البوابة نيوز:
2024-12-25@07:32:45 GMT

البابا فرنسيس يلتقي السجينات في البندقية

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، السجينات في مستهل زيارته الرعوية إلى البندقية، موجها رسالة لهن قائلا: “إنهن يتمتعن بمكانة خاصة في قلبه”. 

وأضاف: أودُ أن نعيش هذه اللحظة ليس كزيارة رسمية للبابا، بل كلقاء نعطي فيه، بنعمة الله، بعضنا البعض الوقت والصلاة والقرب والمحبة الأخوية.

اليوم سنخرج جميعا من هذا الفناء أكثر ثراءً، وسيكون الخير الذي نتبادله ثمينا.

وأشار البابا فرنسيس إلى أن الرب شاء هذا اللقاء بين أشخاص أتوا من خلال دروب مختلفة، بينها من طُبعت بالألم الشديد، أيضا نتيجة أخطاء ارتُكبت وما يزال كل واحد يحمل الجراح والندبات التي تسببت بها. وقال: الله يريدنا معا لأنه يعلم أن كل واحد منا، هنا اليوم، لديه شيء فريد يعطيه ويأخذه، وأننا جميعا بحاجة إليه.

تابع البابا كلمته مؤكدا أن السجن هو واقع قاس، وثمة مشاكل مثل الاكتظاظ، ونقص المرافق والموارد، وأحداث العنف، التي تولد الكثير من المعاناة. بيد أن السجن يمكن أن تصبح أيضا مكانا للولادة الجديدة المعنوية والمادية، حيث لا يتم عزل كرامة النساء والرجال، بل يتم تعزيزها من خلال الاحترام المتبادل والاعتناء بالمواهب والقدرات، التي ربما بقيت نائمة أو مسجونة بسبب أحداث الحياة، ولكن يمكن أن تظهر من جديد لخير الجميع والتي تستحق الاهتمام والثقة.

ولفت إلى أنه من المفارقات أن البقاء في السجن يمكن أن يمثل بداية شيء جديد، من خلال إعادة اكتشاف الجمال غير المتوقع في أنفسنا وفي الآخرين، كما يرمز إليه الحدث الفني الذي ينظمنه السجينات ويساهمن فيه، مضيفا أن هذا الحدث يمكن أن يصبح مثل موقع بناء لإعادة الإعمار، حيث ينظر المرء إلى حياته ويقيّمها بشجاعة، من أجل إزالة ما هو غير ضروري ومعيق وضار وخطير، ومن أجل تطوير مشروع جديد والعودة، في ضوء التجارب التي عرفناها، إلى عملية البناء، واضعين حجراً تلو الآخر. وشدد البابا على أنه من هذا المنطلق لا بد أن يوفر نظام السجون للسجناء والسجينات أدوات ومساحات للنمو البشري والروحي والثقافي والمهني، مما يهيئ الظروف لإعادة إدماجهم في المجتمع، بطريقة سليمة. وحذّر البابا من مغبة "عزل الكرامة" داعياً إلى إعطاء السجناء إمكانيات جديدة.

هذا ومضى البابا يقول: دعونا لا ننسى أن لدينا جميعا أخطاء يجب أن تُغفر لنا وجروح يجب أن تُضمد، وأنه يمكننا جميعا أن نصبح أشخاصاً يُشفون ويحملون الشفاء، أشخاصا يُغفر لهم ويحملون الغفران، أشخاصا وُلدوا من جديد ويحملون الولادة الجديدة.

في ختام كلمته قال البابا فرنسيس: أيها الأصدقاء والصديقات الأعزاء، لنجدد معاً اليوم ثقتنا في المستقبل. لنبدأ كل يوم بالقول: "اليوم هو الوقت المناسب"، "اليوم هو اليوم الصحيح"، "اليوم أبدأ من جديد"، ولنفعل هذا دائماً طيلة أيام حياتنا. هذا ثم وجه البابا كلمة شكر للحاضرين مؤكدا أنه يصلي من أجلهم وطلب منهم أن يصلوا هم أيضا من أجله.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط البابا فرنسیس یمکن أن

إقرأ أيضاً:

