هكذا يعيش ذوو الشهداء بغزة أجواء الشهر الفضيل
غزة- "في رمضان يزيد وجع الفقد ونتذكر الأحبة"، تقول مريم جلود، التي تفتقد زوجها معين ونجلها هيثم، اللذين استشهدا في جريمتين منفصلتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة خان يونس، خلال حربها المروعة التي شنتها على قطاع غزة بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
9 أشهر فصلت بين استشهاد الأب الخمسيني معين ونجله الشاب العشريني هيثم، ولا تزال مريم (51 عاما) تعيش تحت تأثير الصدمة، وتقول للجزيرة نت "كيف أنسى معين وهو الأخ والزوج والحبيب والصديق، وابني هيثم قرة عيني؟!".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بين المغالطات التاريخية والبذخ الإنتاجي.. هل فشل مسلسل "معاوية"؟list 2 of 2معاناة أيوب تتفاقم في رمضان تحت حصار غزةend of listاستشهد معين (53 عاما) في الثالث من يناير/كانون الثاني من العام الماضي، وفي 13 سبتمبر/أيلول من العام نفسه لحق به نجله هيثم، أقرب الأبناء إلى قلب والدته، التي تفتحت جروح ذاكرتها مع حلول شهر رمضان المبارك، للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب.
تُسابق الدموع كلمات مريم وهي تتحدث للجزيرة نت عن سنوات حياتها الهانئة مع زوجها الذي تكثر من ذكره بكنيته المحببة "أبو خالد"، وهي التي تزوجته صغيرة بعمر 16 عاما، وتحفظ له الفضل في تربيتها وتعليمها والصبر عليها، وتقول عنه "لم يكن زوجي فقط، بل كان أيضا أخي وحبيبي وصديقي".
في يوم استشهاده عاد إلى البيت برفقة أصدقائه، وشربوا معا القهوة، وارتاحوا قليلا من تعب المشاركة في إنقاذ الضحايا من منازل تعرضت للقصف، وكانت هذه عادته يوميا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع.
تقول الزوجة المكلومة، لم يمض وقت طويل على خروج "أبو خالد" برفقة أصدقائه، حتى جاءني خبر استشهاده، لم أصدق، وخرجت أركض في الشارع بلا وعي، وساقتني قدماي إلى مجمع ناصر الطبي، وعند ثلاجة الموتى وجدت أبنائي وحشدا من الأقارب والأصدقاء والجيران.
إعلانوتتابع مريم "لم يسمحوا لي برؤية وجهه، وأيقنت أن إصابة مباشرة شوهت ملامحه الجميلة، وأمسكت بيديه أقبلهما، ودعوت له بالرضا والرحمة".
يحل شهر رمضان للعام الثاني على مريم منذ استشهاد زوجها، ومعه تغرق في "بحر من الذكريات الجميلة"، وبصوت يخنقه النحيب وبعيون تذرف دموعا تستذكر هذه الزوجة عاداتها وطقوسها الرمضانية مع زوجها الشهيد، وتقول "كان أبو خالد يصلي الفجر جماعة في المسجد المجاور، ويقرأ القرآن الكريم، ومع ساعات الصباح يذهب للسوق ويجلب لي كل احتياجات المنزل".
وبعدما يؤدي صلاة العصر، كان يشاركني في أعمال المطبخ، وإعداد وجبة الإفطار، ويحرص أن يجلس معي بعد أداء صلاة المغرب نشرب القهوة ونتسامر، وبعدما نؤدي صلاة العشاء والتراويح، كنا نمارس رياضة المشي قبل العودة للمنزل والنوم، وتضيف مريم "وكان يستيقظ قبلنا جميعا يعد بنفسه وجبة السحور لنا".
وتقول "لم يكن زوجي الشهيد متطلبا كثيرا في الطعام، ولكنه كان يعشق المعكرونة مع اللحم المفروم، والفتة باللحم أو الدجاج"، والتقطت بضعة أنفاس متلاحقة، وأضافت "والله ما عاد في طعم لأي شيء بالدنيا بعد استشهاد معين".