في السجون وأدبها

اقترنت كلمة السجن بالخطيئة والذنب، وعلى مرّ التاريخ أصبحت السجون مرادفًا للعقاب والقمع والتعذيب فـي كثير من دول العالم لا سيما الدول التي تحوي أنظمتها السياسية القليل من الحريات والكثير من القمع والتعذيب والوحشية، وللفت انتباه القارئ هنا فإنني لن أتحدث عن السجون الطبيعية التي يحاكم فـيها المجرمون والخارجون عن القانون حتى وإن كانت قسوتها قد بلغت حدًّا بعيدًا، لكنني هنا سأسلّط بعض الضوء على السجون التي شهدت الكثير من الأحداث العسكرية والسياسية وعرفها الناس من خلال ما كُتب عن هذه السجون من كتابات وثّقت لشناعة وفظاعة تلك السجون، وأصبحت مثالًا للوحشية التي تنتهجها الحكومات الديكتاتورية فـي سبيل قمعها لخصومها من السياسيين والعسكريين وممن يشتبه بهم فـي الوقوف فـي وجه تلك الأنظمة الديكتاتورية.

سأبدأ بالحديث من نهاية السلسلة وتحديدا من السجون السورية التي باتت اليوم حديث العالم ومثالا على القسوة والشناعة وارتبطت بسمعتها السيئة فـي الوحشية وانتهاك حقوق الإنسان من خلال شهادات قدمها بعض المعتقلين السياسيين ممن كُتبت لهم النجاة والخروج من تلك السجون فأصبحت شهاداتهم شاهدًا على المجازر الوحشية التي ارتكبها النظام الراحل من قتل وتعذيب لا إنساني للمعتقلين وعائلاتهم وارتكاب لجرائم قتل متعمد وإعدامات للمعتقلين بسبب كثرة التعذيب أو لأسباب كما ذكرها بعض الناجين إنما هي لمجرد إقامة حفلات للإعدام يتسلى بها السجان نفسه.

«القوقعة، يوميات متلصص» تعَد من أشهر الروايات التي كُتبت عن السجون السورية وتحديدا سجنَي تدمر وصيدنايا، ويتحدث فـيها كاتبها مصطفى خليفة وهو الناجي من الموت المحقق قصته مع تلك السجون بعد أن قضى ما يربو على الـ13 عامًا سجينًا فـي تلك السجون بتهمة انتمائه لتنظيم إسلامي محظور رغم أنه مسيحي ولا يمتُّ للإسلام بصلة.

الرواية تدور حول شاب درس السينما فـي فرنسا، وحين قرَّر العودة إلى وطنه اعتُقل فـي المطار ليقضي ثلاثة عشر عاما من عمره فـي سجن تدمر الصحراوي وتعرض الرواية تفاصيل التعذيب فـي سجون النظام السوري فـي ذلك الوقت ما بين الضرب والكهرباء إلى إجبار السجناء على ابتلاع الفئران والحشرات والسحالي، والشرب من مياه الصرف الصحي، وغيرها من الوسائل المهينة التي تكسر الأرواح.

لست بصدد سرد كثير من تفاصيل الرواية وأحداثها المؤلمة ويمكن الرجوع إليها وقراءتها كبرهان على دموية ووحشية التعذيب الذي تعرّض له الكاتب وباقي المعتقلين، وهذا أيضا ما يتقاسمه معه زميله الكاتب والروائي محمد برو فـي كتابه الرائع «ناجٍ من المقصلة: ثمانية أعوام فـي سجن تدمر» والذي سطر فـيه تجربته فـي ذلك السجن حين دخله وعمره لا يتجاوز السابعة عشرة بتهمة اطّلاعه على منشور إسلامي كما يقول فـي كتابه. ويوثق برو فـي كتابه بعضًا من الحكايات المخفـية أو المسكوت عنها عن أهوال التعذيب فـي السجون السورية وتجربته الشخصية فـي الاعتقال والظروف السيئة التي عاشها فـي سجن تدمر وأساليب التعذيب الوحشي التي كانت تمارَس ضدهم وحتى مع كونهم أطفالا صغارًا لم يشفع لهم ذلك فـي تخفـيف بعضٍ من العذاب عليهم. ومن الكتب التي وثّقت أدب السجون رواية «قضبان الربيع» لعبدالله اليبرودي والصادرة مؤخرا عن الدار العربية للعلوم يستعرض فـيها رحلته فـي المعتقلات السورية، حيث تنقّل خلالها بين فروع سجون المخابرات والأمن إلى سجن صيدنايا بعد أن ألقي القبض عليه عائدًا إلى بلاده من الخارج وتوجيه تهم المشاركة فـي التظاهر ضد النظام القائم وهو ما أودى به إلى السجن بتهم الخيانة وتعرّضه للكثير من أنواع التعذيب تتشابه مع ما ذكره الكاتبان السابقان فـي روايتيهما من حيث الفظاعة والقسوة وعدم احترام للإنسانية.