وقبل أن تستوعب هذه المرأة صدمة فقدها لزوجها، تلقت صدمة ثانية باستشهاد أقرب أبنائها إلى قلبها هيثم (23 عاما)، نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفته بصاروخ استهدفه بينما كان وحيدا في المنزل.
كان هيثم قريبا من الله، بحسب وصف والدته، محبا للخير، حريصا على أداء الفرائض والعبادات، وفي رمضان كان له طقوسه الخاصة، حيث يصلي الفجر جماعة ويقرأ القرآن الكريم حتى وقت صلاة الظهر، وبعد أداء صلاة العصر يخرج مع أصدقائه ويعود للمنزل قبيل موعد الإفطار.
صبيحة يوم استشهاده، وكان يوم جمعة، تقول والدته إن هيثم جلس يقرأ سورة الكهف، بعدما قام بملء خزانات المياه وتنظيف المنزل، وهو الأنشط من بين إخوته ذهب لصلاة الجمعة في المسجد وعاد ليتناول معنا الغذاء".
إعلانفي ذلك اليوم كنت على موعد مع زيارة اجتماعية، وأصر علي هيثم أن أخرج مبكرا من المنزل، وألح في ذلك رغم أن الوقت كان مبكرا على موعد الزيارة، وبقي في المنزل وحيدا، وبعد وقت قليل سمعت صوت انفجار صاروخ، وشعرت بانقباض في قلبي، وفي طريق عودتي للمنزل قابلني أحد أبنائي وأبلغني بالخبر الصاعقة "استشهد هيثم… عن أي رمضان نتحدث وقد فقدنا أحبتنا؟"، تتساءل مريم، وقد غلبها البكاء.
وخلف رائد أبو حطب باستشهاده جرحا عميقا في قلب والدته الستينية نجوى أبو حطب، وطوال حديثها مع الجزيرة نت لم تكف هذه الأم عن ترديد "كان ودودا رحيما بي، ويسأل عني باستمرار".
ترك الشهيد رائد (35 عاما) وراءه أسرة مكونة من (7 أفراد) تعيش مع والدته في منزلها بمدينة خان يونس، وتقول هذه الأم المكلومة إنها فقدت خلال الحرب أيضا ابنتها مزنة (34 عاما) وكانت حاملا واستشهدت بنيران الاحتلال مع جنينها في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع.
في 24 يناير/كانون الثاني الماضي استشهد رائد، وكان وقع الخبر على والدته كالصاعقة، ولا تزال غير قادرة على تجاوز حقيقة غيابه عنها، وتقول "ذكرياتنا معه طوال الوقت وليست فقط في رمضان، ولكن في هذا الشهر نفتقد الكثير من أبنائنا وأحبتنا الذين خطفتهم الحرب".
كان رائد محبا لشهر رمضان وعباداته وطقوسه، وبحسب والدته فإنه كان يحب "أكلة الفتة الغزاوية بالدجاج"، ويتناول الكثير من القطايف في هذا الشهر.
وتقول إن وجوده كان يبعث الفرح والسعادة في المكان، فقد كان يحب أن يرى كل من حوله سعداء.. وبعد لحظة صمت عابرة رفعت بصرها إلى السماء وهي تردد "الله يرحمه ويعوضنا عنه عوض خير"، وتضيف: "الحرب زرعت الحزن في كل بيت ".
وتركت الحرب أثرها على نحو مليونين و300 ألف فلسطيني في القطاع، لم ينج أي منهم من أثر مؤلم لهذه الحرب غير المسبوقة، بفقد عزيز أو بتدمير منزل، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن أكثر من 48 ألفا استشهدوا وأصيب زهاء 112 ألفا آخرين، علاوة على دمار هائل في المنازل والمباني وكل مناحي الحياة.