الحديث عن السجون وآدابها يحتاج إلى مؤلفات كثيرة وقد كتب عنها الكثير خصوصًا فـي عالمنا العربي فهنالك الكثير من الأدباء والشعراء والروائيين ممن كتبوا فـي أدب السجون نذكر منهم رواية شرق المتوسط لعبدالرحمن منيف تناول فـيها الكاتب السعودي الأثر النفسي لتجربة السجن السياسي من خلال حكاية رجب إسماعيل المحبوس الذي تعرّض للسجن والتعذيب على مدار خمس سنوات تحطَّمت فـيها روحه. كذلك أيضا هنالك كتاب «مذكراتي فـي سجن النساء» للدكتورة نوال السعداوي حيث تروي تجربتها فـي سجن القناطر المصري بعد إلقاء القبض عليها فـي موجة اعتقالات واسعة فـيما عُرف بقرار التحفُّظ الذي أصدره الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات فـي الشهور الأخيرة من حكمه.

فـي الأدب العالمي يبرز سجن الباستيل كرمز على القمع الوحشي الملكي فـي فرنسا قبل أن يتحول إلى أيقونة للثورة الفرنسية وسجّل الفـيلسوف الفرنسي فولتير تجربته فـي ذلك السجن حين كان أحد نزلائه ووصفه بأنه رمز لطغيان النظام الملكي الفرنسي.

هنالك سجون اكتسبت شهرة سيئة بفعل ممارساتها الوحشية ضد السجناء أبرزها فـي العصر الحديث «سجن أبو غريب» فـي العراق حيث أصبح رمزًا عالميًّا للوحشية والتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، خاصة خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق بعد عام 2003. وأيضا سجن جوانتنامو الواقع فـي خليج جوانتنامو بكوبا، هو واحد من أكثر السجون إثارة للجدل فـي العصر الحديث. أُنشئ السجن عام 2002 فـي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، كجزء من «الحرب على الإرهاب» التي أطلقتها الولايات المتحدة. أصبح السجن رمزًا للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

تعداد السجون سيئة السمعة يحتاج إلى مجلدات وما يرويه من خرجوا منها أحياء ما هي إلا غيض من فيض من الممارسات الوحشية التي يمارسها الإنسان ضد أخيه الإنسان، وتبقى التدوينات الإنسانية فـي أدب السجون شاهدًا على فظاعة ما تقوم به الدول من انتهاكات لحرم الإنسان الذي كرمه الله.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يلتقي عددًا من المستثمرين عقب اجتماع الحكومة اليوم
  • أسقف ايبارشية تورينو و روما يهني البابا فرنسيس بالميلاد
  • في السجون وأدبها
  • اليوم.. البابا فرنسيس يفتتح يوبيل «حجّاج رجاء»
  • هل يمكن إعفاء الحاصل على الدعم النقدي دون وجه حق من رد المبالغ التي صرفها؟.. الضمان الاجتماعي يوضح
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • السجن المؤبد بحق تاجر مخدرات في واسط
  • للمرة الثانية خلال 24 ساعة.. البابا فرنسيس يدين إسرائيل
  • البابا فرنسيس يستقبل موظفي الفاتيكان لتبادل التهاني بعيد الميلاد
  • البابا فرنسيس ينتقد الجرائم الإسرائيلية في غزة.. وحشية وليست حربا